حوار: حمد الكعبي
أكد سمو الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، رئيس المكتب الوطني للإعلام، أن المحددات الاستراتيجية لمستقبل الإعلام في الدولة، ستكون منبثقة من الإرث التاريخي الذي وصلت إليه المسيرة الإعلامية الوطنية، واصفاً إياها بالمسيرة «الثرية والعميقة»، موضحاً أنه سيتم البناء عليها وتطويرها، بما يخدم المصلحة الوطنية العليا للدولة.


وقال سمو الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، في حوار شامل مع «الاتحاد»: «نحن اليوم مطالبون بنقل صورتنا إلى العالم، وسرد هويتنا وقصة نجاحنا ورسائلنا الحضارية وأهدافنا التنموية، وتطلعاتنا نحو المستقبل»
وشدد سموه على أهمية «مساهمة الجميع في صناعة مستقبل الإعلام الإماراتي، وتطوير أدواته وتأهيل كوادره، وتعزيز كفاءته مطلب أساسي في المرحلة المقبلة.. والركيزة الأساسية التي ستساعدنا في بلوغ أهدافنا».
وتابع سموه قائلاً: «محتوانا يجب أن يعكس طموحنا وإنجازاتنا وهويتنا وثقافتنا، وهدفنا أن نكون مؤثرين وملهمين وفاعلين لصناعة مستقبلنا»، مؤكداً سموه أن «المحتوى في مؤسساتنا الإعلامية محتوى مسؤول، وهدفنا حماية مجتمعنا من أي تأثيرات خارجية تمسّ ثوابتنا المجتمعية والوطنية».. وقال سموه: «نتطلع إلى تعزيز وتطوير منظومة إعلامية متكاملة تخدم مصالح الدولة».
وقال سموه: «إن إعلامنا مطالب بإعطاء اهتمام أكبر للصحافة الاقتصادية تحليلاً ومعلومة، فدولتنا تشهد ازدهاراً كبيراً، واقتصادنا ركيزة أساسية لرؤية حكومتنا للخمسين سنة المقبلة، وعليه نحن بحاجة إلى إﻋﻼﻣيين مواطنين متخصصين اقتصادياً، يواكبون هذا الازدهار وهذه الرؤية»، داعياً سموه المؤسسات الإعلامية المحلية كافة إلى تأهيل كوادر متخصصة، لديها المهارات والأدوات اللازمة لتحقيق ذلك.

أخبار ذات صلة رئيس الدولة وسعود المعلا: المواطن جوهر خطط التنمية خالد بن محمد بن زايد: الإعلام شريك أساسي في التنمية زايد بن حمدان بن زايد في حديث مع حمد الكعبي

وفيما يتعلق باستضافة الإمارات مؤتمر الأطراف «COP 28» نوفمبر المقبل، ودور الإعلام الإماراتي في إبراز هذا الحدث المهم، وصف سموه  «COP 28»..  بالحدث التاريخي الذي يتوج مسيرة الدولة في الاستدامة البيئية، معرباً عن ثقته بأن إعلامنا الإماراتي سيكون شريكاً فعالاً في نقل نجاح الدولة في إقامة هذا الحدث العالمي بكل احترافية ومهنية.
ورداً على سؤال حول أهمية تأهيل الكوادر الإعلامية المواطنة، قال سمو الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان: «إن كوادرنا الإعلامية ثروتنا الحقيقية ومحور رئيس في استراتيجيتنا»، مؤكداً أهمية تحفيز نجاحاتهم وتنمية مهاراتهم خلال المرحلة المقبلة، وفق أفضل الممارسات الإعلامية العالمية.
وحول مساهمة الإعلام في تعزيز روح التسامح والتعايش السلمي، قال سموه: إن للإعلام دوراً حيوياً ومهماً جداً في تعزيز التعايش والتسامح بين المجتمعات، من خلال نشر القيم الإنسانية المشتركة بين الشعوب، وتوجيه الأفراد نحو القيم الإيجابية، لافتاً إلى أهمية التركيز على القصص الإيجابية للتسامح من مختلف المجتمعات لما لها من أثر كبير في ترسيخ هذه القيم عند المتلقين.
ووجَّه سموه رسالة إلى المؤثرين الإماراتيين على وسائل التواصل الاجتماعي، مفادها أن «المصداقية والتخصص» هما طريقهم ليكونوا مؤثرين حقيقيين وناجحين وفاعلين في خدمة مجتمعهم ووطنهم وقضاياه.
وفيما يلي نص الحوار مع سمو الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، رئيس المكتب الوطني للإعلام:

بالتأكيد.. تسلم سموكم لملف الإعلام في دولة الإمارات خطوة جديدة في مسيرة الإعلام.. ما محددات الاستراتيجية الإعلامية لدفع هذه المسيرة إلى الأمام؟
في البداية أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لقيادتنا الرشيدة التي أولتنا هذه المهمة والمسؤولية، ونسأل الله العلي القدير أن نكون عند حسن ظنهم، وأن يوفقنا في خدمة وطننا وبذل أقصى جهد ممكن لتمكين قطاع الإعلام في الدولة، وتعزيز حضوره الإقليمي والعالمي … وهذا سيتحقق بإذن الله بتعاون وشراكة ومساندة جميع الجهات الإعلامية في الدولة.
وبهذه المناسبة أود أن أتقدم إليكم في «أبوظبي للإعلام» بالتهنئة لانطلاقتكم الجديدة، متمنياً للعاملين كافة في هذه المؤسسة العريقة مزيداً من التقدم والتطور والنجاح بما يثري بيئة العمل الإعلامي محلياً، ويواكب الغايات الاستراتيجية للمشهد الإعلامي للدولة. ولا بد أن أشير هنا إلى أن الانطلاقة الجديدة لشبكة «أبوظبي للإعلام» هي جزء مهم وأساسي في منظومة تطوير الإعلام في الدولة، وهذه الشبكة لديها تاريخ طويل ومؤثر في انطلاقة مسيرة الاتحاد، والمساهمة مع المؤسسات الإعلامية الأخرى في الدولة في تعزيز أركانه وتحقيق أهدافه.
أما فيما يتعلق بسؤالكم حول محددات الاستراتيجية الإعلامية لمستقبل الإعلام في الدولة، فبالتأكيد ستكون منبثقة من الإرث التاريخي الذي وصلت إليه المسيرة الإعلامية الوطنية، وهي مسيرة بلا شك ثرية وعميقة وذات خبرة وبعد تنموي رافق مسيرة الخير والعطاء، وسيتم البناء عليها وتطويرها، بما يخدم المصلحة الوطنية، ويُعزز موقع الدولة الإعلامي على المستويين الإقليمي والدولي.
وكذلك من أهم محددات الاستراتيجية، الهوية الوطنية والقيم الأصيلة التي ورثناها عن القادة المؤسسين ومنهجهم في القيادة والبناء والتنمية... مسؤوليتنا اليوم نقل هذه الصورة للعالم وسرد هويتنا وقصة نجاحنا ورسائلنا الحضارية وأهدافنا التنموية وتطلعاتنا نحو المستقبل؛ لذلك فإن مساهمة الجميع في صناعة مستقبل الإعلام الإماراتي وتطوير أدواته وتأهيل كوادره وتعزيز كفاءته، مطلب أساسي في المرحلة المقبلة.. والركيزة الأساسية التي ستساعدنا في بلوغ أهدافنا.

برأيكم، ما أبرز التحديات التي تواجه الإعلام الإماراتي، وكيف يمكن تجاوزها؟ وهل ترون سموكم أن المحتوى الإعلامي الوطني يواكب مكانة الإمارات عالمياً؟
كما قلت سابقاً، الحمد لله الإعلام الوطني، إعلام مسؤول، حقق الكثير من الإنجازات خلال مسيرته السابقة.. خلال السنوات الأخيرة حدثت تغيرات كبيرة في تقنيات الإعلام في العالم ودخلت أساليب حديثة ومفاهيم جديدة، وبشكل خاص الذكاء الاصطناعي.. فالتحدي الآن هو كيف نواكب هذه النقلة الكبيرة، وكيف نساير التطورات السريعة، وهذا التحدي ليس في الإمارات، أعتقد أن معظم دول العالم تواجه مثل هذه التحديات.
فعلاً، تغيرت الأساليب وتطورت صناعة الإعلام لكن الأهم هو المحتوى الإعلامي الهادف، المحتوى الذي يعكس طموحك وإنجازاتك، المحتوى الذي يعكس هويتك وثقافتك.. والمحتوى في مؤسساتنا الإعلامية محتوى مسؤول، وهدفنا التالي كيف نستمر ضمن هذه المنظومة ونبني عليها، لنكون مؤثرين وملهمين وفاعلين، وفي المقابل كيف نحمي مجتمعنا من أي تأثيرات خارجية من شأنها المساس بثوابتنا المجتمعية والوطنية.
ونتطلع اليوم من خلال المكتب الوطني للإعلام إلى تعزيز وتطوير منظومة إعلامية متكاملة، لخدمة مصالح الدولة، ودعم آلية التنسيق والتعاون، وتوحيد الجهود بين مختلف الجهات الإعلامية في الإمارات لتذليل العقبات كافة ومواجهة التحديات بروح عمل الفريق الواحد.

في الاقتصاد، الإمارات أصبحت دولة ذات تأثير قوي عالمياً، وتتشارك مع الدول الكبرى في رسم الخطط والاستراتيجيات التي تؤثر في اقتصاد العالم ككل.. كيف ترون دور الإعلام في الإمارات في مواكبة هذا التأثير؟ وهل تعتقدون أننا الآن بحاجة إلى إعلام اقتصادي متخصص أكثر من ذي قبل؟
بالتأكيد، دولتنا تشهد ازدهاراً كبيراً جعلها ضمن المراتب الأولى في أغلب المؤشرات الاقتصادية، والاقتصاد أيضاً، ركيزة أساسية لرؤية حكومة الإمارات للخمسين سنة المقبلة، وعليه فإن إعلامنا مطالب بإعطاء اهتمام أكبر للصحافة الاقتصادية، تحليلاً ومعلومة، وبيانات، بما يدعم سياستنا وبرامجنا الاقتصادية، نحن بحاجة إلى إﻋﻼﻣيين مواطنين متخصصين اقتصادياً، يواكبون هذا الازدهار وهذه الرؤية، وهنا أدعو المؤسسات الإعلامية المحلية كافة إلى تأهيل كوادر متخصصة، لديها المهارات والأدوات اللازمة، لتحقيق ذلك، ويسعدنا في المكتب الوطني للإعلام تقديم أوجه الدعم كافة لمؤسساتنا ومواطنينا في سبيل تحقيق هذه الغاية.

سموكم، أنظار العالم ستتجه إلى دولة الإمارات مع استضافتها مؤتمر الأطراف «COP 28» نوفمبر المقبل، وهنا ما الرسالة الحضارية التي ينبغي على الإعلام الوطني الإماراتي نقلها للعالم؟ وما رسالتكم لمؤسساتنا الإعلامية التي تتحفز لتغطية هذا الحدث؟

إن انعقاد مؤتمر الأطراف «COP 28» في دولة الإمارات حدث تاريخي يتوِّج مسيرة الدولة في الاستدامة البيئية، والتي تُعد جزءاً مهماً من رسالتنا الحضارية إلى العالم، وهنا لا بد من الإشادة بجهود الجهات والقطاعات كافة في الدولة، بما فيها القطاع الإعلامي، والتي عملت بجد منذ إعلان الاستضافة حتى يومنا هذا، وأنا واثق بأن إعلامنا الإماراتي سيكون شريكاً فعالاً في نقل نجاح الدولة في إقامة هذا الحدث العالمي بكل احترافية ومهنية.

دائماً ما تركزون سموكم على أهمية تأهيل الكوادر الإعلامية الإماراتية، كيف تعملون على إعداد الكفاءات الشبابية المبدعة للمشاركة في صياغة وصناعة محتوى إعلامي محلي، يواكب نهضة دولتنا في مختلف المجالات؟

كوادرنا الإعلامية هي ثروتنا الحقيقية في المشهد الإعلامي الوطني، ولها دور واضح وفاعل في مختلف وسائلنا الإعلامية، سواء كانت التقليدية أو الرقمية، وهي محور رئيس في استراتيجيتنا الإعلامية الجديدة، ومسؤوليتنا تحفيز نجاحاتهم وتنمية مهاراتهم.
ونعمل بشكل وثيق بالتعاون مع الحكومات المحلية والجهات الإعلامية والمؤسسات الأكاديمية ذات الصلة لتطوير البرامج والمبادرات التي تعنى بإعداد وتأهيل الكوادر الوطنية خلال المرحلة المقبلة، وفق أفضل الممارسات الإعلامية العالمية.

كيف ترى سموكم إسهامات المؤثرين الإماراتيين على وسائل التواصل الاجتماعي، وما الرسالة التي ترغبون بتوجيهها لهم ليكونوا مؤثرين ناجحين في المشهد الإعلامي؟

المؤثرون أصبحوا اليوم لاعبين أساسيين في المشهد الإعلامي على المستوى العالمي، في دولة الإمارات هناك مؤثرون لديهم محتوى إيجابي ونوعي وهادف، ونعتقد أن تحليل المشهد الإعلامي للمؤثرين أصبح أمراً مُلحّاً للوقوف على أهم المحاور التي يمكن أن توظف شعبية المؤثرين، وتعزز حضورهم وقدرتهم على تقديم رسائل إيجابية تنفع أفراد المجتمع والوطن، ورسالتي لهم أن «المصداقية والتخصص» هما طريقهم الحقيقي ليكونوا مؤثرين حقيقيين وناجحين وفاعلين في خدمة مجتمعهم ووطنهم وقضاياه.

كيف يمكن للإعلام أن يسهم في تعزيز روح التسامح والتعايش السلمي في المجتمعات؟ وكيف يمكن له أن يؤثر في نشر القيم عند المجتمع، وتعزيز الوعي الثقافي والهوية الوطنية؟
كما تعلمون، فإن للإعلام دوراً حيوياً ومهماً جداً في تعزيز التعايش والتسامح بين المجتمعات، من خلال نشر القيم الإنسانية المشتركة بين الشعوب وتوجيه الأفراد نحو القيم الإيجابية والتفاهم المتبادل والتي من شأنها بناء جسور التفاهم والتعايش، وهنا لا بد من التركيز على القصص الإيجابية للتسامح من مختلف المجتمعات لما لها من أثر كبير في ترسيخ هذه القيم عند المتلقين، مع ضرورة تعزيز مبادئ التسامح والتعايش السلمي والاحترام المتبادل وتقبّل الآخر وتفهّمه وحفظ الكرامة الإنسانية، وتحقيق الصداقة بين البشر على تنوع واختلاف أديانهم ومعتقداتهم وثقافاتهم ولغاتهم.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإعلام أبوظبي للإعلام الإمارات صحيفة الاتحاد زايد بن حمدان بن زايد حمد الكعبي المکتب الوطنی للإعلام الإعلام فی الدولة المشهد الإعلامی المرحلة المقبلة دولة الإمارات الدولة فی هذا الحدث فی تعزیز

إقرأ أيضاً:

وزارة الإعلام تشارك في اجتماع المجلس التنفيذي لاتحاد إذاعات الدول العربية

العُمانية/ شاركت سلطنة عُمان ممثلة بوزارة الإعلام في اجتماع المجلس التنفيذي الـ/١١١/ لاتحاد إذاعات الدول العربية، المنعقد في تونس خلال الفترة من ٢٥ إلى ٢٦ يونيو الجاري.

ناقش الاجتماع عددًا من الموضوعات الإعلامية المتعلقة بالبرامج الإذاعية والتلفزيونية والهندسية والإعلام الجديد، والمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون الذي سيقام هذا العام تحت شعار "نصرة فلسطين".

واستعرض الاجتماع عدة تقارير من بينها تقرير التدريب، حيث جاءت سلطنة عُمان في المرتبة الثانية حضورًا ومشاركة على مستوى الدول العربية في مجال التدريب وحلقات العمل التي أقامها المركز العربي للتدريب التابع لاتحاد إذاعات الدول العربية، والمرتبة الثالثة حضورًا ومشاركة في الدورات التدريبية التي أقامتها أكاديمية التدريب الإعلامي التابع للاتحاد.

وتطرق الاجتماع إلى الدور الإعلامي الذي يقوم به اتحاد إذاعات الدول العربية لتغطية الأحداث في الأراضي الفلسطينية بالقدس وقطاع غزة والضفة الغربية من خلال مراسلين خاصين للاتحاد، وكذلك وجود مراسلين في السودان وليبيا.

ترأس وفد سلطنة عُمان سعادة محمد بن سعيد البلوشي وكيل وزارة الإعلام.

مقالات مشابهة

  • “جمعية الصحفيين” تنظم ورشة عمل حول ” أهمية الظهور الإعلامي المميز في وسائل الإعلام”
  • الاتحاد الدولي للجودو يعتمد قائمة منتخبنا الوطني في أولمبياد باريس
  • وكيل "الإعلام" يشارك في "تنفيذي اتحاد إذاعات الدول العربية"
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيسة سلوفينيا باليوم الوطني ورئيس موزمبيق بذكرى الاستقلال
  • الإمارات تؤكد دعم مبادرات حوار التعاون الآسيوي
  • وزارة الإعلام تشارك في اجتماع المجلس التنفيذي لاتحاد إذاعات الدول العربية
  • الإعلام الحكومي لـ"صفا": مأساة حقيقية بغزة تنذر بارتفاع عدد ضحايا الجوع
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيسة سلوفينيا باليوم الوطني
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيسة سلوفينيا باليوم الوطني لبلادها
  • سفير الإمارات يقدم أوراق اعتماده إلى رئيسة بيرو