بوابة الوفد:
2025-03-12@13:48:49 GMT

السادات وبليغ حمدى والنقشبندى

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

السادات قائد مصر آنذاك.. رجل سياسى.. هذا لا يعنينا الآن، لكن المهم أن هذا الرجل أقصد السادات كانت له رؤية، قدرته على التذوق والفهم. كان يدرك قيمة بليغ حمدى، وقيمة فنه ومدى أثره، وكيف يمكن أن يؤثر ويبقى فى الوجدان، فى إحدى المناسبات وهو زواج ابنته 1972 وقد حضر هذا الاحتفال كوكبة من الفنانين والمبدعين، وكان الشيخ سيد النقشبندى والموسيقار بليغ حمدى والإذاعى وجدى الحكيم بين الحضور، وأثناء تحيتهم قال لوجدى الحكيم رئيس الإذاعة آنذاك: عايز أسمع النقشبندى مع بليغ.

وأمر السادات أن يتم حبس بليغ حمدى مع النقشبندى من أجل أن يخرج منهما الفذ والجميل والمرعب. كان السادات يحب ابتهالات النقشبندى، وكان على دراية بموهبة وعبقرية بليغ حمدى، إذن لماذا لا يجتمعان؟ ذهل النقشبندى واستنكر، كيف له أن يلتقى ببليغ حمدى.. هل يعقل؟ واندهش واستغرب، ورفض التعاون مع بليغ، وقال لوجدى الحكيم: ماينفعش أنشد على ألحان بليغ الراقصة. ولكن الأمر رئاسى ولا يمكن رفضه، وبعد الإلحاح ومحاولات الإقناع التى قام بها الحكيم رضخ النقشبندى رغم عدم قناعته. وذهب الحكيم مع النقشبندى إلى الاستديو، واتفقا على إشارة فيما بينهما، وكانت هى لو وجد الحكيم أن النقشبندى خلع عمامته فهذا يعنى أنه أعجب باللحن، أما إذا لم يخلعها فهذه دلالة على عدم الإعجاب، لكن بعد دقائق من دخولهما الاستوديو واستماع النقشبندى للحن بليغ إذا به يخلع العمامة والجبة والقفطان أيضا، وقال لوجدى الحكيم: يا وجدى بليغ ده جن. وكان اللحن تحفة رغم بساطته، من مقام البياتى، وذلك لمعرفة بليغ قدرات الشيخ سيد النقشبندى الصوتية الرهيبة، ولذلك استغلها بصورة رائعة ولحن مميز، ولجأ بليغ للشاعر (عبدالفتاح مصطفى)، حيث طلب منه أن يكتب له نصا دينيا مشحونا بالرضا والتسليم على الله.
قال النقشبندى فى حديث إذاعى مع وجدى الحكيم: لو مكنتش سجلتهم مكنش بقالى تاريخ بعد رحيلى، واستمر التعاون بين النقشبندى وبليغ وقدما نحو 14 عملًا. 
نذكر هذا بمناسبة حلول ذكرى رحيل عبقرى الموسيقى العربية، أو كما قال عنه عبدالحليم حافظ (أمل مصر فى الموسيقى).. بليغ حمدى حيث رحل فى 12سبتمبر 1993.
والآن الكل رحل.. ماذا بقى؟ بقى كل ما هو جميل ممتع للأجيال والتاريخ، ونعرف أن الذى يبقى متألقًا فى الأفق الإنسانى هو الفن؛ لذلك عندما نقتنع بدور الفن وأهميته، فى تلك اللحظة تصبح الحياة أفضل وأرقى. إن الإنسانية الحقيقية تكمن فى عالم الفنون.
وفى شهر رمضان ساعة الإفطار، وعندما نسمع صوت النقشبندى يقفز لنا التاريخ بكل عبقه الماضى فنتذكر ونترحم على بليغ حمدى وعلى الرئيس أنور السادات الذى جمع بينهما.
لقد كان اللقاء رائعًا وكان اللحن مبهرًا، وعندما تتلاقى الجواهر الثمينة يكون الناتج متألقًا بكل المقاييس.
 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال
أكاديمية الفنون 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السادات بليغ حمدى المناسبات الموسيقار بليغ حمدي رئيس الإذاعة بلیغ حمدى

إقرأ أيضاً:

برلماني: القيادة السياسية تواصل مسيرة البناء بروح نصر العاشر من رمضان

تستعد عائلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لإحياء ذكرى انتصارات العاشر من رمضان يوم السبت المقبل، في منزل الرئيس الراحل بقرية ميت أبو الكوم التابعة لمحافظة المنوفية، مسقط رأس بطل الحرب والسلام.

وأكد النائب كريم السادات، عضو مجلس النواب، أن ذكرى انتصار العاشر من رمضان تعد رمزًا خالدًا لتضحيات وبطولات أبناء القوات المسلحة المصرية، الذين قدموا أرواحهم الطاهرة فداءً للوطن، ونجحوا في تحقيق نصر عظيم أعاد لمصر عزتها وكرامتها.

وأشار السادات، في تصريحات صحفية له اليوم، إلى أن هذه المناسبة المجيدة تؤكد أن وحدة الشعب المصري والتفافه حول قواته المسلحة وقيادته الوطنية، كانت وستظل سر القوة والصلابة في مواجهة التحديات.

وأضاف أن القيادة السياسية والرئيس عبد الفتاح السيسي تواصل السير على نهج هذه الروح الوطنية، من خلال تعزيز الاستقرار وبناء الدولة الحديثة وفق رؤية استراتيجية تعتمد على العمل الجاد والتضحيات في سبيل رفعة الوطن.

وشدد السادات، على أن انتصار العاشر من رمضان سيظل نبراسًا يضيء درب الأجيال القادمة، ليستلهموا منه قيم التضحية والإصرار على تحقيق الانتصار في كافة ميادين العمل الوطني، مهنئا الريس السيسي والقوات المسلحة والشعب المصري بهذه المناسبة، داعيًا الله أن يحفظ مصر وشعبها من كل سوء، وأن يديم عليها الأمن والاستقرار.

مقالات مشابهة

  • أحمد التهامي: والدي أحد أبطال أكتوبر.. وكان مثالا يحتذى به في الوطنية
  • رمضان يعني.. "حكاوي القهاوي" تعرض للمنع وكان سيتوقف لولا تدخل الرئاسة
  • في ظل أجواء الشهر الفضيل.. وزير العدل د. خالد شواني يستقبل سماحة السيد عمار الحكيم
  • برلماني: القيادة السياسية تواصل مسيرة البناء بروح نصر العاشر من رمضان
  • تريند زمان.. وداد حمدى نهاية مأسوية على يد ريجيسير داخل شقتها برمسيس
  • السامرائي يستقبل الحكيم.. توافق على رؤية موحدة لحفظ استقرار العراق
  • حفل إفطار جماعي طلاب تربية السادات لنزلاء دار مسنين المنوفية
  • ذكرى العاشر من رمضان.. يوم خالد في ذاكرة الأمة المصرية
  • بروتوكول تعاون بين جامعتي بورسعيد ومدينة السادات
  • بروتوكول تعاون مشترك بين جامعة مدينة السادات وجامعة بورسعيد