شروق عوض (دبي) 

أخبار ذات صلة رئيس الدولة وسعود المعلا: المواطن جوهر خطط التنمية خالد بن محمد بن زايد: الإعلام شريك أساسي في التنمية مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

يستعدّ العالم لرسم مسار مستقبله المناخي، بعد 71 يوماً من الآن، وتحديداً في 30 نوفمبر 2023 بمدينة «إكسبو دبي»، موعد انطلاق الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف «COP28».


 ويجمع المؤتمر أكثر من نحو المؤتمر الذي يحضره أكثر من 70 ألف مشارك، من قادة العالم والمنظمات غير الحكومية وممثلي القطاع الخاص والسكان والشباب من مختلف بقاع الأرض، من أجل مجابهة التغيرات المناخية وتداعياتها السلبية.
ويشكل مؤتمر الأطراف «COP28»، الذي يستمر لمدة أسبوعين، فرصة عالمية مهمة لتوفيق الآراء والعودة إلى المسار المناخي الصحيح، وإنجاز تقدم ملموس للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض ومواصلة الالتزام بأهداف وطموحات اتفاق باريس.
وتأتي أهمية انعقاد «COP28» في الإمارات لدورها الرائد والمتميز على صعيد العمل المناخي الدولي، حيث تقدم الدولة إحدى أفضل النتائج العالمية في إطار الالتزام بحماية المناخ، وتتصدر العمل على تحقيق الالتزامات الدولية المعنية بتضافر الجهود لحماية الدول والمجتمعات الإنسانية من آثار وتبعات انعدام العدالة المناخية، وبالتزامها كأول دولة في المنطقة تصادق على اتفاق باريس للمناخ لعام 2015، بالإضافة إلى التزامها بمكافحة تغير المناخ ضمن منظومة متكاملة من الاستراتيجيات والتشريعات والمبادرات والمشاريع الخاصة بحماية المناخ والبيئة ومكافحة التغير المناخي وغيرها الكثير من الجهود.
وتحت شعار «نتحد، ونعمل، وننجز»، تتطلع دولة الإمارات عبر «COP28» إلى التعاون مع جميع دول العالم وكافة الأطراف المعنية لتحقيق نتائج ومخرجات متوازنة وطموحة وشاملة للجميع لتكون إرثاً يمنح الأمل للأجيال القادمة، وبهدف التوصل إلى حلول تحقق هدف الدولة في جعل المؤتمر قمة للتنفيذ، وليس للتعهدات فحسب.
وتهدف الفعاليات إلى التخلي عن الأساليب التقليدية المعتادة، وضمان العمل المشترك لاتخاذ إجراءات فعالة وحاسمة تؤدي إلى نتائج تحقق تطوراً جوهرياً، كما يسعى المؤتمر إلى إجراء تصحيح جذري لمسار العمل المناخي الذي يحتاج إليه العالم في الوقت الراهن.
وتسعى رئاسة الإمارات للمؤتمر إلى استعادة الزخم اللازم لتحقيق التقدم في العمل المناخي، والوصول إلى إجماع عالمي، وتقديم خريطة طريق لتحقيق تحول جذري في نهج العمل المناخي في المستقبل والوصول إلى مخرجات حاسمة عبر الركائز الأربع خطة عمل المؤتمر، وهي: تسريع تحقيق انتقال منظم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والتركيز على جهود التكيف لتحسين الحياة وسُبل العيش، واحتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمل المؤتمر.
برنامج طموح
من خلال المؤتمر، ستتم مناقشة الكثير من القضايا والموضوعات المهمة التي يطرحها الحضور، فيما تهدف رئاسة الإمارات للمؤتمر من خلال برنامج عملها الطموح للموضوعات المتخصصة، إلى دعم تحقيق الركائز الأربع لخطة عمل المؤتمر وعملية المفاوضات، كما يأتي ضمن الاستجابة الحاسمة للحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس.
وتركز خطة عمل المؤتمر على 4 ركائز رئيسية، هي: تسريع إنجاز انتقال منظم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والتركيز على الحفاظ على البشر والحياة وتحسين سُبل العيش، واحتواء الجميع بشكل تام، فيما سيتيح COP28 منصة تحتوي الجميع وتعزز تكاتف الجهود العالمية وتتيح للأطراف المعنية تقديم حلول عملية عبر هذه الركائز للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
وتقوم الإمارات بدور ريادي لتسهيل توصل الأطراف المعنية كافة إلى توافق في الآراء حول خريطة طريق واضحة لتسريع تحقيق انتقال منظم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة وتطبيق نهج «عدم ترك أحد خلف الركب» لضمان احتواء الجميع في العمل المناخي.
وكان إعداد برنامج الموضوعات المتخصصة، والهادف إلى وضع وتنفيذ حلول ملموسة وفعالة في مجالات السياسات، والتمويل والتكنولوجيا، قد تم بناء على المشاورات التي أجريت مع الأطراف المعنية كافة والتي شملت ممثلي المجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، والشباب، والشعوب الأصلية، واستغرقت 6 أسابيع، تمت خلالها مناقشة الموضوعات المتخصصة وتسلسلها، ثم تمت دعوتهم إلى تقديم المقترحات والآراء، عبر نهج يطبق لأول مرة في مؤتمرات الأطراف.
ويستهل مؤتمر الأطراف أعماله بعد الافتتاح الرسمي بالقمة العالمية للعمل المناخي التي تُعقد لمدة يومين، وتقدم رئاسة مؤتمر الأطراف خلاله أول استجابة لنتائج الحصيلة العالمية إلى قادة العالم لأخذ موافقتهم على التعهدات اللازمة، وضمان تحقيق مبدأ الإشراف والمتابعة، ويتضمن برنامج الموضوعات المتخصصة أياماً جديدة تستجيب للتحديات العالمية.
ويخصص «COP28» يوماً للصحة والإغاثة والتعافي والسلام لأول مرة في مؤتمرات الأطراف، بعقد مؤتمر وزاري للصحة والمناخ، كما سيكون المؤتمر الأول الذي يركز على دور التجارة والتمويل أيضاً، وسيجمع قادة من كل المستويات الحكومية والمجتمعية، بما في ذلك رؤساء البلديات المحليون والقادة العالميون، لبحث سُبل تعزيز التعاون المشترك لبناء مدن أكثر استدامة.
وترسّخ كل فعاليات المؤتمر نهجاً يضمن احتواء الجميع ويضع في مقدمة أولوياته احتياجات المجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات المناخ، ويركز على سُبل تحقيق تقدم ملموس باستخدام الحلول التمويلية والتكنولوجية المبتكرة.
خطوات متسارعة
ومنذ يوم 11 نوفمبر من عام 2021، ومع إعلان الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ رسمياً عن استضافة دولة الإمارات للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف «COP28» في عام 2023، كانت خطوات الإمارات ثابتة وإنجازات سريعة ومتلاحقة لاستضافة أكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي بمشاركة قادة وزعماء العالم، لإيجاد حلول للتحديات المناخية التي يواجهها كوكب الأرض.
ضمن الخطوات التي اتخذتها الإمارات، اختيار «مدينة إكسبو دبي» لاستضافة مؤتمر «COP28»، وجاء هذا الاختيار رفعاً لسقف التوقعات بنجاح هذا الحدث العالمي المرتقب بناء على الفوز الكبير الذي حققته الدولة عندما جمعت العالم كله في «إكسبو 2020 دبي»، وامتداداً لروح «إكسبو» بأبعادها الإنسانية العميقة، حيث قدمت مثالاً ساطعاً لإمكاناتها وقدراتها على الدفع بالجهود العالمية لصياغة مستقبل أفضل للحضارة الإنسانية.
رؤية إماراتية
تعد خطوة اختيار شعار «COP28» واحدة ضمن الخطوات التي اتخذتها الإمارات لاستضافة أكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي، وقد جاء الشعار على شكل كروي باللونين الأخضر الفاتح والداكن، متضمناً مجموعة من الرموز المتنوعة المتعلقة بالعمل المناخي، مثل الإنسان وتكنولوجيا الطاقة المتجددة.
موقع المؤتمر
يتيح تصميم وحجم موقع «COP28» إمكانيّة عمله منصة شاملة للحوار، من خلال توفير مساحة مخصّصة للأطراف المعتمدة وموقعٍ للمندوبين المراقبين «المنطقة الزرقاء» وللمجتمع المدني «المنطقة الخضراء».
تنقل المشاركين
من الخطوات التي اتخذتها الإمارات لاستضافة «COP28»، إعداد خطط خاصة للمشاركين وزوار المؤتمر منها رفع القدرة الاستيعابية لاستقبالهم في الفنادق، وتنفيذ خطط عدة لتسهيل وصولهم إلى مقر المؤتمر كالخطط الفنية لإدارة التنقل باستخدام وسائل النقل المختلفة من خلال محطات المترو ومحطات الحافلات، إضافة إلى مركبات الأجرة الموزعة في موقع الحدث.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات مؤتمر الأطراف إكسبو دبي اتفاق باريس مؤتمر الأطراف العمل المناخی عمل المؤتمر من خلال

إقرأ أيضاً:

الإمارات: دعم العمل المناخي واستدامة الموارد لمستقبل مزدهر

نيويورك (الاتحاد)

أخبار ذات صلة مجلس الأمن يمدد بعثة «أونمها» في اليمن لعام إضافي تحذير أممي من انتشار الصراع في شرق الكونغو الديمقراطية

أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة الحاجة إلى مساعدات الطوارئ والإغاثة، ومساعدات التعافي طويلة الأجل للدول التي تقع على الخطوط الأمامية للكوارث المتعلقة بالمناخ. جاء ذلك خلال كلمة لوفد الإمارات بمجلس الأمن ألقاها المستشار محمد البستكي، أمام اجتماع عقده المجلس أول أمس، بصيغة «آريا»، وحمل عنوان «تكثيف الإجراءات الوقائية: من التحديات البيئية إلى فرص السلام». 
 وأشارت الإمارات إلى أهمية العمل المناخي الذي يستجيب لمنظور المرأة، ودعت إلى الدمج المستمر لاعتبارات السلام والأمن المناخي في عمل مجلس الأمن، بما يشمل ندرة المياه، وأكدت أهمية تكثيف الجهود لبناء القدرة على الصمود ودعم التنمية المستدامة في المناطق الهشة والمتأثرة بالنزاعات. 
وأشار البستكي خلال كلمة وفد الدولة بمجلس الأمن إلى أن البلدان الواقعة على الخطوط الأمامية للكوارث المرتبطة بالمناخ تواجه تحديات هائلة في إدارة آثارها، والعديد من هذه الدول غالباً ما تكون ذات موارد وبنية تحتية محدودة، لا تمكنها من الاستجابة بفعالية للعدد المتزايد من الظواهر الجوية المتطرفة.
 وأكدت الإمارات أن الضغط المتزايد جراء الكوارث المرتبطة بالمناخ على البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات يشكل عبئاً كبيراً أيضاً على الميزانيات الإنسانية العالمية، والحاجة إلى المساعدات الطارئة، والإغاثة في حالات الكوارث، والمساعدة في الإنعاش على المدى الطويل آخذة في التصاعد، مما يؤدي إلى استنزاف الموارد المالية.
 وأشارت الإمارات في بيانها أمام مجلس الأمن إلى أن الخسائر الاقتصادية لهذه الكوارث تؤدي إلى تفاقم الأوضاع المالية غير المستقرة بالفعل لهذه الدول، مما يقوض الجهود العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأوضحت الإمارات أنه في سياق الأمن المناخي أصبحت النزاعات المتعلقة بالمياه قضية متزايدة الأهمية، فتسارع تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه وتقلبها، مما يزيد من حدة المنافسة على هذا المورد الحيوي. وحسب البيان، تكون الآثار أكثر حدة في المناطق الضعيفة بالفعل بسبب الضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وحذّر البيان من أن ندرة المياه تؤدي إلى توترات كبيرة بين المجتمعات والمناطق وحتى الدول، وتؤثر في نهاية المطاف على الأمن الغذائي وإنتاج الطاقة والاستقرار الاقتصادي العام، مما يخلق تحديات أوسع نطاقاً للأمن المناخي. 
وأكدت الإمارات في بيانها أنها برئاستها لمؤتمر «كوب28» والقرار الذي تم تبنيه بموجب «إجماع الإمارات العربية المتحدة» تكون قد خطت خطوات كبيرة للتقريب بين المناخ والأمن من خلال أجندة عملها، وذلك في المقام الأول من خلال تسليط الضوء على الاحتياجات المالية الخاصة للدول الهشة والمتأثرة بالصراعات.
ورأت الإمارات أن التأييد الواسع النطاق لـ«إعلان المناخ والتعافي من الإغاثة والسلام» من قبل أكثر من 91 دولة و43 منظمة يدل على اعتراف متزايد بأن العلاقة بين المناخ والسلام والأمن والقضايا الإنسانية أمر حتمي للفت الانتباه إليها، آملة أن يتم المضي قدماً في هذا العمل خلال مؤتمر«كوب29» في باكو بأذريبجان.
ونوّهت الإمارات في بيانها إلى أن هناك حاجة ملحة لتمويل العمل المناخي الذي يضمن مشاركة المرأة على قدم المساواة وبشكل هادف على جميع المستويات، بما في ذلك صنع القرار. وضمن هذا الإطار تشمل الشراكة الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة إنشاء وتفعيل آلية تمويل مرنة وسريعة من خلال صندوق المرأة للمناخ، لدعم المجتمع المدني النسائي والمنظمات الشعبية في بناء قدراتها، فضلاً عن تعزيز السياسات والاستثمارات المراعية للنوع الاجتماعي حول القدرة على التكيف مع المناخ.
وأكدت الإمارات أن مجلس الأمن يلعب دوراً محورياً في معالجة العلاقة بين المناخ والسلام والأمن، وينبغي له أن يدمج باستمرار اعتبارات الأمن المناخي في جهود بناء وحفظ السلام. 
وأخيراً، يجب على المجتمع الدولي تحديد أولويات الجهود الرامية إلى بناء القدرة على الصمود ودعم التنمية المستدامة في المناطق الهشة والمتأثرة بالصراعات، وضمان استخدام الموارد المالية بفعالية لتلبية الاحتياجات الفورية والتحديات طويلة الأجل التي يفرضها تغير المناخ. 
وخلال البيان، أكدت الإمارات التزامها بدعم العمل المناخي العالمي، وتدرك الأهمية الحيوية للإدارة المستدامة للموارد الطبيعية لضمان مستقبل مزدهر وآمن للجميع.

مقالات مشابهة

  • التنمية المستدامة والطاقة والمناخ.. أولويات الأجندة الإماراتية عالمياً
  • الإمارات: العمل التنموي والطاقة المتجددة والمناخ أولويات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية
  • الإمارات: دعم العمل المناخي واستدامة الموارد لمستقبل مزدهر
  • مؤتمر القاهرة.. اختراق إيجابي رغم الخلافات
  • الخريبي: الدور المصري كبير في تحقيق التقارب بين الأطراف الليبية
  • مؤتمر القاهرة .. قراءة مختلفة
  • مؤتمر القاهرة: هل توقف الكلمات حرب السودان
  • الأبحاث ما بعد الكولونيالية وتأثيراتها على المجتمعات المستعمرة.. كتاب جديد (2من2)
  • مستشار المفتي يكشف تفاصيل مؤتمر الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع
  • الأبحاث ما بعد الكولونيالية وتأثيراتها على المجتمعات المستعمرة.. كتاب جديد (2 من 2)