الاتّفاق على مزيد التقارب بين المتدخلين بميناءي حلق الوادي ورادس
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
ترأس وزير النّقل، ربيع المجيدي، اليوم الثلاثاء 19 سبتمبر 2023، جلسة عمل جمعته بعدد من الناقلين الدوليين عبر الطرقات للنظر في بعض المشاغل المتعلّقة بالسلامة والأمن بميناءي حلق الوادي ورادس والمحافظة على مجروراتهم والآليات الممكنة لمزيد الإرتقاء بجودة الخدمات وضمان السيولة التي تحافظ على القدرة التنافسية لنشاطهم.
ووفق بلاغ إعلامي لوزارة النقل، فقد استعرض ممثلو الناقلين الدوليين على الطرقات المستعملين لميناءي حلق الوادي ورادس الإشكاليات التي تتعلق لها مجروراتهم عند العبور من الميناء والمتعلقة خاصة بالأضرار التي تلحقها جراء تواجد بعض الأشخاص غير المنتسبة للميناء أو من عمليات الشحن والتفريغ.
كما طالبوا بمراعاة الوضعية الصعبة التي يمر بها بعض المهنيين خاصة على مستوى ضبط تعريفات التعاقدية للنقل البحري ومزيد تبسيط إجراءات العبور خاصة بالنسبة لمن لهم صفة المتعامل الاقتصادي المعتمد.
من جانبه، عبّر الوزير عن استعداد وزارة النقل والمؤسّسات التابعة لها ذات الصلة للنظر في الطلبات التي تقدم بها المهنيون، واتّخاذ الإجراءات اللازمة للإستجابة لها وتوفير الظروف الملائمة لممارسة أنشطتهم ومساندتهم لدى الهياكل والسلطات الأخرى المتدخّلة في الميناء.
وفي هذا إلإطار، تمّ الاتّفاق على مزيد التقارب بين كلّ المتدخلين بميناءي حلق الوادي ورادس وعقد جلسات لاتخاذ القرارات المناسبة ومتابعة تنفيذها صلب لجنة السلامة والأمن بالميناءين.
وحضر هذه الجلسة كلّ من رئيس ديوان وزير النّقل والمكلف بالإدارة العامة للنقل البحري والموانئ والرئيس المدير العام لديوان البحرية التجارية والموانئ ومدير ميناء حلق الوادي والمتصرف المفوض بالشركة التونسية للشحن والترصيف والمدير العام المساعد ورئيسي وكالة ميناء حلق الوادي ورادس للشركة.
المصدر: موزاييك أف.أم
إقرأ أيضاً:
أوروبا على المحك
يمكن القول بما لا يدع أي مجال للمبالغة إن أوروبا تعيش أزمة تموقع دولي، إضافة إلى الصعوبات التي تعيشها في الداخل، فما يجري داخلها قد انعكس بدوره سلباً على كلمة أوروبا في التوازنات الدولية. ويبدو أنه لا موقع لها على الخريطة الدولية الجديدة التي بصدد التشكُّل من أجل نظام دولي جديد.
طبعاً تأزُّم أوروبا ليس جديداً؛ إذ منذ سنوات انطلق التراجع الذي كشفت عنه أرقام البطالة وتراجع مستوى المعيشة. وباختصار، فإن صعود الأحزاب اليمينية، التي لم تستطع تحقيقه منذ عقود، هو في حد ذاته دليل على أنه ينتعش من ضعف أوروبا الراهن، وتحديداً فرنسا وألمانيا وإيطاليا.الجديد الذي عمّق تأزُّم أوروبا وجعله ظاهراً للعالم وأكثر قوة، هو دور الولايات المتحدة الأمريكية في تهميشها. وهو تهميش من نتاج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يرى في المواقف الأوروبية عقبة أمام مصالح بلاده. وإضافة إلى الخصومة الأمريكية - الأوروبية في قضايا عدّة، فلا بد من الإشارة إلى التقارب الأمريكي - الروسي الذي سيعمق الهزال الأوروبي دولياً، خصوصاً في المواقف من الحرب الروسية - الأوكرانية.
مؤشرات عدّة تدل على أن أوروبا أيضاً ستكون من ضحايا ترامب الذي يجيد الانقضاض على الخصوم، الذين يمرون بوعكة. لنقل إن لديه حاسة سادسة لا ترحم من يَدُبّ في جسده وهن. ومن هذه المؤشرات ما ورد على لسان نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، خلال فعاليات مؤتمر «ميونيخ للأمن 2025»، الذي عكس عمق التوتر واختلاف الرؤى الناتج أساساً عن تضارب المصالح... إضافة إلى انتقاده الديمقراطيات الأوروبية بشأن حرية التعبير، وعدم سيطرتها على الهجرة غير النظامية، حين قال بالحرف الواحد: «التهديد الذي يقلقني أكثر من أي شيء آخر بشأن بأوروبا ليس روسيا، ولا الصين، ولا أي طرف آخر... ما يقلقني هو التهديد من الداخل». وهنا من المهم التنبه إلى ترحيب الإدارة الأمريكية الجديدة بصعود اليمين المتطرف في بلدان أوروبا، وميل هذه الإدارة إلى بلدان أوروبا الشرقية في سياساتها تجاه ملف الهجرة، واختلافها في المقاربات مع دول أوروبا ذات الصف الأول. من ضمن ذلك تهديد ترامب بسحب آلاف من جنوده من ألمانيا لفائدة أوروبا الشرقية. وكي يضايق أوروبا اقتصادياً ويرفع من علوّ الحائط معها، فرض تعريفات جمركية على الواردات الأمريكية من أوروبا.
طبعاً مجالات التضارب في المصالح والمواقف واضحة في قضايا عدة؛ على رأسها الصراع الروسي - الأوكراني الذي يجسّد الخلاف المركزي بين الدول الأوروبية من ناحية، والولايات المتحدة من ناحية أخرى، فقد أبدت الدول الأوروبية تحفظها على خطة السلام الأمريكية في أوكرانيا.
وأول ما يمكن استنتاجه هو أن التقارب الروسي - الأمريكي، الذي يتميز ببراغماتية ومصلحية، كما هو شأن السياسة، سيكون في وجه من وجوهه الرئيسية على حساب أوروبا. وهذا التقارب خطير جداً بالنسبة إلى أوروبا، فقد بدأت تداعياته في التهديد بتصدع «حلف شمال الأطلسي (ناتو)» وكل ما فعلَته ودفعَته وصرحَت به أوروبا لمناصرة أوكرانيا أصبح على المحك؛ لأن الوعود الأوروبية تجاه أوكرانيا مهددة بعدم الإيفاء بها بفعل اختلال موازين القوى ودور التقارب الروسي - الأمريكي في تأكيد ضعف أوروبا في حماية مصالحها وتعهداتها تجاه أوكرانيا ونفسها.
إلى جانب الخلاف في الملف الروسي - الأوكراني، نذكر ملف غزة والموقف الأوروبي من خطة ترامب الداعية إلى تهجير الفلسطينيين، فقد أبدت أوروبا رفضاً لها، وورد في بيان فرنسي - ألماني - إيطالي - بريطاني مؤخراً ما يفيد بتأييد الخطة العربية لإعمار غزة. مع التوضيح أن الخلاف الرئيسي هو مناصرة أوروبا أوكرانيا.
الغالب على تصريحات الإدارة الأمريكية أن أوروبا ليست طرفاً في النظام العالمي الجديد، فتشكُّله يصطدم من حيث التحالفات والحلول مع مصالح أوروبية... وأن اعتبار حماية المصالح الأمريكية غير مضمون. ناهيك بأن وضع أوروبا في الحالتين ضعيف، فهي إن حاولت التمسك بمواقفها، فلن تستطيع الذهاب بعيداً في ظل التقارب الأمريكي - الروسي والتعنت الروسي في الملف الأوكراني. وإذا رضخت لموازين القوى فإنها تكون قد رسمت لنفسها موقع التابع لهيمنة الولايات المتحدة، وهو موقع لا يجعل منها طرفاً.
أوروبا في تراجع بالداخل والخارج، وسيزداد تراجعها من منطلق أن وراء التقارب الروسي - الأمريكي مصالح تتعلق بمستقبل الطاقة والغاز الطبيعي وغيرهما، أي إن الصراع حيوي جداً، وتضرر أوروبا منه لن يكون قليلاً.