صراحة نيوز:
2024-09-17@03:07:35 GMT

الحِزبية .. او .. ( اللاحِزبية )

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

الحِزبية .. او .. ( اللاحِزبية )

صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمه

بداية من الضروري ان نعرف ما هو تعريف الحزب السياسي ؟ وما الفائدة من تأسيس الأحزاب السياسية ؟ وما دورها المجتمعي الوطني المُرتجى ؟
تعريف الحزب السياسي :— في الواقع هناك تعريفات عديدة للأحزاب السياسية . لكنني إنتقيت ثلاثة منها لأنني لم أرَ ان تعريفاً واحداً سيكون شمولياً ، بينما وجدت ان الثلاثة التي إنتقيتها يمكن إعتبارها شمولية وتُكمِّل بعضها ، وهي :— ١ )) هو تَجَمُّع مواطنين يتقاسمون نفس الأفكار ، ويجتمعون لغرض وضع مشروع سياسي مشترك قابل للتنفيذ للوصول بوسائل ديموقراطية وسلمية الى ممارسة السلطات والمسؤوليات في قيادة الشؤون العمومية .


٢ )) هو تنظيم قانوني يسعى للوصول الى رأس السلطة الحاكمة في الأنظمة الديمقراطية وممارسة الحكم وفق البرنامج الحزبي السياسي والإجتماعي والإقتصادي .
٣)) هو تنظيم ديمقراطي يمارس العملية الديموقراطية داخل الحزب بإنتخاب أعضائه لتولي المناصب القيادية في الحزب ، ووضع الرؤى والأهداف الإستراتيجية . وخارج الحزب يقوم بالمشاركة في الإنتخابات بمستوياتها المختلفة ، سواء المحلية او البرلمانية . ويربط الحزب السياسي بصفة عامة بين مجموعة من المواطنين الذين يتبنون رؤية سياسية واحدة هي رؤية الحزب وبين نظام الحكم وأدوات الدولة المختلفة .

وهنا ننتقل الى توضيح دور الأحزاب السياسية :— بما ان الحزب السياسي يعمل في الأساس كوسيط بين أفراد الشعب ونظام الحكم في الأنظمة الديمقراطية بأنواعها ، فإن الأحزاب المختلفة يكون لها أدوار رئيسية ومهمة في ذلك الشكل من أشكال الحكم ، أهمها : صياغة إحتياجات ومشاكل المواطنين وطرح مقترحات لحلها وتقديمها الى الجهات الحكومية المختلفة بصورة قانونية ، وتنظيم نشاطات توعية وتثقيف للناخبين حول النظام السياسي والإنتخابات والدعاية لرؤية الحزب لِتَقَدُّم الدولة ، وكذلك تعمل الأحزاب على نشر الدعاية بين المواطنين لأفكارها وترشيح ممثليها في الإنتخابات .

أما عن شروط نشأة وعمل الأحزاب السياسية :— لا تكفل جميع الدول إنشاء أحزاب سياسية وفق أنظمة الحكم والدساتير المتبعة بها . بينما تكفل بعض الدول حرية إقامة الأحزاب مع عدم توفير المناخ المناسب للعمل الحزبي . وتحتاج الأحزاب السياسية للعمل على أرض الواقع وتحقيق الشكل الديمقراطي التمثيلي على عدة عوامل ، من أهمها توفير حرية التنظيم والتجمع وإبداء الرأي بالأشكال السلمية المختلفة وعبر الوسائط القانونية ، وضمان مبدأ التعددية الحزبية الذي يعني إمكانية إقامة أكثر من حزب بتوجهات فكرية مختلفة ، مع غياب تمييز الدولة وعدم تدخلها لصالح أحد الأحزاب دون الآخر .

تُعتبر الأحزاب أحد الظواهر البارزة في الحياة السياسية . ولا سيما في الأنظمة الديمقراطية . وذلك لما تقوم به من تنافس على السلطة تجسيداً لمبدأ المشاركة السياسية ، إضافة الى التعبير عن إرادة المجتمع بكافة أطيافه ومصالحه . الحزب السياسي شكل من أشكال التعبير عن تيار فكري ، يتخذ طابعاً تنظيمياً للقوى الإجتماعية المعبرة عنه ، التي تمتلك مواقف ورؤية سياسية موحدة ، وتستهدف ممارسة السلطة ، وفق برامج مُعلنة ، تنطوي على معالجة المسائل السياسية والاقتصادية والإجتماعية للشعب والدولة . وبهذا الوصف يكون الحزب وعاءً تنظيمياً للفعاليات الإجتماعية التي يمثلها . وعليه تَصِحُ مقولة ان الحزب السياسي يرتكز على توافر ثلاثة أبعاد هي : (( النظرية ، والتنظيم ، والممارسة )) .

للعلم فإن أكسير حياة الأحزاب السياسية هي الديمقراطية ، ليس الديمقراطية الشكلية ، بل الحقيقية . فبدون توافر بيئة ديموقراطية مُشجعة على الإنطلاق والتفاعل الحقيقي ، وبدون ضمانٍ لحرية الرأي والتعبير ، وحرية النشاط والحركة ، والتفاعل المجتمعي بدون قيود وضوابط ، وضمان نزاهة مطلقة للإنتخابات ، فان الأحزاب تكون شكلية ومُفرغة من غايات تشكيلها ، وتكون حالة ( اللاحزبية ) — رغم السوء والخلل الكبير الذي يكتنفها — أفضل من وجود أحزاب مشوهة ، ومخنوقة ، ومكبلة .

أما قيادة الحزب السياسي ، ففيها تكمن كل عناصر القوة للحزب . بداية حتى ينجح الحزب ، يجب — نعم يجب — ان لا تنحصر كل عناصر قوة الحزب في شخص واحد . بل يجب ان يكون هناك قيادة من مجموعة من الشخصيات التي تتوافر فيها كل عناصر القيادة ، ومواصفات القائد الفذ . حيث من الضروري ان تتكون القيادة من عدد من شخصيات الحزب التي تمتلك مواصفات خاصة ومتميزة مثل : الشخصية الكاريزمية ، المؤثرة ، الفاعلة ، المثقفة ثقافة عالية جداً . كما يجب ان تتصف شخصيات القيادة بالثبات على المباديء ، والجرأة ، والإقدام ، والبعد عن الأنانية ، والإنفعالية ، والمصلحية . كما يفترض ان يتم إنتخاب القيادة بإنتخابات حرة ، ديمقراطية ، سرّية ، وان يتضمن النظام الداخلي للحزب بأن تكون مدة الدورة الواحدة ( ٤– ٥ ) سنوات ، ولا يسمح للرئيس بأكثر من دورتين ، بعدها لا يسمح له بالترشح بتاتاً .

كتبت مقالات عديدة عن الأحزاب مُستنداً الى تجربتي الحزبية الشخصية . حيث أفتخر انني كنت حزبياً قبل عقود طويلة — لكنني لن أكون مُجدداً — ودفعت أثماناً باهظة قَلبت حياتي رأساً على عقب عدة مرات وليس مرة واحدة ، لكنني لم أُهادن ، ولم أتقلب ، وثَبَتُ على قناعاتي . وأفتخر انني قومي — وسأبقى ما حييت — وأعتبر قناعتي هذه هي أكسير حياتي . والخزي لكل مُرتجفٍ ، مُتخلفٍ ، رعديد ، جبان ، مُتكسبٍ من تلوّنه . لأنه وضيع ، وأقرب للأنذال من مواصفات الرجال . لا بل أرى ان من تأكل بثدييها أشرف وأطهر رغم قُبح فِعلتها .

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة الأحزاب السیاسیة الحزب السیاسی

إقرأ أيضاً:

الديمقراطية..الرأي الآخر!

سهر بعض المهتمين في الشرق الأوسط، مساء الثلاثاء ليلة الأربعاء الماضي، من أجل متابعة ما عرفته بعض الصحافة الأمريكية بـ"مناظرة القرن" بعد أسابيع من المتابعة الحثيثة للسباق بين دونالد ترامب وكامالا هاريس، والإثنان يختلفان تقريباً في كل شيء، الجندر والاجتهاد السياسي، بل وحتى لون البشرة، وطبيعة الخلفية الاجتماعية والاقتصادية، لذلك تشوق الناس لمعرفة نتيجة ما تُسفر عنه المقابلة التاريخية، والنتيجة أن الصراع في بلد كبير يرتكز على كسب نسبة صغيرة من الأصوات، التي تسمى "غير المقررة"، وهي التي ترجح الفائز.
القضية الأعمق في الديمقراطية الغربية هي التي يطرحها الأكاديميون وتتعلق بسؤال، هل تحقق الديمقراطية الليبرالية ما يتوقع أن تحققه لدى من بشّر بها؟ أي تحقيق الخير العام، من خلال تقرير المصير الجماعي في صناديق الانتخاب، وبناء مؤسسات يراقب بعضها بعضاً؟ خاصة في الظروف المتغيرة في العالم، يرى البعض أن ما تنتجه الممارسة هو في معظمه سلبي، وأن النقاط التي أشار إليها المرشحان تدل على سطحية وربما ابتذال للعقل المتابع.
هنا نعود إلى الكتاب اللافت الذي صدر حديثاً لكاتبين أحدهما أمريكي والثاني ألماني، وهما أرمن شافير وميشيل زورن والكتاب العنوان الأقرب إليه بالعربية "نكوص الديمقراطية" The Democratic Regression والعنوان الفرعي "الأسباب السياسية لانتشار السلطوية"!
يناقش الكتاب في جوهره تراجع الفعل الإيجابي للديمقراطية الليبرالية، وميلها إلى الشعوبية التي تنتج في النهاية قادة يدغدغون مشاعر العامة، ومفلسين من الأفكار الكبرى! لذلك يتدهور الاقتصاد وتتسع الفروقات في المجتمع، وتنشب الحروب.
يرجع الكتاب إلى تقرير البنك الدولي لعام 2012، الذي درس الخلل في توزيع الثروة على المستوى العالمي بين عام 1998 و2008 عام الأزمة الاقتصادية العالمية، ويستعير ما جاء به ذلك التقرير من مفهوم جديد في الاقتصاد وهو "منحنى الفيل" من ذيل الفيل في التراب، كما قال، أي النمو الصفري للدول الفقيرة، ثم يصعد تدريجياً ذلك المنحنى بنسبة 5 في المائة حتى يصل إلى ظهر منحنى الفيل الدول الصناعية، ثم يعود إلى الأسفل، وفجأة ينتعش إلى أعلى، هذا الانتعاش الأخير حققته، كما يقول الكتاب،  الدول "الشمولية" مثل الصين وسنغافورة.
يذهب التحليل إلى أن جاذبية الديمقراطية الليبرالية بمؤسساتها المختلفة، التي اعتقد كثيرون أنها حققت نصرها النهائي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، تلك الجاذبية سرعان ما خفت، ووضعت تحت المجهر، لأنها اعتقدت بمبدأ لم يتحقق، وهو أن "الخير الخاص ينتهي بخير عام"، وتبين أن كثيراً من المجتمعات التي طبقت تلك الديمقراطية الليبرالية سرعان ما خلفت "منحنى الفيل" في مجتمعاتها، أي أصحاب دخول ضخمة من جهة، وفقراء من جهة أخرى، وتحولت الممارسة إلى "أوتوقراطية انتخابية" لفرد واحد أو عدد من الأفراد يقدمون أنفسهم بـ"المخلصين! وتنتهي بشكل انتخابي شكلي، تفرز قيادات قد تكون غير ناضجة سياسياً.
المثال، وعد ترامب ناخبيه في عام 2016 أنه سيحقق الكثير من الرضاء الاقتصادي، عن طريق رفع الأسوار ضد الأجانب، ورفع الضرائب ضد البضائع القادمة من أعالي البحار، وبالفعل قام بالكثير من تلك السياسات، إلا أن مراهنته على أصحاب رأس المال بالمشاركة في أرباحهم طوعاً مع آخرين كانت مراهنة خاطئة، فالطبيعة البشرية لا تقبل المساواة طوعاً، فتصاعد "منحنى الفيل" في آخر سنوات حكمه، لقلة غنية وأغلبية تحت المتوسطة وحجم كبير من الفقراء، ولسوء الحظ مع اجتياح جائحة كورونا للعالم وأمريكا، التي قرر أن يستهين بها، أصبحت الدخول في أمريكا ذات فروق أكبر، من أي فترة زمنية سابقة.
على الجانب الآخر حققت الصين الشمولية نجاحاً باهراً في الاقتصاد، واستطاعت أن ترفع ملايين من الصينيين من قاع الفقر إلى الطبقة الميسورة، الصين اليوم من فريق "العالمية الجنوبية" الجديدة، وأكثر مساواة في توزيع الدخل نسبياً بين مواطنيها والأغزر إنتاجاً والأرخص، وأقوى أسطول بحري في العالم، وأصبح نموذجها خياراً آخر لدول العالم، وأثبتت خطأ الفكرة القديمة، وهي أن الشمولية بالضرورة تنحاز لقلة في المجتمع، النموذج الصيني والسنغافوري القيادة فيهما ثبت من النتائج أن الخير العام جزء كبير في سياساتها التي حققت النمو وتوزيعاً معقولاً للثروة.
فإن كانت التنمية تعني توزيعاً عادلاً للدخل، وحياة آمنة، وتوفر قيادة لديها مشروع للخير العام فليس مهماً أن تتمتع المجتمعات بصناديق انتخاب، خاصة إن كانت الأخيرة معرضة للاختطاف الشعوبي، ويزداد فيها اتخاذ القرارات من القلة، وضمور في كفاءة القيادة، بل وسذاجتها.
آخر الكلام" كفاءة القيادة ذات البوصلة الأخلاقية البعيدة عن الانحيازية، هي الفارق بين التنمية والاستقرار، والفوضى والانقسام.

مقالات مشابهة

  • الحزب القومي يبارك العملية النوعية للقوات المسلحة التي استهدفت يافا المحتلة
  • واشنطن تدعو الأحزاب السياسية في اليمن للتوحد ومواجهة التحديات وترك الخلافات جانبا
  • «حماة الوطن» يكرم الكوادر الحزبية الأكثر تميزا
  • أمين تنظيم «حماة الوطن»: تكريم الكوادر المتميزة لتعزيز رؤية الحزب
  • بوسعيد: الانحطاط السياسي يصدر عن أشخاص يحاولون ممارسة المعارضة بنشر المغالطات
  • أقرأ تأريخ الأحزاب عندنا، ستجد الشيوعي أكبر بلبوس
  • انقلاب لهذه الأسباب
  • كيف حقق الإسلاميون في الأردن أفضل نتيجة انتخابية في تاريخهم؟
  • الكونغو الديمقراطية.. الحكم على 3 أميركيين و34 آخرين بالإعدام بتهمة محاولة الانقلاب
  • الديمقراطية..الرأي الآخر!