دومة الجندل.. مواقع تراثية وتنوع بيئي
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
البلاد – الجوف
تعتبر محافظة دومة الجندل، أحد المتنفسات لأهالي منطقة الجوف ومناطق شمال المملكة، لما تمتلكه من مميزات مختلفة وتنوع بيئي جاذب، إضافة لما تمتلكه من تاريخ عريق، ومواقع سياحية مختلفة لكل منها طابع خاص، إذْ تجمع المحافظة سياحة البحر والتراث والخضرة، التي تؤهلها لتكون وجهة الشماليين السياحية، خاصة في هذه الأيام، كما أنها وجهة جاذبة لاحتضانها مهرجان تمور الجوف في مدينة المعارض بالمحافظة.
وتشتهر مدينة الجوف بالتنوع البيئي، وهو أحد ثرواتها الذي نتج عن اختلاف التضاريس الطبيعية بها، ما جعلها وجهة سياحية مميزة. كما تتميز الجوف بالتراث الثقافي المتنوع، الذي يحمل الماضي والتاريخ، والموارد الطبيعية ذات الجودة العالية، كالزيتون والتمور والمنتجات الحرفية المتنوعة. بينما تنتشر بعض المعالم الأثرية المبهرة كقلعة زعبل، ومسجد عمر بن الخطاب الذي يتميز بمئذنته الفريدة، وواحة دومة الجندل.
ويعود تاريخ قلعة زعبل الأثرية لأكثر من 400 عام، وتعد من أقدم القلاع بالجزيرة العربية. وتتميز القلعة بكونها تقف على جبل طبيعي في الطرف الشمالي الغربي لمدينة سكاكا، التي جعلت منه تحفة معمارية شامخة، تروي حكايات محملة وشاهدة على حضارة ذات أهمية في تاريخ البلاد. وتقف القلعة على هضبة من الصخر الرملي، ترتفع عن الأرض حوالي 50 مترًا، وتتحصن بأربعة أبراج مخروطية، حيث صممت للمراقبة واستخدمت لأغراض عسكرية، كما يوجد فتحات في سور القلعة بمقاسات صغيرة للمراقبة الآمنة للهجوم المعادي، والمحافظة على أمن الطريق التجاري بين الشام والعراق، الذي يمر بمنطقتها. واعتبرت من أقوى القلاع الحربية، وتعد رمزًا من رموز البطولات الماضية. كما تعكس جدرانها حكايات منقوشة توثيقية للقلعة، تحكى عن تاريخها على مدار الزمن، برموز قد لا يفهمها سوى علماء التاريخ والآثار.
فيما تقع واحة دومة الجندل في منطقة الجوف، جنوب غرب مدينة سكاكا، وتحتوي على العديد من المقومات المتنوعة بجميع الأنماط السياحية، كالتراث الوطني والسياحة الزراعية والبيئية التي تجذب أعدادًا كبيرة من المسافرين الباحثين عن الأصالة والتراث. وجرى ضم واحة دومة الجندل ضمن قائمة التراث في العالم الإسلامي، بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، تتويجًا للمكانة التاريخية والحضارية التي تحظى بها.
أما قلعة” مارد” فتقع في البلدة القديمة بحي الدرع، بمحافظة دومة الجندل، وتطل على المدينة من أعلى نقطة، ويبلغ ارتفاعها 620 مترًا فوق سطح البحر، وتعد من المواقع الأثرية والتاريخية البارزة في منطقة الجوف، التي تشهد نقلة نوعية في المجال السياحي، نظرًا لما تتمتع به من مقومات تاريخية وأثرية وطبيعية، حيث تتميز قلعة مارد بأبراجها الأربعة المخروطية الشكل، وتحتوي على مبانٍ من أنماط عمرانية وحقب زمنية مختلفة بداية من الفترة النبطية، مرورًا بفترة ما بعد ظهور الإسلام، حتى فترة متأخرة تعود إلى ما قبل 80 عامًا. وعثر داخل القلعة على مقتنيات أثرية تعود إلى الفترة النبطية والرومانية. ما يدل على التاريخ الغني لهذه القلعة ومواكبتها لحضارات وعهود متعددة. وتتكون القلعة من المبنى الرئيس، ويتكون من طابقين؛ السفلي من الحجارة والعلوي من الطين، كما أنها تحتوي على بئرَين وغرف للحرس والرماية. ويحيط بالقلعة سور به فتحات للرصد والمراقبة، وله مدخلان أحدهما من جهة الجنوب، والآخر من الشمال.
وفي موقع آخر، نجد متحف الجوف الإقليمي الذي يحتوي على تسلسل تاريخي لمنطقة الجوف ومواقعها الأثرية والتراثية، توضح جوانب عديدة من حضارة منطقة الجوف. ويضم المتحف عدة أقسام منها؛ قسم “صالة العرض”، حيث تضم الصالة عددًا من اللوحات التوضيحية عن تاريخ منطقة الجوف حسب التسلسل الزمني، وتحتوى هذه اللوحات على عرض للمقتنيات الأثرية، ويوجد عدة أقسام أخرى، كقسم الترميم والتصوير والمكتبة والضيافة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: دومة الجندل منطقة الجوف
إقرأ أيضاً:
«أيادي مصر».. نساء دمياط يبدعن في المعرض بمنتجات تراثية صديقة للبيئة
في قلب صحراء الوادي الجديد، وبين زحام معرض «أيادي مصر»، في ثاني أيامه، تجلت إبداعات نساء دمياط بمنتجاتهن التي حملت أصالة التراث الدمياطي، وتدوير ما يلقيه عليهن البحر المتوسط من صدف، حيث تفننت كل من «كاميليا نجم»، وبجوارها «منى عبد الله»، في تشكيل الصدف وبقايا شباك الصيد، تقفان بفخر بجوار معروضاتهما، وتشرحان للزوار كيف استطاعتا تحويل هذه المواد البسيطة إلى تحف فنية فريدة.
قصص نساء دمياط«هذه ليست مجرد منتجات، بل قصص تُروى»، تقول كاميليا بابتسامة، وهي تعرض مجسمًا خشبيًا صنعته بأيديها، وتقول بينما كان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء يتفقد جناح دمياط أمس، توقف طويلاً أمام تلك الأعمال اليدوية، مشيدًا بالمهارة والابتكار اللذين يعكسان روح التحدي والإبداع، ولم ينس أن يسأل عن المشبك الدمياطي، وفوجئ أننا بالفعل أحضرناه معنا.
قصة مشروع المدينة الصديقة للنساء«من داخل عزبة البرج، وتحديدًا من مشروع المدينة الصديقة للنساء، انطلقت هذه الرحلة» تحكي منى عبد الله، عضو المجلس القومي للمرأة بدمياط لـ«الوطن» عن المشروع، الذي افتُتح منذ 3 سنوات بمنحة من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، لم يكن مجرد مركز لتعليم الحرف اليدوية، بل كان بوابة لتغيير حياة الكثيرات من سيدات دمياط، هنا، تعلمت نساء دمياط كيفية تحويل التراث إلى فرص اقتصادية، والتسويق لمنتجاتهن، والانطلاق بأحلامهن إلى آفاق جديدة.
«لم يكن المشروع مجرد منصة للتدريب، بل مكانًا لصنع الأحلام» تحكي منى تجربتها في المدينة الجديدة، والتي حصلت على جائزة اليونيسكو لمدن التعلم، وأثبت أن تمكين المرأة يمكن أن يكون مفتاحًا لتغيير مجتمعات بأكملها.
وتصف «منى»، المنتجات الدمياطية التي شاركت في المعرض، أنها لم تقتصر على المفروشات والإكسسوارات المصنوعة من الصدف، بل امتدت لتشمل المشبك، تلك الحلوى الدمياطية التي تروي حكايات الطفولة والمناسبات السعيدة.
نساء دمياط يصنعن من الفن رسالة ومن التراث مستقبلًابين الخشب المعاد تدويره والصور التي تحمل عبق التراث، والصدف الذي يحاكي أمواج البحر، استطاعت نساء دمياط أن يصنعن من الفن رسالة، ومن التراث مستقبلًا، وفي معرض «أيادي مصر»، ليست المنتجات فقط ما يُعرض؛ إنها قصص النساء، أحلامهن، وكفاحهن لتحويل التحديات إلى فرص، والأفكار إلى واقع.