يعد الشرق الأوسط منطقة استراتيجية تربط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، وتتمتع بموارد طبيعية كبيرة، خاصة النفط والغاز، كما أنها مصدرا للصراعات والأزمات المختلفة التي تشكل تهديدا للسلام الإقليمي والعالمي.

تتناول آشيورايا بروما في مقالها بموقع "مودرن ديبلوماسي"، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، التغيير في سياسات الشرق الأوسط، والذي يمكن أن يشكل التحولات الاجتماعية والسياسية لشعوب ومجتمعات المنطقة، فضلا عن علاقاتهم مع المناطق الأخرى.

وبهذا يكون التقارب بين إيران والسودان وفق المقال، قد جلب ديناميكية جديدة إلى سياسة الشرق الأوسط. فالدولتان كانتا حليفتان منذ انقلاب 1989 الذي أتى بعمر البشير إلى السلطة، لكن علاقاتهما توترت بسبب الأزمة السياسية والاقتصادية في الخرطوم، والعقوبات الأمريكية على البلدين، والتنافس الإقليمي مع السعودية ومصر.

ولذلك يضيف التقارب بين إيران والسودان في عام 2023 بعدًا جديدًا للجغرافيا السياسية الإقليمية في الشرق الأوسط من حيث تعزيز طهران وجودها في المنطقة، كما تكسب الخرطوم كحليف استراتيجي وبوابة محتملة لأفريقيا.

واندلعت الحرب الأهلية في السودان حاليًا في أبريل/نيسان 2023 بعد محاولة انقلاب فاشلة قام بها فصيل من الجيش ضد الحكومة الانتقالية التي حلت محل البشير في عام 2019، وقد أثر عدم الاستقرار والصراع في كلا البلدين على سياساتهما الداخلية والخارجية.

اقرأ أيضاً

هل تحسم شراكة تركية إيرانية صراع السودان؟

ويشير المقال إلى أن إيران تواجه تحديات داخلية، مثل الاحتجاجات والفساد والتضخم والأزمات البيئية. كما شاركت في صراعات إقليمية، مثل الحرب في اليمن، والحرب الأهلية في سوريا، والتوترات مع إسرائيل، والمواجهة النووية مع الولايات المتحدة.

ووفقا للمقال، يشهد السودان مرحلة انتقالية سياسية منذ الإطاحة بالبشير في عام 2019، لكن العملية تعطلت بسبب انقلاب عسكري في أكتوبر/ تشرين الأول 2021.

ويواجه السودان أيضًا أزمات إنسانية، مثل انعدام الأمن الغذائي والنزوح والعنف في دارفور ومناطق أخرى.

وتعتقد الكاتبة أنه من خلال استعادة العلاقات مع السودان، تستطيع إيران توسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي، فضلاً عن قدرتها على الوصول إلى الموارد الطبيعية والأسواق.

ويمكن للخرطوم أيضًا أن تكون بمثابة ثقل موازن للسعودية ومصر، اللتين كانتا معاديتين لطهران ودعمتا قوى المعارضة في الحرب الأهلية في السودان، وقد شكل هذا تحديًا للتحالف الذي تقوده المملكة في المنطقة، والذي يحاول احتواء إيران وحلفائها.

وقد شكلت السعودية وشركاؤها، مثل الولايات المتحدة والبحرين وإسرائيل، كتلة لمواجهة طموحات إيران الإقليمية وتعزيز مصالحها.

وتنوه الكاتبة إلى أنه من الممكن أن يؤدي التقارب بين إيران والسودان إلى تقويض جهودهما وخلق تهديدات أمنية جديدة لهما. على سبيل المثال، يمكن للخرطوم أن توفر لطهران إمكانية الوصول إلى البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهما أمران حيويان لصادرات النفط السعودية.

الولايات المتحدة

وترى الكاتبة أنه بينما أدى التغير في نظرة الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط إلى تقليص مشاركتها ونفوذها في المنطقة، فقد خلق التغيير في سياسة الولايات المتحدة مساحة أكبر للجهات الفاعلة الإقليمية لتحقيق مصالحها ومبادراتها دون تدخل أو ضغوط خارجية.

وتشير إلى أن اهتمام إيران بساحل السودان على البحر الأحمر مدفوع بشكل أساسي بأهدافها الاستراتيجية والاقتصادية، حيث تريد تعزيز نفوذها في المنطقة، وقررت إرسال دعم عسكري للجيش السوداني في عام 2023، عقب محادثات بين وزيري خارجية البلدين في يوليو/تموز الماضي.

وترغب إيران بتأمين البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهما أمران حيويان لصادراتها النفطية وتجارتها البحرية.

اقرأ أيضاً

مع السعودية ومصر والسودان.. الدبلوماسية الإيرانية تحقق اختراقات هامة (إطار)

وتوجد أساطيل إيران البحرية في بورتسودان منذ عقود؛ مما أثار استياء السعودية، التي تقع مقابل المدينة على الجانب الآخر من الممر المائي.

كما تريد إيران توسيع علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع الدول الأفريقية الأخرى، خاصة مع مشاركة الصين كوسيط، ومن الممكن أن يساعد بذلك الدور الذي تلعبه بكين في الحد من التوترات والعنف في المنطقة، فضلا عن تعزيز قدر أكبر من التكامل والتعاون.

وفيما تدعم الولايات المتحدة التحول الديمقراطي في السودان، وقد رفعت بعض العقوبات التي فرضت على البلاد بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان ودعمها للإرهاب، كانت واشنطن تأمل في استخدام نفوذها في الخرطوم لتعزيز مصالحها وقيمها في المنطقة، مثل تعزيز السلام والاستقرار، ومكافحة التطرف، وحل الصراعات في جنوب السودان ودارفور وإثيوبيا.

لكن، برأي الكاتبة، يمكن للتقارب بين إيران والسودان أن يقوض هذه الجهود ويضعف الموقف الأمريكي.

وقد أدى ذلك إلى زيادة التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في المنطقة، حيث تواجه إيران وحلفاؤها الأكثر حزماً ومرونة، وتخضع طهران والخرطوم لعقوبات أمريكية بسبب دعمهما المزعوم للإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان والأنشطة النووية.

وأعاقت العقوبات الفرص التجارية والاستثمارية، فضلاً عن قدرة إيران على استيراد السلع والخدمات الأساسية. وكانت الولايات المتحدة تنتهج سياسة ذات مسار مزدوج تقوم على الضغط والدبلوماسية مع طهران بشأن برنامجها النووي وأنشطتها الإقليمية.

اقرأ أيضاً

بعد قطيعة دبلوماسية امتدت لـ7 سنوات.. لقاء بين وزيري خارجية إيران والسودان

فقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات صارمة على إيران ووكلائها، مثل حزب الله وحماس والحوثيين، ودعمت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الإيرانية، وسعت إلى منع إيران من امتلاك أسلحة نووية والحد من نفوذها في المنطقة.

ومع ذلك، فإن التقارب بين إيران والسودان يمكن أن يعقد هذه الأهداف ويزيد من مخاطر المواجهة.

ومن منظور إقليمي، شكلت السعودية وآخرون، مثل الإمارات والبحرين وإسرائيل، تحالفًا لمواجهة طموحات إيران الإقليمية وتعزيز مصالحها، وقد عرضت المملكة مساعدات اقتصادية وعسكرية للسودان ودول أفريقية أخرى، مثل جيبوتي والصومال، مقابل قطع العلاقات مع طهران.

وفي السابق، كان السودان مساهمًا رئيسيًا في التحالف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن منذ عام 2015، لكن مشاركته كانت مثيرة للجدل ومكلفة للشعب السوداني.

ومكّن تخفيف التوترات بين الرياض وطهران، الأخيرة من استعادة العلاقات مع بعض الدول العربية ذات القيادة السنية، والتي كانت في السابق متحالفة مع السعودية ضد إيران، مثل السودان وعمان والعراق وقطر.

اقرأ أيضاً

إيران تشكر السعودية على جهودها في إجلاء رعاياها من السودان

الإمارات ومصر

تعتقد الكاتبة أن وجود إيران يتحدى نفوذ الإمارات ومصر في السودان، اللتين تدعمان الحكومة الانتقالية التي يقودها الجيش منذ الإطاحة بالبشير في عام 2019.

وتشعر الإمارات ومصر بالقلق من وجود إيران في البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وسعتا إلى الحد من وصولها إلى الموانئ وطرق التجارة في المنطقة، وتعتقد الكاتبة أيضا أن التقارب بين الخرطوم وطهران من الممكن أن يؤدي إلى تقويض جهودهما وخلق المزيد من المنافسة على الموارد والنفوذ في السودان.

ويختتم المقال باعتبار التقارب بين السودان وإيران قد يحدث تغييراً في سياسات الشرق الأوسط يمكن أن يغير ميزان القوى والمصالح بين هذه الجهات الفاعلة، ويخلق فرصاً أو تحديات جديدة للحوار والشراكة.

المصدر | آشيورايا بروما / مودرن ديبلوماسي – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إيران السعودية مصر الولايات المتحدة السودان الولایات المتحدة الشرق الأوسط البحر الأحمر فی المنطقة فی السودان اقرأ أیضا نفوذها فی فی عام

إقرأ أيضاً:

كيف تؤثر الخيارات السياسية على مستقبل الصومال ..!

 

 

الجديد برس (تقرير خاص)

 

تطفو على السطح الإقليمي تطورات بالغة الخطورة، تحمل في طياتها تهديدات جسيمة للأمن القومي اليمني والعربي والإسلامي، وتستدعي وقفة تحليلية معمقة لكشف خباياها واستشراف تداعياتها المحتملة. ففي خطوة مفاجئة ومثيرة للقلق، كشفت تقارير إخبارية عن عرض تقدم به الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى الولايات المتحدة الأمريكية، يمنحها بموجبه “سيطرة تشغيلية حصرية” على قواعد عسكرية وموانئ استراتيجية في بلاده.

 

يأتي هذا العرض في ظل تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة، وتحديداً على خلفية العدوان الأمريكي المتواصل على الأراضي اليمنية، الأمر الذي يطرح تساؤلات جوهرية حول دوافع هذا التحرك الصومالي وتأثيراته المحتملة على مستقبل المنطقة وعلاقاتها.

 

تورط ضره أقرب من نفعه

 

إن الجمهورية اليمنية لتنظر ببالغ الاستياء والدهشة إلى هذا المنحى الخطير الذي تسلكه الجارة الصومال، والتي طالما جمعتها بها أواصر الأخوة المتينة والروابط التاريخية العريقة التي صمدت في وجه أعتى التحديات وتقلبات الزمن. كان من المفترض على القيادة الصومالية أن تستحضر عمق هذه العلاقات الراسخة، وأن تضع في حسبانها حساسية الظرف الإقليمي الراهن وما يقتضيه من تضافر للجهود ووحدة للصف لمواجهة التحديات المشتركة، لا الانزلاق نحو أحضان قوى خارجية تسعى لتمزيق الأمة وتكريس هيمنتها.

 

إننا نوجه عبارات اللوم للرئيس الصومالي على هذه الخطوة غير المسؤولة، والتي تمثل خروجاً صريحاً عن مقتضيات حسن الجوار والتضامن الإسلامي. ونحذره بشدة من مغبة الانخراط في تحالف مشبوه مع العدو المشترك للأمة الإسلامية، أمريكا وإسرائيل. إن هذا التحالف الآثم سيفتح بلا شك أبواباً لمواقف سلبية البلدين في غنى تام عن تحمل تبعاتها. فالتاريخ يشهد بأن من استعان بالظالم على أخيه، وجد نفسه في نهاية المطاف وحيداً يواجه مصيره المحتوم.

 

صلف أمريكي وشراكة مع العدو الصهيوني

 

لا يخفى على ذي بصيرة أن الولايات المتحدة الأمريكية ما فتئت تمارس أبشع صور الصلف والغطرسة في تعاطيها مع القضية الفلسطينية، بل وتتمادى في انحيازها الأعمى والشائن للعدو الصهيوني المحتل. لقد تجاوز هذا الانحياز حدود الدعم السياسي والعسكري ليتحول إلى شراكة فعلية في جرائم الإبادة والتهجير والتجويع الوحشية التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق الشعب الفلسطيني الصامد في غزة والضفة الغربية.

 

إن الدماء الزكية لأطفال ونساء وشيوخ فلسطين، والتي تراق يومياً بأسلحة أمريكية الصنع وبضوء أخضر من الإدارة الأمريكية، لهي شاهد حي على هذا التواطؤ المخزي. فبدلاً من أن تضطلع واشنطن بدورها كقوة دولية يفترض بها حفظ الأمن والسلم العالميين، اختارت أن تكون شريكاً كاملاً في أبشع جريمة عرفها التاريخ الإنساني على مر العصور، متجاهلة بذلك كافة القيم والمبادئ الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية.

 

فشل المساعي في تحييد الموقف اليمني

 

إن المحاولات الأمريكية المستميتة لتحييد الموقف اليمني الثابت والمساند للمقاومة الفلسطينية الباسلة في غزة والضفة لن تجني سوى خيبة الأمل والفشل الذريع. لقد أثبتت الوقائع على الأرض فشل هذه المساعي في البحر والجو، وهي موعودة بالويل والثبور في حال فكرت أن تغزو اليمن براً، حيث يقف الشعب اليمني وقواته المسلحة الأبية صفاً واحداً في وجه العدوان الأمريكي والصهيوني، مستمدين العزم والقوة من إيمانهم العميق بعدالة قضيتهم وتأييدهم المطلق لإخوانهم في فلسطين.

 

إن محاولة أمريكا اليائسة لتفريغ حمولتها العدوانية في جعبة الدول المجاورة لليمن، سواء في الخليج أو الجزيرة العربية، ولو استطاعت أن تحشد في حلفها العالم أجمع، فالمصير هو الفشل الذريع. هذا الفشل سيقابله حتماً نصر مؤزر من الله عز وجل لليمن ولقواته المسلحة الباسلة، ولسيدها وقائدها الحكيم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي يقود الأمة بحكمة واقتدار إلى سبيل النجاة من بوابة الانتصار للمظلومية الفلسطينية وقضية الأمة المركزية، ألا وهي تطهير حرم الأقصى الشريف من دنس الغدة السرطانية “إسرائيل”، وإعلان القدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني.

 

الدوافع والمخاطر المحتملة

 

إن اللجوء إلى الارتماء في أحضان العدو ليس إلا طريقاً إلى المهالك التي لا تحمد عقباها، وهو خيار يُعدُّ غريباً وغير مبرر، خاصة عندما يأتي على حساب علاقات جوار متميزة عُرفت عبر التاريخ بالقوة والصلابة. نلاحظ اليوم أن العاصمة الصومالية، مقديشو، تسعى لتعزيز موقعها كفاعل مؤثر في المنطقة، مستفيدة من حالة عدم الاستقرار الإقليمي وتصاعد التوترات في البحر الأحمر، الناتجة عن العدو الهجمي الإسرائيلي على غزة والضفة وتداعياتها. ولكن هل يستحق هذا السعي أن يُبنى على حساب التضحية بعلاقات الأخوة مع دول الجوار، مثل الجمهورية اليمنية؟

 

إن الحكومة الصومالية قد تكون تسعى للحصول على دعم أمريكي قوي لمواجهة التحديات الداخلية، بدءاً من الحفاظ على وحدة البلاد في ظل الحركات الانفصالية المتنامية، ووصولاً إلى تصاعد خطر ما تسميه بالجماعات الإرهابية، وعلى رأسها حركة الشباب. إلا أن لهذه الخطوة تداعيات خطيرة يمكن أن تعود بالضرر على الصومال، حيث إن السعي لكسب ود واشنطن عبر استمالتها يعكس خوف مقديشو من احتمال اعتراف إدارة أمريكية محتملة بقيادة ترامب باستقلال إقليم أرض الصومال.

 

إلا أن تعزيز التعاون الأمني والعسكري مع الولايات المتحدة يحمل مخاطر جسيمة، من أبرزها:

 

تصعيد حدة التوتر: إن هذا التحرك الأمريكي لن يُنظر إليه إلا على أنه تصعيد خطير يستهدف اليمن وحلفاءه، مما قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار والصراعات في المنطقة.

 

تأليب الرأي العام: من المرجح أن تستغل القوى المناوئة للوجود الأمريكي هذا التحرك لتصويره كاحتلال جديد يهدد سيادة البلاد، مما يعزز رفض المجتمع المحلي لهذا التعاون ويدفع نحو المقاومة.

 

تعزيز التمرد: لن تتردد المعارضة السياسية في الصومال في استغلال هذا العرض للانتقاد الحكومة الفيدرالية، مما يزيد من حدة الاستقطاب السياسي ويعرقل جهود المصالحة الوطنية. كما قد تستفيد حركة الشباب من هذا الوضع لتجنيد المزيد من المقاتلين، إذ ستعتبر الوجود العسكري الأمريكي هدفاً مشروعا لهجماتها.

 

تدهور العلاقات الإقليمية: هذا التحرك سيؤدي حتماً إلى تدهور ملحوظ في العلاقات بين اليمن والصومال، وقد تضطر اليمن لتصنيف المصالح الأمريكية في الصومال كأهداف استراتيجية للقوات المسلحة في سياق حق الردع.

 

وبالتالي، فإن العواقب المحتملة لهذا التعاون الصومالي الأمريكي تتسم بالتعقيد وعدم اليقين، رغم أن الولايات المتحدة قد تحصل على موطئ قدم استراتيجي مهم يُعزز من قدرتها على مراقبة التهديدات والتحكم في الممرات البحرية الحيوية. لكن هذا التعاون قد يوقع الحكومة الصومالية في فخ الاعتماد المتزايد على الدعم الأمريكي، مما سيزيد من حالة عدم الاستقرار نتيجة ردود فعل عنيفة من الجماعات المسلحة.

 

في النهاية، إن العرض الصومالي للولايات المتحدة يمثل تطوراً خطيراً في المشهد الإقليمي، يحمل في طياته مخاطر جمة على الأمن والاستقرار في المنطقة. وبينما تسعى مقديشو لتحقيق مكاسب آنية من خلال هذا التحالف، فإنها قد تجد نفسها في نهاية المطاف أمام تداعيات وخيمة تهدد وحدتها واستقرارها. أما بالنسبة لليمن، فإن هذا التحرك لن يثنيها عن موقفها المبدئي الداعم للقضية الفلسطينية ومقاومة قوى الهيمنة والاستكبار، بل سيزيدها إصراراً على المضي قدماً في طريق الحق والعدل حتى تحقيق النصر الكامل. إن الأيام القادمة ستكشف المزيد عن طبيعة هذا التحالف وتأثيراته على مستقبل المنطقة بأسرها.

 

وبالتالي، يجدر بالقيادة الصومالية أن تعيد التفكير في هذا الخيار، وأن تدرك أن الارتماء في أحضان العدو لن يؤدي إلا إلى تفكيك الروابط التاريخية وتعميق الجراح التي تحتاج إلى الشفاء بدلاً من الانغماس في صراع لا مبرر له.

مقالات مشابهة

  • الحكيم: تقارب طهران وواشنطن يمنح المنطقة الطمأنينة والعراق أول المستفيدين
  • وزيرا خارجية السعودية وهولندا يبحثان هاتفياً القضايا الإقليمية
  • خامنئي: لا يجب ربط شؤون إيران الوطنية بمحادثاتها مع الولايات المتحدة
  • واشنطن وأنقرة توحّدان المواقف ضد تهديدات إيران ووكلائها في المنطقة
  • طبول الحرب في زمن الحوار: الكورد والعراق في مرمى الجغرافيا والمصالح الإقليمية
  • كيف تؤثر الخيارات السياسية على مستقبل الصومال ..!
  • الأمم المتحدة تدين الهجمات على مخيمات النازحين بالفاشر وتدعو للمحاسبة
  • تحالف الأحزاب: جولة الرئيس السيسي الخليجية تعزز التضامن العربي في مواجهة التحديات الإقليمية
  • الولايات المتحدة تعلن عن إبرام اتفاق نووي مع السعودية
  • الولايات المتحدة تحذر: هجوم عميق وكبير إذا فشلت المحادثات النووية مع إيران