التكنولوجيا.. هل تربطنا أم تنتج العزلة ؟
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
لقد كانت التكنولوجيا جزءًا من حياتنا منذ العقد الماضي، من المعروف أننا نقضي معظم الوقت بالتحديق بهواتفنا أو الكمبيوتر، يقضي المراهقون بالمتوسط تسع ساعات يوميًا على هواتفهم، وهذا يقلّل من القدرة على القراءة والردّ على بعضنا البعض بالحياة الواقعية، ويزيد فرص الشعور بالوحدة حيث تعتمد على كيفية تشكيل التكنولوجيا لأنفسنا بينما نواصل الإعتماد عليها، هناك ما يقرب من 5.
135 مليار مستخدم للهاتف المحمول و8.485 مليار إجمالي عدد اتصالات الهاتف المحمول بجميع أنحاء العالم،
الفلبين إحتلت المرتبة الأولي بقضاء الوقت علي الهاتف خلال ثلاث سنوات متتالية يليها البرازيل وإندونيسيا لقد أصبحنا متصلين رقميًا ولكننا منفصلين اجتماعيًا عن البيئة المحيطة ولم نتمكن من المساس بعلاقة التوازن بين الإنسان والتكنولوجيا، فعزلة الإستخدام المفرط للتكنولوجيا لن تغذي قدرة العزلة التي نريد تحقيقها، فالعزلة التي نريد تحقيقها هي عزلة مهمة لأنها المكان الذي يمكننا أن نجد أنفسنا فيه للتواصل مع الآخرين وتكوين ارتباطات حقيقية حتى نشعر بقدر أقل من القلق ونشعر بالحياة بنفس الوقت وليس كعزلة التكنولوجيا، لقد فعلت التكنولوجيا الكثير من الأشياء بهذا العصر، بدءًا من الهواتف الذكية المعقدة إلى البسيطة والمحمولة والتي يمكن الوصول إليها بل وأصبحت أيضًا أداة للابتكار والاكتشافات الأكثر جموحًا والمعلومات اللامحدودة والتفاعل الاجتماعي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الاتصالات والحياة اليومية للبشر، ولكن عكس ذلك هو تأثير الاستخدام المفرط للتكنولوجيا، فهو يؤدي لانخفاض أداء المهام، وزيادة الإجهاد التكنولوجي، وانخفاض السعادة وبشكل أساسي التواصل وجهاً لوجه الذي يغير العلاقة بين العائلة والأصدقاء، لقد أصبحنا نعتمد على الأدوات الرقمية التي تمكننا من مقابلة أنواع مختلفة من الأشخاص ولم تحدث أي تقدم بحياتنا الاجتماعية.
يمكن للبشر الاتصال بالتكنولوجيا ولكن التكنولوجيا لا يمكنها الاتصال بالبشر، فالتكنولوجيا تجعلنا أكثر وحدة عندما نحتاج إلى رفيق، فإذا كنا بحاجة جسدية لشخص ما فإننا نذهب لصديق أو أي شخص قريب، لذا فيما يتعلق بالتفاعلات لن تنتج التكنولوجيا نفس الشعور بالتواصل الاجتماعي بالحياة، على عكس التفاعل الاجتماعي الذي يتمتع به الأشخاص بارتباط أكثر بالآخرين ومستويات أقل من القلق والاكتئاب، التكنولوجيا تنتج العزلة وتفصلنا عن الناس والبيئة، لقد كانت مساهمًا جيدًا وسيئًا للبشر، ولكن إذا أردنا التغيير فإن الأمر يتعلق بالعقلية البشرية إذا كانوا سيستعيدون الإنسانية ويبنون مستوى معيشي أفضل باستخدام التكنولوجيا، بدون التكنولوجيا البشرية لن يكون هناك شيء فالتحكم البشري بكيفية تأثير التكنولوجيا علينا هو في أيدينا ما يضعنا على حافة العزلة البشرية إذا واصلنا أسلوب حياتنا، فهذا خيار يمكن لأي شخص اتخاذه ولكن هناك الكثير من الحلول لكي نستعيد وعينا، كاستخدام التكنولوجيا باعتدال، كما يجب أن نتواصل إجتماعيًا أكثر مما ننفقه على الأجهزة، ولكن مرة أخرى، يقع على عاتقنا كيفية تطبيق ذلك.
NevenAbbass@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
مخاطر كارثية تنتج عن تقبيل الأطفال حديثي الولادة| نصائح لتقبيلهم بأمان (أطباء يوضحون)
يحذر الأطباء من المخاطر الكارثية التي يسببها تقبيل الأطفال حديثي الولادة، وهي عادة شائعة تحمل أضرار صحية جسيمة على المواليد في أشهرهم الأولى، نظراً لضعف جهازهم المناعي الذي لا يزال في طور النمو.
جيدا منصور لـ"الوفد": فخورة بعرض فيلم مين يصدق في مهرجان القاهرة السينمائي مخاطر تقبيل الأطفال حديثي الولادة
ووفقًا لما ذكره موقع Science Alert الطبي، نستعرض أبرز مخاطر تقبيل الأطفال حديثي الولادة
1- جهاز مناعي غير مكتمل
يولد الطفل بجهاز مناعي غير ناضج، ما يجعله عرضة للإصابة بالعدوى بسهولة. يفتقر الأطفال حديثو الولادة إلى العديد من الخلايا المناعية الفطرية مثل الخلايا المتعادلة والوحيدات، مما يجعلهم أقل قدرة على مواجهة العدوى مقارنة بالبالغين. هذا النقص يجعل العدوى التي قد تبدو بسيطة عند الكبار، خطراً حقيقياً على حياة الرضع.
2- فيروسات وبكتيريا خطيرة
أحد أخطر الأمثلة على ذلك هو فيروس الهربس البسيط. في حين أن هذا الفيروس قد يتسبب فقط بتقرحات سطحية عند البالغين، فإنه قد يؤدي إلى مضاعفات مميتة لدى الرضع، مثل التهاب الدماغ أو التسمم الدموي.
مخاطر تقبيل الأطفال حديثي الولادة
كما أن الأطفال حديثي الولادة أكثر عرضة للبكتيريا المعدية مثل *البكتيريا العقدية من المجموعة B* (*GBS*) و*إي كولاي* (*E. coli*). يمكن لهذه البكتيريا أن تسبب أمراضاً شديدة مثل التهاب السحايا، التسمم الدموي، أو الالتهاب الرئوي. مثل هذه الحالات قد تنتهي بمضاعفات خطيرة تؤثر على حياة الطفل إذا لم تُعالج بسرعة.
نصائح لتقبيل الأطفال حديثي الولادة بأمان
لحماية الأطفال حديثي الولادة من العدوى، يقدم الأطباء مجموعة من الإرشادات التي يجب اتباعها عند التفاعل معهم:
1. غسل اليدين: يجب غسل اليدين جيداً بالماء والصابون قبل لمس الطفل.
2. تجنب التقبيل على الوجه أو الفم: إذا كنت ترغب في إظهار المودة، يمكن تقبيل الطفل على قدمه أو مؤخرة رأسه، بعيداً عن وجهه.
3. تجنب التفاعل عند المرض: إذا كنت تعاني من أي مرض أو عدوى نشطة، خصوصاً في أول شهر من حياة الطفل، من الأفضل الامتناع عن زيارته.
4. تغطية التقرحات الباردة: إذا كنت مصاباً بالهربس أو أي تقرحات جلدية، يجب التأكد من تغطيتها جيداً قبل الاقتراب من الطفل.
5. ارتداء قناع عند الإصابة بأمراض تنفسية: في حالة الإصابة بالزكام أو الإنفلونزا، يُنصح بارتداء قناع لتقليل فرص نقل العدوى للطفل.
المسؤولية الجماعية
تشدد التوصيات على أهمية اتخاذ الجميع احتياطات إضافية عند التفاعل مع حديثي الولادة، سواء كانوا أفراد الأسرة أو زواراً. الوقاية ليست فقط مسؤولية الأهل، بل تمتد لتشمل كل من يتواصل مع الطفل خلال هذه الفترة الحساسة.
الاهتمام بصحة المواليد الجدد لا يقتصر على توفير الرعاية الأساسية فقط، بل يشمل أيضاً الحذر من العادات التي قد تعرضهم للخطر. تقبيل الطفل حديث الولادة، رغم كونه تعبيراً عن الحب، قد يحمل في طياته تهديدات صحية لا يُستهان بها. باتباع الإرشادات الوقائية، يمكننا حماية الأطفال وضمان بداية صحية وآمنة لحياتهم.