الشغور الرئاسي المتمدد ومخاطر النزوح المتجدد، ملفان بارزان حجز لهما لبنان مكانا خاصا، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت أمس.

أفئدة اللبنانيين انشدت باتجاه «اللجنة الخماسية» المعنية بالشأن اللبناني التي اجتمعت في نيويورك، امس، بافتراض أن يرسم خريطة لتنفيذ الاستحقاقات اللبنانية الملحة من انتخاب الرئيس الى تشكيل حكومة جديدة، وصولا الى الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي تتطلبها الأوضاع اللبنانية المتدهورة.

وأيا كانت مقررات اجتماع «اللجنة الخماسية» في نيويورك، وتاليا «الثنائية» في مرسيليا، بين البابا فرنسيس والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فإن الرهان على الخارج يصطدم، دائما، بحساباته المصلحية، ومثله الداخل الأكثر تخبطا بين «ممانعة» و«معارضة»، حيث الكباش مستمر بين دعاة الحوار أولا ثم الانتخاب الرئاسي ثانيا، وبصورة مفتوحة ومتتالية، وبين المنادين بانتخاب رئيس الجمهورية أولا، وبعده يبدأ الحوار برعايته وبناء لدعوته.

وضمن هذا الكباش المتواصل، حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري أوائل أكتوبر موعدا للدعوة الى الحوار، وتولى نائبه إلياس بوصعب شرح مقاصد بري من الحوار لمدة أسبوع، تليه جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب الرئيس.

وتوجه بوصعب بالنصيحة لمن يعمل في الخارج لمرشحين رئاسيين، ألا يدعموا مرشحا يخالف أصول الدستور مثل قائد الجيش!. قائد الجيش العماد جوزاف عون قال، من جهته، وخلال استقباله نقابة الصحافة اللبنانية برئاسة عوني الكعكي، ان موضوع رئاسة الجمهورية: «لا يهمني ولا يعنيني ولم يبحثه احد معي ولم ابحثه مع احد».

هذا الموقف المفاجئ من جانب قائد الجيش طرح تساؤلات عديدة أهمها: هل كلام العماد جوزاف عون يعني انسحابا من معركة الرئاسة التي لم يعلن، يوما، خوضه إياها، أم هو لإبعاد شخص قائد الجيش عن حلبة الصراعات الدائرة بين «الممانعة» و«المعارضة»، خصوصا بعد الجولة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، حيث بدا ان الاستحقاق الرئاسي عاد الى دائرة المراوحة، منذ إعلان لودريان التوجه نحو الخيار الثالث، مسقطا، بذلك، ورقة كل من سليمان فرنجية وجهاد أزعور، الأمر الذي قابله كل من «حزب الله» و«حركة أمل» بتجديد التمسك بترشيح سليمان فرنجية والعودة إلى حوار السبعة أيام الذي طرحه الرئيس بري، كمقدمة لجلسة انتخاب رئاسية، مفتوحة ومتتالية، الأمر الذي قابله فريق «المعارضة» وبالتحديد «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب»، بالإصرار على رفض أولوية أي حوار لانتخاب رئيس الجمهورية، وخصوصا بعدما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري العودة عن تكليف نائبه إلياس بوصعب بإدارة الجلسات الحوارية، كونه، أي بري، طرفا في المسألة ولا يجوز ان يصبح حكما ثم تجاوزه واقع كونه طرفا، والعودة الى إدارة الحوار المطروح شخصيا.

ويضاف الى كل هذه التعقيدات تنامي استحالة إجراء انتخابات رئاسية، في ظل التناقضات الإقليمية والدولية، وعلى الرغم من الانفراج المحدود الذي أوحى به تبادل «السجناء» بين الولايات المتحدة وإيران، لذلك آثر العماد عون، كما يبدو، تحييد نفسه ومعه الجيش، في هذا الوقت الرئاسي الضائع، حيث المصالح الدولية تتحكم، والداخلية تتعقد «فالقوات اللبنانية» التي تتقدم «المعارضة» على كلامها، لا لرئيس ممانع ولا لحوار مع من دمر البلد ويواصل تدميره، ولا لهدنة مع من يشكل خطرا على هوية لبنان ودوره وتركيبته، و«الممانعة» التي يتقدمها «حزب الله» تصر مع الرئيس نبيه بري على الحوار أولا، موحيا بالاستعداد للنقاش حول الخيار الرئاسي الثالث، مع مواصلة الإمساك بورقة المرشح سليمان فرنجية، و«التيار الوطني الحر» الذي يضع قدما مع «الممانعة» وأخرى مع «التقاطع»، وفي النهاية الكل بانتظار ما سيقرره «الخماسي» الذي التقى، امس، في نيويورك، إضافة إلى «الثنائي» البابوي والفرنسي الذي سيلتقي لاحقا في مرسيليا.

في هذا الوقت، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في نيويورك سلسلة لقاءات مع مسؤولين دوليين أبرزهم نائبة وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي أعرب عن تقديره لسخاء لبنان في استضافة اللاجئين.

من جهته، الرئيس ميقاتي أبلغ صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية بأنه سيدعو في خطابه، وعبر منبر الأمم المتحدة، الخارج الى استخدام نفوذه لانتخاب رئيس للبنان، وتسوية أزمة النازحين. ودعت نولاند «الأطراف اللبنانية الى الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مشددة على ان واشنطن تدعم اي حوار لبناني – لبناني في هذا الصدد».

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: انتخاب رئیس فی نیویورک قائد الجیش

إقرأ أيضاً:

رئيس دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان يعزي شيخ الأزهر في وفاة «المحرصاوي»

بعث الكاردينال جورج يعقوب كوواكاد، رئيس دائرة الحوار بين الأديان في الفاتيكان، خطابا لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أعرب فيه عن خالص تعازيه في وفاة الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر السابق، رئيس اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، مؤكدا أنه رحل عن دنيانا تاركا للإنسانية إرثا كبيرا من الالتزام الراسخ بتعزيز قيم الاحترام المتبادل، والحوار، والتعايش السلمي، وغيرها من القيم التي دعت إليها وثيقة الأخوة لإنسانية.

وقال رئيس دائرة الحوار بين الأديان في الفاتيكان: “نحن إذ نقدر للفقيد الراحل جهوده المخلصة في خدمة الحوار بين الأديان، والتي أسهمت في تعزيز العلاقات الإسلامية المسيحية، فإننا نثمن على نحو خاص تعاونه المخلص والجاد مع الكاردينال الراحل ميخيل أنخيل أيوسو، الرئيس السابق لدائرة الحوار بين الأديان في الفاتيكان، من أجل عالم متحد تسوده قيم السلام والأخوة الإنسانية”.

وأضاف الكاردينال جورج يعقوب كوواكا، أن “دائرة الحوار بين الأديان في الفاتيكان، ورئيسها وجميع العاملين فيها، يعبرون عن خالص التعازي القلبية إلى أسرة الفقيد الراحل، وإلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وإلى جميع أعضاء مجلس حكماء المسلمين، وإلى كل محبيه، وأن يتقبلوا تضامننا معهم في مصابهم الأليم”.

مقالات مشابهة

  • صلاح الدين عووضه.. ميني حكاية: الرجل الذي فقد نفسه!!….
  • قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي: لن لنسمح لـحزب الله بترميم نفسه
  • الجيش الإسرائيلي يصل لقمة جبل الشيخ السوري وينشر صورا وفيديوهات
  • رئيس الحكومة اللبنانية: ماضون في بسط سلطة الدولة على كامل أراضينا
  • بعض الأسئلة التي تخص قادة الجيش
  • آثار الدمار الذي لحق بمقر إقامة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بالخرطوم – فيديو
  • مدير مكتب الرئاسة يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بحلول عيد الفطر المبارك
  • ليتني لم أعد..مأساة أبو العبد الذي فقد عائلته شمال غزة في لحظة
  • رئيس دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان يعزي شيخ الأزهر في وفاة «المحرصاوي»
  • رئيس دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان يعزي شيخ الأزهر في وفاة الدكتور المحرصاوي