ولي العهد يتوجه اليوم إلى الصين للقاء الرئيس جين بينغ وحضور حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الآسيوية
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
بحفظ الله ورعايته، يغادر سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه أرض الوطن اليوم الأربعاء 20 الجاري متوجها إلى جمهورية الصين الشعبية الصديقة تلبية للدعوة الموجهة من قبل الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة، وذلك للقاء سموه معه ولحضور حفل افتتاح الدورة الـ 19 للألعاب الأولمبية الآسيوية التي ستعقد في مدينة هانغشو بجمهورية الصين الشعبية.
وتستهدف الزيارة تعزيز العلاقات الثنائية وفتح آفاق جديدة في مجالات التعاون الوثيق بين البلدين الصديقين.
وتتسم العلاقات الكويتية ـ الصينية بطبيعة خاصة إذ تعد الكويت أول بلد خليجي يقيم علاقات ديبلوماسية كاملة مع الصين منذ عام 1971 وهي علاقات آخذة بالتطور وتتصف ببعد استراتيجي تخدم رؤية الكويت التنموية من جهة وتطلعات الصين الاستشرافية من جهة أخرى.
وكانت الكويت أول دولة عربية تبادر بتوقيع مذكرة تفاهم مع الصين بشأن البناء المشترك لمبادرة (الحزام والطريق) وحرصت على تعزيز التعاون مع الصين في مختلف المجالات وتوثيق أواصر المصالح المشتركة لاسيما مع طرح رؤيتها التنموية الاستراتيجية (كويت جديدة 2035) التي تسعى إلى تطوير اقتصاد متنوع ومستدام وهو ما يتوافق بشكل كبير مع استراتيجية مبادرة الحزام والطريق.
ولعل أبرز ما سطرته متانة العلاقات الكويتية ـ الصينية الزيارات المتبادلة بين البلدين الصديقين على مستوى القادة وكبار المسؤولين وآخرها زيارة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، في عام 2018 التي كانت لها أهمية بالغة في مسيرة الشراكة السياسية والاقتصادية، إذ عكست تلك الزيارة حرص القيادة السياسية في الكويت على توطيد العلاقات مع الصين على كل المستويات.
وتتجسد روابط الصداقة بين البلدين الصديقين في التعاون الوثيق في كل المجالات مع المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية لكل منهما، إذ بلغ حجم التبادل الاقتصادي والتجاري في عام 2022 نحو 31.48 مليار دولار أميركي بزيادة سنوية قدرها 42.3%.
وتعد الكويت سابع أكبر مصدر لواردات النفط الخام إلى الصين، فيما يبلغ عدد الشركات الصينية العاملة حاليا في الكويت نحو 60 شركة تسهم في أكثر من 80 مشروعا لتصبح قوة حيوية في بناء البنية التحتية والتنمية الاقتصادية في الكويت.
ويشمل التعاون بين البلدين المجال الثقافي متمثلا في فعاليات متنوعة وزيارات متبادلة كان آخرها في الصين حفل مراسم افتتاح المعرض الافتراضي للتراث الثقافي غير المادي من الكويت والصين بعنوان «أعمال يدوية ذات دلالات فكرية» الذي أقيم في أبريل عام 2021 بمتحف الفنون الغربية في مدينة فوشان برعاية وزارة الثقافة والسياحة الصينية بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.
وعلى صعيد التعاون الثقافي أيضا افتتح المركز الثقافي الصيني في الكويت ليكون رمزا جديدا للعلاقات بين البلدين باعتباره نافذة حضارية أعدت لاحتضان العديد من الأنشطة طوال العام ومحطة رئيسية للتبادل الأكاديمي ومرجعا للتبادل الثقافي والحضاري، حيث يضم المركز مكتبة قيمة وقاعات متنوعة الأغراض.
وتمثل العلاقات العسكرية المتميزة بين البلدين جزءا من علاقات الصداقة والتعاون، إذ تثمن الكويت موقف الصين الداعم لها أثناء الاحتلال العراقي عام 1990 ودورها في إعادة الإعمار وإطفاء الآبار النفطية كما كان للكويت دورها الثابت تجاه القضايا المتعلقة بمسائل جوهرية مثل قضية تايوان وقضية بحر الصين الجنوبي.
وفي المجال الصحي، برزت متانة العلاقات الثنائية في مواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) إذ تضامن البلدان وعملا بروح الفريق الواحد لمكافحة الجائحة، فزار فريق طبي صيني الكويت في مايو 2020 وعقد محادثات حول إجراءات الوقاية واختبارات الكشف عن الفيروسات وبروتوكولات العلاج والحجر، فيما تبرع مجلس الوزراء الكويتي في مارس 2020 بثلاثة ملايين دولار للصين دعما لجهودها الحثيثة في احتواء الجائحة.
وحرص البلدان على التعاون في مجال التعليم وتبادل الطلبة من خلال منــح تقدمهــــا الصــين للطلبة الكويتيين لدراسة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، فيما توفد الصين عددا من طلبتها إلى الكويت لدراسة اللغة العربية وثقافتها في جامعة الكويت.
وشملت روابط الصداقة بين البلدين المجال الإنساني والتسامح الديني، حيث تنفذ سفارة الكويت لدى الصين برعاية من الأمانة العامة للأوقاف الكويتية وبدعم سخي من المحسنين الكويتيين مشاريع إفطار الصائم في الصين متمثلا في توزيع سلال غذائية رمضانية على الأفراد والأسر المتعففة المقيمة هناك.
وعلى مدار أكثر من خمسة عقود على تأسيس هذه العلاقات ترسخت الصداقة التقليدية بين قيادتي البلدين وتطورت في مختلف المجالات، اذ اصبح لدى الكويت في الصين وجود ديبلوماسي كبير يتمثل بالسفارة في العاصمة بكين وقنصليتين في مدينتي غوانزو وشنغهاي.
ولايزال البلدان حريصين على التواصل والتنسيق الوثيقين بينهما وتعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة وتعميق التعاون المستمر في مختلف المجالات ودفع علاقاتهما إلى آفاق أرحب لتلبية تطلعاتهما وتحقيق أهدافهما التنموية.
من جانب آخر، بعث سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد ببرقية تهنئة إلى مارسيلا ليبرد حاكم عام سانت كيتس ونيفيس الصديقة، ضمنها سموه خالص تهانيه بمناسبة العيد الوطني لبلادها، وراجيا لها دوام الصحة والعافية.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: بین البلدین فی الکویت مع الصین فی الصین
إقرأ أيضاً:
7 تصريحات مهمة من الرئيس السيسي تحدد رؤية مصر للعلاقات مع الكويت
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، وفداً استثمارياً كويتياً برئاسة محمد جاسم الصقر، رئيس الجانب الكويتي في مجلس التعاون المصري الكويتي، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، والمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بالوفد الكويتي، مؤكداً اعتزاز بعلاقة الأخوة التي تربطه والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، والروابط الأخوية المتينة بين مصر والكويت على مختلف المستويات الرسمية والشعبية، ومشيراً سيادته إلى التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، وكذا الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، وهو ما يحتم تكثيف التعاون والتكامل بين الدول العربية الشقيقة، خاصةً في ضوء خصوصية العلاقات المصرية الكويتية باعتبارها نموذجاً للتعاون البناء والمثمر، القائم على الثقة والاحترام المتبادل.
أبرز تصريحات الرئيس السيسي للوفد الكويتيالاقتصاد العالمي يشهد تحديات تحتم تعاون الدول العربيةالعلاقات المصرية ـ الكويتية نموذج للتعاون البناء والمثمر
دور محوري لرجال الأعمال في تعزيز التعاون المصري الكويتي
حرص مصري على تعزيز التعاون مع الشركات الكويتية
مصر مستعدة لتوفير سبل تطوير الشراكة مع القطاع الخاص الكويتي
أدعو المستثمرين الكويتيين لاستكشاف الفرص المتاحة في مصر
السوق المصرية كبيرة وواعدة ولديها احتياجات ضخمة في مختلف المجالات
فيما نقل رئيس الوفد الكويتي رسالة الى الرئيس السيسي من الأمير مشعل الاحمد الصباح أمير الكويت مفادها أن الكويت تشرف بدعم مصر، وأن الكويت لا تنسى أبدا دعم مصر لها في بداية نشأة دولة الكويت، والتأكيد في ذات السياق على دعم القطاع الخاص الكويتي لمصر.
الرئيس السيسي يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لشهداء القوات المسلحة
القس أندريه زكي يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء
الرئيس السيسي يؤكد استعداد مصر لتوطيد الشراكة مع القطاع الخاص الكويتي
الرئيس السيسي يوجه الدعوة للمستثمرين الكويتيين لاستكشاف الفرص المتاحة في مصر
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس أكد على الدور المحوري لرجال الأعمال والصناعة في دفع التعاون الثنائي بين مصر والكويت، من خلال الاستثمار في مشروعات مشتركة تعود بالنفع على البلدين، وتحفز النمو الحقيقي لاقتصادهما، وتوفر فرص العمل للأجيال القادمة، مشيراً إلى حرص الحكومة المصرية على تعزيز التعاون مع الشركات الكويتية وزيادة استثماراتها في مصر، واستعداد مصر لتوفير كافة السبل لتوطيد وتطوير الشراكة مع القطاع الخاص الكويتي. وتضمنت المقابلة مشاهدة الوفد الكويتي لفيلم تسجيلي حول أهم المشروعات القائمة وتلك الجاري تنفيذها في مصر، والتي يمكن لمستثمرين كويتيين الانخراط فيها.
وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس وجه الدعوة للمستثمرين الكويتيين لاستكشاف الفرص المتاحة في مصر، والاستفادة من الحوافز والتسهيلات التي تقدمها الدولة المصرية، وكذا تطوير التعاون الصناعي من خلال العمل على إقامة شراكات صناعية بين الشركات المصرية والكويتية، والتركيز على القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، منوهاً سيادته إلى أن السوق المصرية كبيرة وواعدة ولديها احتياجات ضخمة في مختلف المجالات، بما يتيح للمستثمر إمكانية الحصول على عوائد كبيرة من الاستثمار.
وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء ناقش الفرص المتاحة في عدد من القطاعات الواعدة للتعاون الاستثماري، حيث أثنى الوفد الكويتي من جانبه على التطور الكبير الذي شهدته مصر في مجالات البنية التحتية وتعزيز المناخ الجاذب للاستثمار، مؤكدين على حرصهم على تعزيز الشراكة مع مصر من خلال تطوير تواجدهم الاستثماري في الاقتصاد المصري، بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين في التعاون والازدهار. واضاف الوفد الكويتي انه يتعين البناء على الشراكة الاستراتيجية القائمة بين مصر والكويت، موضحين ان حجم الاستثمارات الكويتية في مصر قد تجاوز العشرين مليار دولار موزعة على مختلف القطاعات والانشطة وعلى اكثر من الف شركة كويتية تعمل في مصر، وان اكثر من ٢٥٪ من مشروعات الصندوق الكويتي للتنمية موجودة في مصر، معبرين عن التطلع الى تكثيف وتعميق الاستثمارات الكويتية في مصر، ولان يكون للكويت دور فاعل في "المنتدى الاستثماري المصري الخليجي" الذي سوف تستضيفه القاهرة هذا العام، خاصة مع النهضة التنموية غير المسبوقة التي تشهدها مصر.