كشف “نادي دبي للصحافة” الجهة المنظمة لـ”منتدى الإعلام العربي” عن استضافة الدورة الـ21 للمنتدى لأحد أهم أعمال المصمم والمبدع العالمي رفيق أناضول، المتخصص في مجال التصميمات والأعمال الفنية المعتمدة على تقنية الذكاء الاصطناعي، وهو من أبرز رواد توظيف الذكاء الاصطناعي في تقديم الأعمال الفنية، والذي لاقت إبداعاته شهرة عالمية واسعة النطاق.

وأوضحت حصة المطروشي، عضو اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي أن مقر المنتدى، الذي ستنعقد أعماله على مدار يومي 26-27 سبتمبر الحالي في مدينة جميرا-دبي، سيضم أحد أهم أعمال أناضول والذي يحمل عنوان “هلاوس الآلة – أحلام الطبيعة” – Machine Hallucinations – Nature Dreams -، حيث سيمثل العمل تجسيداً عملياً لكيفية إسهام الذكاء الاصطناعي في مجال الإبداع البصري، كما يهدف العمل إلى التوعية بأسلوب غير مباشر بموضوع مهم وهو البيئة وضرورة الحفاظ عليها وتنمية مواردها لضمان استدامتها للأجيال القادمة.

وقالت المطروشي ” حرص منتدى الإعلام العربي على مدار تاريخه أن يكون مواكباً لأهم الظواهر والتحويلات المؤثرة في مجال الإعلام، وسيرا على النهج ذاته، يركز المنتدى في هذه الدورة على موضوع الذكاء الاصطناعي وأثره في مجال الإعلام، ومن ثم كان الحرص على أن تكون الفعاليات المصاحبة لجلسات المنتدى وثيقة الصلة بهذا المحور، ويسرنا أن يكون أحد أهم أعمال رائد من رواد الإبداع المرئي في مجال الذكاء الاصطناعي وهو رفيق أناضول، متواجدة ضمن فعاليات هذه الدورة لمنح المشاركين والحضور فرصة للتعرف عن قرب على هذا الشكل الجديد من الإبداع في العالم الرقمي”.

وقال أناضول عن الألوان التي تتضمنها أعماله التشكيلية الرقمية إنها ألوان غير حقيقية ولكنها تم تكوينها عن طريق خوارزميات الذكاء الاصطناعي التوليدي، “Generative AI algorithms” والتي يمكن استخداماها في تكوين تصميمات وصور ومقاطع فيديو وحتى نصوص تحاكي تلك التصميمات التي من صنع الإنسان، ويمكنها صنع تكوينات مما يزيد على 100 مليون لون.

ويعتمد العمل الذي يحمل اسم “أحلام الطبيعة” على كم هائل من قوائم البيانات والصور الفوتوغرافية التي تم التقاطها خلال الفترة من العام 2018 وحتى 2021 ويصل عددها إلى نحو 300 مليون صورة لمناطق طبيعية تبرز جمال البيئة، وهي تعد أكبر قوائم بيانات تم جمعها من أجل عمل واحد، وباعتماد الخوارزميات التوليدية المضادة (GAN) لخلق تشكيلات من الألوان التي تعبر عن الارتباط بالبيئة ولكنها لا توجد إلا في عقل الآلة فيما يشبه “الأحلام”.

ويعد أناضول أحد أبرز رواد توظيف الذكاء الاصطناعي في المجال الإبداعي المرئي، وتدور اهتماماته حول اكتشاف وتطوير الأساليب الرائدة في سرد البيانات عبر الصورة، فيما يحاول من خلال أعماله أن يقدم رسالة حول التحديات والإمكانيات التي فرضتها الحوسبة والتقنيات الرقمية على البشرية، وما يعنيه أن تكون إنساناً في عصر الذكاء الاصطناعي.

ويحاول الفنان استكشاف الكيفية التي يتغير من خلالها إدراك وتجربة الزمان والمكان بشكل جذري في عصر هيمنة التكنولوجيا، مع اهتمامه الكبير بالطرق التي يسمح بها العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي بتقنية جمالية جديدة لإيجاد بيئات غامرة غنية توفر تصوراً ديناميكياً للمساحة.

وقال أناضول عن أعماله أنه يوظف فيها تقنية الذكاء الاصطناعي من أجل خلق “حقائق مصطنعة” تحفظ للبشرية ذاكرتها الجمعيّة، ويضرب مثالاً بأن العالم اليوم يعاني من تراجع واختفاء الشعاب المرجانية، وربما يأتي اليوم الذي لا يبقى فيه للإنسان إلا أن يشاهد “مُحَاكَاة” للشِعاب المرجانية في العالم الافتراضي.

وأعرب عن أمله في أن يأتي اليوم الذي يتحول فيه الذكاء الاصطناعي إلى مرآة تعكس الذاكرة الجمعية للبشرية عموماً، وأن يكون مصدر للإلهام والأمل والبهجة لكل البشر من كافة الجنسيات والأعمار.

وأعرب عن تفاؤله بتقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي “Generative AI” لقدرته على تعزيز ذاكرة البشر، حيث تتيح تلك التقنية تزويد الخوارزميات بأي مدخلات من ملايين الصور والأصوات والنصوص لبناء ما يمكن وصفه بـ “الأرشيف الحي” الذي يتيح الدخول والتجول بين جنباته وما يحوي من مضمون يخاطب عقل الإنسان ومشاعره، في عصر يصف فيه الحواجز بين “الواقع الفعلي” و”الواقع الافتراضي” بأنها بدأت تتلاشى، مؤكداً أن تلك ما هي إلا بداية لمساحة لا نهائية من الاحتمالات.

يذكر أن رفيق أناضول شارك بأعماله المتميزة في العديد من المعارض والفعاليات الكبرى حول العالم، ونالت أعماله العديد من الجوائز العالمية.وام

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

هل تستطيع اللغة العربية مواكبة ثورة الذكاء الاصطناعي؟

في 18 ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم بـ اليوم العالمي للغة العربية، وهو مناسبة أقرّتها منظمة اليونسكو للاحتفاء بهذه اللغة العريقة التي تُعد واحدة من أكثر اللغات انتشارًا وتأثيرًا في تاريخ البشرية. يأتي هذا اليوم لتسليط الضوء على أهمية اللغة العربية كجسر للثقافة والمعرفة والإبداع، وكذلك لطرح التحديات التي تواجهها في العصر الحديث، خصوصًا في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع وثورة الذكاء الاصطناعي.

اللغة العربية، التي شكّلت ركيزة أساسية للحضارة الإسلامية وكانت لغة العلم والفكر لقرون، تجد نفسها اليوم في مواجهة تغييرات جوهرية فرضتها التكنولوجيا. في هذا الإطار، يبرز السؤال: هل تستطيع اللغة العربية أن تحافظ على مكانتها التاريخية وأن تتكيف مع متطلبات العصر الرقمي؟ وهل يمكنها أن تصبح لغةً فاعلة في منظومة الذكاء الاصطناعي التي تشكل حاضر ومستقبل العالم؟

لطالما كانت اللغة العربية رمزًا للهوية الثقافية ووعاءً للمعرفة والإبداع، لكنها اليوم تجد نفسها في مواجهة عدة تحديات تعيق تقدمها. من أبرز هذه التحديات تعقيد بنيتها النحوية والصرفية، مما يجعل من الصعب تطوير خوارزميات قادرة على معالجتها بدقة. هذا التعقيد يرافقه تنوع اللهجات المحلية، ما يجعل من الصعب بناء أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على فهم جميع أشكال العربية المتداولة.

على الجانب الآخر، نجد أن المحتوى الرقمي باللغة العربية على الإنترنت لا يزال محدودًا مقارنة بلغات أخرى مثل الإنجليزية أو الصينية. نقص هذا المحتوى لا يعكس فقط تراجع استخدام اللغة العربية في المجالات الأكاديمية والتكنولوجية، بل يُظهر أيضًا تحديًا كبيرًا أمام تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على كميات هائلة من البيانات لتعلم ومعالجة اللغة.

رغم هذه التحديات، يحمل الذكاء الاصطناعي فرصًا واعدة لتعزيز مكانة اللغة العربية في العالم الرقمي. يمكن لهذه التكنولوجيا أن تُستخدم لتطوير أدوات تعليمية تُعلم العربية بطريقة مبتكرة وجاذبة، خاصة لغير الناطقين بها. كما يمكن لتقنيات الترجمة الآلية أن تساهم في تقريب المسافات بين العربية واللغات الأخرى، مما يفتح المجال أمام انتشارها عالميًا.

في المجال البحثي، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا محوريًا في تحليل النصوص العربية القديمة وتحويلها إلى صيغة رقمية قابلة للبحث والدراسة. هذا لا يسهم فقط في الحفاظ على التراث الثقافي، بل يتيح أيضًا فرصًا جديدة لفهم أعمق للثقافة العربية وتاريخها.

لكن السؤال الذي يظل مطروحًا هو: كيف يمكن للغة العربية أن تستفيد من هذه الفرص دون أن تفقد هويتها وأصالتها؟ هل يمكننا تطوير أدوات تكنولوجية تخدم اللغة العربية دون أن تجعلها مجرد انعكاس للخوارزميات؟ الإجابة تكمن في مدى التزامنا بتطوير محتوى عربي رقمي غني ومتنوع، وفي تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والتكنولوجية لدعم مشاريع الذكاء الاصطناعي باللغة العربية.

في المستقبل القريب، ستحدد قدرتنا على التعامل مع هذه التحديات والفرص مكانة اللغة العربية في العالم الرقمي. فهل سنشهد عصرًا جديدًا تصبح فيه العربية لغة تكنولوجية وعلمية رائدة كما كانت في الماضي؟ أم أنها ستبقى حبيسة التحديات الحالية، مكتفية بدورها كلغة تراثية؟ هذه الأسئلة تظل مفتوحة، لكنها تدعونا للعمل الجاد لضمان مستقبل مشرق لهذه اللغة العريقة.

مقالات مشابهة

  • علاج سيدة موريتانيا الأولى بالمغرب يبدد أحلام “العالم الآخر” واستقبال ملكي مرتقب لولد الغزواني
  • «صحة دبي» تسلط الضوء على مبادرات الذكاء الاصطناعي
  • هل تستطيع اللغة العربية مواكبة ثورة الذكاء الاصطناعي؟
  • استخدامات الذكاء الاصطناعي ومستقبله فى ورشة عمل بجامعة أسيوط
  • 60 رائد أعمال وشركة ناشئة يشاركون في “حوار الذكاء الاصطناعي”
  • هيئة الصحة تسلط الضوء على مبادرات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية
  • مبادرات من “سدايا” لتشكيل الذكاء الاصطناعي بلغة الضاد
  • أيّ معادلة تريد “إسرائيل” فرضها لبناء شرق أوسط جديد؟
  • وزير الثقافة الجزائري يشدد على تعزيز المحتوى العربي لدخول عالم الذكاء الاصطناعي
  • كتاب “عالمية الأبجدية العربية” يرصد حضور الحرف العربي في لغات العالم