شرع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بالفعل، بتدمير المقابر التاريخية في موقع تراثي؛ لإفساح المجال أمام طريق سريع، وهو تحدٍ للشعب المصري.

وقال السيسي في تصريح له: "أطلب منكم قبول توضيحاتي للأوضاع الاقتصادية التي تمر بها مصر، وأشكركم على صبركم وتحملكم العبء. أطلب من الله أن يساعدنا. نحن لا نفعل أشياء سيئة لمصر من خلال أي قرارات أو سياسات نتخذها، ولا نؤذي أحدا، نحن ببساطة نريد أن نفعل الخير".

يتناول تقرير صحيفة "هآرتس" العبرية، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، التطورات في مصر ويقتبس ما طلبه الرئيس المصري من الحضور في حفل افتتاح العديد من المشروعات في محافظة بني سويف جنوب القاهرة.

وبخلاف إلقاء اللوم على الحرب في أوكرانيا، التي تسببت في ارتفاع أسعار الحبوب، لم يكن لدى السيسي تفسيرات مقنعة لجمهوره وعامة الناس، كما أنهم لم يستمتعوا بتصريح الرئيس بأنه لولا "السياسة الحكيمة" التي تنتهجها حكومته، لكان الوضع في مصر أسوأ بكثير.

ويرى التقرير أنه يجب على السيسي أن يخشى اللحظة التي يقرر فيها المصريون أنه ليس لديهم ما يخسرونه، ويضيف أنه في القاهرة وتل أبيب هناك حوار وطني بين النظام ونفسه، لكن الفرق في أن الحياة في مصر تزداد صعوبة، لكن لا يجرؤ أحد على الاحتجاج عليها.

اقرأ أيضاً

برلماني مصري: الكنائس المقامة في عهد السيسي أكثر مما بنيت خلال 60 عاما

فالمصريون الذين اضطروا إلى تحمل القفزات الهائلة في أسعار المنتجات الأساسية والوقود والكهرباء واجهوا منذ فترة طويلة صعوبة في فهم السبب الذي يجعلهم يواجهون مثل هذه الانقطاعات المتكررة للكهرباء عندما يعيشون في بلد يمتلك احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي.

كما لم يشرح السيسي لماذا اضطرت البلاد إلى تنفيذ مشاريع ضخمة تهدر الموارد بينما يعمل المصريون في نوبات عمل إضافية فقط لتغطية نفقاتهم.

هدم التراث

وأوضح التقرير أن أحد المشاريع التي أثارت غضب الجمهور مؤخرًا هو الطريق السريع الذي سيربط القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

ويكلف بناء المدينة الجديدة الحكومة حوالي 60 مليار دولار، ومن المقرر أن يمر الطريق السريع بأحد أكثر المواقع التاريخية في مصر، مدينة الموتى، والتي تعد جزءًا من موقع التراث العالمي لليونسكو الذي تم إعلانه في عام 1979.

ومدينة الموتى عبارة عن مجمع ضخم من المقابر والأضرحة التي تم إنشاؤها منذ حوالي 1400 عام. ومن بين القبور صحابة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وقادة من العصر الإسلامي المبكر، بالإضافة إلى الخلفاء والفلاسفة المهمين والقادة الثقافيين.

ووفقا للتقرير، اندهش المصريون في الأسابيع الأخيرة عندما رأوا الجرافات تدمر هياكل الدفن القديمة ذات الأهمية المعمارية والتاريخية الكبرى.

وقد تمت الموافقة على خطط الطريق في عام 2020، ولكن في الشهر الماضي فقط قرر الرئيس المصري تشكيل لجنة للنظر في بدائل لخطة الطريق السريع، كما أعرب عن نيته إنشاء "حديقة الخالدين" التي سينقل إليها رفات الموتى.

اقرأ أيضاً

منافس السيسي أحمد الطنطاوي: جهزت 3 ملفات للترشح "أحدها في مكان آمن"

وأوصت اللجنة بوقف المشروع، وقدرت أن وقت السفر الذي يوفره الطريق السريع لن يتجاوز بضع دقائق، وهذا لا يبرر تدمير الموقع التاريخي.

لكن التوصيات لم تجدي نفعا، ولم تتوقف الجرافات، واستقال معظم أعضاء اللجنة. وفي هذا الشهر فقط قرر السيسي وقف العمل للسماح بإعادة النظر في الخطة.

ويشير التقرير إلى أن مدينة الموتى ليست فقط مقبرة لشخصيات بارزة من التاريخ المصري، ولكنها أيضًا موطن لأكثر من مليوني مصري على قيد الحياة لا يستطيعون شراء أو استئجار منزل حقيقي.

ويشعر الأشخاص الذين يعيشون هناك بقلق مبرر من أن يؤدي العمل على الطريق السريع إلى طردهم، ومن أن الحكومة لن تجد لهم سكناً بديلاً.

ولا يعتقد قادة الاحتجاج على الطريق السريع أن الحكومة ستوقف العمل بشكل كامل، معتبرين أنه توقف مؤقت لتهدئة الغضب الشعبي. ولكن حتى لو تم إلغاء خطط إنشاء الطريق السريع، فسيكون لدى مواطني مصر البالغ عددهم 110 ملايين نسمة أسباب أخرى كافية للتذمر من الحكومة.

ويدرك السيسي جيدًا الغضب المتزايد بين أفراد الشعب، لكنه لا يكتفي بالخطابات العاطفية التي يشيد فيها بصمود المصريين.

اقرأ أيضاً

عبر جسور وطرق سريعة.. لهذا يحول السيسي مصر إلى "معسكر كبير"

انتخابات مبكرة

ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام العربية، حذر مسؤولو المخابرات المصرية من احتمال حدوث احتجاجات كبرى يمكن أن تهدد استقرار النظام. ولعل هذا هو السبب وراء بدء الاستعدادات لإجراء انتخابات مبكرة، يعتقد أنها ستجرى نهاية العام الجاري.

لقد اكتفى الرئيس المصري في الأزمات السابقة بتعديل وزاري، لكن احتمال إجراء انتخابات مبكرة يشير إلى أن المخاوف هذه المرة أعمق، فحتى عندما يتعلق الأمر بزعيم استبدادي مثل السيسي، فإن شرعيته العامة ضرورية، حتى لو كان ذلك للاستعراض وليس انعكاسًا للإرادة العامة.

ويسمح الدستور للسيسي بالرئاسة حتى عام 2030، بعد إجراء برلماني واستفتاء مدد فترة الرئاسة من 4 إلى 6 سنوات، لكنه سيحتاج إلى الفوز في الانتخابات لتطبيق التغيير في القانون.

وبحسب التقرير، تدرك جماعات حقوق الإنسان في مصر جيدًا أهمية الانتخابات وانعكاساتها على الحالة الحقوقية في البلاد.

وفي الدورتين الانتخابيتين السابقتين اللتين واجه فيهما السيسي الناخبين (في عامي 2014 و2018)، اتسمت الحملات بموجة من الاعتقالات والاحتجازات للناشطين السياسيين ومنتقدي الحكومة. وتقول منظمات حقوق الإنسان إن أكثر من 60 ألف شخص سُجنوا كسجناء سياسيين منذ الانتخابات الأولى عام 2014.

ومع التسليم بأن الحكومة لا تحتاج إلى انتخابات لاعتقال معارضيها، فإنها توفر فرصة لسحق أي منظمة أو حركة سياسية يمكنها تحدي الرئيس.

ورغم كل المشكلات، يشير التقرير إلى أنه يبدو أن السيسي يستطيع هذا العام أيضًا الاعتماد على صبر المصريين.

اقرأ أيضاً

هجوم كاسح من مؤيدي السيسي ضد المرشح الرئاسي المصري أحمد طنطاوي.. ما علاقة الإخوان؟

المصدر | زيفي برئيل / هآرتس – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر السيسي مدينة الموتى الانتخابات المصرية الرئیس المصری الطریق السریع اقرأ أیضا فی مصر

إقرأ أيضاً:

ولي عهد الكويت يشيد بمبادرات الرئيس السيسي لجمع شمل العرب

استقبل الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ولي عهد الكويت، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بمقر الديوان الأميري الكويتي قصر بيان، إذ تمّ بحث واستعراض أوجه التعاون والتنسيق في عدد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وذلك بحضور الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح، رئيس مجلس وزراء دولة الكويت، وعدد من الوزراء من الجانب الكويتي، والسفير أسامة شلتوت، سفير مصر لدى الكويت.

ولي عهد الكويت يستقبل رئيس الوزراء لبحث أوجه التعاون

وفى مستهل اللقاء، رحب الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ولي عهد الكويت، بالدكتور مصطفى مدبولي، في زيارته لبلده الثاني الكويت، مشيداً بالدور المصري الداعم لمختلف قضايا الأمة العربية، وبحكمة قيادتها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وما يتمّ طرحه من أفكار ومبادرات تسهم في تجمع الأمة العربية، ذلك على الرغم من التحديات الإقليمية التي تواجهها.

وأشار الشيخ صباح خالد الحمد الصباح إلى التعاون الوثيق بين البلدين الشقيقين في العديد من المجالات، ووجود العديد من الاتفاقيات الثنائية التي تضم أطر التعاون في العديد من القطاعات، مؤكداً أن لدينا الفرصة معاً لمزيد من التعاون بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين، لافتا إلى الزيارة المهمة التي قام بها وزير الاستثمار المصري إلى الكويت مؤخراً، وما حققته من نتائج من شأنها أنَّ تسهم في دعم وتعزيز العلاقات المصرية الكويتية في العديد من المجالات، وخاصة الاستثمارية والاقتصادية منها.

وأكد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ولي عهد الكويت، أهمية التنسيق من أجل تحقيق صالح الأمة العربية، متطلعًا لتقديم مصر خطتها لإعادة إعمار غزة، وذلك بما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة من خلال إعادة الإعمار مع بقائه على أرضه.

من جهته، أعرب مدبولي عن تقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي حظي بها منذ وصوله إلى بلده الثاني الكويت، لافتا إلى اللقاء السابق الذي جمعه مع الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ولي عهد الكويت، على هامش مشاركتهما في فعاليات الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP29 بالعاصمة الآذرية باكو.

كما أعرب رئيس الوزراء عن تقديره للشيخ صباح خالد الحمد الصباح، في ضوء سابق المعرفة بينه وبين ولي العهد منذ فترة طويلة في العديد من المناصب التي تولاها.

وأكد رئيس الوزراء دعم مصر الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، خاصةً حقه في استقلال دولته على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مُشدداً على رؤية مصر الخاصة بضرورة إعادة إعمار قطاع غزة مع بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه.

وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي، أهمية وحدة الموقف العربي وهو ما تعمل مصر على تحقيقه من خلال جهود الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، معربا عن تطلعه لتحقيق الأمن والاستقرار لكافة الدول العربية، وانتهاء الأزمات التي تشهدها المنطقة.

وفى ختام اللقاء، أشاد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ولي العهد، بوسطية مصر خاصةً مؤسسة الأزهر الشريف، وما تمثله من منبر للاعتدال في عالمنا العربي، مُؤكداً أهمية التكاتف لمواجهة التحديات الراهنة في المنطقة، ومجددا الإشارة إلى أهمية تشكيل رؤية موحدة تجاه إعادة الإعمار في غزة خلال القمة العربية المقبلة، معربا عن تطلعه أن تسهم الزيارة الحالية لرئيس الوزراء للكويت في دعم المزيد من العلاقات الثنائية في العديد من القطاعات.

مقالات مشابهة

  • محافظ جنوب سيناء: الرئيس السيسي يضع أهل أرض الفيروز في عقله وقلبه
  • رئيس مجلس النواب الليبي يشكر الرئيس السيسي ويدعو إلى حكومة جديدة وانتخابات
  • عقيلة صالح يشكر الرئيس السيسي على جهوده في حل الأزمة الليبية
  • عقيلة صالح: نشكر الرئيس السيسي على جهوده في حل الأزمة الليبية
  • ولي عهد الكويت يشيد بمبادرات الرئيس السيسي لجمع شمل العرب
  • القوى السياسية والمدنية السودانية خلال اجتماع أديس أبابا: ندين الجرائم التي ارتكبتها ميلشيا الدعم السريع
  • الرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطن بعد زيارته لإسبانيا ومشاركته في اجتماع الرياض
  • الرئيس عبد الفتاح السيسي يعود إلى أرض الوطن قادما من السعودية
  • الرئيس السيسي يغادر الرياض بعد المشاركة في اجتماع غير رسمي حول القضية الفلسطينية
  • الرئيس عون عرض والوزير مكي لخطة العمل التي سيعتمدها في وزارته