الشغور الرئاسي يتمدد ومخاطر النزوح السوري تتجدد وموقف قائد الجيش من الرئاسة بين تحييد نفسه أو الانسحاب
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
الشغور الرئاسي المتمدد ومخاطر النزوح المتجدد، ملفان بارزان حجز لهما لبنان مكانا خاصا، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت أمس.
أفئدة اللبنانيين انشدت باتجاه «اللجنة الخماسية» المعنية بالشأن اللبناني التي اجتمعت في نيويورك، امس، بافتراض أن يرسم خريطة لتنفيذ الاستحقاقات اللبنانية الملحة من انتخاب الرئيس الى تشكيل حكومة جديدة، وصولا الى الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي تتطلبها الأوضاع اللبنانية المتدهورة.
وأيا كانت مقررات اجتماع «اللجنة الخماسية» في نيويورك، وتاليا «الثنائية» في مرسيليا، بين البابا فرنسيس والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فإن الرهان على الخارج يصطدم، دائما، بحساباته المصلحية، ومثله الداخل الأكثر تخبطا بين «ممانعة» و«معارضة»، حيث الكباش مستمر بين دعاة الحوار أولا ثم الانتخاب الرئاسي ثانيا، وبصورة مفتوحة ومتتالية، وبين المنادين بانتخاب رئيس الجمهورية أولا، وبعده يبدأ الحوار برعايته وبناء لدعوته.
وضمن هذا الكباش المتواصل، حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري أوائل أكتوبر موعدا للدعوة الى الحوار، وتولى نائبه إلياس بوصعب شرح مقاصد بري من الحوار لمدة أسبوع، تليه جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب الرئيس.
وتوجه بوصعب بالنصيحة لمن يعمل في الخارج لمرشحين رئاسيين، ألا يدعموا مرشحا يخالف أصول الدستور مثل قائد الجيش!. قائد الجيش العماد جوزاف عون قال، من جهته، وخلال استقباله نقابة الصحافة اللبنانية برئاسة عوني الكعكي، ان موضوع رئاسة الجمهورية: «لا يهمني ولا يعنيني ولم يبحثه احد معي ولم ابحثه مع احد».
هذا الموقف المفاجئ من جانب قائد الجيش طرح تساؤلات عديدة أهمها: هل كلام العماد جوزاف عون يعني انسحابا من معركة الرئاسة التي لم يعلن، يوما، خوضه إياها، أم هو لإبعاد شخص قائد الجيش عن حلبة الصراعات الدائرة بين «الممانعة» و«المعارضة»، خصوصا بعد الجولة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، حيث بدا ان الاستحقاق الرئاسي عاد الى دائرة المراوحة، منذ إعلان لودريان التوجه نحو الخيار الثالث، مسقطا، بذلك، ورقة كل من سليمان فرنجية وجهاد أزعور، الأمر الذي قابله كل من «حزب الله» و«حركة أمل» بتجديد التمسك بترشيح سليمان فرنجية والعودة إلى حوار السبعة أيام الذي طرحه الرئيس بري، كمقدمة لجلسة انتخاب رئاسية، مفتوحة ومتتالية، الأمر الذي قابله فريق «المعارضة» وبالتحديد «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب»، بالإصرار على رفض أولوية أي حوار لانتخاب رئيس الجمهورية، وخصوصا بعدما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري العودة عن تكليف نائبه إلياس بوصعب بإدارة الجلسات الحوارية، كونه، أي بري، طرفا في المسألة ولا يجوز ان يصبح حكما ثم تجاوزه واقع كونه طرفا، والعودة الى إدارة الحوار المطروح شخصيا.
ويضاف الى كل هذه التعقيدات تنامي استحالة إجراء انتخابات رئاسية، في ظل التناقضات الإقليمية والدولية، وعلى الرغم من الانفراج المحدود الذي أوحى به تبادل «السجناء» بين الولايات المتحدة وإيران، لذلك آثر العماد عون، كما يبدو، تحييد نفسه ومعه الجيش، في هذا الوقت الرئاسي الضائع، حيث المصالح الدولية تتحكم، والداخلية تتعقد «فالقوات اللبنانية» التي تتقدم «المعارضة» على كلامها، لا لرئيس ممانع ولا لحوار مع من دمر البلد ويواصل تدميره، ولا لهدنة مع من يشكل خطرا على هوية لبنان ودوره وتركيبته، و«الممانعة» التي يتقدمها «حزب الله» تصر مع الرئيس نبيه بري على الحوار أولا، موحيا بالاستعداد للنقاش حول الخيار الرئاسي الثالث، مع مواصلة الإمساك بورقة المرشح سليمان فرنجية، و«التيار الوطني الحر» الذي يضع قدما مع «الممانعة» وأخرى مع «التقاطع»، وفي النهاية الكل بانتظار ما سيقرره «الخماسي» الذي التقى، امس، في نيويورك، إضافة إلى «الثنائي» البابوي والفرنسي الذي سيلتقي لاحقا في مرسيليا.
في هذا الوقت، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في نيويورك سلسلة لقاءات مع مسؤولين دوليين أبرزهم نائبة وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي أعرب عن تقديره لسخاء لبنان في استضافة اللاجئين.
من جهته، الرئيس ميقاتي أبلغ صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية بأنه سيدعو في خطابه، وعبر منبر الأمم المتحدة، الخارج الى استخدام نفوذه لانتخاب رئيس للبنان، وتسوية أزمة النازحين. ودعت نولاند «الأطراف اللبنانية الى الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مشددة على ان واشنطن تدعم اي حوار لبناني – لبناني في هذا الصدد».
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: انتخاب رئیس فی نیویورک قائد الجیش
إقرأ أيضاً:
قوات قسد تنضم إلى الجيش السوري
الرقة (زمان التركية)ــ أعلن القيادي في قوات سوريا الديمقراطية أبو عمر الإدلبي أنه في الاجتماع الذي عقد بين مسد والإدارة الذاتية تم اتخاذ قرار بضم المؤسسات الأمنية التابعة لقسد والإدارة الذاتية إلى هيكلية الجيش السوري.
كشف قائد لواء الشمال الديمقراطي التابع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أبو عمر الإدلبي، عن القرارات التي اتخذت في الاجتماع الذي عقد أمس بين مجلس سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والقيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، وذلك على حسابه الخاص بموقع X.
وفيما يلي ملخص مشروع القرار المكون من ثمانية مواد والذي أعلنه الإدلبي:
دمج المؤسسات العسكرية والأمنية: تقرر ضم المؤسسات الأمنية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية إلى هيكلية الجيش السوري. وجاءت هذه الخطوة بهدف توحيد وتعزيز القوة الوطنية. تفعيل المؤسسات المدنية: تم الاتفاق على إعادة تفعيل المؤسسات الخدمية للدولة في شمال شرقي سوريا وتوفير الخدمات الأساسية، فضلاً عن تحسين مستوى المعيشة للسكان المحليين. انسحاب المقاتلين الأجانب: تم التأكيد على ضرورة انسحاب جميع المقاتلين الأجانب من قوات سوريا الديمقراطية ومنطقة شمال شرق سوريا. وتعتبر هذه الخطوة خطوة مهمة نحو تعزيز السيادة الوطنية وضمان الاستقرار. زيادة التنسيق مع الحكومة السورية: تقرر زيادة التنسيق مع الحكومة السورية وعقد اجتماعات أكثر تواترا بشأن القضايا الوطنية. التأكيد على الحفاظ على وحدة سورية: تم التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية. وأكد أن مشاركة القوات المحلية في الجيش السوري من شأنها زيادة القدرة الدفاعية للبلاد. عودة اللاجئين: تم الاتفاق على توفير الظروف اللازمة لتسهيل عودة اللاجئين والنازحين إلى مدنهم وقراهم. تهنئة ودعوة للرئيس أحمد الشرع: تم نقل التهنئة للرئيس أحمد الشرع بمناسبة توليه منصبه وتم توجيه دعوة له لزيارة رسمية إلى شمال شرق سورية. آليات تنفيذ القرارات: سيتم إنشاء لجان مشتركة للتنفيذ وضمان التنفيذ الفعال للقرارات.وأشار أبو عمر الإدلبي إلى أن القرار المذكور يعد “خطوة مهمة نحو تعزيز الوحدة الوطنية وضمان الاستقرار في البلاد”.
Tags: أبو عمر الإدلبياحمد الشرعقسدقوات سوريا الديمقراطية