«تلميذ موشيه ديان»، ومدير مكتبه فى الخمسينات، ومسئول «العمليات» وقت العدوان الثلاثى، ومسئول المعلومات وقت «النكسة»، بتلك الخبرات دخل الجنرال إيلى زعيرا شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «المخابرات الحربية»، فى أكتوبر عام 1972، رئيساً لها، ليصطدم بعد أيام من توليه مسئولية «الاستخبارات العسكرية» بتحذير وارد إليهم بشأن استعداد مصر وسوريا لشن حرب فى الفترة بين شهرى مايو ويونيو 1973، ليبدأ تقييم الاحتمالات مع قسم «البحوث»، مسئول تحليل المعلومات فى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وقتها، ليتوصل إلى عدم احتمالية نشوب حرب مع إسرائيل، فى حين عارض موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلى، تلك التقديرات، وتوقع أن هناك حرباً يتم الإعداد لها، لو لم تكن فى «مايو أو يونيو»، ستكون فى وقت لاحق.

ومرت الأيام، وثبت أن الحرب لم تنشب فى «مايو»، ليتعزز رأى شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بأن الحرب لن تندلع فى تلك الفترة، خصوصاً أن الجيش الإسرائيلى رفع درجة الاستعداد أكثر من مرة، ما كلف الاقتصاد الإسرائيلى خسائر باهظة، دون أن تكون هناك حرب حقيقية، لكن مجرد مناورات عسكرية، اعتادت مصر على إجرائها فى الربع الأخير من العام، وهو الأمر المترسخ فى تقارير شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، حسبما سجل الجنرال إيلى زعيرا، رئيس «الشعبة» وقتها، شهادته أمام لجنة التحقيق مع القيادات العليا الإسرائيلية التى أعقبت حرب أكتوبر المجيدة، والتى ظلت سرية لأكثر من أربعين عاماً، حتى أزالت إسرائيل عن بعضها سريتها فى الفترة الماضية.

«السادات» شخص لا يمكن التنبؤ بتصرفاته.. لكنه فى الأمور العسكرية «متزن وحريص ومنضبط»

ويروى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إبان حرب أكتوبر المجيدة أن هناك أكثر من معلومة وردت للاستخبارات العسكرية منذ أواخر الستينات، حتى قبل الحرب بيوم واحد، بشأن توقيتات حددتها مصر للحرب، لكن لم تحدث حروب خلالها، ما دفع خبراء ومسئولى قسم البحوث فى «الاستخبارات العسكرية» لأن يحللوا شخصية الرئيس الراحل أنور السادات، ولماذا لم تنشب الحرب، أو تراجعت مصر عنها، حسبما كانوا يظنون فى هذا الوقت.

ويلفت «زعيرا» إلى أن تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية فى هذا الوقت أن «المصريين ليست لديهم القوة اللازمة للهجوم»، خصوصاً القوة الجوية التى يستطيعون أن يصلوا بها لعمق إسرائيل تحقيقاً لـ«الردع»، وأن ما يدفع الرئيس المصرى الراحل أنور السادات للحرب هو الخوف على سلطته الشخصية، وفى أكتوبر 1973 لم يكن هناك اعتراض على سلطته، أو تردى الوضع الداخلى الاقتصادى والاجتماعى والنفسى، ولم نكن نرى أن الوضع الاقتصادى أو الداخلى خطير.

وعن تقديرهم لـ«السادات»، قال إن تحليل شخصيته انتهى إلى أنه لم يكن شخصاً يمكن التنبؤ بتصرفاته، لكنه فى الأمور العسكرية «شخصية مستقرة ومتزنة، وحريص ومنضبط».

ويشير إلى أن الرئيس السادات وقف أمام الشعب المصرى فى 1971، ليتحدث عن «عام الحسم»، وانتظرت إسرائيل الحرب فى هذا العام، لكنها لم تحدث، وفى عام 1973، قبل الحرب، تحدث عن «صراع طويل»، بما جعلنا نرى أنه ليس متعجلاً ويتمتع بالصبر، ولديه وقت قبل أن يقرر الحرب.

ويتحدث «تلميذ موشيه ديان» قائلاً إن تقديراتهم أن مصر لن تدخل الحرب قبل أن تمتلك سلاحاً يمكنها من ضرب «عمق إسرائيل»، وكان هذا يتطلب 5 أسراب من الطائرات المقاتلة، أو صواريخ بعيدة المدى، وهو أمر لم يكن قد دخل الخدمة بعد خلال «أكتوبر 1973»، مؤكداً أنه حتى إطلاق مصر للنار فى الحرب يوم 6 أكتوبر، لم تظهر أى مؤشرات تشير إلى وجود «حرب وشيكة».

ويوضح أن القيادة العسكرية المصرية وضعت خطة لتعزيز القوات الجوية، ووصل إلى الاستخبارات العسكرية فى سبتمبر 1973، أى قبل الحرب بأيام، أن مصر سيكون لديها ما يكفى من أسراب طائرات متطورة لمهاجمة عمق إسرائيل بعد عامين، ومن ثم صدرت تقارير «الاستخبارات الإسرائيلية»، قائلة: «بدءاً من عام 1975، سيكون فى مقدور مصر مهاجمة إسرائيل بصورة خطيرة، ولا بد من توقع حرب يمكن بالفعل أن تعرض إسرائيل للخطر، وبخاصة سلاحها الجوى بدءاً من عام 1975».

ويوضح أن المساعى المصرية فى هذا التوقيت كانت امتلاك من 5 إلى 6 أسراب من طائرات «ميج 23»، و«سوخوى 20»، مع تقديرات بإمكانية تسلمها طائرات «ميراج»، موضحاً أن هناك تقديرات ومعلومات أن مصر لن تهاجم إسرائيل قبل أن تمتلك القدرة على «الردع»، وضرب إسرائيل فى «العمق».

ويلفت رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى أن موقف جبهة القتال، قبل المناورة «تحرير 41»، التى أجرتها القوات المسلحة المصرية بداية من أول أكتوبر حتى انطلاق الحرب، كان وجود أكثر من 1100 دبابة مصرية، و600 مدفع، وأكثر من 80 ألف مقاتل مصرى، مقابل 170 دبابة، ونحو 8 آلاف فرد فقط.

ويشير «زعيرا» إلى أن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية بأن مصر كانت غير قادرة على مهاجمة إسرائيل، ليس بسبب نسب قواتها البرية، ولكن بسبب القوات الجوية، ومن ثم فى حال عدم نجاح مصر فى استهداف المطارات الإسرائيلية، فإنها لن تشن حرباً.

ويؤكد أن التقديرات الإسرائيلية كانت أن معظم الجنود والضباط فى قواتنا المسلحة يعتقدون أن الحرب مع إسرائيل غير واردة فى الوقت الحالى، ولا فى المستقبل المنظور، نظراً لعدم امتلاكهم قدرة قتالية، مقارنة بقدرة العدو القتالية.

ويلفت إلى أن التقديرات الإسرائيلية أيضاً كانت أن هناك تفوقاً للقوات البحرية المصرية والسورية، إلا أن التفوق الجوى لإسرائيل يقيد حركة هذه القوات، والطائرات القاذفة المقاتلة هى مشكلة مصر، لافتاً إلى أن مصر وجد بها سرب واحد من طائرات الميراج وقت الحرب بإجمالى 15 طائرة، وأنها كانت تحتاج 5 أسراب على الأقل لاستهداف المطارات الإسرائيلية.

ويلفت إلى أن مصر اشترت صواريخ «أرض - أرض» ذات مدى متوسط، وحصلت بالفعل على صواريخ «سكود»، ذات المدى 280 كيلومتراً، التى ستتيح ضرب وسط إسرائيل وحتى «تل أبيب»، إذا وضعت فى بورسعيد، لكنها لم تكن جاهزة للعمل بأيدى المصريين قبل الربع الأول من عام 1974، بحسب تقديراتهم، متوقعاً أن يكون هذا الصاروخ هو سر حديث الرئيس السادات أثناء الحرب بأن إسرائيل لو قصفت العمق المصرى، مثلاً فى القاهرة، فإنه سيضرب عمقها أيضاً، وأن ذلك لو حدث، كان ليتم بأيدى خبراء سوفيت.

ويشير رئيس «الاستخبارات الإسرائيلية» إلى أن هناك عملاء أعطوا معلومات عن الحرب أكثر من مرة، ولكنها لم تتحقق، مضيفاً: «إذا كنت أتحدث مع شخص يقرأ هذا العميل، فإنه يقول لى أنصت إلىّ.. هذا العميل قال 15 مرة إنه ستكون هناك حرب، ولم تندلع أبداً، لماذا أعتمد عليه، أو أثق فيه هذه المرة؟!».

واستطرد: «عندما يرسل أحد العملاء برقية أو خطاباً يقول فيه: (ستكون هناك حرب فى غضون 3 أشهر) فإننى لا أعرف إذا كان قد ابتكر هذا أو سمعه فى السوق أو سمعه من مصدر مسئول فى هيئة الأركان العامة للجيش المصرى، لأنه من المؤكد أنه ستكون لديه رغبة فى إرسال معلومات وإعطائها الأهمية المناسبة، لأنه يحصل على مال مقابل هذا».

ويلفت «زعيرا» إلى أن الاستخبارات حينما تقول إن مصر عازمة على دخول حرب، فإن ذلك يبنى على أكثر من شىء، منها العملاء، والتنصت، والصور الجوية، ونقاط المراقبة، ورأى أجهزة الاستخبارات الأجنبية، مؤكداً أن الاستخبارات الإسرائيلية عرفت بوضوح قبل الحرب بأيام أنه لا توجد نية لدخول الحرب.

ويوضح أن تسيفى زامير، رئيس «الموساد»، تحدث معه عن ذهابه لرؤية عميل من نوع خاص «حُذف اسمه بمعرفة هيئة الرقابة العسكرية الإسرائيلية من الوثائق»، فى إحدى الدول الأوروبية، ثم وصلته معلومة من مكتبه فجر يوم 6 أكتوبر 1973، فى الرابعة فجراً، نصها: «الجيش المصرى والجيش السورى يعتزمان شن هجوم قبل غروب شمس يوم 6 أكتوبر.. سيبدأ الهجوم على الجبهتين فى نفس الوقت»، ليتم عقد اجتماع مع وزير الدفاع ورئيس الأركان، ليتم عقد اجتماع مع الحكومة، ثم لم تتم تعبئة الاحتياط.

ويشير إلى استقبال إسرائيل رسالة من عميل لـ«الموساد» بشأن أن مصر ستبدأ عملية فى 1 أكتوبر على إسرائيل بإشراف وزير الحربية المصرى، ولم تتحقق، ثم جاءت رسالة من مصدر آخر بأن عملية هجومية تنوى مصر شنها ستبدأ كمناورة تدريبية، وتشير الدلائل إلى تحولها للهجوم إذا أطلقت إسرائيل طائرات استطلاع أو قامت بعمل يمثل ذريعة مناسبة للهجوم على إسرائيل، وكان يوم 1 أكتوبر بداية المناورة المصرية «تحرير 41»، كما ذكر أن أى توغل إسرائيلى سيمثل ذريعة طيبة لمصر لشن هجوم على إسرائيل.

لكنه قال: «لدينا عملاء كثيرون تحذيريون، ولم نتلق من أى واحد منهم كلمة واحدة، وكان هذا أحد العوامل التى قللت مخاوف اندلاع حرب».

ويشير «زعيرا» إلى أنهم تواصلوا مع أجهزة المخابرات الأجنبية فى تلك الفترة لمعرفة معلوماتهم وآرائهم، وأن «الجميع كانوا يعتقدون أنها مجرد مناورة».

ويوضح أن «الضوء الأحمر» لديه بدأ فى الشك حينما وصلته معلومة بأن هناك طائرات نقل روسية وصلت فجأة إلى سوريا ومصر لنقل عائلات الخبراء الروس، وكان ذلك ما بين الرابع والخامس من أكتوبر، مشيراً إلى أن الإخلاء جاء فجأة، وبشكل عاجل بإخلاء عائلات الخبراء السوفيت. وأشار إلى أنه قال لرئيس الأركان الإسرائيلى ديفيد إلعازار إن ما حدث أمر غير مألوف، ولكن احتمالية حدوث حرب «فى مستواها الأدنى»، ومن ثم صدر قرار بوضع الجيش فى حالة الاستعداد القصوى، لكن لم تتم تعبئة الاحتياط.

ويلفت إلى أنهم لجأوا إلى 848 مركز إنذار وتنصت تابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية فى هذا التوقيت، وأن رصدهم للداخل المصرى فى الفترة من نهاية سبتمبر وبداية أكتوبر 1973، أكد أنه لم يكن هناك فى مصر أى سمة تنبئ بخلق جو قبيل الحرب، بل على العكس، إذا قلنا شيئاً فإننا نتحدث عن نوايا إسرائيلية بمهاجمة مصر، كما لم ينشأ جو قبيل الحرب فى وسائل الإعلام، أو تتم أى إعدادات مدنية لتجهيز الجبهة الداخلية.

ويشير إلى أن مصر رفعت درجة استعداد قواتها المسلحة، وألغت الإجازات، وجمعت الجنود فى قواعدهم، وكان هذا الأمر عادياً، لأنه حدث فى المناورات السابقة أيضاً، كما تم دفع معدات إقامة الجسور والعبور أكثر من مرة من قبل كذلك فى المناورات، وكذلك نشر طائرات فى مطارات متقدمة، مشيراً إلى أنهم كانوا مطمئنين لكل شىء، وأن موعد تسريح جنود الاحتياط المصريين كان محدداً 10 أكتوبر 1973، مع تعليمات بعودتهم لأماكن عملهم قبل 12 أكتوبر، وهو أمر ضلل المخابرات الإسرائيلية أيضاً.

لم نتخيل استخدام مصر لـ«الصواريخ» بدلاً من «الطائرات»

ويقول رئيس الاستخبارات الإسرائيلية إن مصدر المعلومات الآخر أمامهم كان التصوير، وكانت الصواريخ المصرية تصل لمدى ارتفاع طيرانهم وما يزيد، ومن ثم ليس لديهم تقريباً إمكانية التصوير فى مناطق الجيش المصرى، وكان التصوير يتم بصورة مائلة ومن ارتفاع عالٍ جداً، ما يجعل قراءة الصور أمراً يكاد يكون مستحيلاً، لكنهم نجحوا فى التصوير فى 4 أكتوبر، وشاهدوا الصور فى بداية ليلة 5 أكتوبر، التى أظهرت زيادة المدفعية المصرية من 153 بطارية صواريخ إلى 195 بطارية، وهى زيادة مقلقة.

ويلفت إلى أن إسرائيل كانت تمتلك طائرات دون طيار قبل الحرب، لكن لم تُستخدم؛ لأن فرص إسقاطها من 20 إلى 30%، وأن سعر الطائرة ربع مليون دولار فى هذا التوقيت، وأن احتمالات عودتها 60% فقط، مع إمكانية إسقاط الصواريخ المصرية لها، وهو ما حدث عند استخدامها فى الحرب، إذ إن طائرة من بين كل 3 طائرات بدون طيار استُخدمت أسقطتها صواريخ مصرية.

وعن معلومة استعداد مصر للحرب التى وصلتهم من عميل لهم، قال: «إنه مقابل هذه المعلومة، تلقوا 150 معلومة بأنها مناورة فقط، وعن تسريح الاحتياط يوم 10 أكتوبر»، ولكن المعلومة الأخيرة بتحديد وقت الحرب يوم 6 أكتوبر فجراً كانت «مقلقة»، كما أنهم تلقوا معلومات المخابرات الأمريكية من المساعد العسكرى لوزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر، باعتباره مستشاراً سياسياً للرئيس الأمريكى، بأن المخابرات الأمريكية تقيّم هذا الوضع بأنه «إجراءات دفاعية، وليست هجومية»، وذلك يوم 5 أكتوبر.

كما يوضح أنهم رصدوا وجود تعليمات للجنود والضباط بالإفطار فى نهار رمضان، وأنه حينما سأل باحثى الاستخبارات العسكرية، أفادوا بأن هذا حدث بالفعل من قبل.

أكثر من 98% من الجيش عرفوا بموعد الحرب «فى يومها»

ويلفت «زعيرا» إلى أن تقديرات إسرائيل أن أكثر من 98% من الجيش المصرى عرفوا بالحرب فى يوم الحرب فقط، وأنه لم يكن يتخيل أحد أن خطة مصر تقضى بعبور قناة السويس تحت حماية صواريخ الدفاع الجوى، دون الحاجة لحماية جوية من القوات الجوية.

وفجّر رئيس الاستخبارات الإسرائيلية مفاجأة، حين ذكر أن إحدى طائرات «توبيلوف» المصرية، أطلقت صاروخاً من نوع «كيلط» على «تل أبيب» فى أول أيام الحرب، وأسقطت إحدى الطائرات الصاروخ قبل وصوله، موضحاً أن إسرائيل لم تكن لديها معلومات عن وجود هذا الصاروخ لدى مصر.

وشدد على أنه حتى الساعة الثانية من ظهر يوم 6 أكتوبر، لم تكن هناك أى معلومة يمكن تفسيرها على أنها حرب، واصفاً خطة الخداع الاستراتيجى المصرية باعتبارها «تضليلاً فريداً»، وأن المصريين فعلوا كل استعدادات الحرب مع إيهامهم بأنها «مجرد مناورة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المخابرات الأمريكية الوثائق السرية نصر أكتوبر الأمور العسكرية الاستخبارات الإسرائیلیة یوم 6 أکتوبر أکتوبر 1973 قبل الحرب هناک حرب أن هناک أکثر من إلى أنه فى هذا أن مصر ومن ثم حرب فى لم یکن لم تکن

إقرأ أيضاً:

انتقاد إسرائيلي لكاتس بعد توبيخه رئيس الاستخبارات بسبب خطة ترامب

شكّلت مطالبة وزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس، لرئيس الأركان إيال زامير بتوبيخ رئيس الاستخبارات العسكرية، على التحذير الذي نقله للمستوى السياسي بسبب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تكرارا للتجاهل السياسي لتحذيرات المؤسسة العسكرية في الأشهر التي سبقت هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023.

بيرنيت غورين، الكاتبة بموقع زمن إسرائيل، قالت إن "جيش الاحتلال عقد مؤخرا سلسلة من المناقشات لبحث تبعات خطة ترامب، حيث حذر رئيس الاستخبارات العسكرية شلومي بايندر من أنها قد تؤدي لتصعيد فوري في الضفة الغربية، وإشعال النار في الشارع الفلسطيني، وهو ما كان متوقعاً، لكن المستوى السياسي ممثلا بوزير الحرب يسرائيل كاتس سارع لمطالبة رئيس أركان الجيش هآرتسي هاليفي لتوبيخ بايندر، بل إن وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير دعا كاتس لفصله بايندر فورًا من الجيش".

وأضافت في مقال ترجمته "عربي21"، أن "بايندر لم يحذر من خطة ترامب، بل حذر من عواقبها على الشارع الفلسطيني في الوقت الحالي، وإن تقييم الجيش السائد المقدم للمستوى السياسي مفاده أن الخطة قابلة للتنفيذ، لكنه حذر من العواقب، ما يعني أن طلب كاتس من هاليفي توبيخ بايندر ليس له معنى، بل إنه أمر الجيش بالاستعداد للترويج لخطة الهجرة الطوعية لسكان غزة ممن يرغبون بالمغادرة لأماكن مختلفة في العالم، وهذا بالضبط ما يتعين على الجيش القيام به، وما سيفعله". 

وأكدت أن "بايندر لم يتحدث ضد خطة ترامب، وبالتأكيد ليس ضد توجيهات المستوى السياسي، بل أراد نقل رسالة مفادها أن الخطة قد تؤدي لتصعيد الوضع الأمني في، وهذه مهمته بالضبط، وفي الواقع، فلو لم يفعل ذلك، لكان سبباً لفصله من العمل، كما لم يُجر مقابلات مع وسائل الإعلام؛ ومن المشكوك فيه للغاية ما إذا كان متورطًا على الإطلاق بتسريب المعلومات لوسائل الإعلام، ما يضع علامات استفهام حول سبب طلب كاتس بتوبيخه".


وأشارت إلى أن "كاتس بطلبه هذا يواصل النهج نفسه الذي تبناه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عندما تجاهل تحذيرات الاستخبارات بشأن الخطر الذي تواجهه الدولة، ورفض مقابلة رئيس الأركان في الأيام والساعات التي سبقت هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، وعندما جاء ضباط الاستخبارات للكنيست لمقابلة الوزراء، واطلاعهم على الوضع الأمني، ولم يكلّف أي منهم أنفسهم عناء مقابلتهم، هكذا تبدو حكومة النعام التي تدفن رأسها في الرمال". 

وأوضحت أن "هذه نفس الحكومة التي ترفع الآن لافتة ضد تسريب الوثائق السرية على أساس أنها شعرت بالحاجة للوصول للمستوى السياسي، وبينما يسعى كاتس لتوبيخ بايندر، فإن رئيسه نتنياهو دأب على تكرار سؤال غير مفهوم لماذا لم تتصل به الاستخبارات منذ عام وأربعة أشهر ليلة هجوم حماس في أكتوبر، ولم يشاركوه التحذيرات، زاعما أكثر من مرة أنه لو أيقظوه فقط، لكان من الممكن تجنب الهجوم بأكمله".


مقالات مشابهة

  • مستشار بالأكاديمية العسكرية: حرب أكتوبر كانت ثمرة سنوات من الكفاح العسكري والعلمي
  • مرسوم رئاسي بتعيين اللواء محمد الخطيب قائدا لجهاز الاستخبارات العسكرية
  • 41 مختطفا إسرائيليا قتلوا في قطاع غزة منذ بداية حرب أكتوبر 2023
  • انتقاد إسرائيلي لكاتس بعد توبيخه رئيس الاستخبارات بسبب خطة ترامب
  • إعلام العدو:المسيرات الإسرائيلية تغتال 700 شخص من غزة ولبنان منذ بدء الحرب
  • هآرتس: القانون ضد الأونروا هو جزء من الحرب الإسرائيلية ضد إقامة دولة فلسطينية
  • مصر أكتوبر: كلمة الرئيس السيسي بالأكاديمية العسكرية تعكس دعم مصر للاستقرار الإقليمي
  • الاستخبارات الألمانية: روسيا تسعى إلى اختبار وحدة دول ناتو
  • مرشح لخلافة محمود عباس.. من هو ماجد فرج رئيس جهاز الاستخبارات الفلسطينية؟
  • صحف عالمية: سحب القوات الإسرائيلية من غزة ضرورة لإنقاذ الأسرى