معالجة التحديات البيئية.. المملكة .. ريادة عالمية في مكافحة التغيرات المناخية
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
البلاد ـ الرياض
دأبت المملكة العربية السعودية كما هو ديدنها دائماً على أخذ زمام المبادرة في العديد من المجالات التي تهم البشرية، وتؤثر في حياتهم، ومن تلك المجالات قضايا البيئة والتغيرات المناخية، حيث قدمت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – مبادرات متنوعة في سبيل مكافحة ظاهرة تغيّر المناخ ومعالجة التحديات البيئية.
وتشاطر المملكة دول العالم فيما تواجهه من تحديات بيئية متنامية نتيجة للتزايد السكاني وتسارع الوتيرة الصناعية والاقتصادية والعمرانية والزراعية، فسعت جاهدة للحد من مسببات التغير المناخي، والوفاء بالتزامها بالمعايير والاتفاقيات الدولية في إطار البرامج الدولية المنبثقة عن المنظمات المتخصصة، ومنها اتفاقية باريس للتغير المناخي، الرامية لتجنب التدخلات الخطيرة الناشئة عن أنشطة بشرية في النظام المناخي.
واستشعاراً بأهمية التكاتف والتآزر الإقليمي والدولي لتعزيز العمل المناخي العالمي وخفض الانبعاثات الكربونية، بما يسهم في تحسين جودة الحياة ويهيئ مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة؛ أُطلقت “مبادرة السعودية الخضراء”، و”مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” لرسم توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعتهما في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة، حيث تسهمان بشكل قوي في تحقيق المستهدفات العالمية.
وتسعى المملكة إلى تحقيق أهداف طموحة في مجال العمل المناخي، بحلول عام 2030م؛ تتمثل في تحويل 30 % من مساحاتها البرية والبحرية إلى محميات طبيعية، وزراعة أكثر من 600 مليون شجرة.
وتعكف المملكة على تطبيق نموذج الاقتصاد الدائري للكربون، بهدف تنفيذ تعهّداتها لتقليل الانبعاثات بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030م. وتماشياً مع طموحاتها لرفع حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 50 % بحلول عام 2030م، أعلنت المملكة عن 13 مشروعاً جديداً قيد التطوير في مجال الطاقة المتجددة بقدرة إجمالية تبلغ 11.4 جيجاوات. وتقدّر قيمة الاستثمارات في هذه المشاريع بنحو 34 مليار ريال سعودي (9 مليارات دولار). ومن المتوقّع أن تسهم هذه المشاريع عند بدء عملياتها التشغيلية في إزالة 20 مليون طن تقريباً من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
ودعماً لتحقيق هدف خفض الانبعاثات الذي حددته مبادرة السعودية الخضراء والإسهام في تعزيز الطموحات الوطنية بأن تصبح المملكة أكبر منتج ومصدر للهيدروجين النظيف منخفض التكلفة في العالم، يجري العمل حالياً على إنشاء أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر في العالم، مع التوقعات بأن يبدأ عملياته الإنتاجية بقدرة تصل إلى 600 طن يومياً في عام 2026م. كما حصلت كل من شركة “أرامكو السعودية”، و”سابك”، و”معادن”، على أول شهادات مستقلة في العالم كمنتجين معتمدين للهيدروجين الأزرق والأمونيا؛ مما يعزز البنية التحتية لتصدير الوقود النظيف في المملكة العربية السعودية.
وسعياً من المملكة إلى تعزيز جهودها في دفع عجلة العمل المناخي محلياً وإقليمياً، سبق أن أطلقت، ثلاثة مشاريع جديدة، يتضمن المشروع الأول اعتزام المملكة إطلاق مركز معارف الاقتصاد الدائري للكربون بداية عام 2023؛ ليشكل منصة هامة تدعم جهود التعاون الإقليمي في مجال تطوير تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون من خلال تبادل المعلومات وأفضل الممارسات والنتائج بما يمكّن دول المنطقة من تنفيذ إسهاماتهم المحددة وطنياً، ويساعد في تحقيق الأهداف الطموحة التي حددتها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر.
ويتضمن المشروع الثاني تأسيس مركز إقليمي لتسريع وتيرة خفض الانبعاثات، بالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “الإسكوا”؛ بهدف تعزيز فرص التعاون الإقليمي دعماً لجهود خفض الانبعاثات وتسريع اعتماد نموذج الاقتصاد الدائري للكربون، حيث يعد المركز منصة قوية تتيح لدول المنطقة إيصال أصواتها والمشاركة بشكل فاعل في الحوارات المناخية العالمية، ووضع خارطة طريق واضحة لخفض الانبعاثات. فيما يتضمن المشروع الثالث استضافة المملكة العربية السعودية بالاتفاق مع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2023؛ وذلك فى فترة تسبق عقد النسخة الـ 28 لمؤتمر المناخ “cop28 “؛ بمشاركة أصحاب المصلحة الإقليميين والعالميين بهدف استكشاف التحديات والفرص، واستعراض الحلول المبتكرة، وتعزيز العمل المناخي.
كما أطلقت المملكة مشروعين تجريبيين لاحتجاز الكربون واستخدامه بقيادة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومدينة نيوم، والشركة السعودية للكهرباء، وشركة أسمنت الصفوة، وشركة عبدالله هاشم للمعدات والغازات الصناعية المحدودة، كما أعلنت الشركة السعودية للتعدين (معادن) وشركة جلف كرايو عن تعزيز اعتماد إطار عمل الاقتصاد الدائري للكربون وتقليل الانبعاثات.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: العمل المناخی
إقرأ أيضاً:
صحة الوادي الجديد: إجراءات عاجلة لمواجهة التغيرات الجوية المتوقعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رفعت مديرية الشئون الصحية بمحافظة الوادي الجديد، اليوم الأحد، درجة الاستعداد القصوى في المستشفيات والمرافق الصحية كافة وذلك في ضوء التوقعات الجوية التي أفادت بها الهيئة العامة للأرصاد الجوية، والتي أشارت إلى حالة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية ستشهدها البلاد في الأيام المقبلة.
صرح بذلك الدكتور شريف صبحي، مدير مديرية الصحة بالوادي الجديد، اليوم الأحد، قائلا: إنه جرى اتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية في القطاع الصحي بالمحافظة ، تحسبًا للتأثيرات المحتملة من هذه التغيرات المناخية، وتستمر هذه الحالة من الطقس غير المستقر حتى نهاية الأسبوع، حيث من المتوقع أن يشهد الجو نشاطًا للرياح المثيرة للأتربة وارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، وبناءً على تعليمات غرفة العمليات المركزية بمجلس الوزراء، التي جرى إبلاغها إلى جميع الجهات الصحية بالمحافظة، جرى رفع درجة الاستعداد القصوى في المستشفيات والمرافق الصحية كافة، ويشمل ذلك المستشفيات العامة، المركزية، التخصصية والنوعية، حيث تم وضع خطة طوارئ دقيقة للتعامل مع أي طارئ قد يحدث نتيجة هذه الظروف المناخية القاسية.
وأوضح شريف ، أن الإجراءات العاجلة التي جرى توجيهها لجميع المنشآت الصحية في الوادي الجديد تتضمن ما يلي:
1.رفع درجة الاستعداد القصوى في كافة المستشفيات والعيادات، مع التأكد من جاهزية الطواقم الطبية لاستقبال أي حالات طارئة.
2.زيادة عدد النوبتجيات في أقسام الطوارئ لضمان استجابة سريعة في حال حدوث حالات طارئة.
3.مراجعة توافر الأدوية والمستلزمات الطبية، خاصة أدوية الطوارئ وغاز الأكسجين، وذلك لتلبية الاحتياجات الملحة التي قد تنجم عن الحالة الجوية.
4.التأكد من توافر أكياس الدم والبلازما بكميات كافية وبمختلف الفصائل في المستشفيات، لضمان عدم حدوث أي نقص قد يعرض حياة المرضى للخطر.
5.فحص وصيانة الأجهزة الطبية بشكل دوري، مع التأكد من صلاحية عمل أجهزة أقسام الطوارئ بشكل خاص، حتى يتمكن الطاقم الطبي من التعامل مع أي حالات طارئة بشكل فعال.
6.ضمان توافر مصادر بديلة للكهرباء والمياه في جميع المنشآت الصحية لضمان استمرارية العمل حتى في حالة انقطاع الكهرباء أو المياه بسبب الرياح العاتية.
7.تشغيل غرفة العمليات الرئيسية في ديوان عام المديرية، إلى جانب الغرف الفرعية في جميع الإدارات الصحية والمستشفيات، اعتبارًا من صباح يوم الأحد 6 أبريل 2025، لمتابعة سير العمل عن كثب.
8.الإبلاغ الفوري عن أي طارئ أو حدث إلى غرفة الطوارئ الرئيسية بالمديرية، مع ضرورة سرعة التواصل مع غرفة طوارئ وزارة الصحة وغرفة طوارئ المحافظة لضمان التنسيق الفعال بين الجهات المعنية.
9.التأكيد على ضرورة الإبلاغ من غرفة طوارئ المديرية إلى غرفة طوارئ وزارة الصحة وغرفة طوارئ المحافظة فور وقوع أي حادث.
10.موافاة المديرية بكشوف النوبتجيات، بالإضافة إلى كشوف الأطباء المرافقين لسيارات الإسعاف في حالات التحويل.
وأضاف، أنه جرى التنبيه على جميع المستشفيات بالإبلاغ الفوري في حال وجود أي عجز في الأدوية أو المستلزمات الطبية، وكذلك في حال حدوث أعطال بالأجهزة الطبية أو بمرافق المياه والكهرباء أو مصادرها البديلة، مع اتخاذ الإجراءات السريعة لتصحيح الوضع.
وِأشار إلى، أنه يأتي هذا الاستعداد في إطار حرص محافظة الوادي الجديد على حماية صحة المواطنين وتوفير الرعاية الطبية اللازمة لهم، في ظل التغيرات المناخية التي باتت تؤثر بشكل ملحوظ على جميع أنحاء البلاد، فيما تواصل الجهات الصحية في المحافظة استعداداتها المكثفة للتعامل مع أي تطورات قد تطرأ نتيجة موجة الطقس القادمة، مع التأكيد على ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر للحفاظ على سلامة جميع المواطنين.