أمير قطر: حل النزاعات بالطرق السلمية أقل كلفة من الحرب
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
أكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على أن حل النزاعات بالطرق السلمية طويل وشاق، "لكنه أقل كلفة من الحروب".
وفي كلمته اليوم أمام الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة أكد على التضامن مع الشعبين المغربي والليبي بشأن ضحايا الزلزال والفيضانات.
وأضاف الشيخ تميم أن "علينا ألا ننسى أن هناك شعوبا في العالم تشغلها مآسي الحاضر، ومن واجبنا العمل على رفع الظلم عنها".
وتناول أمير قطر في كلمته عددا من الملفات الدولية والإقليمية، أبرزها الأزمة السورية، إذ قال إنه "لا يجوز التسليم بالظلم الواقع على الشعب السوري كأنه قدر".
وبشأن القضية الفلسطينية، قال أمير قطر إنه "لا يجوز أن يبقى الشعب الفلسطيني أسير تعسف الاحتلال الإسرائيلي"، مشددا على أن "الاحتلال يتخذ شكل نظام الفصل العنصري في القرن 21".
وأبدى أسفه على اندلاع العنف في السودان، مدينا الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في الخرطوم، وطالب بمحاسبة مرتكبيها.
وفي الشأن الأفغاني، قال أمير قطر "نواصل تنسيق الجهود الدولية لضمان التزام اتفاق الدوحة لنحول دون انزلاق أفغانستان نحو أزمة يصعب حلها"
وأكد دعمه الدائم لمساعي الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا وجهوده لحل الأزمة.
أما في الشأن اللبناني، فقال أمير قطر إن الخطر أصبح محدقا بمؤسسات الدولة في لبنان "ونؤكد ضرورة إيجاد حل للفراغ الرئاسي".
حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى : علينا أن لا ننسى أن هناك شعوبا حول العالم وبالأخص في منطقتنا، تشغلها مآسي الحاضر ويعد الانشغال بالقضايا التي ذكرتها نوعا من الرفاهية #خطاب_الأمير_المفدى#تلفزيون_قطر pic.twitter.com/iivL8jxzNv
— تلفزيون قطر (@QatarTelevision) September 19, 2023
الطاقة والأمن السيبرانيوفي الجانب الاقتصادي، قال أمير قطر إنه يدرك أن تصدير الطاقة يفرض على بلاده واجبات تجاه دول العالم كشريك موثوق.
وأضاف "أكدنا خلال فعاليات كأس العالم 2022 على أن للرياضة دورا في التواصل بين الشعوب والثقافات".
وفي شأن آخر، دعا الشيخ تميم إلى توحيد الجهود لمنع إساءة استخدام الفضاء السيبراني، قائلا إن التطور التقني المتسارع وتزايد الاعتماد عليه يفتح آفاقا غير مسبوقة للتطور الإنساني.
وقال أمير قطر "من واجبنا مواكبة التطور العلمي والتقني"، مضيفا أنه تجب إزالة الحواجز بين الدول في هذا المجال.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
"حُرُوب اليوم".. ليْسَت عَالميَّة
الدول القوية والكبرى والفاعلة على الساحة الدولية تخشى تكلفة الحرب أكثر من الدول الضعيفة
تشير الأبحاث والدراسات السياسية والاستراتيجية والتقارير والتحليلات إلى قول فصل يتضمن ذهابنا إلى "حرب عالمية ثالثة"، الأمر الذي كرَّس مخاوف لدى معظم سكان العالم، ولكن بنسب مختلفة تزيد أو تقل حسب الموقع الجغرافي من ميدان الحرب، الذي يبدأ من الدول المجاورة، وقد لا ينتهي عند الحدود القاريَّة، فعلى سبيل المثال، تتخوف الدول الأوروبية المجاورة لأوكرانيا من تمدد الحرب، وكذلك الأمر بالنسبة للدول المجاورة لفلسطين ولبنان.
من الناحية الإعلامية، كما هو لجهة الموقفين السياسي والعسكري، فإن العالم فيه كثير من بؤر التوتر ما يجعله في حروب دائمة لم تنقطع، وهو ما يبدو جليّاً في كثير من مناطق العالم، بل أنه يشمل كل القارَّات، فمنطقتنا العربية ـ مثلاً ـ واجهت منذ 1948 إلى أيامنا هذه عدداً من الحروب التي أجبرت عليها، حيث خاضت دولنا حروبا جماعية ضد الأعداء ومنهم إسرائيل بوجه خاص، وأخرى فردية حين غزتها قوى خارجية، وقضت على أنظمتها السياسية، وسيطرت بشكل مباشر على صناعة القرار فيها، وهناك نوع ثالث من الحروب توزع في منطقتنا بين حربين أهلية وجوارية.
والذين يتوقعون اليوم حدوث حرب عالمية ثالثة، بل يذهبون إلى وجود مؤشرات تشي جميعها بوقوعها، هم أولئك الذين ينظرون إلى الحالة الراهنة من زاويتين:
الأولى، تتعلق بما يحدث الآن، خاصة المواجهة الحالية بين الغرب، ممثلا في التحالف الأوروبي ـ الأمريكي ضد روسيا الاتحادية على خلفيّة الحرب الدائرة في أوكرانيا، وكذلك حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، ما يعني المواجهة بين إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، ودول المنطقة، وتحديدا إيران.
والزاوية الثانية: هي ميراث الحربين العالميتين السابقتين (الأولى والثانية)، لجهة تمدد الحرب لتشمل دول العالم كلها، من منطق عوامل كثيرة، منها: الثروات، والطاقة، والمواقع الجيو ـ استراتيجية.. إلخ.
من الناحيتين الواقعية والحقيقية، فإن الدول القوية والكبرى والفاعلة على الساحة الدولية تخشى تكلفة الحرب أكثر من الدول الضعيفة، لأن هذه الأخيرة، ومنها دولنا العربية، لم تتمتع بسلام حقيقي إلا قليلا.. أنها تعيش فترات متقطعة من تاريخها الوطني والقومي تحت مآسي الحروب، أي أنها لا تزال في خضم زمن الحرب العالمية الثانية، أو على الأقل تبعاتها، ما يعني أن الحرب لم تضع أوزارها، وهي تقوى وتضعف بناء على حسابات الدول الخارجية وميراثها الاستعماري أكثر من دوافعها الداخلية الوطنية والقومية.
من ناحية الخطاب الموجه للرأي العام العالمي يمكن للخبراء ـ أو من يدعون ذلك ـ أن يروجوا لقرب اندلاع حرب عالية ثالثة، وهذا القول قد يقبل من الناحية النظرية إما لتخويف الناس أو لتحذيرهم، لكن غير ممكن الحدوث على المستوى العالمي في الوقت القريب، وإن كان متوقعاً بنسبة أكبر في الأمد البعيد ضمن "سنن التدافع"، وبديله في الوقت الراهن، احتمال قيام حرب إقليمية في منطقة بعينها من العالم، وتحديداً في أوروبا انطلاقاً من الحرب الدائرة الآن بين روسيا وأوكرانيا، حيث تحظى بدعم أمريكي ـ قد يتغير في عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب ـ كما تحظى هذه الأخيرة بدعم أوروبي، وإن كانت بعض الدول المجاورة لها بدأت تحضر نفسها لحرب مقبلة أخبرت بها شعبها.
القول بقيام حرب إقليمية قد يشمل منطقتنا العربية حقيقية، لكن لن تسهم فيه دول الجوار المحاذية لدول الحرب، إنما دول أخرى شريكة معنا في الجغرافيا، ولكنها من الناحية الاستراتيجية مهمة لدولنا الوطنية، ولها تحالفاتها المرتبطة بمصالحها، الأمر الذي قد يجعل من أوطاننا مجالا للصراع الدولي، وقد ننتهي إلى ضحية نتيجة التحالفات الدولية، تماما كما ستؤول إلى ذلك الدول التي ستواجه الغرب لأجل وحدتها الترابية مثل الصين، التي لا تزال تصر على ضمِّ تايوان، وهذا نوع آخر من الحروب، الذي سيختلط فيه الانفصال من أجل الحرية مع أجندة الغرب، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، ما يعني إبعاد الصين عن السلام، وجعلها في خوف دائم من الحرب.