ثمّنت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية، الدور الفاعل الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة، في خدمة القضايا التي تهم المنطقة والعالم، مؤكدة إن هذا الأمر ليس جديداً على الإمارات وقيادتها الحكيمة، فهي تواصل بكل ثقة نهضة تنموية شاملة، تضمنت تبنّي العديد من السياسات الفعالة التي ساعدتها على تحقيق طفرة علمية ومجتمعية في مجال البيئة والطاقة المتجددة، وتحرص في الوقت ذاته على التفاعل مع القضايا الاقتصادية والتنموية ،الإقليمية والعالمية، والقيام بدورها تجاهها.

وقالت إن استضافة الإمارات لمؤتمر «COP28» تأتي تأكيداً لهذا الدور، لافتة إلى أن هذه الاستضافة، واستضافة مصر لمؤتمر العام الماضي، تعد مؤشراً على فعالية وحيوية دور المنطقة العربية في الحوار السياسي للمجتمع الدولي، وتأكيداً لأهمية المنطقة في توجيه الجهود العالمية لمعالجة القضايا والتحديات التنموية الرئيسية، وفي مقدمتها قضية تغيّر المناخ.

وأضافت: «لا شك في أن الإمارات ستقوم بالبناء على مخرجات مؤتمر «COP27» في شرم الشيخ، الذي نجحت مصر من خلاله في إحراز تقدم في تفعيل الحوار العالمي حول قضايا المناخ، بتجميع 197 دولة، إضافة لتأكيد التكتلات العالمية على متطلبات العمل المناخي، والتوصّل لتوافق عالمي حول إنشاء صندوق للتعويض عن الخسائر والأضرار الناجمة عن تداعيات تغيّر المناخ».

وقالت إن المُتتبع للآثار البيئية لظاهرة التغيّر المناخي على مستوى العالم، سيلاحظ أن الظواهر المناخية المتطرفة، كموجات الحَرّ الشديدة وموجات الجفاف القاسية والممتدة والفيضانات المدمرة، وغيرها، لم تعد استثناء، ولا تحدث على فترات ممتدة كما كان معهوداً في السابق، بل أصبحت تحدث على فترات زمنية قصيرة، وبصورة دورية أسرع، وعلى نطاق أكثر اتساعاً، يشمل مجموعة من الدول، أو إقليماً جغرافياً بأكمله.

وشددت على أن تداعيات ظاهرة التغيّر المناخي لم تعد محدودة، أو قاصرة على الأثر البيئي المباشر، بل إن تأثيرها يتعدّى ذلك لتترتب عليه تداعيات اقتصادية واجتماعية ملموسة، وأشارت إلى أن المنطقة العربية تقع في القلب من التحديات البيئية، خصوصاً أن لديها تاريخاً ممتداً في التعامل مع المناخ القاسي، وأن الوضع ازداد صعوبة مع تزامن هذه التحديات والتطورات المجتمعية الحديثة، مثل النمو السكاني والحضري السريع، والاضطرابات السياسية.

وأعربت عن ثقتها التامة بأن دولة الإمارات ستلعب الدور المحوري المطلوب لمواصلة الحوار التشاوري بين أطراف المجتمع الدولي، للوصول إلى توصيات تسهم في معالجة القضايا البيئية، خصوصاً وأن مؤتمر دبي يكتسب أهمية خاصة لكونه سيشهد أول تقييم للحصيلة العالمية للتقدّم في تحقيق أهداف اتفاق باريس، ورفع سقف الطموح لتحقيق تقدم فعلي في مختلف المسارات.

ولفتت إلى أن هناك تطلّع لأن تستكمل القمة التي تستضيفها الإمارات التقدم المحرَز في مجال التكيّف الذي كان أقل بكثير مما هو مطلوب لمعالجة التأثيرات المتسارعة؛ إذ لم تحقق البلدان المتقدمة تقدماً كبيراً نحو الوفاء بالالتزام الذي تعهدت به كجزء من ميثاق «غلاسكو» للمناخ لمضاعفة تمويل التكيّف من مستويات عام 2019 بحلول عام 2025.

وأضافت: «نتطلع كذلك لأن تستكمل القمة في دبي جهود تحقيق إصلاحات فعّالة في التمويل المناخي، والتي احتلت الصدارة في المفاوضات في آخر دورتين، خصوصاً مع استمرار مخاوف الجدية بشأن عدم وفاء البلدان المتقدمة بالتزاماتها بتوفير 100 مليار دولار سنوياً، حتى مع تزايد وضوح الحاجة إلى التمويل».

وقالت الوزيرة المصرية: «سيواصل مؤتمر المناخ لبناء على ما تحقق، مع وضع آليات تنفيذية بآجال زمنية محددة وملزمة، ومنها صندوق الخسائر والمخاطر، وإطلاق خطة عالمية لإنشاء نظام للإنذار المُبكّر، وما تتطلبه من تمويلات، تبلغ نحو 3.1 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة لضمان التنفيذ الفعّال» (وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات كوب 28 الاستدامة ر المناخ

إقرأ أيضاً:

هل تهدد رسوم ترامب الجمركية جهود مكافحة التغير المناخي؟

مع تصاعد إجراءات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية شاملة على الواردات، تتشكل ملامح نظام اقتصادي عالمي جديد، قد لا يقتصر أثره على التبادل التجاري فحسب، بل يمتد ليهدد جهود مكافحة تغير المناخ، ويعطل التحول نحو الطاقة المتجددة.

وأعلن ترامب، الأربعاء الماضي، فرضَ رسوم لا تقل عن 10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، تشمل 34% على السلع القادمة من الصين و20% على واردات الاتحاد الأوروبي، بينما تلوح في الأفق تعريفات إضافية بنسبة 25% على واردات من كندا والمكسيك، وهو ما يعد توسعا غير مسبوق في السياسات الحمائية الأميركية.

وأثارت هذه الخطوة مخاوف واسعة من تباطؤ اقتصادي عالمي، قد يبدو إيجابيا للمناخ، نظرا لارتباط انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بالنمو الاقتصادي، غير أن التجارب السابقة تشير إلى أن مثل ذلك، إذا ما حدث، فسيكون مؤقتا فحسب.

فعلى المدى الطويل، تمثل ما تُعرف بـ"الحروب التجارية" نذير شؤم للجهود العالمية الرامية إلى خفض الانبعاثات.

كما من المرجح، أن تؤدي إلى زيادة إنتاج السلع كثيفة الاستهلاك للطاقة في الولايات المتحدة، وتقليص الاستثمار الدولي في مشاريع الطاقة المتجددة.

تأثير على الانبعاثات

تقوم خطة ترامب التجارية على استعادة التصنيع المحلي، مبررا، أن ذلك سيُعيد الوظائف ويُنشّط الاقتصاد الأميركي.

إعلان

لكن هذه العودة للإنتاج المحلي قد تكون أكثر تكلفة بيئيا، إذ إن أحد المبادئ الأساسية للتجارة العالمية هو تركيز الدول على تصنيع ما تمتلك فيه ميزة تنافسية، وهو ما يضمن في كثير من الأحيان كفاءة أعلى واستهلاكا أقل للطاقة.

أما إصرار الولايات المتحدة على تصنيع ما كانت تستورده سابقا، فقد يؤدي إلى إنتاج سلع بكثافة كربونية أعلى، مما يقوض الجهود العالمية لخفض الانبعاثات.

تهديد للطاقة المتجددة

ويحذر مختصون من أن الرسوم الجمركية الأميركية، قد تضرب مباشرة قطاعات الطاقة المتجددة، فمثلا تعتمد صناعة الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة على الألواح الصينية.

وأفاد مسؤولون تنفيذيون في قطاع الطاقة الأميركي، أن الرسوم تؤدي إلى نقص في المكونات الكهربائية الحيوية، مثل المحولات وقواطع الدوائر، وهو ما يعوق ربط محطات الطاقة الجديدة بالشبكة الكهربائية، ويؤخر توسيع مراكز البيانات التي تعتمد على الكهرباء النظيفة.

ومن المرجح، أن تُحوّل الحكومات والشركات أولوياتها من الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة طويلة الأجل إلى معالجة الأزمات الاقتصادية الآنية التي ستنشأ من الرسوم الجمركية الأميركية.

إذ يعد الإنفاق على الطاقة المتجددة، في كثير من الحالات، استثمارا طويل الأجل قد لا يحقق عائدا اقتصاديا فوريا، في وقت تُنشئ الرسوم الجمركية الأميركية ضرورة سياسية جديدة وسط مخاوف من أن تسبب ركودا اقتصاديا عالميا وترفع تكاليف المعيشة.

وبذلك يتكرر ما حدث خلال جائحة كوفيد-19، حين أدى ارتفاع أسعار الفائدة وعدم اليقين الاقتصادي إلى تراجع البنوك عن تمويل مشاريع الطاقة النظيفة، وتردد الشركات الصغيرة والمتوسطة في الاستثمار في تقنيات مثل المضخات الحرارية والألواح الشمسية.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة قناة السويس: القضايا البيئية ضمن أولوياتنا وتشكل مسؤولية وطنية
  • وزير الخارجية الإسرائيلي يزور الإمارات
  • محمد بن زايد: الإمارات ماضية في تعزيز نهجها الذي يضع الصحة في قمة الأولويات التنموية
  • رئيس الدولة: الإمارات ماضية في تعزيز نهجها الذي يضع الصحة في قمة الأولويات التنموية
  • تفاصيل اجتماع وزير خارجية الإمارات مع نظيره الإسرائيلي
  • عبدالله بن زايد يستقبل وزير الخارجية الإسرائيلي
  • ما جدوى التحشيد الكبير الذي تقوم به واشنطن لقواعدها العسكرية في المنطقة ..!
  • هل تهدد رسوم ترامب الجمركية جهود مكافحة التغير المناخي؟
  • استمرار متابعة التزام المنطقة الصناعية بجمصة بالمعايير والاشتراطات البيئية
  • الخطة الوطنية للتكيف.. البيئة: نستهدف رفع الوعي.. خبراء: خارطة طريق للعمل المناخي تحدد أولويات المشروعات والتركيز على قطاعات الأمن الغذائي والمياه والطاقة