غوتيرش: درنة ضحية سنوات من النزاع وفوضى المناخ
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
استهل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، كلمته أمام الجمعية العامة، اليوم الثلاثاء، قبيل بدء مناقشتها العامة رفيعة المستوى، بالحديث عن مدينة درنة الليبية التي ضربتها السيول والفيضانات الأسبوع الماضي مما أدى إلى مصرع وفقدان الآلاف.
ونقل موقع أخبار الأمم المتحدة عن غوتيريش قوله، إن أهل درنة عاشوا وماتوا في بؤرة من اللامبالاة بهم، فيما هطلت أمطار غزيرة في 24 ساعة زادت كميتها بمئات المرات عن المعدلات الشهرية لسقوط الأمطار، وتصدعت السدود بعد سنوات من الحرب والإهمال، ومُحي كل شيء يعرفونه من الخريطة.
وأضاف غوتيريش: “الآلاف في درنة فقدوا حياتهم في الفيضانات الهائلة غير المسبوقة.. كانوا ضحايا مرات عديدة ضحايا الصراع، وضحايا الفوضى المناخية، ضحايا قادة-قريبين وبعيدين- خذلوهم في إيجاد سبيل للسلام”.
وتابع: “فيما نتحدث الآن تنجرف الجثث على الشاطئ، من نفس البحر المتوسط الذي يستجم تحت شمسه المليارديرات على يخوتهم الفارهة”.
وأشار أمين عام الأمم المتحدة إلى أن درنة تصور بشكل محزن حالة عالمنا “فيضان من انعدام المساواة والظلم وعدم القدرة على مواجهة التحديات”.
المصدر: عين ليبيا
إقرأ أيضاً:
انقلاب وفوضى في واشنطن!
الفوضى التي يشهدها العالم لا تقارن بتلك التي تعيشها واشنطن، فمنذ توليه الرئاسة، يسابق ترامب الزمن لقلب كل الموازين. وهو يفاجئ واشنطن أكثر مما يفاجئ العالم، فخارج الولايات المتحدة، لم يهدد ترامب بابتلاع غزة وحدها، وإنما بتحويل كندا إلى ولاية أمريكية، وشراء غرينلاند، ثم أعلن الوقف الكامل لكل برامج هيئة المعونة الأمريكية.
وبعد أن هدد بتعريفات جمركية على كندا والمكسيك والصين، راح يهدد «كل» دول العالم بالشيء نفسه!، والواضح أن حلفاء الولايات المتحدة هدف رئيسي للرجل قبل أعدائها، بل تأتى أوروبا في مقدمة المستهدفين، ففي مؤتمر ميونيخ، بدلاً من أن يتحدث نائب الرئيس عن تفاصيل ما كان ترامب قد أعلنه لتوه من تفاوض مع روسيا دون حضور أوكرانيا ولا حتى إخطار الحلفاء، إذا به يعطى الأوروبيين دروساً في الديمقراطية، ويعلن أن التهديد الأكبر لأوروبا لا يأتي من روسيا والصين، وإنما من تراجع الحكومات الأوروبية عن الديمقراطية وقمعهم للحريات! أما وزير الدفاع فلم يطالب الأوروبيين فقط بتولي مسؤولية الدفاع عن أنفسهم بدون أمريكا التي ستوجه جهدها لمواجهة الصين في آسيا، وإنما أعلن أن أوكرانيا لن تعود إلى حدود ما قبل الحرب ولن تنضم إلى حلف الأطلسي.
أما في الداخل، فقد وضع ترامب إيلون ماسك على رأس إدارة سماها هيئة «الفاعلية الحكومية»، هدفها الحقيقي تقويض الحكم الفيدرالي المنصوص عليه دستوريّاً عبر تحويل صلاحيات كثيرة للولايات، وطرد الآلاف من العاملين بالحكومة الفيدرالية، ثم التراجع المنظم عن مكتسبات الحقوق المدنية لكل الأقليات بدعوى استهداف المثليين والمتحولين جنسيّاً فقط، فترامب حين اختار وزيرة التعليم قال علناً إن هدفها الأول سيكون إلغاء الوزارة! ووزارة التعليم «الفيدرالية» مسؤولة عن أمرين على جانب كبير من الأهمية بالنسبة للسود والأمريكيين الأصليين وذوى الأصول اللاتينية وغيرهم من الأقليات، أولهما القروض التي يحصل عليها الطلاب غير القادرين من أجل استكمال دراستهم، وثانيهما مكافحة العنصرية والتمييز على أساس العرق أو الإثنية في التعليم العام سواء ضد الطلاب أو في توظيف المدرسين. والتعليم العام له أهمية قصوى في حياة غير القادرين من البِيض والأقليات الفقيرة، الذين لا يمكنهم تحمل تكلفة التعليم الخاص، فهو لا يوفر فقط تعليماً، وإنما وجبات مدرسية، قد لا يحصل الأطفال الفقراء طوال اليوم إلا عليها، وساحات للرياضات المختلفة، فضلاً عن مساحة آمنة تحميهم من العنف والجريمة في الشوارع.
وترامب يسابق الزمن ليحقق أعلى استفادة مما صار يُعرف بـ«شهر العسل الرئاسي»، أي المائة يوم الأولى لأي إدارة جديدة، ففيها يتمتع الرئيس عادة بأعلى معدلات شعبيته، وتمنحه كافة الأطراف المساحة وحرية الحركة دون ملاحقته بالانتقادات ووقف قراراته. ومع ذلك تشهد الإدارة بالفعل تحركات مناهضة تأتي أغلبها من المؤسسة القضائية، إذ قامت أكثر من محكمة فيدرالية بوقف قرارات تنفيذية للرئيس وجدتها غير دستورية أو تمثل افتئاتاً على صلاحيات الكونغرس. ورغم أن الحزب الديمقراطي لم يفق بعد من صدمة هزائمه الانتخابية المدوية، فإن رموزاً نافذة في الحزب الجمهوري وجهت إليه فعلاً انتقادات لاذعة، خصوصاً فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.
وفي تقديري، لن ينتظر الجمهوريون طويلاً قبل توجيه أسهمهم إلى السياسة الداخلية متى طالت مصالح دوائرهم، وهي ستطالها بالضرورة، فالعاملون بالحكومة الفيدرالية الذين يتم تسريحهم يخدم بعضهم خارج واشنطن بما في ذلك ولايات جمهورية، والتعريفات الجمركية ستطال جيب المواطن العادي. وحتى استهداف هيئة المعونة الأمريكية معناه خسارة للمزارعين، أقوى قطاعات اليمين، الذين يبيعون محاصيلهم للحكومة لتوجهها للمعونات الخارجية، والبقية تأتي!.