بوابة الوفد:
2025-03-19@17:06:37 GMT

فاتورة إفساد الطبيعة

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

تظاهر أمس الأول عشرات الآلاف من الأشخاص من نحو ٧٠٠ منظمة بيئية قبل افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، رافعين لافتات كتب عليها «بايدن.. أوقف الوقود الأحفوري» و«الوقود الأحفورى يقتلنا» و«أنا لم أصوت للحرائق والفيضانات».
المظاهرات الحاشدة تكشف حجم المأساة التى يعيشها العالم بسبب غضب الطبيعة الناتج عن التغير المناخى.


خبراء البيئة قالوا إن الفيضان الجامح الذى اجتاح درنة فى ليبيا منذ أيام هو نتاج للتغير المناخى وإن مناطق أخرى مُعرضة لمواجهة نفس الجائحة. يقول بعض العلماء إن العاصفة غير المسبوقة فى البحر المتوسط التى ضربت ليبيا وأسقطت عليها أمطارًا غزيرة تحولت إلى فيضانات قتلت الآلاف، تحمل سمات التغير المناخى. وذكرت مجلة «TIME» الأمريكة أن العاصفة «دانيال» استمدت طاقة هائلة من مياه المتوسط الدافئة.
وبحسب العلماء، فإن الجو الأكثر دفئًا يحمل بخار الماء الذى يسقط على شكل مطر.
الأمم المتحدة نفسها قامت بتعريف تغير المُناخ بأنه ناتج عن الأنشطة البشرية. وقالت فى تعريفها الرسمى له: «يمكن أن يكون تغير المناخ عملية طبيعية حيث تختلف درجات الحرارة وهطول الأمطار والرياح وعوامل أخرى على مدى عقود أو أكثر. فى ملايين السنين، كان عالمنا أكثر دفئًا وبرودةً مما هو عليه الآن. لكننا نشهد اليوم ارتفاعًا سريعًا غير مسبوق فى درجات الحرارة بسبب الأنشطة البشرية، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفورى الذى يولد انبعاثات الغازات الدفيئة».
إيه المشكلة؟ وماهو الوقود الأحفوري؟
الوقود الأحفورى هو وقود يُستعمل لإنتاج الطاقة. ويستخرج من المواد الأحفورية مثل الفحم الحجرى، والغاز الطبيعى، والنفط، ومصادر الوقود التى يتم إنتاجها من بقايا الأحياء والنباتية والحيوانية القديمة.
تمتلك الولايات المتحدة وروسيا والصين أكبر رواسب الفحم فى العالم، وتأتى بعدها أستراليا والهند وجنوب إفريقيا.
وهذه الميزة جعلت هذه الدول«صناعية كبرى» ولكنها جعلت العالم يعانى من التلوث والتغير المناخى الذى أدى لتغير الطبيعة وإفسادها ثم غضبها، وهذا سر هتاف المتظاهرين ضد بايدن، والولايات المتحدة أكبر مستفيد من استخدام هذه الأنواع من الوقود، وعدم التزامها بالاتجاه نحو الطاقة النظيفة.
منظمة الأمم المتحدة أصدرت دراسة مهمة حول التأثير السلبى للوقود الأحفورى وتدميره للطبيعة، وضرورة الاتجاه نحو الطاقة النظيفة، ولكن رغم هذه التحذيرات الأممية من استعمال الطاقة المُضرة بالبيئة إلا أن الدول الصناعية الكبرى ترفض ترشيد الاستعمال السيئ لمصادر الوقود، وتواصل تدمير البيئة من أجل مصالحها الاقتصادية.
تقرير الأمم المتحدة يقول إن الوقود الأحفورى، مثل الفحم والنفط والغاز، هو إلى حد بعيد أكبر مساهم فى تغير المناخ العالمى، إذ يمثل أكثر من ٧٥ فى المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية وحوالى ٩٠ فى المائة من جميع انبعاثات ثانى أكسيد الكربون. (تُسمى الغازات الدفيئة بهذا الاسم لأنها تساهم فى تدفئة جو الأرض السطحي).
يواصل التقرير تحذيراته قائلًا: العلم واضح: لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ، يجب خفض الانبعاثات بمقدار النصف تقريبًا بحلول عام ٢٠٣٠ والوصول بها إلى مستوى الصفر بحلول عام ٢٠٥٠.
ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى التخلص من اعتمادنا على الوقود الأحفورى والاستثمار فى مصادر بديلة للطاقة تكون نظيفة ومتاحة وفى المتناول ومستدامة وموثوقة.
تتجدد مصادر الطاقة المتجددة (المتوفرة بكثرة فى كل مكان حولنا من خلال الشمس والرياح والمياه والنفايات وحرارة الأرض) بفضل الطبيعة وتنبعث منها غازات أو ملوثات قليلة إن لم تكن منعدمة.. لكن لا يزال الوقود الأحفورى يمثل أكثر من ٨٠ فى المائة من إنتاج الطاقة العالمى، لكن مصادر الطاقة الأنظف تزداد قوة. حوالى ٢٩ بالمائة من الكهرباء تأتى حاليًا من مصادر متجددة.
ويكشف التقرير عن بعض المشكلات.. على سبيل المثال: 
١- يعيش حوالى ٨٠ فى المائة من سكان العالم فى بلدان تستورد الوقود الأحفورى، أى حوالى ٦ مليارات نسمة يعتمدون على الوقود الأحفورى القادم من بلدان أخرى، مما يجعلهم عرضة للصدمات والأزمات الجيوسياسية.
٢-إن انبعاثات الغازات الدفيئة المتزايدة نتيجة للنشاط البشرى تعمل بمثابة غطاء ملفوف حول الأرض، يحبس حرارة الشمس ويرفع درجات الحرارة.
٣-تشمل أمثلة انبعاثات الغازات الدفيئة التى تسبب تغير المناخ ثانى أكسيد الكربون والميثان. وتأتى هذه الغازات من حرق الوقود الأحفورى مثل البنزين لقيادة السيارات أو الفحم لتدفئة المبانى. يمكن أن يؤدى تفريغ الأراضى والغابات أيضًا إلى إطلاق ثانى أكسيد الكربون. كما أن مدافن القمامة تعدّ مصدرًا آخر، بالإضافة إلى الطاقة والصناعة والزراعة والتخلص من النفايات، وهى من المصادر الرئيسية للانبعاثات.
٤-وصلت تركيزات الغازات الدفيئة إلى أعلى مستوياتها منذ مليونى سنة وهى مستمرةٌ فى الارتفاع. ونتيجةً لذلك، ارتفعت درجة حرارة الأرض بنحو ١.١ درجة مئوية عما كانت عليه فى القرن التاسع عشر. وكان العقد الماضى هو الأكثر دفئًا على الإطلاق.
٥- يعتقد الكثير من الناس أن تغير المناخ يعنى أساسًا ارتفاع درجات الحرارة. لكن ارتفاع درجة الحرارة ليس سوى بداية القصة. نظرًا لأن كوكب الأرض عبارة عن نظام متكامل، حيث إن كل الأمور مرتبطة ببعضها البعض، فإن التغييرات فى منطقة واحدة يمكن أن تؤثر على التغييرات فى جميع المناطق الأخرى. تشمل عواقب تغير المناخ الآن، من بين أمور أخرى، الجفاف الشديد، وندرة المياه، والحرائق الكبيرة، وارتفاع مستويات سطح البحر، والفيضانات، وذوبان الجليد القطبى، والعواصف الكارثية، وتدهور التنوع البيولوجى.
الموضوع خطير، وما حدث فى ليبيا يمكن أن يتكرر إذا لم ينتبه العالم إلى أنه يصنع دماره بيده!
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأشخاص تظاهر منظمة بيئية الجمعية العامة للأمم المتحدة الوقود الأحفوري الفيضانات المظاهرات غضب الطبيعة التغير المناخى درجات الحرارة تغیر المناخ یمکن أن

إقرأ أيضاً:

مسؤولون: الإمارات رائدة في استخدام الوقود الحيوي وتعزيز دور الاقتصاد الدائري


دبي (الاتحاد)
أشاد مسؤولون وخبراء في مجال الطاقة بتسارع وتيرة إنتاج الوقود الحيوي في دولة الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية، واتساع نطاق حجم الاقتصاد الدائري في الدولة، في ظل التعاون والشراكة الفاعلة بين القطاعين الحكومي والخاص للمساهمة في تحقيق أهداف السياسية الوطنية للوقود الحيوي، بما يدعم توجهات الإمارات في توفير مصادر طاقة نظيفة ومستدامة ومنخفضة الكربون، وتتماشى مع المستهدفات الاستراتيجية لترسيخ مكانة والتزام الدولة لمواجهة تحديات التغير المناخي وتحقيق أهداف الاستدامة الوطنية وجهودها في تقليل البصمة الكربونية.
جاء ذلك خلال المجلس الرمضاني الذي استضافة يوسف بن سعيد لوتاه، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة لوتاه للوقود الحيوي، بحضور المهندس سيف غباش، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية المساعد لشؤون البترول والغاز والثروة المعدنية، وعلي خليفة الشامسي، مدير عام مؤسسة الإمارات العامة للبترول «إمارات»، والمهندسة أمل آل علي، مديرة شؤون البترول والغاز في وزارة الطاقة والبنية التحتية، والمهندسة صفاء بني رشيد، رئيسة قسم الاستدامة في بلدية دبي، ونخبة من قادة الأعمال والأكاديميين وممثلي وسائل الإعلام، لمناقشة قضايا الاستدامة والاقتصاد الدائري والطاقة المتجددة.
وخلال الجلسة، تم تسليط الضوء على مبادرة «لوتاه للوقود الحيوي» التي تم إطلاقها بالتعاون مع وزارة الطاقة والبنية التحتية، والتي تهدف إلى جمع زيوت الطهي المستعملة وإعادة تدويرها وتحويلها إلى وقود حيوي مستدام. وشملت المناقشات أهمية هذه المبادرة في دعم التحول نحو الطاقة النظيفة وتقليل الأثر البيئي للزيوت المستعملة التي غالباً ما يتم التخلص منها بطرق غير صحيحة، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على شبكات الصرف الصحي والبيئة بشكل عام.
تعمل المبادرة على توزيع حاويات مخصصة في مختلف المناطق بالدولة لتسهيل عملية جمع زيوت الطهي المستعملة، بحيث يتم بعد ذلك نقل هذه الزيوت إلى منشآت معالجة متخصصة لتحويلها إلى وقود حيوي نظيف ومستدام، ما يسهم في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة ويعزز كفاءة استهلاك الطاقة. كما تم التطرق إلى دور التطبيق الذكي الذي أطلقته شركة لوتاه للوقود الحيوي، والذي يتيح للأفراد والعائلات طلب خدمات جمع زيوت الطهي المستعملة مباشرة من منازلهم بطريقة آمنة وسهلة، مع إمكانية تحفيزهم بمكافآت مالية تضاف إلى محفظتهم الرقمية داخل التطبيق. 
وقال يوسف بن سعيد لوتاه: إن المجلس الرمضاني كان فرصة مثالية لتعزيز الحوار المفتوح بين مختلف القطاعات حول مستقبل الاستدامة في الإمارات، مؤكداً أن الاقتصاد الدائري لم يعد خياراً، بل ضرورة لضمان مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة. وأضاف أن تفاعل الحضور مع المبادرات التي تمت مناقشتها يعكس وعياً متزايداً بأهمية الطاقة المتجددة وإعادة التدوير، متطلعاً إلى رؤية المزيد من الشراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم هذه الجهود. 

 

دور القطاع الحكومي 
من جهته، أكد المهندس سيف غباش أن القطاع الحكومي لا يألو جهداً في العمل على تنظيم وتشريع ووضع الاستراتيجيات الخاصة بالاستدامة والاقتصاد الدائري وأنه وبناء على توجيهات القيادة الرشيدة، فإنه يسعى دائما إلى تبسيط الإجراءات وتسهيل الخدمات وتحفيز القطاع الخاص ودعمه للقيام بدوره في تنفيذ هذه الاستراتيجيات الوطنية. 
وأشاد غباش بالمجلس الرمضاني وبهذا النوع من الحوارات البناءة التي تعكس دور المجتمع ونحن في عام المجتمع في دفع عجلة التغيير نحو طاقة نظيفة ومستدامة. وأكد أن مبادرة جمع زيوت الطهي المستعملة وتحويلها إلى وقود حيوي تعكس التزام دولة الإمارات بتسريع التحول نحو الطاقة النظيفة، مضيفاً أن الوزارة تدعم بقوة مثل هذه المبادرات التي تجمع بين الابتكار والمشاركة المجتمعية لضمان تحقيق الاستراتيجية الوطنية للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.
من جانبه، أشار علي خليفة الشامسي، مدير عام مؤسسة الإمارات العامة للبترول «إمارات»، إلى أن القطاع الخاص هو المحرك الأساسي لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للاستدامة، وأن الشراكة بين القطاعين العام والخاص هي سر من أسرار نجاح دولة الإمارات في الوصول إلى هذا الموقع المتقدم عالمياً. مؤكداً أن زيادة الوعي والمشاركة المجتمعية في مثل هذه المبادرة هي الركيزة الأساسية في الاقتصاد الدائري وفي الوصول إلى طاقة نظيفة ومستدامة. 
وتعمل السياسة الوطنية للوقود الحيوي على توفير بدائل مستدامة للوقود وتنويع مصادر الطاقة ضمن مزيج الطاقة، علماً بأن الاعتماد الكامل (100%) على وقود الديزل الحيوي يؤدي إلى خفض البصمة الكربونية بنسبة 75% من المركبات العاملة بمحركات الديزل.
وفي سياق جهود (لوتاه للوقود الحيوي) لتوسيع نطاق شبكة المزودين لزيوت الطهي المستخدم، وتسهيل المشاركة المجتمعية في المبادرات المبتكرة لتطوير الحلول الخضراء وتحفيز الاقتصاد الدائري، أطلقت الشركة مؤخراً تطبيقها الذكي (Lootah Biofuels) عبر منصتي «أندرويد Android» و«آي أو إسiOS» لتشجيع الأفراد والشركات والمؤسسات في دولة الإمارات على المساهمة في التخلص من زيوت الطهي المستخدمة، التي تشكل عبئاً على البيئة والصحة العامة، عبر جمعها وتحويلها إلى مصدر نظيف للطاقة. 
يتيح التطبيق الذكي، الذي يتوفر باللغتين العربية والإنجليزية، للمستخدمين طلب خدمة جمع زيوت الطهي المستعملة مباشرة من المنازل، الأمر الذي يسهل على العائلات والأفراد التخلص من هذه الزيوت بطريقة آمنة وسهلة، كما يحصل المشاركون في جمع زيوت الطهي المستعملة لتحويلها إلى وقود حيوي على مقابل مالي يُضاف إلى محفظة إلكترونية مدمجة في التطبيق. ويحتوي التطبيق على حاسبة تتيح للمستخدمين تتبع ومعرفة كمية الزيوت التي شاركوا في جمعها بدقة، ما يعزز الوعي بأثرهم الإيجابي على البيئة. 

مقالات مشابهة

  • مسؤولون: الإمارات رائدة في استخدام الوقود الحيوي وتعزيز دور الاقتصاد الدائري
  • المنظمة العالمية للأرصاد الجوية : تغير المناخ يصل لمستويات غير مسبوقة سنة 2024
  • إيدلمان تثير شبهة تضارب مصالح بمؤتمر المناخ المقبل بالبرازيل
  • الرئيس البرازيلي يقترح إنشاء مجلس تغير المناخ داخل الأمم المتحدة
  • تراجع حاد في مبيعات تيسلا.. هل ينقذها المحافظون بعد سخريتهم من تغير المناخ؟
  • منحة دولية لحركة طالبان من أجل مكافحة تغير المناخ
  • أسياد الجليد في خطر.. معركة الدب القطبي مع تغير المناخ
  • وزير الكهرباء: نتوقع نموًا كبيرًا لقطاع الوقود الحيوي في مصر السنوات المقبلة
  • وزير الكهرباء: نتوقع نموًا كبيرًا لقطاع الوقود الحيوي في مصر خلال السنوات القادمة
  • وزير الكهرباء يستعرض أهمية الوقود الحيوي في تعزيز أمن الطاقة وتنوع مصادرها