«تلميذ موشيه ديان»، ومدير مكتبه فى الخمسينات، ومسئول «العمليات» وقت العدوان الثلاثى، ومسئول المعلومات وقت «النكسة»، بتلك الخبرات دخل الجنرال إيلى زعيرا شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «المخابرات الحربية»، فى أكتوبر عام 1972، رئيساً لها، ليصطدم بعد أيام من توليه مسئولية «الاستخبارات العسكرية» بتحذير وارد إليهم بشأن استعداد مصر وسوريا لشن حرب فى الفترة بين شهرى مايو ويونيو 1973، ليبدأ تقييم الاحتمالات مع قسم «البحوث»، مسئول تحليل المعلومات فى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وقتها، ليتوصل إلى عدم احتمالية نشوب حرب مع إسرائيل، فى حين عارض موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلى، تلك التقديرات، وتوقع أن هناك حرباً يتم الإعداد لها، لو لم تكن فى «مايو أو يونيو»، ستكون فى وقت لاحق.

ومرت الأيام، وثبت أن الحرب لم تنشب فى «مايو»، ليتعزز رأى شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بأن الحرب لن تندلع فى تلك الفترة، خصوصاً أن الجيش الإسرائيلى رفع درجة الاستعداد أكثر من مرة، ما كلف الاقتصاد الإسرائيلى خسائر باهظة، دون أن تكون هناك حرب حقيقية، لكن مجرد مناورات عسكرية، اعتادت مصر على إجرائها فى الربع الأخير من العام، وهو الأمر المترسخ فى تقارير شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، حسبما سجل الجنرال إيلى زعيرا، رئيس «الشعبة» وقتها، شهادته أمام لجنة التحقيق مع القيادات العليا الإسرائيلية التى أعقبت حرب أكتوبر المجيدة، والتى ظلت سرية لأكثر من أربعين عاماً، حتى أزالت إسرائيل عن بعضها سريتها فى الفترة الماضية.

«السادات» شخص لا يمكن التنبؤ بتصرفاته.. لكنه فى الأمور العسكرية «متزن وحريص ومنضبط»

ويروى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إبان حرب أكتوبر المجيدة أن هناك أكثر من معلومة وردت للاستخبارات العسكرية منذ أواخر الستينات، حتى قبل الحرب بيوم واحد، بشأن توقيتات حددتها مصر للحرب، لكن لم تحدث حروب خلالها، ما دفع خبراء ومسئولى قسم البحوث فى «الاستخبارات العسكرية» لأن يحللوا شخصية الرئيس الراحل أنور السادات، ولماذا لم تنشب الحرب، أو تراجعت مصر عنها، حسبما كانوا يظنون فى هذا الوقت.

ويلفت «زعيرا» إلى أن تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية فى هذا الوقت أن «المصريين ليست لديهم القوة اللازمة للهجوم»، خصوصاً القوة الجوية التى يستطيعون أن يصلوا بها لعمق إسرائيل تحقيقاً لـ«الردع»، وأن ما يدفع الرئيس المصرى الراحل أنور السادات للحرب هو الخوف على سلطته الشخصية، وفى أكتوبر 1973 لم يكن هناك اعتراض على سلطته، أو تردى الوضع الداخلى الاقتصادى والاجتماعى والنفسى، ولم نكن نرى أن الوضع الاقتصادى أو الداخلى خطير.

وعن تقديرهم لـ«السادات»، قال إن تحليل شخصيته انتهى إلى أنه لم يكن شخصاً يمكن التنبؤ بتصرفاته، لكنه فى الأمور العسكرية «شخصية مستقرة ومتزنة، وحريص ومنضبط».

ويشير إلى أن الرئيس السادات وقف أمام الشعب المصرى فى 1971، ليتحدث عن «عام الحسم»، وانتظرت إسرائيل الحرب فى هذا العام، لكنها لم تحدث، وفى عام 1973، قبل الحرب، تحدث عن «صراع طويل»، بما جعلنا نرى أنه ليس متعجلاً ويتمتع بالصبر، ولديه وقت قبل أن يقرر الحرب.

ويتحدث «تلميذ موشيه ديان» قائلاً إن تقديراتهم أن مصر لن تدخل الحرب قبل أن تمتلك سلاحاً يمكنها من ضرب «عمق إسرائيل»، وكان هذا يتطلب 5 أسراب من الطائرات المقاتلة، أو صواريخ بعيدة المدى، وهو أمر لم يكن قد دخل الخدمة بعد خلال «أكتوبر 1973»، مؤكداً أنه حتى إطلاق مصر للنار فى الحرب يوم 6 أكتوبر، لم تظهر أى مؤشرات تشير إلى وجود «حرب وشيكة».

ويوضح أن القيادة العسكرية المصرية وضعت خطة لتعزيز القوات الجوية، ووصل إلى الاستخبارات العسكرية فى سبتمبر 1973، أى قبل الحرب بأيام، أن مصر سيكون لديها ما يكفى من أسراب طائرات متطورة لمهاجمة عمق إسرائيل بعد عامين، ومن ثم صدرت تقارير «الاستخبارات الإسرائيلية»، قائلة: «بدءاً من عام 1975، سيكون فى مقدور مصر مهاجمة إسرائيل بصورة خطيرة، ولا بد من توقع حرب يمكن بالفعل أن تعرض إسرائيل للخطر، وبخاصة سلاحها الجوى بدءاً من عام 1975».

ويوضح أن المساعى المصرية فى هذا التوقيت كانت امتلاك من 5 إلى 6 أسراب من طائرات «ميج 23»، و«سوخوى 20»، مع تقديرات بإمكانية تسلمها طائرات «ميراج»، موضحاً أن هناك تقديرات ومعلومات أن مصر لن تهاجم إسرائيل قبل أن تمتلك القدرة على «الردع»، وضرب إسرائيل فى «العمق».

ويلفت رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى أن موقف جبهة القتال، قبل المناورة «تحرير 41»، التى أجرتها القوات المسلحة المصرية بداية من أول أكتوبر حتى انطلاق الحرب، كان وجود أكثر من 1100 دبابة مصرية، و600 مدفع، وأكثر من 80 ألف مقاتل مصرى، مقابل 170 دبابة، ونحو 8 آلاف فرد فقط.

ويشير «زعيرا» إلى أن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية بأن مصر كانت غير قادرة على مهاجمة إسرائيل، ليس بسبب نسب قواتها البرية، ولكن بسبب القوات الجوية، ومن ثم فى حال عدم نجاح مصر فى استهداف المطارات الإسرائيلية، فإنها لن تشن حرباً.

ويؤكد أن التقديرات الإسرائيلية كانت أن معظم الجنود والضباط فى قواتنا المسلحة يعتقدون أن الحرب مع إسرائيل غير واردة فى الوقت الحالى، ولا فى المستقبل المنظور، نظراً لعدم امتلاكهم قدرة قتالية، مقارنة بقدرة العدو القتالية.

ويلفت إلى أن التقديرات الإسرائيلية أيضاً كانت أن هناك تفوقاً للقوات البحرية المصرية والسورية، إلا أن التفوق الجوى لإسرائيل يقيد حركة هذه القوات، والطائرات القاذفة المقاتلة هى مشكلة مصر، لافتاً إلى أن مصر وجد بها سرب واحد من طائرات الميراج وقت الحرب بإجمالى 15 طائرة، وأنها كانت تحتاج 5 أسراب على الأقل لاستهداف المطارات الإسرائيلية.

ويلفت إلى أن مصر اشترت صواريخ «أرض - أرض» ذات مدى متوسط، وحصلت بالفعل على صواريخ «سكود»، ذات المدى 280 كيلومتراً، التى ستتيح ضرب وسط إسرائيل وحتى «تل أبيب»، إذا وضعت فى بورسعيد، لكنها لم تكن جاهزة للعمل بأيدى المصريين قبل الربع الأول من عام 1974، بحسب تقديراتهم، متوقعاً أن يكون هذا الصاروخ هو سر حديث الرئيس السادات أثناء الحرب بأن إسرائيل لو قصفت العمق المصرى، مثلاً فى القاهرة، فإنه سيضرب عمقها أيضاً، وأن ذلك لو حدث، كان ليتم بأيدى خبراء سوفيت.

ويشير رئيس «الاستخبارات الإسرائيلية» إلى أن هناك عملاء أعطوا معلومات عن الحرب أكثر من مرة، ولكنها لم تتحقق، مضيفاً: «إذا كنت أتحدث مع شخص يقرأ هذا العميل، فإنه يقول لى أنصت إلىّ.. هذا العميل قال 15 مرة إنه ستكون هناك حرب، ولم تندلع أبداً، لماذا أعتمد عليه، أو أثق فيه هذه المرة؟!».

واستطرد: «عندما يرسل أحد العملاء برقية أو خطاباً يقول فيه: (ستكون هناك حرب فى غضون 3 أشهر) فإننى لا أعرف إذا كان قد ابتكر هذا أو سمعه فى السوق أو سمعه من مصدر مسئول فى هيئة الأركان العامة للجيش المصرى، لأنه من المؤكد أنه ستكون لديه رغبة فى إرسال معلومات وإعطائها الأهمية المناسبة، لأنه يحصل على مال مقابل هذا».

ويلفت «زعيرا» إلى أن الاستخبارات حينما تقول إن مصر عازمة على دخول حرب، فإن ذلك يبنى على أكثر من شىء، منها العملاء، والتنصت، والصور الجوية، ونقاط المراقبة، ورأى أجهزة الاستخبارات الأجنبية، مؤكداً أن الاستخبارات الإسرائيلية عرفت بوضوح قبل الحرب بأيام أنه لا توجد نية لدخول الحرب.

ويوضح أن تسيفى زامير، رئيس «الموساد»، تحدث معه عن ذهابه لرؤية عميل من نوع خاص «حُذف اسمه بمعرفة هيئة الرقابة العسكرية الإسرائيلية من الوثائق»، فى إحدى الدول الأوروبية، ثم وصلته معلومة من مكتبه فجر يوم 6 أكتوبر 1973، فى الرابعة فجراً، نصها: «الجيش المصرى والجيش السورى يعتزمان شن هجوم قبل غروب شمس يوم 6 أكتوبر.. سيبدأ الهجوم على الجبهتين فى نفس الوقت»، ليتم عقد اجتماع مع وزير الدفاع ورئيس الأركان، ليتم عقد اجتماع مع الحكومة، ثم لم تتم تعبئة الاحتياط.

ويشير إلى استقبال إسرائيل رسالة من عميل لـ«الموساد» بشأن أن مصر ستبدأ عملية فى 1 أكتوبر على إسرائيل بإشراف وزير الحربية المصرى، ولم تتحقق، ثم جاءت رسالة من مصدر آخر بأن عملية هجومية تنوى مصر شنها ستبدأ كمناورة تدريبية، وتشير الدلائل إلى تحولها للهجوم إذا أطلقت إسرائيل طائرات استطلاع أو قامت بعمل يمثل ذريعة مناسبة للهجوم على إسرائيل، وكان يوم 1 أكتوبر بداية المناورة المصرية «تحرير 41»، كما ذكر أن أى توغل إسرائيلى سيمثل ذريعة طيبة لمصر لشن هجوم على إسرائيل.

لكنه قال: «لدينا عملاء كثيرون تحذيريون، ولم نتلق من أى واحد منهم كلمة واحدة، وكان هذا أحد العوامل التى قللت مخاوف اندلاع حرب».

ويشير «زعيرا» إلى أنهم تواصلوا مع أجهزة المخابرات الأجنبية فى تلك الفترة لمعرفة معلوماتهم وآرائهم، وأن «الجميع كانوا يعتقدون أنها مجرد مناورة».

ويوضح أن «الضوء الأحمر» لديه بدأ فى الشك حينما وصلته معلومة بأن هناك طائرات نقل روسية وصلت فجأة إلى سوريا ومصر لنقل عائلات الخبراء الروس، وكان ذلك ما بين الرابع والخامس من أكتوبر، مشيراً إلى أن الإخلاء جاء فجأة، وبشكل عاجل بإخلاء عائلات الخبراء السوفيت. وأشار إلى أنه قال لرئيس الأركان الإسرائيلى ديفيد إلعازار إن ما حدث أمر غير مألوف، ولكن احتمالية حدوث حرب «فى مستواها الأدنى»، ومن ثم صدر قرار بوضع الجيش فى حالة الاستعداد القصوى، لكن لم تتم تعبئة الاحتياط.

ويلفت إلى أنهم لجأوا إلى 848 مركز إنذار وتنصت تابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية فى هذا التوقيت، وأن رصدهم للداخل المصرى فى الفترة من نهاية سبتمبر وبداية أكتوبر 1973، أكد أنه لم يكن هناك فى مصر أى سمة تنبئ بخلق جو قبيل الحرب، بل على العكس، إذا قلنا شيئاً فإننا نتحدث عن نوايا إسرائيلية بمهاجمة مصر، كما لم ينشأ جو قبيل الحرب فى وسائل الإعلام، أو تتم أى إعدادات مدنية لتجهيز الجبهة الداخلية.

ويشير إلى أن مصر رفعت درجة استعداد قواتها المسلحة، وألغت الإجازات، وجمعت الجنود فى قواعدهم، وكان هذا الأمر عادياً، لأنه حدث فى المناورات السابقة أيضاً، كما تم دفع معدات إقامة الجسور والعبور أكثر من مرة من قبل كذلك فى المناورات، وكذلك نشر طائرات فى مطارات متقدمة، مشيراً إلى أنهم كانوا مطمئنين لكل شىء، وأن موعد تسريح جنود الاحتياط المصريين كان محدداً 10 أكتوبر 1973، مع تعليمات بعودتهم لأماكن عملهم قبل 12 أكتوبر، وهو أمر ضلل المخابرات الإسرائيلية أيضاً.

لم نتخيل استخدام مصر لـ«الصواريخ» بدلاً من «الطائرات»

ويقول رئيس الاستخبارات الإسرائيلية إن مصدر المعلومات الآخر أمامهم كان التصوير، وكانت الصواريخ المصرية تصل لمدى ارتفاع طيرانهم وما يزيد، ومن ثم ليس لديهم تقريباً إمكانية التصوير فى مناطق الجيش المصرى، وكان التصوير يتم بصورة مائلة ومن ارتفاع عالٍ جداً، ما يجعل قراءة الصور أمراً يكاد يكون مستحيلاً، لكنهم نجحوا فى التصوير فى 4 أكتوبر، وشاهدوا الصور فى بداية ليلة 5 أكتوبر، التى أظهرت زيادة المدفعية المصرية من 153 بطارية صواريخ إلى 195 بطارية، وهى زيادة مقلقة.

ويلفت إلى أن إسرائيل كانت تمتلك طائرات دون طيار قبل الحرب، لكن لم تُستخدم؛ لأن فرص إسقاطها من 20 إلى 30%، وأن سعر الطائرة ربع مليون دولار فى هذا التوقيت، وأن احتمالات عودتها 60% فقط، مع إمكانية إسقاط الصواريخ المصرية لها، وهو ما حدث عند استخدامها فى الحرب، إذ إن طائرة من بين كل 3 طائرات بدون طيار استُخدمت أسقطتها صواريخ مصرية.

وعن معلومة استعداد مصر للحرب التى وصلتهم من عميل لهم، قال: «إنه مقابل هذه المعلومة، تلقوا 150 معلومة بأنها مناورة فقط، وعن تسريح الاحتياط يوم 10 أكتوبر»، ولكن المعلومة الأخيرة بتحديد وقت الحرب يوم 6 أكتوبر فجراً كانت «مقلقة»، كما أنهم تلقوا معلومات المخابرات الأمريكية من المساعد العسكرى لوزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر، باعتباره مستشاراً سياسياً للرئيس الأمريكى، بأن المخابرات الأمريكية تقيّم هذا الوضع بأنه «إجراءات دفاعية، وليست هجومية»، وذلك يوم 5 أكتوبر.

كما يوضح أنهم رصدوا وجود تعليمات للجنود والضباط بالإفطار فى نهار رمضان، وأنه حينما سأل باحثى الاستخبارات العسكرية، أفادوا بأن هذا حدث بالفعل من قبل.

أكثر من 98% من الجيش عرفوا بموعد الحرب «فى يومها»

ويلفت «زعيرا» إلى أن تقديرات إسرائيل أن أكثر من 98% من الجيش المصرى عرفوا بالحرب فى يوم الحرب فقط، وأنه لم يكن يتخيل أحد أن خطة مصر تقضى بعبور قناة السويس تحت حماية صواريخ الدفاع الجوى، دون الحاجة لحماية جوية من القوات الجوية.

وفجّر رئيس الاستخبارات الإسرائيلية مفاجأة، حين ذكر أن إحدى طائرات «توبيلوف» المصرية، أطلقت صاروخاً من نوع «كيلط» على «تل أبيب» فى أول أيام الحرب، وأسقطت إحدى الطائرات الصاروخ قبل وصوله، موضحاً أن إسرائيل لم تكن لديها معلومات عن وجود هذا الصاروخ لدى مصر.

وشدد على أنه حتى الساعة الثانية من ظهر يوم 6 أكتوبر، لم تكن هناك أى معلومة يمكن تفسيرها على أنها حرب، واصفاً خطة الخداع الاستراتيجى المصرية باعتبارها «تضليلاً فريداً»، وأن المصريين فعلوا كل استعدادات الحرب مع إيهامهم بأنها «مجرد مناورة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المخابرات الأمريكية الوثائق السرية نصر أكتوبر الأمور العسكرية الاستخبارات الإسرائیلیة یوم 6 أکتوبر أکتوبر 1973 قبل الحرب هناک حرب أن هناک أکثر من إلى أنه فى هذا أن مصر ومن ثم حرب فى لم یکن لم تکن

إقرأ أيضاً:

تتضمن لواء يستدعى لأول مرة.. القدرات العسكرية الإسرائيلية على الجبهة الشمالية

خلال الفترة الماضية، رفعت إسرائيل استعداداتها العسكرية على الجبهة الشمالية، فيما تنفذ غارات في العاصمة اللبنانية، بيروت، وما زالت احتمالية اجتياح بري في الأراضي اللبنانية تطرح باجتماعات قادة الجيش الإسرائيلي.

الرئيس الأميركي، جو بايدن، قال إن "الوقت حان لوقف إطلاق النار في لبنان"، وذلك في رده على استفسارات صحفية عما إذا كان التوغل الإسرائيلي البري في لبنان "أمرا حتميا".

رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو أكد، السبت، أيضا أن المهمة التي أفضت إلى مقتل زعيم حزب الله حسن نصرالله، لم تكتمل بعد وأمام إسرائيل "أيام مليئة بالتحدي".

"لم ننتهِ بعد".. أول تعليق لنتانياهو على مقتل نصرالله قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، السبت، إن إسرائيل "صفت الحساب" بقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، لكنه أكد أيضا أن المهمة لم تنته بعد وأمام إسرائيل "أيام مليئة بالتحدي".

وقال نتانياهو إن القضاء على نصرالله يمثل نقطة تحول تاريخية يمكن أن تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط.

إسرائيل في ميزان القوة العسكرية ميركافا مزودة بهيكل مكون من طبقات تفاعلية، تساعد في مواجهة الهجمات بالمقذوفات الصاروخية

وعلى الصعيد العالمي جاءت إسرائيل في المرتبة 17 على صعيد العالم، حسب مؤشر "غلوبال فاير باور" المختص في الشؤون العسكرية واللوجستية.

ووفقا لبيانات المؤشر، تمتلك إسرائيل 170 ألف جندي في الخدمة الفعلية، وهي تتفوق في العديد من النواحي العسكرية على صعيد المنطقة، ومنها ميزانية الإنفاق على الدفاع البالغة 24 مليار دولار سنويا.

ورغم استخدامها للعديد من الأسلحة الأميركية، إلا أنها دباباتها الميركافا محلية الصنع، إذ تمتلك 1370 دبابة.

الدبابة ميركافا

كما يمتلك الجيش الإسرائيلي 150 راجمة ومنصة إطلاق صواريخ متعددة الاستخدامات، و43 ألف مركبة قتال مدرعة.

ومن ناحية القوة البحرية، تمتلك إسرائيل 67 قطعة بحرية لإسرائيل من ضمنها خمس غواصات.

قدرات إيران وإسرائيل الجوية.. من يتفوق؟ تتأهب إسرائيل لرد محتمل من إيران في أعقاب اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أثناء وجوده في العاصمة الإيرانية، طهران، الأسبوع الماضي.

تتفوق إسرائيل كذلك من الناحية التكنولوجية، ويعود ذلك بدرجة كبيرة إلى "الدعم المالي والعسكري الكبير من الولايات المتحدة"، التي سعت منذ فترة طويلة إلى ضمان تفوق إسرائيل في المنطقة كجزء من التزامها بأمن حليفتها، وفق تقرير سابق لوكالة بلومبيرغ.

وعلى صعيد القوة الجوية، تعتبر إسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك مقاتلات من طراز "إف-35" الأميركية. وهناك اعتقاد على نطاق واسع بامتلاك إسرائيل لسلاح نووي، رغم عدم اعترافها بذلك على الإطلاق.

القوة الضاربة الرئيسية للقوات الجوية الإسرائيلية هي طائرات "إف-16"، كما تمتلك طائرات مقاتلة من طراز "إف-15"، وطائرات هليكوبتر هجومية أميركية من طراز أباتشي.

أسراب الطائرات العسكرية الإسرائيلية تضم 612 طائرة، بينها 241 مقاتلة و146 مروحية.

مقارنة بين الجيشين المصري والإسرائيلي.. أيهما أقوى؟ تدهورت العلاقات بشكل لافت بين مصر وإسرائيل منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة ووصلت "إلى مرحلتها الأسوأ" مؤخرا بحسب ما نقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤولين إسرائيليين، الأربعاء.

وهي تمتلك مزايا متقدمة في مجال الطائرات المسيرة، والحرب السيبرانية وحرب الفضاء وبالطبع الحرب النووية.

وتعتمد إسرائيل منذ عام 2011 بشكل كبير على نظام الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية" الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات لاعتراض وتدمير الصواريخ قصيرة المدى باستخدام تكنولوجيا الرادار.

الجبهة الشمالية لإسرائيل من اليسار، اللواء أوري غوردين قائد القيادة الشمالية . أرشيفية

رغم ادعاءات إسرائيل أنها لا "تأمل" أن تشن غزوا بريا على لبنان، أفاد تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" أن الجيش الإسرائيلي يواصل حشد قواته على طول الحدود مع لبنان، استعدادا لاحتمال اجتياح لجنوب لبنان.

توغل بري محتمل في لبنان.. "تحضيرات إسرائيلية" و"شهية نتانياهو المفتوحة" يُخيّم الحذرُ على المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل بعد مقتل أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، حيث يتوقع البعض أن تنفذ إسرائيل تهديداتها بالتوغل البري لاستكمال ضرب قدرات الجماعة المسلحة اللبنانية.

وذكرت الصحيفة أن الشاحنات الإسرائيلية تقوم بنقل غرف آمنة متنقلة ودبابات. كما ظهرت قواعد عسكرية ونقاط تمركز القوات الإسرائيلية في الجبال وداخل الكيبوتسات التي تم إخلاؤها.

ونشرت قوات الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع لواءين احتياطيين من قوات النخبة، تم تدريبهما.

وبحسب الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي، فالقيادة الشمالية هي المسؤولة عن "الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان وسوريا"، والتي يقع مقرها في صفد.

قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، هو اللواء أوري غوردين.

ويتحدث الجيش عن مهام هذه القيادة بالتركيز على التهديدات التي يشكلها حزب الله، وترسانته من الأسلحة، ومواجهة التحديات المختلفة بما في ذلك التسليح للقوى المعادية في سوريا ولبنان من قبل النظام الإيراني.

الألوية التابعة للقيادة الشمالية تجري تدريبات منذ أشهر . أرشيفية

ويتبع للقيادة الشمالية ألوية أساسية: لواء جولاني، واللواء المدرع السابع، واللواء المدرع 188، والفرقة 282 من فيلق المدفعية، إضافة للعديد من كتائب الاستطلاع.

وبتتبع الأخبار المنشورة على صفحة القيادة الشمالية التابعة للجيش الإسرائيلية تم تنفيذ العديد من التدريبات بالتعاون مع وحدات وفرق أخرى داخل الجيش الإسرائيلي.

وفي يوليو الماضي، استكمل لواء الناحال الشمالي (228) تدريبات للقتال في لبنان، حيث تدربت على الحرب والتنقل في مناطق وعرة، والتقدم على محاور جبلية، وتفعيل النيران. 
 

وهذه أول مرة يتم فيها استدعاء قوات لواء الناحال الشمالي إلى العمل العسكري على الحدود الشمالية، وفق ما نقله موقع الجيش الإسرائيلي. 

وفي أغسطس الماضي، أجرت قاعدة حيفا التابعة لسلاح البحرية بالتعاون مع الفرقة 146، والشرطة الإسرائيلية ومستشفى رمبام تمرينا يحاكي سيناريوهات الدفاع والهجوم في المجال البحري الشمالي.

وفي الشهر ذاته استكمل لواء كفير التمرينات على المعارك على الجبهة الشمالية.
 

العمليات العسكرية الإسرائيلية، تتسبب بقلق دولي بأن تؤدي إلى تداعيات بعيدة المدى في الشرق الأوسط، إذ حولت إسرائيل تركيزها من حربها المستمرة منذ قرابة العام على حركة حماس إلى تنفيذ عمليات ضد حزب الله وسط مخاوف من أن تؤدي الضربات في لبنان إلى اندلاع حرب أوسع نطاقا وتجر إليها إيران.

مقالات مشابهة

  • تتضمن لواء يستدعى لأول مرة.. القدرات العسكرية الإسرائيلية على الجبهة الشمالية
  • كيف أوقعت إسرائيل حسن نصرالله في الفخ؟
  • صحيفة أمريكية: اغتيال نصر الله يكشف اختراق الاستخبارات الإسرائيلية لحزب الله
  • ما هي أسباب نجاح الاستخبارات الإسرائيلية في لبنان وفشلها في غزة؟
  • أسباب نجاح الاستخبارات الإسرائيلية في لبنان وفشلها في أكتوبر
  • رئيس شعبة الصيادلة ببني سويف يُحذر من السوق السوداء وخطورتها علي المرضى
  • أسباب نجاح الاستخبارات الإسرائيلية في لبنان وفشلها في غزة
  • «القاهرة الإخبارية»: الآليات العسكرية الإسرائيلية تفصل شمال غزة عن جنوبه
  • حزب الله يقصف شركة رفائيل للصناعات العسكرية الإسرائيلية شمالي حيفا
  • رئيس وزراء لبنان في مجلس الأمن: نطالب بوقف الحرب الإسرائيلية "القذرة"