مسؤولون وأكاديميون لـ «الاتحاد»: استعدادات ضخمة لإنجاح «COP28»
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
دبي (الاتحاد)
مع استعدادات دولة الإمارات لاستضافة الحدث العالمي «COP28» والمزمع عقده في مدينة «إكسبو دبي» خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر المقبلين، فإن التجهيزات تجري على قدم وساق للحدث الذي تستضيفه الدولة للمرة الأولى في تاريخها، فها هي الحكومة الإماراتية عبر مؤسساتها الحكومية والخاصة، تتعامل مع هذا المؤتمر بشكل جاد للغاية منذ اختيارها بإجماعٍ عالمي في يوم 11 نوفمبر من عام 2021، لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وذلك وفقاً لتأكيدات مسؤولين وأكاديميين لـ «الاتحاد».
قالت الدكتورة طريفة الزعابي، المدير العام للمركز الدولي للزراعة الملحية «إكبا»، إن استعدادات المركز ترتبط بشكل وثيق ببعض موضوعات مؤتمر الأطراف «COP28» كالقطاع الزراعي والأمن الغذائي، حيث يعمل على إيجاد حلول فعالة للتحديات العالمية التي تواجه هذا القطاع، موضحة أن مشاركة «إكبا» في المؤتمر ترتكز على تنسيق أنشطة محلية ودولية، تشمل مبادرات ذات توجهات علمية تطبيقية وموزعة على تنظيم مؤتمرات وورش عمل متخصصة بمشاكل تدهور الأراضي وتملح التربة وتحديات التغير المناخي، والحلول المستقبلية المستدامة لمواجهة التحديات.
وأكدت أن المركز يعمل ضمن استعداداته لـ «COP28» أيضاً على إطلاق مطبوعات وكتب علمية تسلط الضوء على الممارسات الزراعية من منظور علمي وموروث وطني في دولة الإمارات، بالإضافة إلى مبادرات داعمة لتمكين الشباب والنساء بشكل فعَال في مجال الزراعة المستدامة من خلال إطلاق تحالف دولي للمرأة من أجل العمل المناخي في الزراعة، ومؤتمرات شبابية لتمكين الشباب في إيجاد حلول نظيفة ومستدامة للبيئة.
من جانبه، ذكر الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، أنه ضمن استعدادات الدولة الضخمة لاستضافة مؤتمر الأطراف «COP28»، قام فريق رئاسة المؤتمر بوضع خطة عمل تغطي جميع الجوانب الرئيسية للعمل المناخي، بناءً على اتفاقية باريس لعام 2015، وهي مقسمة إلى 4 ركائز، وهي: تسريع تحقيق انتقال مسؤول في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، وتحسين سبل العيش والحياة، واحتواء الجميع.
وأشار النعيمي إلى أن جامعة الشارقة ستشارك في المنطقة الخضراء بـ «COP28» من خلال عرض مشاريع خاصة بتحول الطاقة والتغيرات المناخية مثل تقنية مبتكرة لإزالة الكربون والتي تشمل إزالة الكربون عن الصناعات الثقيلة وتنظيف احتراق الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة واستخدام الهيدروجين، بالإضافة إلى المشاركة في جلسات توعية موجهة لفئة الطلبة حول تغير المناخ.
بدوره، أوضح الدكتور أحمد مراد، النائب المشارك للبحث العلمي في جامعة الإمارات العربية المتحدة، أن «COP28» سيقدم آخر ما توصلت له التكنولوجيا المتقدمة من توفير بدائل طاقة متجددة تدعم وتسرِّع من وتيرة الوصول إلى الحياد المناخي المستهدف، مؤكداً أن العلم يعتبر جزءاً مهماً ورئيساً في الحد من تداعيات التغير المناخي، وستكون النتائج البحثية للدراسات العلمية محل اهتمام المشاركين في المؤتمر، والتي ستساهم في وضع استراتيجيات مستقبلية لمواجهة آثار التغير المناخي.
وأشار إلى أن أبرز ملامح استعدادات جامعة الإمارات التمهيدية للمؤتمر تتمثل في إبراز الجانب البحثي من خلال برامج بحثية، حيث ستطلق الجامعة الدورة الثالثة من برنامج أبحاث أهداف التنمية المستدامة في سبتمبر الجاري، كما تتميز مشاركة الجامعة من خلال دعم الجهود الوطنية ما قبل انطلاق «COP28» من خلال أنشطة مختلفة ومبادرات تعزز الدور الريادي للجامعة في نشر الوعي بالاستدامة وبقضايا التغير المناخي، حيث أطلقت الجامعة «استدامة توك»، وهي سلسلة محاضرات بيئية تهدف إلى تعزيز قيم الاستدامة، كما نظمت الجامعة ما قبل المؤتمر المناظرة العلمية لأهداف التنمية المستدامة للجامعات والكليات في الدولة، مع التركيز على الهدف المعني بالعمل المناخي، وغيرها الكثير.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات إكسبو دبي الأمم المتحدة تغير المناخ مؤتمر الأطراف التغیر المناخی مؤتمر الأطراف من خلال
إقرأ أيضاً:
هيئة البيئة – أبوظبي بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة تستقبل وفداً خليجياً لزيارة مركز المصادر الوراثية النباتية
استقبلت هيئة البيئة – أبوظبي بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة، وفداً من ممثّلي دول «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» في زيارة لمركز المصادر الوراثية النباتية، الذي تديره الهيئة في مدينة العين، للاطِّلاع على أفضل الممارسات في مجال المحافظة على الأنواع النباتية.
دشَّنت الهيئة المركز في الربع الأول من عام 2024، ويُعَدُّ الأوَّل من نوعه في المنطقة، ويهدف إلى صون بذور وأنسجة جميع أنواع النباتات والأصول البرية للمحاصيل الزراعية المحلية ذات الأهمية في دولة الإمارات، وحِفظ ما يزيد على 600 نوع من النباتات البرية. يمتد المركز على مساحة تزيد على 20,000 متر مربع، مع مرافق تخزين متقدِّمة تتسع لأكثر من 20,000 عينة بذرية.
تأتي هذه الزيارة بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة، وتندرج في إطار تعزيز التعاون وتبادل المعرفة بين دول «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» في مجال المحافظة على التنوُّع البيولوجي، حيث يُسهم مركز المصادر الوراثية النباتية بدور محوري في صون التراث النباتي لدولة الإمارات، وتعزيز مكانة إمارة أبوظبي عالمياً، وترسيخ دورها الرائد في مجال المحافظة على الأنواع النباتية، ودعم الجهود الإقليمية والدولية للمحافظة على التنوُّع البيولوجي النباتي في دولة الإمارات.
رافق الوفد أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوُّع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي، وعدد من المسؤولين من وزارة التغيُّر المناخي والبيئة في دولة الإمارات. وبدأت الزيارة بجولة في منطقة العرض والتعليم التي تهدف إلى توعية مختلف الفئات بأهمية النباتات المحلية وأساليب الحفظ المستخدمة في المركز، حيث اطَّلع الوفد على عشر تجارب تفاعلية متطوِّرة تمكَّنت الهيئة من تطويرها بالشراكة مع شركات دولية، وزار الوفد مكتبة المركز المتخصِّصة في صون النباتات وحفظ البذور.
تضمَّنت الزيارة أيضاً الاطِّلاع على مختبر تجهيز البذور وفحصها، الذي يُعَدُّ المحطة الأولى لاستقبال عيّنات النباتات البرية وإجراء الفحوصات اللازمة لضمان صلاحية البذور للتخزين والإكثار، حيث يحتوي على أحدث الأجهزة المتقدِّمة لضمان دقة العمليات. وتفقَّد الوفد مختبر التصنيف والمسح الضوئي لعيّنات النباتات البرية، الذي يُصنِّف النباتات ويوثِّقها رقمياً ويجعلها متاحة للباحثين.
واطَّلع الوفد على معشبة المركز التي تُصنَّف ضمن قاعدة بيانات المركز لمساعدة الباحثين، وتعرَّف على جهود الحفظ طويل المدى، وزار غرفة الحفظ بالتبريد العميق إلى درجة -20 درجة مئوية، ما يساعد على حفظ العيّنات لأكثر من 100 عام، وزار أيضاً مختبر التوصيف الجيني المجهَّز بأحدث المعدات لدراسة جينوم النباتات المحلية، بهدف استخدامها في جهود الصون وإعادة تأهيل الموائل، وزيادة الغطاء النباتي ومكافحة آثار التغيُّر المناخي.
واختتم الوفد زيارته بجولة في البيت الزجاجي الذي تبلغ مساحته 1,000 متر مربع، ويمثِّل خمسة موائل طبيعية رئيسية في دولة الإمارات (الساحل، الصفائح الرملية، الكثبان الرملية، الأودية، الجبال)، ويضمُّ أكثر من 60 نوعاً من النباتات المحلية، ويُستخدَم لأغراض تعليمية ولحفظ النباتات في بيئتها الحية.
ونجح المركز منذ تدشينه في مارس 2024، في حفظ أكثر من 500 عينة بذور تمثِّل 105 أنواع من النباتات المحلية، وحفظ 4,000 عينة ضمن المعشبة التي تضمُّ 668 نوعاً من 397 جنساً و100 عائلة نباتية، إضافة إلى 3,000 عينة رقمية. وحُفِظَ أكثرُ من 100 عينة نباتية تمثِّل 80 نوعاً مختلفاً ضمن التجميد العميق لضمان صونها طويل المدى. وتشمل إنجازات المركز أيضاً رصد التوصيف الجيني لستة أنواع نباتية محلية، وجمع 14 عينة من الفطريات.
يعكس المركز نهجاً مستداماً بحصوله على درجة «لؤلؤ 2» ضمن النظام المحلي لاستدامة المباني في أبوظبي، واستخدام الخلايا الشمسية لتغطية احتياجات الطاقة بنسبة تتجاوز 30%. ويعتمد التصميم على مواد طبيعية مثل التيراكوتا لتحقيق العزل الحراري، وتوفير إضاءة طبيعية للمكاتب والمختبرات للحدِّ من استهلاك الكهرباء، واحتضان النباتات المحلية ضمن التنسيق الخارجي لتقليل استهلاك مياه الري.