"اليونسكو" تضيف 30 موقعًا للتراث العالمي خلال اجتماعات الرياض
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
واصلت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" تصنيف المواقع التراثية، حيث أدرجت لجنتها المختصة حتى الآن نحو 30 موقعًا على قائمة التراث العالمي، و 6 مواقع في جلسات اليوم بمدينة الرياض.
وشهدت جلسات اللجنة إدراج مساجد العصور الوسطى في الأناضول على قائمة التراث العالمي، وهي مساجد ذات أعمدة خشبية وهياكل علوية مميزة بطرازها الذي يعطيها خصائص تراثية وقيمة تاريخية عالية، وذلك في سياق أعمال الدورة الـ 45 للجنة التراث العالمي المنعقدة في المملكة بين 15 إلى 25 من سبتمبر الحالي.
وعلى خلفية إدراج مساجد الأناضول في التراث العالمي، قال مندوب تركيا في اليونسكو " نحن فخورون جدًا بإدراج هذا الموقع لقائمة التراث العالمي، وهذا الإدراج خير دليل على عزمنا مشاركة البشرية بهذا الموقع المهم جدًا "، مضيفًا أن هذه المساجد الخشبية التي تتميز بطراز فريد من نوعه حظيت باهتمام العديد من الخبراء؛ بهدف صون تاريخها الذي يعود لأكثر من 700 سنة، إذ شهدت قرونًا من الثقافات والحضارات، وكانت قد وثقت التطور الذي حدث والتنوع الذي تتميز به منطقة الأناضول خلال العصور الوسطى.
وتقدم المندوب التركي بالشكر لأعضاء لجنة التراث العالمي، ووفد سلطنة عمان الذي قدم تعديلًا سمح بإدراج الموقع على قائمة التراث العالمي.
كما حظيت "غيمارايش" وقلعتها التي كانت أول عاصمة للبرتغال أيضًا بموقع لها ضمن قائمة ممتلكات التراث العالمي، لكونها مهد الأمة البرتغالية وفقًا لمندوبها في اليونسكو، كونها أول عاصمة برتغالية بعد الاستقلال.
أما القبة السماوية الملكية في هولندا، فقد استطاعت تجاوز عقبات التصويت بنجاح بعد انتظار دام 12 عامًا، حيث أصبحت ضمن قائمة التراث العالمي، وهي بحسب الهولنديين أحد أبرز المواقع التراثية التي تحظى بأهمية قصوى في نقل المعرفة عن الكون والطبيعة، لا سيما لفئة الأطفال والشباب، كما أن إدراجها ضمن التراث العالمي يسهم في تشجيع التفكير بقضايا استدامة التراث.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، أضيفت أعمال الحفر الاحتفالية في هوبويل لقائمة التراث العالمي بعد 20 عامًا على إعداد ملفها، كما أدرج للأرجنتين موقع متحف ESMA، كما أضيفت إلى القائمة أيضًا مدينة "سي ثيب" القديمة في تايلاند التي يرجع تاريخها إلى ما بين 1500 إلى 1700 سنة مضت، ليكون بذلك الإدراج التايلندي الأول منذ عام 1992.
كما شهدت القائمة أيضًا إدراج كلٍ من: الكارستية التبخرية، وكهوف جبال الأبينيني الشمالية في إيطاليا، وموقع جودنسافان الأثري: مستوطنة جودنسافان، ومقبرة كاسيبورا كريك في سورينام، والمشهد الثقافي زاجوري في اليونان، وانتيكوستي في كندا، وحديقة نيونجوي الوطنية في رواندا.
وفي المقابل، أجلت اللجنة إدراج المشهد الثقافي في "ماسولة" الإيرانية بعد مقترح تعديل قدمته عمان يقضي بإرجاء فحص الموقع لتمكين الدولة الطرف من تقديم الملف من جديد بشكل يُظهر قيمة الموقع؛ فيما رفضت انضمام كنيسة القديس سرجيوس الروسية إلى قائمة التراث العالمي، لعدم استيفائه كامل المعايير المشترطة من قبل اللجنة.
ويترقب العالم إعلان لجنة التراث العالمي نتائج التصويت لضم 50 موقعًا جديدًا إلى قائمة التراث العالمي، من بينها 37 موقعًا ثقافيًا، و12 موقعًا طبيعيًا، وموقعين متعددًا الأهمية، إلى جانب مناقشة 5 تعديلات على حدود المواقع التراثية القائمة.
وكانت الأيام الماضية من اجتماعات اللجنة شهدت تصنيف مواقع عدة من التراث العالمي، وسط أجواء مفعمة بالحوار والثقافة، والمشاعر الجياشة من جانب ممثلي الدول ساعة إعلان قبول المواقع المرشحة من جانب الأعضاء المجتمعين.
ومن المنتظر أن يوافق أعضاء اليونسكو في دورة لجنة التراث الـ 45 المقامة في المملكة، على ضم موقعين عربيين حتى الآن إلى القائمة، فيما يترقب العرب غدًا الأربعاء التصويت على محمية " عروق بني معارض "، لتصبح الموقع العربي الثالث في الدورة الأولى للجنة منذ جائحة فيروس كورونا.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: اليونسكو قائمة التراث العالمي قائمة التراث العالمی موقع ا
إقرأ أيضاً:
مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يستعرض المراحل ومسارات التنفيذ
المناطق_واس
عقد مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، أول أمس بالرياض ” لقاء منتصف الرحلة “، استعرض خلاله مع أصحاب المصلحة ومسؤولين من عدة جهات حكومية وغير ربحية وخاصة، حوكمة ومراحل العمل ومسارات التنفيذ وآخر تطورات الأعمال، حيث يعنى المشروع بتأهيل وتطوير 130 مسجدًا تاريخيًا موزعة على مختلف مناطق المملكة، مع الحرص على حفظ عناصرها المعمارية الفريدة وإعادتها إلى حالتها الأصلية بما ينسجم مع متطلبات العصر الحديث.
ويأتي اللقاء بعد بلوغ المشروع منتصف رحلة تطوير المساجد التاريخية، وسط عناية ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، إذ يعدّ دعم سمو ولي العهد الأكبر في تاريخ دعم المساجد التاريخية من حيث عدد المساجد والتكلفة الإجمالية، لما لها من مكانة عظيمة في الدين الإسلامي، إضافة إلى كونها أحد أهم معالم التراث العمراني الحضاري، وللأصالة في طابعها المعماري الأصيل، وما تمثله المساجد المشمولة بالمشروع من عمق تاريخي وثقافي واجتماعي تمتاز به.
أخبار قد تهمك مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يُعالج مواد الترميم الحديثة بمسجد الزبير بن العوام ويُعيد له أصالته 11 مارس 2025 - 6:17 مساءً مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يجدد مسجد الفويهي بسكاكا ويعيد تظليله بخشب الأثل وجريد النخل 8 مارس 2025 - 5:11 مساءًوخلال اللقاء سلطت اللجنة التوجيهية الضوء على أعمال المشروع في المرحلتين الأولى والثانية، التي شملت ترميم وتأهيل 60 مسجدًا في جميع مناطق المملكة الـ13، وأسهمت في رفع الطاقة الاستيعابية لهذه المساجد، مما أتاح إعادة فتحها أمام المصلين بعد عقود من الإغلاق، لتعود إلى دورها مراكز دينية واجتماعية في مجتمعاتها المحلية، ومع انتهاء هاتين المرحلتين، بلغت نسبة إنجاز المشروع ما يقارب الـ 50٪ وهو ما يعكس جدية العمل والحفاظ على وتيرته.
ونوه معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ بأهمية مشروع سمو ولي العهد لتطوير المساجد التاريخية لتعزيز البعد الحضاري للمملكة التي تشهد نهضة في مختلف المجالات وتمتلك إرثًا حضاريًا كبيرًا ، مشيرًا إلى أن هذا المشروع الرائد أسهم في إعادة الدور الديني لهذه المساجد التي كانت لقرون سابقة مفعمة بالعبادة والحياة، وأضاف معاليه أن إعادة تأهيل هذه المساجد يعكس حرص القيادة الرشيدة على العناية ببيوت الله، وإعادة الحياة إليها، لتكون منارات دينية تتناسب مع مكانة المملكة بصفتها قلبًا للعالم الإسلامي.
من جانبه قال رئيس اللجنة التوجيهية لمشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية هاني بن مقبل المقبل أن المشروع انطلق من مفهوم إستراتيجي ومحوري، يتمثل في التطوير الذي يتجاوز مفهوم الترميم، مشيرًا إلى إعلاء منهج التطوير منهج عمل من خلال 5 محاور هي تطوير المساجد التاريخية بالمحافظة على الهوية العمرانية الأصيلة لكل مسجد منذ تأسيسه، وتطوير البيئة المحيطة بالمساجد، وتطوير الشركات الوطنية المتخصصة في مجال تأهيل المساجد التاريخية، وتطوير الوعي بقيمة المساجد التاريخية وأهميتها الثقافية والحضارية وتطوير منظومة عمل متكاملة تعتمد على منح الجميع فرصة المشاركة وفق اختصاصات كل جهة ومسئوليات وصلاحيات محددة.
وكشف الأستاذ هاني المقبل أن المشروع يقوم على 3 مبادئ أساسية يتمثل أولها في التحول من النمو إلى التنمية من خلال الانتقال من النمو داخل إطار المساجد التاريخية نفسها إلى التنمية المجتمعية خارج إطارها اقتصاديًا وثقافيًا وحضاريًا وبشريًا، أما الثاني فيتجسد في الانتقال من الأحادية إلى التشاركية بإعلاء مبدأ التعاون والشراكة من خلال الجهود المتناغمة مع بعضها والمتنافسة فيما بينها لهدف مشترك يسعى الجميع إلى تحقيقه، في حين يتمثل المبدأ الثالث في استدامة المشروع في تعزيز الإمكانيات بالنظر إلى رحلة المشروع على أنها رحلة متجددة تكمن قصة استدامتها في اجتماع الإمكانيات.
أما الرئيس التنفيذي لهيئة التراث الدكتور جاسر الحربش فقد أشار خلال كلمته إلى أن المشروع يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق مستهدفاته، مشيدًا بجهود الفرق الوطنية المتخصصة التي تعمل على توثيق وتصميم وتنفيذ عمليات الترميم وفق أعلى المعايير.
وأشار إلى أن هذا المشروع يسهم في الحفاظ على التراث الإسلامي، ويضع المملكة بطليعة الدول الرائدة في إعادة تأهيل المباني التاريخية والتراثية وفق أساليب علمية دقيقة، مع الحفاظ على أصالتها المعمارية، وهو ما يعزز من مكانة التراث السعودي على الخريطة العالمية.
وأوضح خلال اللقاء أن تحديد المساجد المستهدفة للتطوير يخضع لمعايير دقيقة تراعي أهميتها التاريخية والثقافية والمعمارية، وارتباطها بالسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، للعمل على ترميم وإعادة إحياء المساجد التاريخية من خلال تجهيزها بالخدمات الحديثة مثل مصليات النساء، وتحسين أنظمة التهوية والتكييف والإضاءة، مع ضمان الحفاظ على الطابع التراثي لكل مسجد، وهو ما يسهم في جعل هذه المساجد شواهد حية على العمق التاريخي للمملكة.
وأكد أن أعمال التطوير تسير وفق رؤية واضحة وخطة زمنية مدروسة، وأن العمل جارٍ على استكمال مراحل التطوير للوصول إلى العدد المستهدف من المساجد بحلول عام 2030، في خطوة تعزز مكانة المملكة مهدًا للحضارة الإسلامية ومركزًا عالميًا للعناية بالتراث الإسلامي.
وتناول اللقاء الأثر الاجتماعي والثقافي للمشروع، إذ أدى إلى إعادة إحياء الأحياء التاريخية حول هذه المساجد، وأسهم في تعزيز الترابط المجتمعي، فأصبحت هذه المساجد مجددًا مراكز للحياة الدينية والثقافية بعد أن كانت مغلقة لسنوات طويلة، وهو ما يعكس التزام المملكة بالحفاظ على تراثها الإسلامي والارتقاء به ونقله إلى الأجيال القادمة.
وتناول اللقاء أدوار الشركاء وإسهاماتهم في إنجاح المشروع، مع التركيز على الابتكار في إدارة وتنفيذ أعمال التطوير، حيث يتم تنفيذ المشروع بأيادٍ وطنية من مهندسين وخبراء متخصصين في التراث العمراني، لضمان تطبيق أعلى معايير الجودة والحفاظ على الهوية الإسلامية للمساجد التاريخية.