سمو الأمير يترأس وفد دولة قطر في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
ترأس حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وفد دولة قطر في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين التي عقدت صباح اليوم في مدينة نيويورك، بحضور أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والسعادة رؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود والمنظمات الحكومية وغير الحكومية.
وقد ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى خطابا، فيما يلى نصه:
" بـسـم الله الـرحـمـن الـرحـيـم
سـعـادة رئـيـس الجـمـعـيـة الـعـامـة،
سـعـادة الأمـين الـعـام للأمـم المتـحـدة،
الحـضـور الـكـرام،
الـسـلام عـلـيـكـم ورحـمـة الله وبـركـاتـه،
بداية أهنئ سعادة السيد دينيس فرانسيس، على تولي رئاسة الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة، متمنيا له التوفيق، وأعرب عن التقدير لسعادة السيد تشابا كوروشي على جهوده في رئاسة الدورة السابعة والسبعين. وأشيد بالجهود التي يبذلها سعادة السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وموظفو الأمم المتحدة لتحقيق غاياتها النبيلة.
اسمحوا لي قبل كل شيء أن أتقدم بصادق التعازي لأخي جلالة الملك محمد السادس وللشعب المغربي الشقيق في ضحايا الزلزال المدمر، كما أتقدم بالتعازي لدولة ليبيا الشقيقة حكومة وشعبا على ضحايا الفيضانات هناك، سائلين الله تعالى الشفاء العاجل للمصابين وأن يتغمد الراحلين بواسع رحمته، وأؤكد على تضامننا الكامل معهم في هذا المصاب.
الـسـيـد الرئـيـس،
لقد حبانا الله أن نعيش في عصر التقدم المتسارع الذي لم يسبق له مثيل، والذي تسود فيه روح الابتكار في مجالات الطب والتكنولوجيا والعلوم عموما، وتتضاعف فيه قدرة البشر على تسخير الموارد التي تمكن من توفير حياة كريمة للبشرية جمعاء. لقد أتاحت الابتكارات المتواترة إنتاجية ورفاهية ودرجة تواصل بين البشر تكاد تحقق رؤى الخيال العلمي.
وبينما مكننا هذا التطور من تحقيق الكثير من الأمنيات، إلا أن ذلك لم يكن دون كلفة لشعوب العالم ولكوكبنا وموارده. لقد ارتفع معدل الأعمار، ومستوى المعيشة لغالبية الإنسانية وظهر ذلك بوضوح في التكاثر السكاني. ولكن معدلات الفقر والبطالة ارتفعت أيضا، وازداد الوعي بغياب العدالة في توزيع الثروات، فضلا عن التبعات الخطيرة على البيئة.
وفي مجالات مثل علم الجينات والذكاء الاصطناعي تزداد الإمكانيات لتحقيق الرفاه للبشرية جمعاء. لكن الفجوة بين الممكن والواقع تزداد أيضا. ففي نفس العصر الذي تظهر فيه هذه الإمكانيات تعاني فيه شعوب من عمالة الأطفال والجوع والبطالة والحروب الأهلية، وتدافع فيه دول متطورة عن حدودها أمام تدفق اللاجئين الهاربين من تلك المعاناة، وكأن شعوب الكرة الأرضية تعيش في عصرين مختلفين.
إن التطور التقني المتسارع وتزايد الاعتماد عليه يفتح آفاقا غير مسبوقة لتطور الإنسانية نحو الأفضل. ولا شك أن العلم والتكنولوجيا هما المفتاح لزيادة الإنتاجية وتحسين نوعية حياة البشر.
ولكن الاحتفاء بالوسائل من دون التفكير المسؤول بالغايات التي تستخدم من أجلها أدى إلى كوارث كبرى مثل استخدام السلاح النووي، وإجراء التجارب الخطيرة على البشر، والإبادة الجماعية في معسكرات الاعتقال.
من واجبنا مواكبة التطور العلمي والتقني وتشجيعه في بلداننا ويجب أن تزول الحواجز بين الدول في هذا المجال. وفي الوقت ذاته لا يجوز تجاهل تفاقم مخاطر مثل تزييف الواقع، واختراق المجال الخاص للأفراد، وتشويش العملية التعليمية بتسهيل الانتحال، ومضاعفة تأثير البروباغندا المضللة وأدوات خداع البشر.
وعليه، وإلى جانب ضرورة التعاون والاستثمار في تطوير هذه التقنيات نجدد الدعوة لتوحيد الجهود لمنع إساءة استخدام الفضاء السيبراني وتنظيم هذا الجانب الحيوي استنادا لأحكام القانون الدولي.
وفي هذا السياق ستنعقد في الدوحة "قمة الويب 2024"، ويشكل انعقادها فرصة هامة لاستعراض التطور في مجال التكنولوجيا، وخلق فرص تعاون جديدة في عالم التكنولوجيا لصالح البشرية جمعاء. وهذه مناسبة لأرحب بالجميع في الدوحة.
الـسـيـد الرئـيـس،
علينا ألا ننسى أن هناك شعوبا حول العالم، وبالأخص في منطقتنا تشغلها مآسي الحاضر، وتعد الانشغال بالقضايا التي ذكرتها نوعا من الرفاهية. ومن واجبنا، إذا كنا نشكل حقا مجتمعا دوليا، وليس مجرد كيانات مختلفة، أن نعمل على رفع الظلم الواقع عليها، على الأقل بموجب ما تقتضيه قرارات هذه الهيئة، وما يقتضيه القانون الدولي.
فلا يجوز أن يبقى الشعب الفلسطيني أسير تعسف الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني، ورفض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أي حل سياسي عادل وفق مبادئ الشرعية الدولية. ولا يغيب عنكم أن تقاعس المنظمة الدولية عن اتخاذ إجراءات ضد الاحتلال أتاح ويتيح الفرصة لإسرائيل لكي تقوض أسس حل الدولتين بالتوسع والاستيطان حتى أصبح الاحتلال يتخذ شكل نظام فصل عنصري في وضح نهار القرن الواحد والعشرين. وقد لاحظ ذلك حتى بعض أصدقاء إسرائيل المقربين. كما وترد إسرائيل على مبادرات السلام والتطبيع العربية بالمزيد من التعنت والتطرف القومي- الديني الأصولي في الائتلافات الحكومية والمزيد من الاستيطان، وتهويد القدس والاعتداء على الأماكن المقدسة، والتنكيل بالواقعين تحت الاحتلال، وتشديد الخناق على قطاع غزة.
تقدم قطر الدعم السياسي والإنساني والتنموي للشعب الفلسطيني الشقيق، وتساهم في إعمار قطاع غزة الرازح تحت الحصار، علاوة على مساهمتها المتواصلة في تمويل وكالة غوث اللاجئين. وتواصل تمسكها بالموقف المبدئي من عدالة هذه القضية التي أصبحت امتحانا لمصداقية ساسة دول العالم تجاه منطقة الشرق الأوسط.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: حضرة صاحب السمو
إقرأ أيضاً:
"فاينانشيال تايمز": خبراء الصحة يحثون الولايات المتحدة على ضرورة السيطرة على إنفلونزا الطيور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
دعا خبراء الصحة الدوليون الولايات المتحدة إلى تعزيز التدابير للسيطرة على تفشي مرض إنفلونزا الطيور في البلاد، والحد من خطر تطور الفيروس ليصبح أكثر قدرة على الانتقال بين البشر.
وطالب العلماء وفقًا لما نقلته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عدد اليوم الأحد بزيادة تطعيم العاملين في المزارع وبذل المزيد من الجهود لاحتواء انتشار الفيروس بين الحيوانات الزراعية، حيث يستمر فيروس H5N1 في إصابة الماشية والدواجن في أنحاء البلاد.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الوباء يعد اختبارًا مبكرًا لإدارة الرئيس دونالد ترامب، التي بدأت بالفعل في تقليص التزاماتها تجاه الجهود العالمية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وقال البروفيسور جيمس وود، خبير الأمراض المعدية في جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة - في تصريح خاص للصحيفة - " يمكن القول إنه من غير الجيد تمامًا أن تسمح السلطات الأمريكية بمثل هذا المستوى المرتفع المستمر من انتقال الفيروس بين الأبقار الحلوب، لأن هذا يشكل تهديدًا كبيرًا للصحة البشرية العالمية".
وأضاف أن التدابير على غرار فرض قيود أكثر صرامة على حركة الماشية "من شأنها أن تقلل بشكل كبير من تعرض البشر للفيروس، وهو ما نتوقعه في كل البلدان الأخرى".
وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته حول هذا الملف - أن الخبراء يراقبون بقلق متزايد انتشار فيروس H5N1 في الولايات المتحدة لأكثر من تسعة أشهر.. وأسفر تفشي المرض عن 67 حالة إصابة مؤكدة بين البشر، معظمهم من الأشخاص الذين يعملون مع الماشية والدجاج، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة "CDC".. كما تم الإبلاغ عن أول حالة وفاة هذا الشهر، على الرغم من عدم توثيق أي حالات انتقال من إنسان إلى إنسان حتى الآن.
ويخشى علماء الفيروسات من إعادة تجميع المادة الوراثية من مسببات مراض H5N1 مع حيوان آخر أو إنفلونزا بشرية، مما يمهد الطريق أمام فيروس جديد من المرجح أن ينتقل بين البشر.. وترتفع احتمالية هذا السيناريو مع انتشار فيروس H5N1 في الولايات المتحدة خلال موسم الإنفلونزا الشتوي.
ووفقًا لـ CDC، كان هناك ما يقدر بنحو 12 مليونًا إلى 22 مليون حالة إصابة بالإنفلونزا خلال الفترة بين الأول من أكتوبر والحادي عشر من يناير الجاري.. وفي 16 يناير، حثت المستشفيات على تحليل ما إذا كان مرضى الأنفلونزا قد أصيبوا بالفعل بأنفلونزا الطيور في غضون 24 ساعة، خاصة إذا كان المرضى في العناية المركزة.. وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في نوفمبر إنها قدمت لقاحات الأنفلونزا البشرية لعمال المزارع في 12 ولاية.. واعتبرت أن خطر H5N1 على الجمهور منخفض، لكنها أضافت أنها "تراقب عن كثب هذا الوضع الديناميكي".
وقالت المنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" ومنظمة الصحة العالمية إن الحكومات يجب أن تكثف العديد من التدابير لمكافحة انتشار أنفلونزا الطيور.. وقالت ماريا فان كيرخوف، عالمة الأوبئة الأمريكية التي ترأس قسم الوقاية والاستعداد لمواجهة الأوبئة والجوائح في منظمة الصحة العالمية، إن هذا يشمل تعزيز اختبار الفيروس والتسلسل الجيني وتبادل البيانات وتحسين الأمن البيولوجي للمزارع وحماية الأشخاص الذين تعاملوا مع الحيوانات المصابة.
وأضافت فان كيرخوف " علينا القيام بالمزيد من الجهد للحد من انتشار أنفلونزا الطيور بين الحيوانات وبين الأنواع الحيوانية المختلفة وبين البشر".. وتابعت، في لقاء أجرته مع الفاينانشيال تايمز- أن منظمة الصحة العالمية شجعت أيضًا شركات الأدوية على تطوير المزيد من لقاحات الحيوانات التي يمكن استخدامها على نطاق واسع للحد من انتشار إنفلونزا الطيور.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الشركات الثلاث الرائدة في تصنيع لقاحات إنفلونزا الطيور للبشر وهي (سي إس إل سيكيروس، وسانوفي، وجلاكسو سميث كلاين)، في وضع جيد للاستجابة إذا تحول تفشي المرض إلى جائحة.. ففي أكتوبر الماضي، وقعت الشركات الثلاث اتفاقية بقيمة 72 مليون دولار مع الحكومة الأمريكية تضمنت التزامات بالاستعداد لتوزيع الجرعات بسرعة والحفاظ على مستويات الإمداد.. وفي 17 يناير، منحت الحكومة الأمريكية 590 مليون دولار لشركة موديرنا، التي تعمل على تطوير لقاح للإنفلونزا باستخدام تقنية مماثلة تعتمد على الحمض النووي الريبي مثل لقاح كوفيد.
في السياق نفسه، طلبت العديد من الحكومات الأوروبية لقاح سيكيروس، لكن فنلندا هي الدولة الوحيدة التي أكدت أنها تستخدم اللقاحات لتطعيم عمال المزارع.. وقالت شركة تصنيع اللقاح إن الدولة الاسكندنافية تجري أيضًا دراستها المستقلة الخاصة بها حول سلامة وفعالية اللقاح.
مع ذلك، تابعت "فاينانشيال تايمز" أن جهود استجابة الولايات المتحدة لإنفلونزا الطيور تعقدت في الفترة الأخيرة بسبب "التوقف المؤقت" الذي فرضته وزارة الصحة والخدمات الإنسانية وهيئات أخرى على "الاتصالات الجماهيرية والظهور العام الذي لا يرتبط مباشرة بحالات الطوارئ أو لا يشكل أهمية حاسمة للحفاظ على الصحة".. وقالت وزارة الصحة إن إدارة ترامب بدأت التوقف المؤقت "لإعداد عملية للمراجعة وتحديد الأولويات".