جريدة الرؤية العمانية:
2024-06-30@01:18:29 GMT

مجمع عُمان الثقافي

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

مجمع عُمان الثقافي

مدرين المكتومية

تمثل الثقافة ركيزة أساسية في تاريخ الأمم والشعوب؛ باعتبارها الأثر الباقي والخالد مدى الدهر، والقوة الناعمة التي من خلالها تُستهوى الأفئدة، وتنتشر المعارف والفنون، ولقد أولت حكومتنا الرشيدة جُل الاهتمام بالقطاع الثقافي على مدى العقود الماضية الممتدة، حتى أصبحت الثقافة العُمانية يُشار إليها بالبنان في مختلف المحافل العالمية والإقليمية، وزادت حصيلة المُثقَّف العُماني من التكريم والجوائز الكبرى.

وقد عمّت الفرحة المشهد الثقافي العُماني، بعد الإعلان عن إسناد مناقصة إنشاء مجمع عُمان الثقافي؛ الذي يتكون من 3 مبان رئيسة هي: المسرح الوطني، والمكتبة الوطنية، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، إضافة إلى 8 مبان لمرافق المجمع بتكلفة إجمالية 147.8 مليون ريال عُماني؛ الأمر الذي سينعكس بالإيجاب على الساحة الثقافية والفكرية في عُمان، بالتوازي مع الجهود المتواصلة لتعزيز منظمومة الإنتاج الثقافي في بلادنا في مختلف الفنون، المسرحية منها والغنائية والسينمائية والتأليف والرسم والنحت والتصوير، وغيرها من الفنون الإبداعية التي يتألق فيها العُمانيون، لا سيما مع جهود مؤسسات الدولة لتحفيز المبدعين الذي تزخر بهم عُماننا، وما لذلك من أهمية عظيمة في تعزيز الهوية العمانية وترسيخ أركانها.

ولا شك أن إنشاء المجمع، سيعود بالنفع على جموع المثقفين، خاصة وأن عُمان خلال السنوات القليلة الماضية شهدت طفرة نوعية في المحتوى الثقافي المُقدّم، واستطاعت أعمال روائية عُمانية أن تحصد أكبر الجوائز الأدبية في العالم والمنطقة، ونجح مثقفونا في الفوز بأغلى الألقاب والمسابقات، ما يؤكد أن البيئة الثقافية العُمانية ولّادة، وأن المجتمع الثقافي والفكري في عُمان يتوسع ويتطور ويواكب المتغيرات.

ولذلك يتعين على الجهات المعنية وكذلك مؤسسات القطاع الخاص أن تتضافر جهودهم من أجل العمل على تحفيز المبدعين، من خلال إنشاء المزيد من الجوائز الكبرى، وإعادة إحياء المهرجانات الثقافية ودعمها وتطويرها كي يستطيع المجتمع المثقف إبراز ما يزخر به من إمكانيات هائلة تحتاج فقط لمن يفتح أمامها المجال ويساعدها على التميز، خاصة في فئة الشباب الذين أثبتوا قدرتهم على الإبداع بلا حدود.

هذا المجمع سيقدم نقلة نوعية للمجتمع عامةً وللمثقف خاصةً، وسيكون مزارًا سياحيًا فريدًا يُضاهي أكبر المراكز الثقافية في العالم، علاوة على كونه مُلتقى وطنيا لجموع المثقفين العمانين بمختلف توجهاتهم، كما إنه سيقدم رؤية مُغايرة لسلطنة عُمان، وسنستطيع من خلال هذا الصرح الثقافي الشامخ أن نقدم أنفسنا للخارج بصورة أوسع وأشمل ومتكاملة بعيدًا عن شتات الجهود، بحيث نتمكن من تنظيم فعاليات ومناشط مختلفة على المستويين الداخلي والخارجي بكل إبداع.

إنَّ مثل هذه الصروح الثقافية يجب أن تكون وسيلة للنهوض بالإنسان وتطويره من خلال الارتقاء بالفكر وصقل المواهب الأدبية ودعمها، وكل ذلك في إطار استثمار الطاقات البشرية الهائلة التي يمكنها أن تُحدث الطفرات والنقلات النوعية في الحضارة الإنسانية، وتعكس بالضرورة مدى الانفتاح الثقافي والاستعداد للإسهام في مسيرة التنوير والتحديث.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

فعاليات إماراتية تراثية مميزة خلال موسم طانطان الثقافي بالمغرب

تشارك دولة الإمارات بباقة متنوعة من الفعاليات والأنشطة والمسابقات التراثية والثقافية، وذلك خلال موسم طانطان الثقافي الذي انطلق أمس تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة ويستمر حتى 30 يونيو الجاري.

وتعرض هيئة أبوظبي للتراث، فعاليات متنوعة تلقي الضوء على التراث الإماراتي والجهود التي تقوم بها القيادة الرشيدة للمحافظة عليه وضمان استدامته.

وقدم جناح دولة الإمارات في موسم طانطان لوحات فنية من التراث الإماراتي لعدد من الفنون الشعبية مثل الرزفة والعازي والعيالة والحربية وغيرها من الفنون البحرية والجبلية والصحراوية، وفنون الأداء مثل التغرودة والحداء، إلى جانب عروض متنوعة للحرف التقليدية والطبخ الشعبي ومسابقات الطبخ المغربي وشاي الآتاي بمشاركة أبناء قبائل من الصحراء المغربية.

ويضم الجناح معرضا للصور يعكس العلاقات التاريخية المتينة التي تربط البلدين الشقيقين، بالتعاون مع الأرشيف والمكتبة الوطنية، إلى جانب لوحات من المصنوعات اليدوية التقليدية بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام، ومعروضات من البيئة البحرية، والأكلات الشعبية الإماراتية والقهوة العربية والأزياء والمصوغات الذهبية الشعبية، وعدد من عناصر التراث الإماراتي غير المادي.

ويشارك الجناح في أمسيات شعرية، بمشاركة شعراء من دولة الإمارات والمملكة المغربية، إضافة إلى المشاركة في الحفلات الغنائية وغيرها من الفعاليات الثقافية والتراثية المتنوعة التي يحتضنها موسم طانطان، وكذلك مسابقات الطبخ الشعبي وإعداد الآتاي المغربي، كما يرعى مسابقة التبوريدة التي تعد من المسابقات التراثية المغربية.

وينظم جناح دولة الإمارات في موسم طانطان مسابقات ألعاب شعبية للأطفال من زوار الموسم ومسابقات للآتاي (الشاي المغربي) والطبخ وأسئلة تراثية للجمهور.

كما شهد اليوم الأول انطلاق مسابقة المحالب التي ينظمها الجناح الإماراتي، وسط مشاركة 150 مالك إبل من مُلاك الإبل المغاربة للمنافسة بإبلهم ضمن أربعة أشواط، وذلك ضمن مسابقات الإبل “سباق الهجن”، و”مزاينة الإبل”، و”مسابقة المحالب”، بالتعاون مع اتحاد الإمارات لسباقات الهجن.وام


مقالات مشابهة

  • افتتاح المركز الثقافي الكاثوليكي لخدمة أبناء الصعيد
  • الملحقية الثقافية بالسفارة الأمريكية.. أنشطة تدميرية للواقع الثقافي باليمن
  • «مصر أكتوبر» يطلق مبادرة لدعم ومساندة مجمع الشيخ الشعراوي الطبي بالدقهلية
  • ختامُ البرنامج الثقافي العُماني في معرض سول الدولي للكتاب بكوريا الجنوبية
  • وحدة المجتمع.. ضرورة تنموية
  • وزيرة الشؤون تفقدت مبنى مجمع الأحداث الجديد: سنواصل الجهود لتطوير خدمات الرعاية الاجتماعية
  • مراكش تحتضن الندوة الصينية المغربية حول التبادلات الثقافية والسياحية وكذا افتتاح المعرض الثقافي لمدينة جينهوا الصينية
  • انطلاق أولى الفعاليات الثقافية العُمانية في معرض سول الدولي للكتاب 2024
  • 30 يونيو| إرادة شعب ومسيرة وطن.. الحفاظ على الهوية وصون المقدرات الحضارية إنجازات الثقافة في 10 سنوات
  • فعاليات إماراتية تراثية مميزة خلال موسم طانطان الثقافي بالمغرب