DW عربية:
2025-04-07@00:34:03 GMT

قمة الأمم المتحدة للاستدامة.. هل تعطي دفعا لتنفيذ خططها الطموحة؟

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

‍‍‍‍‍‍

جائحة كورونا ومن بعدها حرب أوكرانيا عرقلت تطبيه خطة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة

خطة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة وأهدافها الـ 17 معقدة وليست بديهة أو سهلة الفهم. لذلك يصعب وصولها وانتشارها بين الرأي العام. وقد أكد المستشار الألماني أولاف شولتس الذي يشارك في قمة الأمم المتحدة للاستدامة، على مدى أهمية خطة 2030 بالنسبة للحكومة الألمانية أيضا.

مختارات نصف قرن على عضوية الأمم المتحدة: ألمانيا تسعى لحق "الفيتو" حلول جذرية لمعضلة الفوارق الاجتماعية في العالم إفريقيا ممكن تلعب دور "البطل" في مواجهة التغيير المناخي العراق على صفيح "الغليان العالمي".. هل من استراتيجية للمواجهة؟ تحذير أممي من وفيات متصاعدة بسبب انتهاء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية

أهداف التنمية المستدامة الـ 17 طموحة: ويتعلق الأمر في الخطة التي أعلنتها الأمم المتحدة عام 2015، بفهم عالمي جديد للرخاء، بحيث لا يكون دخل الفرد فقط هو الحاسم، وإنما أكثر من ذلك أن تكون التنمية الاقتصادية متوافقة مع حماية البيئة مستقبلا.

لذلك تم ربط تحقيق أهداف خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة مع اتفاقية باريس للمناخ. وينبغي دعم وتشجيع اقتصادات العالم لخلق بيئات معيشية مستدامة وخفض الانبعاثات. وتتناول أهداف التنمية المستدامة الأبعاد الثلاثة للتنمية: الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. ولذلك فمن بين أهداف هذه التنمية مكافحة الفقر والجوع في العالم وإتاحة فرص التعليم والتأهيل وتوفير طاقة نظيفة بتكلفة معقولة ومكافحة عدم المساواة الاجتماعية، وغير ذلك من الأهداف.

الأمم المتحدة تسعى لإنقاذ أهداف التنمية المستدامة

التراجع بسبب كورونا وحرب أوكرانيا

"في البداية تم تحقيق تقدم جيد، لكن جائحة كورونا وحرب أوكرانيا أعادتنا إلى الوراء"، تقول بيربل كوفلر، سكرتيرة وزارة التنمية الألمانية للشؤون البرلمانية. فقد تراجع عدد الذين كانوا يعيشون في فقر مدقع حول العالم عام 1991 من نحو مليارين إلى حوالي 650 ألف شخص في عام 2019، لكن في ظل الجائحة ازداد عدد هؤلاء. كما أنّ التضخم وارتفاع الأسعار على وقع حرب أوكرانيا، يزيدان الهوة عمقا بين الفقراء والأغنياء في العالم.

كذلك الأمر بالنسبة لوقف تصدير الحبوب عبر البحر الأسو، فهو يشكل خطرا على الأمن الغذائي في كثير من دول العالم. والإغلاق الطويل للمدارس خلال جائحة كورونا زاد من حدة عدم تكافؤ فرص التعليم والتأهيل حول العالم.

لذلك ترى كوفلر، أن المبادرة تحتاج إلى زخم جديد الآن، وتقول "خلال زياراتي إلى القارة الأفريقية وآسيا وجنوب شرق آسيا، تعتبر الأسعار المرتفعة للحبوب والأسمدة موضوعا مهما. طبعا يتعلق ارتفاع الأسعار هذا بتغير المناخ أيضا، ولكن بحرب أوكرانيا بالدرجة الأولى وأسعار الطاقة بشكل عام". وكل هذه العوامل أبطأت وتيرة تحقيق أهداف خطة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.

دعم جديد لعالم أفضل؟

"يجب أن نفي بالتزاماتنا، وندعم الناس والمجتمعات والأمم الأكثر ضعفا حول العالم. وقيام اقتصاد عالمي يستفيد منه الجميع يتطلب تحركا جريئا"، يقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي سيرتبط باسمه نجاح أو فشل الخطة. وبالنسبة لكثيرين فإن قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة تعتبر حاسمة لإرث غوتيريش، كأمين عام للمنظمة الدولية. ويأمل هؤلاء أن يتمكن غوتيريش من خلال خبرته وحنكته الدبلوماسية، من دفع جهود تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة 2030 إلى الأمام.

دعم ألمانيا لغوتيريش في هذا المجال مضمون، حيث يشارك المستشار أولاف شولتس شخصيا في اجتماعات الهيئة العام للأمم المتحدة، وصرح لـ DW قائلا "إن خطة 2030 مع أهداف الاستدامة الـ 17 هي حجر أساس للتعاون المتعدد الأطراف وبوصلة مهمة لتحركنا الدولي".

يشارك المستشار الألماني أولاف شولتس في قمة الأمم المتحدة تأكيدا على التزام ألمانيا بخطة 2030 للتنمية المستدامة

البنك الدولي رائداللاستثمارات المستدامة؟

"التمويل المستدام" هو الشعار الذي يريد أن يبرزه المستشار شولتس، بقوله "ستبذل ألمانيا جهودها خلال قمة أهداف التنمية المستدامة من أجل تحديد المسار اللازم لتسريع التنفيذ. على سبيل المثال من خلال الإصلاحات في مجال الهياكل المالية العالمية. التدفقات المالية العامة والخاصة ينبغي أن تكون أكثر توافقا مع أهداف الاستدامة، من أجل إيجاد النطاق المالي للتحول الاجتماعي- البيئي".

وهذه هي الخطة: إذا أرادت الشركات مستقبلا الحصول على الدعم المالي أو القروض أو الاستثمارات، يجب أن تقدم معلومات واضحة وقابلة للمقارنة فيما يتعلق بمدى استدامة عملها. فهكذا يمكن توجيه الاستثمارات نحو الأنشطة المستدامة بيئيا واجتماعيا، أو في دعم الحد من عدم المساواة.

وتقول كوفلر "هذا أحد أكثر الأهداف التي تمت الاستهانة بها في خطة الأمم المتحدة" وتضيف بأن "هذا مهم جدا لأنه مرتبط بالكثير من القضايا الأخرى، بدءا من الوصول إلى التعليم مرورا بالصحة إلى قضية المساواة، وصولا إلى السؤال: من يمكنه الوصول إلى الموارد والطاقة؟".

وتطالب كوفلر تحديدا بإصلاح البنك الدولي، الذي يجب أن يصبح رائدا لهذا التحول العالمي في القطاع المالي، إذ يجب أن يستثمر أكثر في المشاريع المستدامة، ومن أجل ذلك يحتاج البنك إلى تعريف جديد لمهامه وتمويل ونماذج عمل جديدين.

العديد من الدول الفقيرة ترى أن خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وأهدافها الـ 17 هي مجرد إعلان نوايا غير ملزمة

شك من قبل نصف العالم الجنوبي!

وفيماتشارك ألمانيا في قمة الأمم المتحدة بالتزام واضح بأهداف الاستدامة، فإن العديد من دول جنوب الكرة الأرضية أكثر تحفظا. إذ ترى تلك البلدان أن الأهداف لا تذهب بعيدا بما يكفي بالنسبة إليها، وتقول منتقدة: إن الأهداف هي مجرد إعلان نوايا ليس لها تأثير ملزم، وبالتالي فإنها لا تثق كثيرا في إمكانية المثابرة على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.

وهذه الدول منزعجة من عدم التزام الدول الصناعية بوعودها بشكل متكرر في الماضي، مثل الوعود المالية بمساعدة الدول الفقيرة على التأقلم مع تغير المناخ. وهناك قلق كبير بألا توجد إجابات حقيقية على كيفية تحقيق الأهداف النبيلة في ظل الوضع الجيوسياسي الراهن.

ولم ينجح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تبديد قلق تلك الدول، لذلك هناك توقعات وآمال كبيرة معقودة على هذه القمة. وحتى عام 2030 لا تزال هناك 7 سنوات، وهي مدة قصيرة نسبيا نظرا للتحديات الهائلة التي تواجهنا اليوم.

إينس بول/ توماس لاتشان/ ع.ج

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أهداف التنمیة المستدامة للتنمیة المستدامة خطة الأمم المتحدة قمة الأمم المتحدة یجب أن

إقرأ أيضاً:

الإهمال يطارد مدينة سلا.. هل قدم مجلس المدينة استقالته ؟

زنقة 20 ا سلا

في وقت تتجه فيه أنظار العالم نحو المغرب كأحد البلدان الثلاثة المنظمة لكأس العالم 2030، تبدو مدينة سلا وكأنها خارج سياق الاستعدادات، حيث ما زالت مشاريع تنموية حيوية تعاني من التأخر والتعثر، في ظل غياب واضح للتنسيق بين المتدخلين المحليين خاصة الغياب الشبه الكلي للمجلس الجماعي الذي يقوده الإستقلالي عمر السنتيسي.

جماعة سلا، ووكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، ومجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة، كلها مؤسسات يفترض أن تعمل بتناغم من أجل تهيئة المدينة، لكن الواقع يعكس تداخل الاختصاصات وضعف الفعالية في التنفيذ.

كورنيش سلا.. حلم معطل

من أبرز المشاريع المتعثرة التي تعاني المدينة من غيابها، كورنيش ساحل سلا. هذا المشروع الذي طال انتظاره كان سيحوّل الواجهة البحرية إلى فضاء ترفيهي وسياحي، إلا أن الأشغال لم تنطلق فعليًا رغم مرور سنوات على الإعلان عنه.

وما يزيد من خطورة الوضع، هو الانهيار الصخري الذي يهدد أحد المقاطع الساحلية، ما يشكل خطرًا يوميًا على المواطنين ومرتادي المكان، دون أي تدخل فعلي من الجهات المختصة.

البنية التحتية.. واقع هش

الزائر لمدينة سلا يلاحظ بوضوح تردي البنية التحتية، بدءًا من مداخل ووسط المدينة التي تفتقر إلى ممرات تحت أرضية تسهّل حركة السير، وصولاً إلى الشوارع الرئيسية التي تعاني من ضعف في الإنارة العمومية، خصوصًا ليلًا، ما يطرح تحديات أمنية يومية.

أما بعض الطرقات فتعج بالحفر والمطبات التي تهدد سلامة مستعملي الطريق، وتُصعّب التنقل داخل المدينة، خاصة في فترات الذروة أو عند تساقط الأمطار.

مونديال 2030.. فرصة قد تضيع

تُعد استضافة المغرب لكأس العالم 2030 فرصة ذهبية لإعادة هيكلة المدن المغربية وتقديمها كوجهات استثمار وسياحة عالمية، إلا أن وضع سلا الحالي لا يعكس هذا الطموح، بل يُنذر بتضييع هذه الفرصة إذا لم يتم التسريع بتنزيل المشاريع المتأخرة ومحاسبة المتسببين في تعطيلها.

هل تتدارك الجهات المسؤولة الموقف؟

مع تبقي خمس سنوات فقط على موعد الحدث العالمي، لا يزال الأمل معقودًا على أن تتحرك السلطات المعنية، وتخرج المدينة من حالة الجمود التنموي، ليتم وضع سلا على سكة التأهيل الحقيقي.

فهل تستجيب الجهات المسؤولة لنبض المدينة وسكانها؟ أم سيظل التأخر عنوانًا دائمًا لمدينة تستحق أكثر من مجرد الانتظار؟.

مقالات مشابهة

  • إعادة هيكلة الهيئات والمنظمات الدولية
  • الإهمال يطارد مدينة سلا.. هل قدم مجلس المدينة استقالته ؟
  • وزارة التنمية المحلية تدعو المواطنين لاستكشاف أطلس المدن المستدامة عبر الموقع التفاعلي
  • حيدر الغراوي: صناديق الاستثمار بوابة لتحقيق التنمية المستدامة
  • الأمم المتحدة تناشد العالم تقديم المساعدات .. والاستجابة الأمريكية تتضائل
  • تجارة بنها تنظم مؤتمرها العلمي الثاني الرقمنة والتنمية المستدامة الخميس
  • الأمم المتحدة: 20 مليون شخص تأثروا بتداعيات زلزال ميانمار
  • قطاع التعدين .. ركيزة أساسية لتعزيز الاقتصاد المحلي ودعم التنمية المستدامة
  • تجارة بنها تنظم مؤتمر "الرقمنة والتنمية المستدامة في ضوء رؤية مصر 2030"
  • الرقمنة والتنمية المستدامة في ضوء رؤية مصر 2030 مؤتمر علمي بتجارة بنها