مجمع عُمان الثقافي
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
مدرين المكتومية
تمثل الثقافة ركيزة أساسية في تاريخ الأمم والشعوب؛ باعتبارها الأثر الباقي والخالد مدى الدهر، والقوة الناعمة التي من خلالها تُستهوى الأفئدة، وتنتشر المعارف والفنون، ولقد أولت حكومتنا الرشيدة جُل الاهتمام بالقطاع الثقافي على مدى العقود الماضية الممتدة، حتى أصبحت الثقافة العُمانية يُشار إليها بالبنان في مختلف المحافل العالمية والإقليمية، وزادت حصيلة المُثقَّف العُماني من التكريم والجوائز الكبرى.
وقد عمّت الفرحة المشهد الثقافي العُماني، بعد الإعلان عن إسناد مناقصة إنشاء مجمع عُمان الثقافي؛ الذي يتكون من 3 مبان رئيسة هي: المسرح الوطني، والمكتبة الوطنية، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، إضافة إلى 8 مبان لمرافق المجمع بتكلفة إجمالية 147.8 مليون ريال عُماني؛ الأمر الذي سينعكس بالإيجاب على الساحة الثقافية والفكرية في عُمان، بالتوازي مع الجهود المتواصلة لتعزيز منظمومة الإنتاج الثقافي في بلادنا في مختلف الفنون، المسرحية منها والغنائية والسينمائية والتأليف والرسم والنحت والتصوير، وغيرها من الفنون الإبداعية التي يتألق فيها العُمانيون، لا سيما مع جهود مؤسسات الدولة لتحفيز المبدعين الذي تزخر بهم عُماننا، وما لذلك من أهمية عظيمة في تعزيز الهوية العمانية وترسيخ أركانها.
ولا شك أن إنشاء المجمع، سيعود بالنفع على جموع المثقفين، خاصة وأن عُمان خلال السنوات القليلة الماضية شهدت طفرة نوعية في المحتوى الثقافي المُقدّم، واستطاعت أعمال روائية عُمانية أن تحصد أكبر الجوائز الأدبية في العالم والمنطقة، ونجح مثقفونا في الفوز بأغلى الألقاب والمسابقات، ما يؤكد أن البيئة الثقافية العُمانية ولّادة، وأن المجتمع الثقافي والفكري في عُمان يتوسع ويتطور ويواكب المتغيرات.
ولذلك يتعين على الجهات المعنية وكذلك مؤسسات القطاع الخاص أن تتضافر جهودهم من أجل العمل على تحفيز المبدعين، من خلال إنشاء المزيد من الجوائز الكبرى، وإعادة إحياء المهرجانات الثقافية ودعمها وتطويرها كي يستطيع المجتمع المثقف إبراز ما يزخر به من إمكانيات هائلة تحتاج فقط لمن يفتح أمامها المجال ويساعدها على التميز، خاصة في فئة الشباب الذين أثبتوا قدرتهم على الإبداع بلا حدود.
هذا المجمع سيقدم نقلة نوعية للمجتمع عامةً وللمثقف خاصةً، وسيكون مزارًا سياحيًا فريدًا يُضاهي أكبر المراكز الثقافية في العالم، علاوة على كونه مُلتقى وطنيا لجموع المثقفين العمانين بمختلف توجهاتهم، كما إنه سيقدم رؤية مُغايرة لسلطنة عُمان، وسنستطيع من خلال هذا الصرح الثقافي الشامخ أن نقدم أنفسنا للخارج بصورة أوسع وأشمل ومتكاملة بعيدًا عن شتات الجهود، بحيث نتمكن من تنظيم فعاليات ومناشط مختلفة على المستويين الداخلي والخارجي بكل إبداع.
إنَّ مثل هذه الصروح الثقافية يجب أن تكون وسيلة للنهوض بالإنسان وتطويره من خلال الارتقاء بالفكر وصقل المواهب الأدبية ودعمها، وكل ذلك في إطار استثمار الطاقات البشرية الهائلة التي يمكنها أن تُحدث الطفرات والنقلات النوعية في الحضارة الإنسانية، وتعكس بالضرورة مدى الانفتاح الثقافي والاستعداد للإسهام في مسيرة التنوير والتحديث.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
كأس السياحة العُمانية
ناصر بن حمد العبري
تُعدُ السياحة اليوم أحد المحركات الأساسية للاقتصاد في مختلف دول العالم، وفي سلطنة عُمان، تتمتع البلاد بمقومات سياحية وثقافية فريدة تجعلها وجهة مميزة. فالقلاع والحصون التاريخية، والحارات القديمة مثل مسفاة العبريين ومنح والحمراء، تعكس غنى التراث العُماني وتنوعه. كل محافظة من محافظات السلطنة تتميز بطابع خاص يضيف إلى جمال التجربة السياحية.
لقد أثبتت إجازة العيد الوطني الأخيرة أنَّ العُمانيين قادرون على تعزيز السياحة الداخلية، مما يسهم في تقوية الاقتصاد الوطني. وفي هذا السياق، بات من الضروري التفكير في آليات جديدة لدعم هذا القطاع الحيوي. ومن بين هذه الآليات، يأتي اقتراح تخصيص "كأس السياحة العُمانية" سنويًا، مع مبلغ مادي يُمنح للمحافظة الفائزة.
هذه الكأس ستكون بمثابة حافز للمحافظات لتطوير مشاريع سياحية مبتكرة، وتعزيز البنية الأساسية، وتحسين الخدمات المقدمة للسياح. كما ستساهم مسابقة الكأس في خلق روح من المنافسة الإيجابية بين المحافظات، مما يؤدي إلى تحسين جودة التجربة السياحية بشكل عام.
إن تخصيص كأس سنوي مع مبلغ مادي يعكس التزام السلطنة بتعزيز السياحة الداخلية، ويعزز من مكانة عُمان كوجهة سياحية رائدة في المنطقة. ومن خلال هذه المبادرة، يمكننا أن نرى كيف يمكن للسياحة أن تكون رافدًا قويًا للاقتصاد الوطني، ويعكس التنوع الثقافي والطبيعي الذي تتمتع به السلطنة.
لذا، فإنَّ الوقت قد حان لنبدأ في تنفيذ هذه الفكرة، لنصنع معًا مستقبلًا سياحيًا مشرقًا لعُمان.
رابط مختصر