قمة الأمم المتحدة للاستدامة.. هل تعطي دفعا لتنفيذ خططها الطموحة؟
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
جائحة كورونا ومن بعدها حرب أوكرانيا عرقلت تطبيه خطة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة
خطة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة وأهدافها الـ 17 معقدة وليست بديهة أو سهلة الفهم. لذلك يصعب وصولها وانتشارها بين الرأي العام. وقد أكد المستشار الألماني أولاف شولتس الذي يشارك في قمة الأمم المتحدة للاستدامة، على مدى أهمية خطة 2030 بالنسبة للحكومة الألمانية أيضا.
أهداف التنمية المستدامة الـ 17 طموحة: ويتعلق الأمر في الخطة التي أعلنتها الأمم المتحدة عام 2015، بفهم عالمي جديد للرخاء، بحيث لا يكون دخل الفرد فقط هو الحاسم، وإنما أكثر من ذلك أن تكون التنمية الاقتصادية متوافقة مع حماية البيئة مستقبلا.
لذلك تم ربط تحقيق أهداف خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة مع اتفاقية باريس للمناخ. وينبغي دعم وتشجيع اقتصادات العالم لخلق بيئات معيشية مستدامة وخفض الانبعاثات. وتتناول أهداف التنمية المستدامة الأبعاد الثلاثة للتنمية: الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. ولذلك فمن بين أهداف هذه التنمية مكافحة الفقر والجوع في العالم وإتاحة فرص التعليم والتأهيل وتوفير طاقة نظيفة بتكلفة معقولة ومكافحة عدم المساواة الاجتماعية، وغير ذلك من الأهداف.
الأمم المتحدة تسعى لإنقاذ أهداف التنمية المستدامةالتراجع بسبب كورونا وحرب أوكرانيا
"في البداية تم تحقيق تقدم جيد، لكن جائحة كورونا وحرب أوكرانيا أعادتنا إلى الوراء"، تقول بيربل كوفلر، سكرتيرة وزارة التنمية الألمانية للشؤون البرلمانية. فقد تراجع عدد الذين كانوا يعيشون في فقر مدقع حول العالم عام 1991 من نحو مليارين إلى حوالي 650 ألف شخص في عام 2019، لكن في ظل الجائحة ازداد عدد هؤلاء. كما أنّ التضخم وارتفاع الأسعار على وقع حرب أوكرانيا، يزيدان الهوة عمقا بين الفقراء والأغنياء في العالم.
كذلك الأمر بالنسبة لوقف تصدير الحبوب عبر البحر الأسو، فهو يشكل خطرا على الأمن الغذائي في كثير من دول العالم. والإغلاق الطويل للمدارس خلال جائحة كورونا زاد من حدة عدم تكافؤ فرص التعليم والتأهيل حول العالم.
لذلك ترى كوفلر، أن المبادرة تحتاج إلى زخم جديد الآن، وتقول "خلال زياراتي إلى القارة الأفريقية وآسيا وجنوب شرق آسيا، تعتبر الأسعار المرتفعة للحبوب والأسمدة موضوعا مهما. طبعا يتعلق ارتفاع الأسعار هذا بتغير المناخ أيضا، ولكن بحرب أوكرانيا بالدرجة الأولى وأسعار الطاقة بشكل عام". وكل هذه العوامل أبطأت وتيرة تحقيق أهداف خطة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.
دعم جديد لعالم أفضل؟
"يجب أن نفي بالتزاماتنا، وندعم الناس والمجتمعات والأمم الأكثر ضعفا حول العالم. وقيام اقتصاد عالمي يستفيد منه الجميع يتطلب تحركا جريئا"، يقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي سيرتبط باسمه نجاح أو فشل الخطة. وبالنسبة لكثيرين فإن قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة تعتبر حاسمة لإرث غوتيريش، كأمين عام للمنظمة الدولية. ويأمل هؤلاء أن يتمكن غوتيريش من خلال خبرته وحنكته الدبلوماسية، من دفع جهود تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة 2030 إلى الأمام.
دعم ألمانيا لغوتيريش في هذا المجال مضمون، حيث يشارك المستشار أولاف شولتس شخصيا في اجتماعات الهيئة العام للأمم المتحدة، وصرح لـ DW قائلا "إن خطة 2030 مع أهداف الاستدامة الـ 17 هي حجر أساس للتعاون المتعدد الأطراف وبوصلة مهمة لتحركنا الدولي".
يشارك المستشار الألماني أولاف شولتس في قمة الأمم المتحدة تأكيدا على التزام ألمانيا بخطة 2030 للتنمية المستدامة
البنك الدولي رائداللاستثمارات المستدامة؟
"التمويل المستدام" هو الشعار الذي يريد أن يبرزه المستشار شولتس، بقوله "ستبذل ألمانيا جهودها خلال قمة أهداف التنمية المستدامة من أجل تحديد المسار اللازم لتسريع التنفيذ. على سبيل المثال من خلال الإصلاحات في مجال الهياكل المالية العالمية. التدفقات المالية العامة والخاصة ينبغي أن تكون أكثر توافقا مع أهداف الاستدامة، من أجل إيجاد النطاق المالي للتحول الاجتماعي- البيئي".
وهذه هي الخطة: إذا أرادت الشركات مستقبلا الحصول على الدعم المالي أو القروض أو الاستثمارات، يجب أن تقدم معلومات واضحة وقابلة للمقارنة فيما يتعلق بمدى استدامة عملها. فهكذا يمكن توجيه الاستثمارات نحو الأنشطة المستدامة بيئيا واجتماعيا، أو في دعم الحد من عدم المساواة.
وتقول كوفلر "هذا أحد أكثر الأهداف التي تمت الاستهانة بها في خطة الأمم المتحدة" وتضيف بأن "هذا مهم جدا لأنه مرتبط بالكثير من القضايا الأخرى، بدءا من الوصول إلى التعليم مرورا بالصحة إلى قضية المساواة، وصولا إلى السؤال: من يمكنه الوصول إلى الموارد والطاقة؟".
وتطالب كوفلر تحديدا بإصلاح البنك الدولي، الذي يجب أن يصبح رائدا لهذا التحول العالمي في القطاع المالي، إذ يجب أن يستثمر أكثر في المشاريع المستدامة، ومن أجل ذلك يحتاج البنك إلى تعريف جديد لمهامه وتمويل ونماذج عمل جديدين.
العديد من الدول الفقيرة ترى أن خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وأهدافها الـ 17 هي مجرد إعلان نوايا غير ملزمة
شك من قبل نصف العالم الجنوبي!
وفيماتشارك ألمانيا في قمة الأمم المتحدة بالتزام واضح بأهداف الاستدامة، فإن العديد من دول جنوب الكرة الأرضية أكثر تحفظا. إذ ترى تلك البلدان أن الأهداف لا تذهب بعيدا بما يكفي بالنسبة إليها، وتقول منتقدة: إن الأهداف هي مجرد إعلان نوايا ليس لها تأثير ملزم، وبالتالي فإنها لا تثق كثيرا في إمكانية المثابرة على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
وهذه الدول منزعجة من عدم التزام الدول الصناعية بوعودها بشكل متكرر في الماضي، مثل الوعود المالية بمساعدة الدول الفقيرة على التأقلم مع تغير المناخ. وهناك قلق كبير بألا توجد إجابات حقيقية على كيفية تحقيق الأهداف النبيلة في ظل الوضع الجيوسياسي الراهن.
ولم ينجح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تبديد قلق تلك الدول، لذلك هناك توقعات وآمال كبيرة معقودة على هذه القمة. وحتى عام 2030 لا تزال هناك 7 سنوات، وهي مدة قصيرة نسبيا نظرا للتحديات الهائلة التي تواجهنا اليوم.
إينس بول/ توماس لاتشان/ ع.ج
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أهداف التنمیة المستدامة للتنمیة المستدامة خطة الأمم المتحدة قمة الأمم المتحدة یجب أن
إقرأ أيضاً:
مدبولي: الطاقة النووية واستخداماتها السلمية تلعب دورًا محوريًّا في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد اليوم الثلاثاء، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الاحتفالية التي أقامتها هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، في العاصمة الإدارية الجديدة؛ بمناسبة العيد السنوي الرابع ليوم الطاقة النووية، وذلك نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وحضر الحفل كل من المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، ومحمد جبران، وزير العمل، والمهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتور أمجد الوكيل، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، والدكتور حامد ميره، رئيس هيئة المواد النووية، وعدد من وزراء الكهرباء السابقين، ومن الجانب الروسي "أليكسي جوكوف"، النائب الأول لرئيس شركة "أتوم ستروي إكسبورت" الروسية.
وشهد الحفل عرض فيلم تسجيليّ حول جهود هيئة المحطات النووية لتوليد الكهربـاء في مجال الطاقة النووية، ولا سيما فيما يخص مشروع محطة الضبعة النووية مع الجانب الروسي، وعقب ذلك تم عرض وقائع حية لتركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الرابعة، الذي تم في وقت سابق اليوم، والتي يكتمل بها تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدات الأربع بمحطة الضبعة النووية، كأولى المعدات النووية طويلة الأجل تركيباً بوحدات المحطة.
وخلال فعاليات الحفل، ألقى رئيس مجلس الوزراء كلمة، استهلها بنقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتقدير سيادته للجهود المبذولة في سبيل إنجاز وتنفيذ البرنامج النووي المصري.
وعبر الدكتور مصطفى مدبولي عن سعادته للمشاركة نيابة عن الرئيس في فعالية العيد السنوي الرابع للطاقة النووية، موجها خالص الشكر والتقدير إلى رئيس الجمهورية، رئيس المجلس الأعلى للاستخدامات السلمية للطاقة النووية، على رعايته الكريمة للعيد السنوي الرابع للطاقة النووية، وعلى متابعته الحثيثة والدعم اللامحدود الذي يوليه لمشروع محطة الضبعة النووية.
كما توجه رئيس الوزراء بالشكر والتقدير للمهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، على ما يوليه من اهتمام للطاقة النووية واستخداماتها السلمية ولجميع العاملين بها.
وفي الوقت نفسه، رحب الدكتور مصطفى مدبولي بالحضور، كما تقدم بخالص التهنئة بصفة خاصة لجميع العاملين بالقطاع النووي بالدولة المصرية والقائمين عليه ولجموع الشعب المصري العظيم بصفة عامة.
وقال رئيس مجلس الوزراء: إن "رؤية مصر 2030" تستند على مبادئ "التنمية المستدامة الشاملة" التي تعكس أبعادها الثلاثة المتمثلة في البعد الاقتصادي، والبعد الاجتماعي، والبعد البيئي، مشيرا إلى أن الطاقة تعد الركيزة الأساسية لتحقيق رؤية مصر 2030 وإحداث التنمية الشاملة في مختلف المجتمعات، كما تعد شريان التنمية في مختلف مجالات الحياة؛ الاقتصادية، والاجتماعية، فضلاً عن كونها من أهم ركائز الأمن القومي المصري؛ حيث ترتبط خطط التنمية في جميع المجالات بقدرة الدولة على توفير موارد الطاقة اللازمة لتنفيذ تلك الخطط.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: لعل أزمة الطاقة التي يشهدها العالم حاليًا تؤكد صحة رؤية مصر واستراتيجيتها بشأن الطاقة وتنويع مصادرها، وأن مؤسساتها وبتوجيهات من القيادة السياسية الحكيمة لديها القدرة على استقراء مستقبل الطاقة في العالم، بما يعزز مكانتها عالمياً ونفوذها الإقليمي والدولي، حيث تُعطي رؤية مصر ٢٠٣٠ أهمية لمواجهة الآثار المترتبة على التغيرات المناخية، من خلال وجود نظام بيئي متكامل ومستدام يعزز المرونة والقدرة على مواجهة المخاطر الطبيعية.
وأوضح رئيس الوزراء أن "رؤية مصر ٢٠٣٠" تسعى أيضا إلى الحفاظ على التنمية والبيئة معاً، من خلال الاستخدام الرشيد للموارد بما يحفظ حقوق الأجيال القادمة في مستقبل أكثر أمناً وكفاية، ويتحقق ذلك بمواجهة الآثار المترتبة على التغيرات المناخية وتعزيز قدرة الأنظمة البيئية على التكيف، والقدرة على مواجهة المخاطر والكوارث الطبيعية، وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، وتبني أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة.
وقال رئيس الوزراء: انطلاقا مما سبق، فإن الطاقة النووية واستخداماتها السلمية تلعب دوراً محورياً في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتُعتبر من أهم مكونات توفير الطاقة والمياه اللازمتين لضمان التنمية المستدامة في مصر، كما تُعد إحدى الركائز الأساسية لتحقيق الاستدامة البيئية، حيث إنها طاقة نظيفة لا ينشأ عنها أي انبعاثات كربونية وتسهم بصورة فاعلة في التغلب على ظاهرة الاحتباس الحراري والحد من ظاهرة التغير المناخي تلك المشكلة التي تؤرق العالم كله حالياً.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى ان مشروع المحطة النووية بالضبعة يقع في قلب الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة؛ بدءاً من جودة حياة المواطن المصري وانتهاءً بالوصول بالدولة المصرية للمكانة الريادية، لافتا إلى أن محطة الضبعة النووية بجانب كونها مشروعاً لتوليد الكهرباء فهي أساس لتحقيق رؤية الدولة للتنمية المستدامة وأهدافها ومختلف أبعادها.
وفي هذا الإطار، توجه رئيس الوزراء لجميع العاملين بهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء بالشكر على ما تشهده الدولة من إنجازات ملموسة يتم تحقيها يوماً بعد الآخر على مسار تنفيذ مشروع الضبعة النووي، مشيرا إلى أنه في بداية العام كانت القيادة السياسية شاهدة على تحقيق الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة وذلك بتشريف ومشاركة كل من فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والرئيس فلاديمير بوتين، رئيس دولة روسيا الاتحادية، وذلك عبر تقنية فيديو كونفرانس، كما شرفتُ بالحضور من أرض موقع المحطة النووية بالضبعة، واليوم يكتمل تركيب مصيدة المفاعل للوحدات النووية الأربع بمحطة الضبعة النووية، فكل الشكر والتقدير لجميع العاملين بهيئة المحطات النووية على عملهم الجاد والمتواصل؛ من أجل تحقيق الحلم المصري بامتلاك محطة طاقة نووية.