صحيفة البلاد:
2025-04-07@05:53:13 GMT

التكنولوجيا.. هل تربطنا أم تنتج العزلة ؟

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

التكنولوجيا.. هل تربطنا أم تنتج العزلة ؟

لقد كانت التكنولوجيا جزءًا من حياتنا منذ العقد الماضي، من المعروف أننا نقضي معظم الوقت بالتحديق بهواتفنا أو الكمبيوتر، يقضي المراهقون بالمتوسط تسع ساعات يوميًا على هواتفهم، وهذا يقلّل من القدرة على القراءة والردّ على بعضنا البعض بالحياة الواقعية، ويزيد فرص الشعور بالوحدة حيث تعتمد على كيفية تشكيل التكنولوجيا لأنفسنا بينما نواصل الإعتماد عليها، هناك ما يقرب من 5.

135 مليار مستخدم للهاتف المحمول و8.485 مليار إجمالي عدد اتصالات الهاتف المحمول بجميع أنحاء العالم،

الفلبين إحتلت المرتبة الأولي بقضاء الوقت علي الهاتف خلال ثلاث سنوات متتالية يليها البرازيل وإندونيسيا لقد أصبحنا متصلين رقميًا ولكننا منفصلين اجتماعيًا عن البيئة المحيطة ولم نتمكن من المساس بعلاقة التوازن بين الإنسان والتكنولوجيا، فعزلة الإستخدام المفرط للتكنولوجيا لن تغذي قدرة العزلة التي نريد تحقيقها، فالعزلة التي نريد تحقيقها هي عزلة مهمة لأنها المكان الذي يمكننا أن نجد أنفسنا فيه للتواصل مع الآخرين وتكوين ارتباطات حقيقية حتى نشعر بقدر أقل من القلق ونشعر بالحياة بنفس الوقت وليس كعزلة التكنولوجيا، لقد فعلت التكنولوجيا الكثير من الأشياء بهذا العصر، بدءًا من الهواتف الذكية المعقدة إلى البسيطة والمحمولة والتي يمكن الوصول إليها بل وأصبحت أيضًا أداة للابتكار والاكتشافات الأكثر جموحًا والمعلومات اللامحدودة والتفاعل الاجتماعي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الاتصالات والحياة اليومية للبشر، ولكن عكس ذلك هو تأثير الاستخدام المفرط للتكنولوجيا، فهو يؤدي لانخفاض أداء المهام، وزيادة الإجهاد التكنولوجي، وانخفاض السعادة وبشكل أساسي التواصل وجهاً لوجه الذي يغير العلاقة بين العائلة والأصدقاء، لقد أصبحنا نعتمد على الأدوات الرقمية التي تمكننا من مقابلة أنواع مختلفة من الأشخاص ولم تحدث أي تقدم بحياتنا الاجتماعية.

يمكن للبشر الاتصال بالتكنولوجيا ولكن التكنولوجيا لا يمكنها الاتصال بالبشر، فالتكنولوجيا تجعلنا أكثر وحدة عندما نحتاج إلى رفيق، فإذا كنا بحاجة جسدية لشخص ما فإننا نذهب لصديق أو أي شخص قريب، لذا فيما يتعلق بالتفاعلات لن تنتج التكنولوجيا نفس الشعور بالتواصل الاجتماعي بالحياة، على عكس التفاعل الاجتماعي الذي يتمتع به الأشخاص بارتباط أكثر بالآخرين ومستويات أقل من القلق والاكتئاب، التكنولوجيا تنتج العزلة وتفصلنا عن الناس والبيئة، لقد كانت مساهمًا جيدًا وسيئًا للبشر، ولكن إذا أردنا التغيير فإن الأمر يتعلق بالعقلية البشرية إذا كانوا سيستعيدون الإنسانية ويبنون مستوى معيشي أفضل باستخدام التكنولوجيا، بدون التكنولوجيا البشرية لن يكون هناك شيء فالتحكم البشري بكيفية تأثير التكنولوجيا علينا هو في أيدينا ما يضعنا على حافة العزلة البشرية إذا واصلنا أسلوب حياتنا، فهذا خيار يمكن لأي شخص اتخاذه ولكن هناك الكثير من الحلول لكي نستعيد وعينا، كاستخدام التكنولوجيا باعتدال، كما يجب أن نتواصل إجتماعيًا أكثر مما ننفقه على الأجهزة، ولكن مرة أخرى، يقع على عاتقنا كيفية تطبيق ذلك.

NevenAbbass@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

الإنتاج الاجتماعي .. مسؤولية مَنْ؟

من المسلّمات المفروغ منها، أن الحياة لا تعيد إنتاج نفسها بصورة أقرب إلى النمطية منها إلى التجدد والتغيير، ولذلك فهي تشهد تغييرات جوهرية كثيرة ومتنوعة في كل شؤونها، وهذا أمر، مفروغ منه إلى حد كبير، فالأحداث صغيرها وكبيرها لا تتكرر بالصورة نفسها -وإن تشابهت كفعل- وذلك لأن الأسباب ذاتها تختلف بين زمن وآخر، والفاعلين فيها ذاتهم يختلفون في كل عصر، والأدوات ذاتها ليست هي التي كانت قبل نيف من السنين، لذلك فالحياة حالة ديناميكية متطورة ومتقلبة، ولا تتكرر الصور فيها إطلاقا؛ لأن الفاعل الحقيقي فيها هو الإنسان الذي تتقلب أحواله وتتجدد أنشطته، ولا يستقر على حال، فما أن يحقق مستوى معينا، إلا ويراوده التفكير في الشروع في تحقيق مستوى آخر، أكثر قدرة على تلبية متطلباته، ومن هنا نشهد هذا التطور الهائل في كل شؤون الحياة، وعلينا ألا نستغرب؛ لأنه بدون ما هو متحقق ويتحقق لن تسير حياتنا بالصورة التي نأملها أولًا، ونريد تحقيقها ثانيًا.

إلا أن الأمر يحتاج إلى شيء من الاستيعاب فيما يخص الإنتاج الاجتماعي، ذلك أن التفريط في هذا الإنتاج يمثل خطورة، وهذه الخطورة تكمن في ضياع أو تماهي الهوية الاجتماعية على وجه الخصوص، صحيح أن للأجيال الحق في أن تسلك وتتمسك بما يعبر عن شخصيتها في الزمن الذي تعيشه، ولا يعنيها أن تلتفت إلى الماضي بكل حمولته، فذلك كله لا يعبر عنها، في آنيتها، ما بقدر ما تنظر إليه كمرجع، يمكن أن تعود إليه لتستقرئ أمرا ما من أمور حياتها اليومية، ولكن لا يهم أن يشكل لها منهجا، فمنهجها هو ما عليه حياتها اليومية، وما تحققه من مكاسب في إنتاجها الاجتماعي الذي تعيشه، ولا يجب أن ينازعها عليه أحد، فما تشعر به، وهي في خضم نشاطها وتفاعلها، هو ما يحقق لها ذاتها الحقيقية، ولا يهمها كثيرا أن تعيد توازنها وفق منظور غيرها الذي يكبرها سنا، نعم، هي تؤمن بخبرة من سبقها، ولا تتشاكس معه في هذا الجانب، لكن أن يطالبها هذا- الذي سبقها- بشيء مما هو عليه، وأنتجه طوال سنوات عمره، فلا أعتقد أن يجد آذانًا مصغية لهذا الطلب، وقد يقابل بشيء من السخرية في حالة الإصرار على موقفه.

ونعود إلى السؤال الذي يطرحه العنوان، ونطرح سؤالا استدراكيا آخر: هل هناك جهة مسؤولة عن الإنتاج الاجتماعي؟ قد تسعى المؤسسة الرسمية إلى وضع ضوابط وقوانين، وقد تشجع عبر برامج معينة إلى ضرورة المحافظة على القيم، وقد تضع مؤسسة أخرى حوافز معينة بغية أن تجذب الفئة العمرية الصغيرة باعتناق القيم بصورة غير مباشرة، حتى لا تلقى صدى مباشرا، تتناثر من خلاله مجموعة الجهود التي تبذل في هذا الجانب، والسؤال الاستدراكي الآخر: هل لذلك نتائج متحققة تلبي الطموح؟ الإجابة طبعا، لا، قد ينظر إلى هذا الأمر كنوع من المحافظة على التراث -لا أكثر- ولذلك يكون الأمر للعرض أكثر منه للتطبيق، والشواهد على ذلك كثيرة نلمسها في القريب والبعيد من أبنائها الذين يرون في المرجعيات الاجتماعية الكثيرة شيئا من الماضي، لا أكثر، وأن هذا الماضي قد تجاوز سقفه الزمني، وبالتالي فالمحاولة لإعادة إنتاج هذه المرجعيات، هو نوع من التفريط في ما ينتجه الزمن الحاضر الذي يجب أن تسخر كل دقائقه ولحظاته لخدمة حاضره، وليس لاستدعاء صور ذهنية غير مَعيشة؛ فالأجيال لا تفرط في المتحقق، وهو المعبر عن هويتها الحاضرة، حيث لا يعنيها الماضي كثيرا، حتى لو نظر إليه كضرورة لتأصيل الهوية.

مقالات مشابهة

  • تحذير من أمراض تنتج من الخرس الزوجي
  • جنرال إسرائيلي: حرب غزة كانت الأكثر ضرورة في تاريخ إسرائيل ولكن..!
  • تقرير بريطاني: ليبيا موقع استراتيجي واحتياطات ضخمة.. ولكن أين الاستقرار المطلوب للاستثمار؟
  • أستاذ إحصاء: معدلات الزيادة السكانية تتناقص.. ولكن عدد المواليد ما زال مرتفعًا
  • من هي ابتهال أبو السعد التي فضحت عملاق التكنولوجيا في العالم؟
  • المليشيا مارست ابشع ما يمكن تصوره من فظائع وعنف، ولكن صمد الأهالي
  • المكسيك تتنفس الصعداء بعد نجاتها من الرسوم الأمريكية الأخيرة... ولكن القلق الاقتصادي لا يزال حاضرًا
  • الإنتاج الاجتماعي .. مسؤولية مَنْ؟
  • عاجل | السيد القائد: العدو الإسرائيلي استأنف الإجرام منذ أكثر من نصف شهر بذات الوحشية والعدوانية التي كان عليها لمدة 15 شهرا
  • دار الوثائق القومية.. حمدا لله على السلامة ولكن!