حصلت الكاتبة رحاب لؤي مؤخرًا على جائزة خيري شلبي للعمل الروائي الأول، عن روايتها "قرية المائة"، وذلك تزامنا مع الذكرى الثانية عشرة لرحيل الكاتب الكبير خيري شلبي، والذكرى الثانية لرحيل ابنته الفنانة إيمان خيري شلبي، مؤسسة الجائزة.. لذلك كان هذا الحوار، الذي أردنا من خلاله الاقتراب أكثر من تجربة رحاب لؤي الإبداعية.

 

 

في البداية أريد أن أعرف.. هل توقعتي الفوز؟

 

الحقيقة هذه أول مرة أكتب رواية ولم أكن أتوقع بأي شكل من الأشكال أن تكون حتى في القائمة الطويلة. وهذا ليس لأنني أشك في الرواية. لكن لأنني أفتقد القدرة على الحكم على ما أكتبه. فليس باستطاعة أحد الحكم على شيء قام به ويكون حكمه عادل على الأمر. فقد كنت بحاجة إلى جائزة تخبرني بأن ما كتبته يجعلني أخصص جزء من وقتي لكي أكتب القصص والروايات، لذلك لم أجد أفضل من جائزة خيري شلبي كي يقيموا ما أقوم به، وقد قلت خلال حفل تسليم الجائزة: إذا تواجدت في القائمة الطويلة فذلك معناه أنني أستطيع الكتابة، وإذا تواجدت في القائمة القصيرة فذلك معناه أنني جيدة جدًا وأستطيع الكتابة بشكل جيد. ولكني لم أكن أتوقع الفوز، وهذا معناه أن حكمي على نفسي قاسي جدًا وأنني أحتاج لأن أنظر لنفسي بطريقة مختلفة. فالجائزة تعتبر شهادة ميلاد بأن هناك أمل والأمر يستحق أن أعطي لنفسي وقت أكبر للكتابة.

 إذن.. وما هي قصة الرواية؟ 

 

الرواية تدور داخل قرية خيالية في زمن بعيد وعدد سكان هذه القرية مائة شخص، وفي هذه القرية يوجد شيء غريب بداخلها، هو أنها لا يوجد بداخلها أية مقابر لذلك كان السؤال «أين يذهب الناس ولماذا هم 100 فقط؟» فهذه هي فكرة الرئيسية للرواية.

بحضور شخصيات عامة.. افتتاح أول فروع مكتبات دار عصير الكتب في القاهرة|فيديو وفاة المترجم شوقي جلال عن عمر ناهز 92 عاما بريطانيا تستعيد أحجارا يمنية مسروقة وتعرضها في متاحفها الإيسيسكو تطلق المرحلة الأولى لإعداد ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي "سبع ورقات كوتشينة" يناقش قضايا المرأة في المجتمع ضمن مهرجان مسرح الهواة توفى في ذكرى مئوية جده..معلومات عن حفيد سيد درويش بعد رحيله اليوم|تفاصيل بعد إعلان المكسيك بشأن المومياوات | هل بنى الفضائيون أهرامات الجيزة؟ أهمية دور الفلاح والوعي الصحي ضمن فعاليات لقصور الثقافة بالغربية الفرعون المثير للجدل|إخناتون.. هل كان نبيا كما يعتقد البعض؟ تراث مهدد.. كيف أثر زلزال المغرب على مدينة مراكش القديمة؟ الرواية تتطلبت منك وقتًا طويلًا للإعداد.. لماذا؟ 

 

بدأت في عملية الكتابة خلال عام 2019 وكنت في ذلك الوقت قد اشتركت في ورشة لكتابة الرواية الكاتب طارق إمام. وكان من المفترض أنه في نهاية الورشة سيكون هناك فائزًا، وصاحب الحظ ستنشر روايته. كان ذلك في نهاية  عام 2019 وبداية 2020، ولكن جاءت كورونا وتوقف كل شيء. توقفت الورشة فلم أعد أعرف إذا كان ما أكتبه صحيحًا أم لا.. كنت أتصرف من نفسي؛ لذلك قمت بهدم ما كتبته أكثر من مرة، فالرواية تدور في الأساس داخل قرية وأنا الواقع لم أزر قرى أو أرياف سوى مرة واحدة فقط، لذلك كان من الصعب أن أقنع القارئ أن يعيش أجواء القرية وتفاصيل القرية والقرى في الماضي وأنا في الأساس لم أر هذه الأشياء؛ لذلك كان لابد من قراءة مكثفة متعلقة بهذا الموضع في تاريخ القرى المصرية، وأيضًا في تاريخ أعيان القرى ونظامها الإداري. وقد أخذ ذلك وقتًا طويلًا مني كي أكتب التفاصيل بدون أن يشعر القارئ بأني ألقنه معلومات تاريخية. لذلك سعدت عندما أعلنت لجنة التحكيم في حيثيات الفوز، أن أحد أسباب فوز الرواية أن الكاتبة على علم بعالم القرية وأنني قد قدمت صورة جيدة جدًا للقرى حسب وصفهم. وأنا لكي أصل لهذه النقطة كنت بحاجة لوقت طويل جدًا لقراءة واستيعاب ورسم الصورة بشكل كما ينبغي أن يكون.

 

ما هي الرسائل التي أردتي إصالها من خلال الرواية؟ 

 

الفكرة الأساسية هي فكرة الخذلان. أن الإنسان يخذل نفسه ويخذل شخص وثق فيه فهذه هي التيمة الأساسية التي كانت أمام عيني وأنا أكتب.

 

تأثرتي بمن من الكتاب؟

 

 هناك مجموعة كبيرة من الكتاب أحب القراءة لهم دائمًا وأسلوبهم يمتعني كقارئة وكصحفة لأنني في الأساس صحفية منذ ما يقرب الـ 16 عامًا، وقد أحببت أسلوب الأستاذ خيري شلبي، إبراهيم أصلان، والأستاذ مكاوي سعيد، وصديقي إدريس على، إذ كنت دائمًا أتوقف أمام تركيبة الجملة التي يكتبها، فأنا أؤمن أن "الشطارة" هي أن تجعل شخصًا لا يعرفك بصورة شخصية، ولكنه يستمتع جدا بما تكتبه.

 

في النهاية.. ما هو مشروعك الأدبي خلال الفترة المقبلة؟

 

هناك رواية جديدة بدأت في كتابتها منذ فترة بالفعل، فعقلي يمليها عليّ وأقولها لروحي. وهذه الرواية ليس لها اي علاقة بروايتي السابقة، فهي تنطلق من فكرة الكتابة الذاتية، فأنا ما زلت في طور الكتابة وأعتقد أنها ستأخذ وقتًا يمكن أن يمتد لنحو العام، كي تكون صالحة للنشر. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رحاب لؤي جائزة خيري قرية المائة جائزة خيري شلبي خيري شلبي خیری شلبی لذلک کان

إقرأ أيضاً:

متحف البراءة.. بوح باموق من الصفحات إلى أعين الزائرين

إسطنبول- من السهل أن يعثر قارئ على رواية "متحف البراءة" للكاتب والروائي التركي أورهان باموق الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2006، بخلاف الوصول إلى المتحف الذي يحمل اسم الرواية وشيده الكاتب نفسه عام 2012 في أحد أحياء مدينة إسطنبول.

ومرد تلك الصعوبة هي أن المتحف عبارة عن منزل صغير وسط حي سكني مزدحم يجهل عنوانه كثيرون، حتى ممن يقيمون بالقرب منه، إذ إنه يقع في حي "بي أوغلو"، ليروي أحداث الرواية المقتبسة من قصة بالاسم ذاته توصف بالحقيقية.

مبنى متحف البراءة من الخارج في حي "بي أوغلو" بإسطنبول (الجزيرة)

وما إن تلج المتحف حتى تجد نفسك وسط زحمة تفاصيل عديدة عبر تلك المقتنيات لأبطال الرواية وما يتصل بحقبة كتابتها وبيئتها حينئذ بتركيا ككل وإسطنبول تحديدا، ليعيدك المتحف إلى إدراك ما قرأته عبر الرواية الورقية مرة أخرى ولكن بالمشاهدة وكأنك في سبعينيات القرن الماضي.

باموق داخل متحفه عام 2020 (الأناضول)

وتنسب تقارير إلى باموق حديثه عن أن فكرة افتتاحه المتحف باسم الرواية كانت تشغله منذ التسعينيات، لكنه لم ينته من الرواية إلا بعد سنوات، إذ صدرت عام 2008، أي أنه كان يخطط لبناء الرواية والمتحف معا، ولكن تأخر افتتاح المتحف حتى عام 2012.

ويعد المتحف فسحة غير مألوفة مهداة ظاهريا إلى ذكرى أشخاص وهميين منبثقين عن روايته، لكنها تتحدث أيضا بين السطور عن الأحاسيس الأدبية والحياة في إسطنبول.

قراءة الرواية تجربة، وعيش تفاصيلها هبة.

في آخر 2023، عشت تفاصيل رواية "متحف البراءة" للكاتب التركي أورهان باموق، وذلك بقراءة الرواية ثم زيارة المتحف المصاحب لها في أسطنبول.

تحكي الرواية ملحمة عشق عنيفة ممتدة لتسع سنوات بين الشاب كمال ابن الثلاثين عامًا المهووس بفسون ذات… pic.twitter.com/tjU0NdoieO

— رزان العيسى (@RAleesa) January 4, 2024

أصل الحكاية

يحمل المتحف اسم الرواية "البراءة"، وهذه ليست عملية تسويق أدبية كما يقول باموق، وقد جاء عبارة عن 83 واجهة، واحدة لكل فصل من فصول الرواية نفسها، وتستعيد قصة حب بطلها كمال ذو الـ30 عاما المنحدر من عائلة غنية وحبيبته بائعة الحلوى فوسون ذات الـ18 عاما.

ويتحول هذا الحب على مر صفحات الرواية عند كمال إلى عشق للأشياء التي تحيط بحبيبته ونجدها معروضة في المتحف، من قرط أذن فوسون الذي أضاعته في الفصل الأول من الرواية إلى فستانها الربيعي وانتهاء بغرفة النوم حيث روى البطل قصته على الروائي.

وتعد رواية باموق الجديدة الأكثر تجريبية من بين رواياته السبع السابقة، خاصة على مستوى الأسلوب، وهي ليست عن قصة حب تراجيدية فقط، لكنها تتحدث عنه وعن ذاكرة مدينته إسطنبول، ويسرد فيها قصة تركيا المعاصرة من خلال الحفر في التاريخ، ليعود إلى الماضي العثماني وعصر كمال أتاتورك رغم أن أحداث الرواية تبدأ عمليا عام 1975.

ومن تلك الرواية استوحى فيلم وثائقي بريطاني أحداثه وعُرض في مهرجان فينيسيا في نسخته الـ72، والذي حضره الروائي نفسه إلى جانب مخرج العمل غرانت جي عام 2015.

يضم المتحف مقتنيات كثيرة يتعلق بعضها بإسطنبول في سبعينيات القرن الماضي (الجزيرة) جدلية قائمة

كانت زيارتنا للمتحف يوم سبت، وهو يوم إجازة أسبوعية، إذ لاحظنا إقبال الزوار -ولا سيما من الأتراك- على المتحف، وقد جذب العديد من الزوار منذ افتتاحه على الرغم مما يتردد عن تحفظ بعض القراء على أديبهم الحائز على نوبل على خلفية ما أثارته تعليقات باموق السياسية ومواقفه الدينية وانتقاده من خلفيات سياسية متعددة، بينها اليمين القومي واليسار السياسي والإسلاميون والمحافظون على حد سواء، إذ تعرض للمحاكمة بتهمة "إهانة الهوية التركية" على خلفية تعرضه لما تسمى "مجازر الأرمن" وانتقاده شخصية مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، وأسقطت المحكمة في وقت لاحق التهم الموجهة إليه.

زائر يتأمل جانبا من محتويات متحف البراءة لباموق في إسطنبول (الجزيرة) تجربة أدبية واسعة

وإلى جانب روايته "البراءة" كتب باموق مجموعة روايات كبيرة أخرى، منها "غرابة في عقلي"، و"جودت بك وأبناؤه" (1982)، و"المنزل الهادئ" (1991)، و"القلعة البيضاء" (1995)، و"الكتاب الأسود" (1997).

وتذكر تقارير أن باموق لم يجد من ينشر روايته الأولى لسنوات عدة، قبل أن تحقق أعماله أعلى معدلات بيع للروايات الأدبية في تركيا، وبيعت منها حول العالم أكثر من 11 مليون نسخة بأكثر من 60 لغة، ونال شهرته الدولية بالكتابة عن أحداث تاريخية كان الحديث عنها يوصف بأنه من المحرمات في تركيا.

ولد فريد أورهان باموق يوم 7 يونيو/حزيران 1952 في مدينة إسطنبول لأسرة تركية فرنكفونية مثقفة وميسورة الحال.

جانب من مؤلفات باموق داخل المتحف (الجزيرة)

أنهى دراسته الثانوية في مدرسة روبرت بإسطنبول، ثم التحق بقسم الهندسة المعمارية في جامعة إسطنبول التقنية، لكنه ترك الدراسة بعد 3 سنوات ليحقق حلمه بالتفرغ للكتابة، فالتحق بقسم الصحافة في الجامعة نفسها 1976، وأجرى أبحاثه في الأدب بجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة بين عامي 1985 و1988.

حصل على عدة شهادات دكتوراه فخرية، أهمها من الجامعة الأميركية في بيروت بلبنان عام 2003، ومن قسم الفلسفة والعلوم الإنسانية بجامعة برلين الحرة عام 2007، ومن قسم الدراسات الغربية والآداب في جامعة البوسفور بمدينة إسطنبول في العام نفسه، ومن جامعة مدريد عام 2008.

صوّرت بعض رواياته تاريخ تركيا العثماني، وجسدت أخرى دفء العلاقات الإنسانية في إسطنبول، وعكس في صفحاته صورة ما يراه من انقسام في المجتمع التركي تجاه قضايا السياسة وانقلابات الجيش وسطوة الأمن وحجاب المرأة وتجاذبات الهوية والأعراق.

نال جوائز عدة، أهمها جائزة نوبل للآداب عام 2006، وجائزة السلام لدور النشر الألمانية في أكتوبر/تشرين الأول 2005، وجائزة سوننغ للثقافة الأوروبية من جامعة كوبنهاغن في الدانمارك عام 2012، وجائزة "إمباك" الدولية للآداب في دبلن بأيرلندا عام 2003.

مقالات مشابهة

  • مخالفات المرور 2024.. طريقة الاستعلام و خدمة الدفع
  • جائزة الأمير محمد بن فهد لأفضل أداء خيري بالوطن العربي تُعلن أسماء الفائزين بنسختها الثالثة
  • في رحاب اليوم العالمي لمكافحة المخدرات
  • جاد الله: أتوقع عدم استكمال الدوري هذا الموسم
  • حول الرواية التاريخيّة.. محاولة في الفهم والتحليل
  • شكراً دولة المواطنة والديمقراطية والسلام والعدالة و الكرامة
  • الفيوم.. حوار مجتمعي بقرية منشأة طنطاوي لتقييم الأثر البيئي لمشروعات الصرف الصحي
  • أمراض المهنة.. الكتابة تسبب أمراض العمود الفقري
  • مغامرة بمتحف التحرير.. تمثال يُثبت أن الخط العربي والخطوط القديمة أصولهم مصرية
  • متحف البراءة.. بوح باموق من الصفحات إلى أعين الزائرين