بوابة الوفد:
2025-02-07@03:35:52 GMT

تأملات فى ديناميكيات البريكس العالمية (٤)

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

طرحنا فى المقالات السابقة عدة تساؤلات حول تأثير توسع تجمع البريكس على العلاقات مع الغرب؟ وهل من الممكن أن يكون تجمع بريكس فى يوم من الأيام ندًا للتجمعات الاقتصادية G–7 أو G–20، حيث إن سعى كل من الصين وروسيا والهند لتأسيس هذه المنظمة هو تأمين للموارد، إضافة إلى فتح الأسواق فى الدول المنضمة إليها. هذه المنظمة إذا ما كتب لها التوسع والنجاح ستشكل نقلة نوعية فى النظام العالمى، وستكون الأساس فى إيجاد عالم بقطبين متنافسين، وتنقل ثقل التنمية والتطور إلى الجنوب وتنزع من الشمال بدرجة ما الهيمنة التى استمرت لفترة طويلة، بل إن الشمال سيكون حينها القطب الآخر الموازى، وهو بكل تأكيد سيخدم دول العالم الثالث، بما فيها الدول ذات الاقتصادات الناشئة، لكن هل يخلو التحول المرتقب من الصراع حتى بين دول البريكس؟ بكل تأكيد أن هذا التحول سيؤدى إلى صراعات وتنافسات على صعيد الاقتصاد والتجارة، وأن العالم فى المستقبل، سينقسم إلى قطبين متوازيين ومتنافسين بقوة وشراسة من دون صراع عسكرى، باستثناء حروب الوكلاء، هما القطب الأمريكى والقطب الصينى، على قاعدة تأمين الحصول على الموارد، وفتح الأسواق، وعليه فإن الصراع التنافسى سيكون مستقبلًا بين القطبين الصينى والأمريكى، مع إعادة هيكلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، بإضافة أعضاء جدد للأخير.

لن يكون للأيديولوجيا تأثير ووجود، إنما التأثير الوجودى الفعال والعميق، سيكون للثورة المعلوماتية، وقوة الاقتصاد والمال وتكنولوجيا المعلومات فائقة الذكاء. ملخص القول، إن تجمع البريكس خطوة متقدمة على صعيد منظومة التحالفات الدولية والتى من شأنها تسهيل التعاملات التجارية بين أعضائه، وبشكل أكثر وضوحًا سوق واسع يخدم الصين فى المقام الأول. ومن شأنه أيضًا الحد نسبيًا من الهيمنة الغربية. ومع ذلك، لا يزال أمامه الكثير من التحديات الكبيرة لكسر الهيمنة الغربية التامة وترسيخ نظام دولى تعددى حقيقى.
فعلى سبيل المثال: فإن تأسيس عملة موحدة عملية غاية التعقيد، ويجب أن يسبقها سلسلة من العمليات والإجراءات الاقتصادية الطويلة والمعقدة أيضاً. فالاتحاد الأوروبى قد أسس عملته الموحدة بعد قرابة 3 عقود من تأسيس الاتحاد، ولم تنضم لها عدة اقتصاديات قوية أوروبية. وحالة البريكس أشد تعقيدًا من حالة الاتحاد الأوروبى، وذلك من حيث اختلالات هيكلية اقتصادية واسعة بين أعضائه، وخلافات سياسية عميقة كما هو موجود بين الصين والهند، لكن من منطق الإيجابيات فهو إرساء لنظام دولى اقتصادى أكثر توازنا وعدلًا. مع ضعف نسبى للهيمنة الغربية بمؤسساتها على النظام الاقتصادى الدولى الذى تسبب فى حدوث اختلالات فادحة فى العالم، وأودى بدول إلى حافة الانهيار وأخرى إلى إعلان الإفلاس. كذلك، ستضعف الهيمنة الساحقة للدولار الأمريكى، وما يترتب على تلك الهيمنة كنظام العقوبات الغربى المجحف، والهيمنة على سوق النفط العالمى، ومبيعات السلاح. أى تراجع للسطوة الأمريكية المطلقة المستمدة معظمها من الدولار. ولكن الآمال معقودة بدرجة كبيرة على تجمع البريكس بعد توسعه فى أن يحدث انفراجة واسعة للكثير من الأزمات الدولية الشائكة، وعلى رأسها الأزمة الروسية- الأوكرانية، حيث إن استمرار هذه الأزمة سيعيق من نمو التكتل ويضرب مصداقيته فى مقتل. علاوة على أن الصين راغبة بالفعل فى إنهاء هذه الحرب المنهكة لقوة روسيا، وهو ما يفسر الرحلات المكوكية لوزير الخارجية الصينى وانج يى لروسيا حالياً.
 

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البريكس العلاقات مع الغرب المنظمة الأسواق النظام العالمي

إقرأ أيضاً:

أحمد موسى يتساءل: هل سيكون الاحتلال الأمريكي في غزة بدلاً من الإسرائيلي؟

رد الإعلامي أحمد موسى على تصريحات جابريل صوما، عضو المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المثيرة للجدل بشأن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى دول الجوار، قائلاً إن هذا التوجه يعد بمثابة إلغاء جميع قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية.

وأوضح موسى خلال تقديمه برنامج "على مسؤوليتي" على قناة "صدى البلد"، أن هذا الموقف يعكس تجاهلاً لقرارات الأمم المتحدة التي تعترف بالسلطة الفلسطينية. 

وأضاف موسى أن "الحديث عن إقامة دولة فلسطينية في ظل إدارة ترامب يبدو أمرًا بعيد المنال"، معتبرًا أن ترامب كان قد وعد خلال حملته الانتخابية بإقامة السلام وإنهاء الحروب، لكنه في الواقع يدفع المنطقة إلى الحروب.

وتساءل موسى عن كيفية التعامل مع غزة في حال تم تنفيذ هذه السياسات، قائلاً: "هل سيكون الاحتلال بدلًا من الاحتلال الإسرائيلي إلى الاحتلال الأمريكي في غزة؟". 

كما أضاف: "كيف ستضم الولايات المتحدة غزة التي تبعد عنها آلاف الكيلومترات؟ هل سيتم ذلك بالقوة العسكرية؟".

وأكد موسى أن هذا التوجه قد يهدف إلى خدمة مصالح ممولي حملة ترامب الانتخابية، من بينهم بعض ممولي اليمين المتطرف.

مقالات مشابهة

  • طقس ال ٤٨ساعة القادمة بالعاصمة سيكون مطر بدون براق، لن ينجو أحد
  • عدد سكان العالم يصل الى 8.04 مليار نسمة.. والهند تتجاوز الصين
  • «المنظمة العالمية للأرصاد»: يناير 2025 هو أدفأ شهر حصل على مستوى العالم
  • تأملات قرآنية
  • منظمة التجارة العالمية تؤكد تلقيها شكوى من الصين بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية
  • الصين تقدم شكوى لمنظمة التجارة العالمية بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية (تفاصيل)
  • أحمد موسى يتساءل: هل سيكون الاحتلال الأمريكي في غزة بدلاً من الإسرائيلي؟
  • إعادة تعريف الابتكار: تأثير تقدم الذكاء الاصطناعي الصيني على الهيمنة الأمريكية
  • قناة بنما.. صراع الهيمنة الدولية عبر التاريخ
  • ترامب وسياسة الهيمنة على النفط.. هل يتحول العراق إلى كندا جديدة؟