من الإمارات.. العالم يستعدّ لرسم مستقبله المناخي
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
شروق عوض (دبي)
أخبار ذات صلة رئيس الدولة وسعود المعلا: المواطن جوهر خطط التنمية خالد بن محمد بن زايد: الإعلام شريك أساسي في التنمية مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملةيستعدّ العالم لرسم مسار مستقبله المناخي، بعد 71 يوماً من الآن، وتحديداً في 30 نوفمبر 2023 بمدينة «إكسبو دبي»، موعد انطلاق الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف «COP28».
ويجمع المؤتمر أكثر من نحو المؤتمر الذي يحضره أكثر من 70 ألف مشارك، من قادة العالم والمنظمات غير الحكومية وممثلي القطاع الخاص والسكان والشباب من مختلف بقاع الأرض، من أجل مجابهة التغيرات المناخية وتداعياتها السلبية.
ويشكل مؤتمر الأطراف «COP28»، الذي يستمر لمدة أسبوعين، فرصة عالمية مهمة لتوفيق الآراء والعودة إلى المسار المناخي الصحيح، وإنجاز تقدم ملموس للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض ومواصلة الالتزام بأهداف وطموحات اتفاق باريس.
وتأتي أهمية انعقاد «COP28» في الإمارات لدورها الرائد والمتميز على صعيد العمل المناخي الدولي، حيث تقدم الدولة إحدى أفضل النتائج العالمية في إطار الالتزام بحماية المناخ، وتتصدر العمل على تحقيق الالتزامات الدولية المعنية بتضافر الجهود لحماية الدول والمجتمعات الإنسانية من آثار وتبعات انعدام العدالة المناخية، وبالتزامها كأول دولة في المنطقة تصادق على اتفاق باريس للمناخ لعام 2015، بالإضافة إلى التزامها بمكافحة تغير المناخ ضمن منظومة متكاملة من الاستراتيجيات والتشريعات والمبادرات والمشاريع الخاصة بحماية المناخ والبيئة ومكافحة التغير المناخي وغيرها الكثير من الجهود.
وتحت شعار «نتحد، ونعمل، وننجز»، تتطلع دولة الإمارات عبر «COP28» إلى التعاون مع جميع دول العالم وكافة الأطراف المعنية لتحقيق نتائج ومخرجات متوازنة وطموحة وشاملة للجميع لتكون إرثاً يمنح الأمل للأجيال القادمة، وبهدف التوصل إلى حلول تحقق هدف الدولة في جعل المؤتمر قمة للتنفيذ، وليس للتعهدات فحسب.
وتهدف الفعاليات إلى التخلي عن الأساليب التقليدية المعتادة، وضمان العمل المشترك لاتخاذ إجراءات فعالة وحاسمة تؤدي إلى نتائج تحقق تطوراً جوهرياً، كما يسعى المؤتمر إلى إجراء تصحيح جذري لمسار العمل المناخي الذي يحتاج إليه العالم في الوقت الراهن.
وتسعى رئاسة الإمارات للمؤتمر إلى استعادة الزخم اللازم لتحقيق التقدم في العمل المناخي، والوصول إلى إجماع عالمي، وتقديم خريطة طريق لتحقيق تحول جذري في نهج العمل المناخي في المستقبل والوصول إلى مخرجات حاسمة عبر الركائز الأربع خطة عمل المؤتمر، وهي: تسريع تحقيق انتقال منظم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والتركيز على جهود التكيف لتحسين الحياة وسُبل العيش، واحتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمل المؤتمر.
برنامج طموح
من خلال المؤتمر، ستتم مناقشة الكثير من القضايا والموضوعات المهمة التي يطرحها الحضور، فيما تهدف رئاسة الإمارات للمؤتمر من خلال برنامج عملها الطموح للموضوعات المتخصصة، إلى دعم تحقيق الركائز الأربع لخطة عمل المؤتمر وعملية المفاوضات، كما يأتي ضمن الاستجابة الحاسمة للحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس.
وتركز خطة عمل المؤتمر على 4 ركائز رئيسية، هي: تسريع إنجاز انتقال منظم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والتركيز على الحفاظ على البشر والحياة وتحسين سُبل العيش، واحتواء الجميع بشكل تام، فيما سيتيح COP28 منصة تحتوي الجميع وتعزز تكاتف الجهود العالمية وتتيح للأطراف المعنية تقديم حلول عملية عبر هذه الركائز للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
وتقوم الإمارات بدور ريادي لتسهيل توصل الأطراف المعنية كافة إلى توافق في الآراء حول خريطة طريق واضحة لتسريع تحقيق انتقال منظم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة وتطبيق نهج «عدم ترك أحد خلف الركب» لضمان احتواء الجميع في العمل المناخي.
وكان إعداد برنامج الموضوعات المتخصصة، والهادف إلى وضع وتنفيذ حلول ملموسة وفعالة في مجالات السياسات، والتمويل والتكنولوجيا، قد تم بناء على المشاورات التي أجريت مع الأطراف المعنية كافة والتي شملت ممثلي المجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، والشباب، والشعوب الأصلية، واستغرقت 6 أسابيع، تمت خلالها مناقشة الموضوعات المتخصصة وتسلسلها، ثم تمت دعوتهم إلى تقديم المقترحات والآراء، عبر نهج يطبق لأول مرة في مؤتمرات الأطراف.
ويستهل مؤتمر الأطراف أعماله بعد الافتتاح الرسمي بالقمة العالمية للعمل المناخي التي تُعقد لمدة يومين، وتقدم رئاسة مؤتمر الأطراف خلاله أول استجابة لنتائج الحصيلة العالمية إلى قادة العالم لأخذ موافقتهم على التعهدات اللازمة، وضمان تحقيق مبدأ الإشراف والمتابعة، ويتضمن برنامج الموضوعات المتخصصة أياماً جديدة تستجيب للتحديات العالمية.
ويخصص «COP28» يوماً للصحة والإغاثة والتعافي والسلام لأول مرة في مؤتمرات الأطراف، بعقد مؤتمر وزاري للصحة والمناخ، كما سيكون المؤتمر الأول الذي يركز على دور التجارة والتمويل أيضاً، وسيجمع قادة من كل المستويات الحكومية والمجتمعية، بما في ذلك رؤساء البلديات المحليون والقادة العالميون، لبحث سُبل تعزيز التعاون المشترك لبناء مدن أكثر استدامة.
وترسّخ كل فعاليات المؤتمر نهجاً يضمن احتواء الجميع ويضع في مقدمة أولوياته احتياجات المجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات المناخ، ويركز على سُبل تحقيق تقدم ملموس باستخدام الحلول التمويلية والتكنولوجية المبتكرة.
خطوات متسارعة
ومنذ يوم 11 نوفمبر من عام 2021، ومع إعلان الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ رسمياً عن استضافة دولة الإمارات للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف «COP28» في عام 2023، كانت خطوات الإمارات ثابتة وإنجازات سريعة ومتلاحقة لاستضافة أكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي بمشاركة قادة وزعماء العالم، لإيجاد حلول للتحديات المناخية التي يواجهها كوكب الأرض.
ضمن الخطوات التي اتخذتها الإمارات، اختيار «مدينة إكسبو دبي» لاستضافة مؤتمر «COP28»، وجاء هذا الاختيار رفعاً لسقف التوقعات بنجاح هذا الحدث العالمي المرتقب بناء على الفوز الكبير الذي حققته الدولة عندما جمعت العالم كله في «إكسبو 2020 دبي»، وامتداداً لروح «إكسبو» بأبعادها الإنسانية العميقة، حيث قدمت مثالاً ساطعاً لإمكاناتها وقدراتها على الدفع بالجهود العالمية لصياغة مستقبل أفضل للحضارة الإنسانية.
رؤية إماراتية
تعد خطوة اختيار شعار «COP28» واحدة ضمن الخطوات التي اتخذتها الإمارات لاستضافة أكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي، وقد جاء الشعار على شكل كروي باللونين الأخضر الفاتح والداكن، متضمناً مجموعة من الرموز المتنوعة المتعلقة بالعمل المناخي، مثل الإنسان وتكنولوجيا الطاقة المتجددة.
موقع المؤتمر
يتيح تصميم وحجم موقع «COP28» إمكانيّة عمله منصة شاملة للحوار، من خلال توفير مساحة مخصّصة للأطراف المعتمدة وموقعٍ للمندوبين المراقبين «المنطقة الزرقاء» وللمجتمع المدني «المنطقة الخضراء».
تنقل المشاركين
من الخطوات التي اتخذتها الإمارات لاستضافة «COP28»، إعداد خطط خاصة للمشاركين وزوار المؤتمر منها رفع القدرة الاستيعابية لاستقبالهم في الفنادق، وتنفيذ خطط عدة لتسهيل وصولهم إلى مقر المؤتمر كالخطط الفنية لإدارة التنقل باستخدام وسائل النقل المختلفة من خلال محطات المترو ومحطات الحافلات، إضافة إلى مركبات الأجرة الموزعة في موقع الحدث.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات مؤتمر الأطراف إكسبو دبي اتفاق باريس مؤتمر الأطراف العمل المناخی عمل المؤتمر من خلال
إقرأ أيضاً:
هيئة البيئة – أبوظبي بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة تستقبل وفداً خليجياً لزيارة مركز المصادر الوراثية النباتية
استقبلت هيئة البيئة – أبوظبي بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة، وفداً من ممثّلي دول «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» في زيارة لمركز المصادر الوراثية النباتية، الذي تديره الهيئة في مدينة العين، للاطِّلاع على أفضل الممارسات في مجال المحافظة على الأنواع النباتية.
دشَّنت الهيئة المركز في الربع الأول من عام 2024، ويُعَدُّ الأوَّل من نوعه في المنطقة، ويهدف إلى صون بذور وأنسجة جميع أنواع النباتات والأصول البرية للمحاصيل الزراعية المحلية ذات الأهمية في دولة الإمارات، وحِفظ ما يزيد على 600 نوع من النباتات البرية. يمتد المركز على مساحة تزيد على 20,000 متر مربع، مع مرافق تخزين متقدِّمة تتسع لأكثر من 20,000 عينة بذرية.
تأتي هذه الزيارة بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة، وتندرج في إطار تعزيز التعاون وتبادل المعرفة بين دول «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» في مجال المحافظة على التنوُّع البيولوجي، حيث يُسهم مركز المصادر الوراثية النباتية بدور محوري في صون التراث النباتي لدولة الإمارات، وتعزيز مكانة إمارة أبوظبي عالمياً، وترسيخ دورها الرائد في مجال المحافظة على الأنواع النباتية، ودعم الجهود الإقليمية والدولية للمحافظة على التنوُّع البيولوجي النباتي في دولة الإمارات.
رافق الوفد أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوُّع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي، وعدد من المسؤولين من وزارة التغيُّر المناخي والبيئة في دولة الإمارات. وبدأت الزيارة بجولة في منطقة العرض والتعليم التي تهدف إلى توعية مختلف الفئات بأهمية النباتات المحلية وأساليب الحفظ المستخدمة في المركز، حيث اطَّلع الوفد على عشر تجارب تفاعلية متطوِّرة تمكَّنت الهيئة من تطويرها بالشراكة مع شركات دولية، وزار الوفد مكتبة المركز المتخصِّصة في صون النباتات وحفظ البذور.
تضمَّنت الزيارة أيضاً الاطِّلاع على مختبر تجهيز البذور وفحصها، الذي يُعَدُّ المحطة الأولى لاستقبال عيّنات النباتات البرية وإجراء الفحوصات اللازمة لضمان صلاحية البذور للتخزين والإكثار، حيث يحتوي على أحدث الأجهزة المتقدِّمة لضمان دقة العمليات. وتفقَّد الوفد مختبر التصنيف والمسح الضوئي لعيّنات النباتات البرية، الذي يُصنِّف النباتات ويوثِّقها رقمياً ويجعلها متاحة للباحثين.
واطَّلع الوفد على معشبة المركز التي تُصنَّف ضمن قاعدة بيانات المركز لمساعدة الباحثين، وتعرَّف على جهود الحفظ طويل المدى، وزار غرفة الحفظ بالتبريد العميق إلى درجة -20 درجة مئوية، ما يساعد على حفظ العيّنات لأكثر من 100 عام، وزار أيضاً مختبر التوصيف الجيني المجهَّز بأحدث المعدات لدراسة جينوم النباتات المحلية، بهدف استخدامها في جهود الصون وإعادة تأهيل الموائل، وزيادة الغطاء النباتي ومكافحة آثار التغيُّر المناخي.
واختتم الوفد زيارته بجولة في البيت الزجاجي الذي تبلغ مساحته 1,000 متر مربع، ويمثِّل خمسة موائل طبيعية رئيسية في دولة الإمارات (الساحل، الصفائح الرملية، الكثبان الرملية، الأودية، الجبال)، ويضمُّ أكثر من 60 نوعاً من النباتات المحلية، ويُستخدَم لأغراض تعليمية ولحفظ النباتات في بيئتها الحية.
ونجح المركز منذ تدشينه في مارس 2024، في حفظ أكثر من 500 عينة بذور تمثِّل 105 أنواع من النباتات المحلية، وحفظ 4,000 عينة ضمن المعشبة التي تضمُّ 668 نوعاً من 397 جنساً و100 عائلة نباتية، إضافة إلى 3,000 عينة رقمية. وحُفِظَ أكثرُ من 100 عينة نباتية تمثِّل 80 نوعاً مختلفاً ضمن التجميد العميق لضمان صونها طويل المدى. وتشمل إنجازات المركز أيضاً رصد التوصيف الجيني لستة أنواع نباتية محلية، وجمع 14 عينة من الفطريات.
يعكس المركز نهجاً مستداماً بحصوله على درجة «لؤلؤ 2» ضمن النظام المحلي لاستدامة المباني في أبوظبي، واستخدام الخلايا الشمسية لتغطية احتياجات الطاقة بنسبة تتجاوز 30%. ويعتمد التصميم على مواد طبيعية مثل التيراكوتا لتحقيق العزل الحراري، وتوفير إضاءة طبيعية للمكاتب والمختبرات للحدِّ من استهلاك الكهرباء، واحتضان النباتات المحلية ضمن التنسيق الخارجي لتقليل استهلاك مياه الري.