ألكسندر لوكاشينكو رئيس دولة بيلاروسيا
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
ألكسندر لوكاشينكو رئيس دولة بيلاروسيا وسياسي داعم لروسيا. تربى في كنف والدته وحمل اسمه عائلتها. عمل في بداية حياته معلما ثم تحول إلى السلك السياسي وتدرج في المناصب. خاض الانتخابات الأولى في بيلاروسيا عام 1995 وفاز فيها ومنذ ذلك الوقت وهو يحكم البلاد ويفوز بالانتخابات التي تُجرى كل 5 سنوات.
النشأة والتكوينولد ألكسندر لوكاشينكو يوم 30 أغسطس/آب 1954 في قرية كوبيس بمقاطعة فيتيبسك شمال شرق البلاد.
يصف لوكاشينكو نفسه في صغره بأنه كان طفلا صعبا، ولم يدرس جيدا في المدرسة؛ بل وتم استدعاؤه عدة مرات لقسم الشرطة. إلا أنه كان مولعًا بالرياضة والموسيقى وبأنشطة أخرى خارج المدرسة، وكان الداعم الرئيسي لوالدته التي قامت بتربيته بمفردها.
الدراسة والتعليمبعد تخرجه من المدرسة عام 1971، انتسب لمعهد موغيليف التربوي وحصل على دبلوم كمدرس للتاريخ والدراسات الاجتماعية، إذ عمل في هذه المهنة لعدة أشهر قبل التحاقه بالجيش.
وبعد الخدمة في قوات المخابرات السوفياتية المعروفة باسم قوات "كي جي بي" المعنية بمراقبة الحدود، تم إدراجه مدرسا في القسم السياسي للوحدة العسكرية لمنطقة الحدود الغربية بمنطقة بريست.
وفي عام 1985 حصل على التعليم العالي الثاني في كلية الاقتصاد بالأكاديمية الزراعية البيلاروسية بدرجة علمية في الاقتصاد بمجال تنظيم الإنتاج الزراعي.
الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو (يسار) ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في أحد المؤتمرات الصحفية (الجزيرة) التجربة السياسيةعام 1977 أصبح سكرتيرًا للجنة اتحاد الشباب الشيوعي "كومسومول" التابعة لقسم تجارة الأغذية، وعمل أيضًا مدرسا في اللجنة التنفيذية لمنطقة أوكتيابرسكي في موغيليف.
بعد ذلك بعام واحد، شغل منصب نائب قائد سرية للعمل السياسي لوحدة عسكرية، وفي الوقت ذاته عمل نائب رئيس مزرعة "أودارنيك". انضم إلى الحزب الشيوعي السوفياتي في عام 1979.
وفي عام 1990، تم انتخاب ألكسندر لوكاشينكو نائبًا للشعب في مجلس السوفيات الأعلى لجمهورية بيلاروسيا "البرلمان"، وترأس لجنة دراسة أنشطة المؤسسات والشركات التجارية، كما ترأس في 1993 لجنة مكافحة الفساد النيابية.
الرئيس الدائمخاض لوكاشينكو أول انتخابات في البلاد لتدشين نظام الحكم الرئاسي عام 1994، وبعد صراع صعب مع 5 مرشحين آخرين، تم انتخاب لوكاشينكو رئيسًا للجمهورية وحصل على دعم 80.3% من المواطنين الذين شاركوا في التصويت. وكانت السنوات الأولى من الرئاسة مكرسة بالكامل للوفاء بالوعد الرئيسي الذي قدمه للناخبين وهو "إخراج البلاد من الهاوية".
لكن هذه الفترة لم تخل من أزمات داخلية مع المعارضة التي اتهمته بانتهاك الدستور، ولم تفلح الوساطة التي قامت بها روسيا آنذاك في رأب الصدع بين الرئيس والبرلمان، قبل أن يأخذ لوكاشينكو قرارًا بإجراء استفتاء على الدستور يتيح له حل البرلمان، وهو ما قام به بعد حصوله على تأييد غالبية ساحقة من المشاركين.
وفي عام 2001، أعيد انتخابه رئيسًا بعد حصوله على 75.6% من الأصوات. كانت الأولوية الرئيسية للفترة الرئاسية الثانية هي تطوير الدولة على أساس التنمية الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة في البلاد. ونتيجة لذلك كانت بيلاروسيا الدولة الأولى في فضاء ما بعد الاتحاد السوفياتي التي تمكنت من التغلب على الدمار الاقتصادي.
لوكاشينكو انضم إلى الحزب الشيوعي السوفياتي في عام 1979 (رويترز)وفي الانتخابات التالية عام 2006، انتخب لوكاشينكو لولاية ثالثة بعد أن حصل على دعم 83% من الناخبين. وعلى مدى السنوات الخمس ركز على التنمية الاقتصادية التي تهدف إلى تحسين نوعية حياة الناس ومحاربة البيروقراطية، ما أسهم في تشكل بيلاروسيا بالكامل كدولة متطورة من النواحي الاجتماعية.
ومع تراجع بسيط في نسبة المؤيدين حقق لوكاشينكو انتصارًا مقنعًا في انتخابات عام 2010 بنسبة 79.6% من الأصوات.
خلال هذه الفترة أدى التحديث واستخدام المعدات التقنية على نطاق واسع إلى التغلب على عواقب الأزمات الاقتصادية العالمية، تلاها إطلاق مشاريع التكامل الأوراسي، والدخول بشكل قوي على خط الأزمات الإقليمية، من بينها الإشراف على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا فيما وصف باتفاقية مينسك.
وقد أعيد انتخاب لوكاشينكو عام 2015 رئيسا للبلاد بنسبة 83.5% من أصوات الناخبين، وكان خطته للمرحلة الجديدة هي التركيز على الانتقال لتطور الاقتصاد الرقمي والطاقة النووية، وتنفيذ مشاريع استثمارية واسعة النطاق في مختلف المجالات.
وقد مكن ذلك لوكاشينكو من الفوز مجددًا بانتخابات عام 2020 بنسبة 80.1% من أصوات الناخبين، لكنه في المقابل واجه أكبر تحد سياسي؛ إذ قوبلت نتائج الانتخابات بمظاهرات حاشدة شهدتها مناطق عدة في البلاد لقيت دعمًا من البلدان الغربية، وحتى الآن لا تعترف بلدان الاتحاد الأوروبي بلوكاشينكو كرئيس شرعي.
الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو يزور موقع القيادة المركزية لقوات الدفاع الجوي في العاصمة البيلاروسية مينسك (رويترز)لم تقلح جهود لوكاشينكو منذ بداية حياته السياسية كعضو في البرلمان في تحقيق حلمه بإعادة تأسيس الاتحاد السوفياتي؛ لكنه عمل على تعويض ذلك بإقامة علاقة تحالف وثيق مع روسيا وصلت إلى حد دعمها في الحرب ضد أوكرانيا والسماح لها بنشر أسلحة نووية على أراضيها.
بموازاة ذلك توصف علاقته مع المنظومة الغربية بالرديئة جدا، بسبب دعمه لروسيا ودعمه للبرنامج النووي الإيراني.
يُطلق عليه لقب "سياسي من الشعب" و"الرئيس الأكثر شعبية" و"الأب"، وفي المقابل، يصفه معارضوه بأنه "آخر دكتاتور في أوروبا" و"آخر الزعماء السوفيات" كونه لطالما أعلن تمسكه بالخيار الاشتراكي لبناء الدولة والدعوة لتوحيد الجمهوريات السوفياتية السابقة ولو في شكل جديد.
يقول لوكاشينكو إن سيرته منذ السنوات الأولى لم تكن سهلة، لكن الصعوبات التي كان من الضروري التغلب عليها باستمرار هي التي جعلت منه شخصية فولاذية -حسب تعبيره- وصقلت فيه صفات قيادية ساعدته في التربع على سدة الرئاسة منذ عام 1994 وحتى الآن.
لعب دور "عراب" التسوية بين الكرملين وقوات "فاغنر" بعد تمرد الأخيرة في يونيو/حزيران الماضي، وأسهم ذلك في دعم شعبيته داخل روسيا وبيلاروسيا على حد سواء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ألکسندر لوکاشینکو فی عام رئیس ا
إقرأ أيضاً:
رئيس الإمارات ونظيره الإندونيسي يبحثان علاقات البلدين وشراكتهما الاقتصادية الشاملة
بحث رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس إندونيسيا برابوو سوبيانتو، اليوم السبت، العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين خاصة في المجالات التنموية وفرص تطويرها في إطار شراكتهما الاقتصادية الشاملة بما يسهم في تحقيق مصالحهما المشتركة ورؤاهما تجاه مستقبل أكثر تنمية وازدهاراً لشعبيهما.
شيخ الأزهر يتلقى برقيات عزاء من رئيس الإمارات ونائبيه رئيس الإمارات ينيب وفداً رسمياً لتقديم العزاء في وفاة شقيقة شيخ الأزهرواستعرض الرئيسان - خلال جلسة المباحثات التي عقدت في قصر (الوطن) بأبوظبي، وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية (وام) ـ مسارات التعاون والعمل المشترك خاصة في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والطاقة المتجددة والبنية التحتية، إضافة إلى الأمن الغذائي والعمل المناخي والتعليم والصحة وغيرها من المجالات التي تعزز التنمية المشتركة.. مشيرين إلى أن للعلاقات بين دولة الإمارات وإندونيسيا عمق ثقافي كبير يسهم في تعزيز جانبها الشعبي.
كما بحث الجانبان عددا من القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، مؤكدين في هذا السياق دعم دولة الإمارات وإندونيسيا العمل الدولي متعدد الأطراف لمواجهة التحديات العالمية وتحقيق التنمية والازدهار للجميع، مشددين على نهجهما الداعي إلى السلام والاستقرار وحل المشكلات والأزمات المختلفة من خلال الطرق السلمية على المستويين الإقليمي والدولي.
وشهد الرئيسان، إعلان عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الإمارات وإندونيسيا؛ بهدف توسيع مجالات التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص في البلدين في ظل العلاقات الاستراتيجية التي تجمعهما، وذلك في إطار زيارة دولة يقوم بها الرئيس الإندونيسي إلى الإمارات.
وشملت الاتفاقيات والمذكرات التي أعلنها الجانبان مجالات التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والصحة، والثقافة والسياحة، والتعدين، والبنية التحتية، والتطوير والتحديث الحكومي، بجانب الاستثمارات والشحن الدولي وغيرها من المجالات.