الحوثيون يغادرون الرياض.. ووساطة أمريكية لتحقيق توافق سعودي-إماراتي حول السلام اليمني
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
يعتزم وفد من جماعة الحوثي اليمنية مغادرة العاصمة السعودية الرياض الثلاثاء، بعد محادثات استمرت 5 أيام مع مسؤولين سعوديين؛ في مسعى لإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات والتي تمزق أفقر دولة في العالم العربي.
جاء ذلك، حسبما نقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة على المفاوضات التي استمرت 5 أيام بين الجانبين الحوثي والسعودي، دون كشف مزيد من التفاصيل حول النتائج التي خرجت بها المحادثات.
ولا يزال من غير الواضح ما هي الشروط التي تتم مناقشتها بين الرياض والحوثيين المدعومين من إيران، والذين سيطروا على العاصمة اليمنية صنعاء منذ سبتمبر 2014.
وتعد هذه هي الزيارة العلنية الأولي لوفد كبير من الحوثيين للرياض وتأتي بعد توصل المنافسين الإقليميين السعودية وإيران، بوساطة صينية إلى اتفاق لاستئناف العلاقات الدبلوماسية في وقت سابق من هذا العام، بالتزامن مع موجة من النشاط الدبلوماسي بين الأطراف المختلفة في الحرب بالوكالة بالمنطقة.
وكانت وكالة الأنباء السعودية قد أفادت في وقت سابق أن المملكة وجهت دعوة لوفد من صنعاء لزيارة الرياض لمواصلة المحادثات بشأن وقف إطلاق النار، والتوصل إلى حل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية.
وأوضحت الوكالة أن "الدعوة جاءت امتدادا للمبادرة السعودية التي أعلنت في مارس 2021، واستكمالا للقاءات والنقاشات التي أجراها الفريق السعودي برئاسة السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، وبمشاركة من الأشقاء في سلطنة عمان في صنعاء خلال الفترة من 8 إلى 13 أبريل 2023".
اقرأ أيضاً
ترحيب أمريكي بدعوة السعودية وفد الحوثيين للتفاوض
والسبت الماضي، كشف تقارير يمنية نقلا عن مصادر مطلعة قولها إن "اتفاقا في لمساته الأخيرة تجري مناقشته المناقشة الأخيرة في العاصمة السعودية الرياض"، مشيرة إلى أن "الاتفاق يتضمن اتفاقا دائما على وقف إطلاق النار على الشريط الحدودي".
تسعى الرياض إلى الخروج من الحرب الأهلية التي تسببت في تعريض مدنها للخطر بشكل روتيني من قبل الحوثيين بطائرات بدون طيار وهجمات صاروخية هددت مستقبلها في مرحلة ما بعد النفط.
وساطة أمريكية
وفي السياق ذاته، أشارت مركز ستراتفورد الأمريكي إلى ما أوردته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، بأن الولايات المتحدة تضغط من أجل عقد اجتماع ثلاثي مع السعودية والإمارات، لأنها تشعر بالقلق من أن الخلافات بين جيران الخليج يمكن أن تقلب جهودها لتأمين اتفاق سلام دائم في اليمن
ووفق الصحيفة فإن المبادرة الأمريكية التي يقودها مبعوثها إلى اليمن تيم ليندركينج، يمكن أن تؤدي إلى محادثات في وقت مبكر من هذا الأسبوع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وتدعم السعودية الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بينما تدعم الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يريد انفصال الجنوب عن بقية اليمن
ووفق ستراتفورد فإن الولايات المتحدة تحاول التوسط من أجل تحقيق تحالف استراتيجي بين السعودية والإمارات في اليمن لتعزيز فرص التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، لكن لا يزال من غير المرجح أن تتخلى أبوظبي عن حلفائها في المجلس الانتقالي الجنوبي أو مجال نفوذها الذي يعد محركا للصراع بين الشمال والجنوب.
على الرغم من أن الإماراتيين سيرحبون اسمياً بوقف إطلاق النار على مستوى البلاد، فمن غير المرجح أن يتخلوا عن دعمهم لحلفائهم الجنوبيين، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي سيؤدي هدفه المتمثل في الحكم الذاتي والاستقلال إلى تقويض استدامة وقف إطلاق النار هذا.
وذكر المركز الأمريكي أنه على المدى الطويل، إذا كان هناك وقف لإطلاق النار بين السعودية والحوثيين ثم محادثات بين الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي والإماراتيين، فقد يؤدي ذلك إلى حصول المجلس الانتقالي الجنوبي على الحكم الذاتي أو الاستقلال حيث تفقد الحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من السعودية الشرعية والدعم دون تدخل سعودي في البلد.
اقرأ أيضاً
التعاون الخليجي يرحب بجولة المباحثات الجديدة بين السعودية والحوثيين
المصدر | ستراتفورد - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الحوثي وفد الحوثي بالرياض المجلس الانتقالی الجنوبی وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
بعد تصريح سموتريش عن الضفة.. تحذير سعودي من مخاطره وإدانة إماراتية قطرية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— أصدرت كل من السعودية والإمارات وقطر بيانات منفصلة عقبت فيها على ما طرحه وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتشدد، بتسلئيل سموتريتش، الاثنين، بأنه أمر بالاستعدادات لضم المستوطنات في الضفة الغربية.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان: "أعربت وزارة الخارجية عن تحذير المملكة العربية السعودية الشديد من خطورة التصريحات المتطرفة لمسؤول إسرائيلي بشأن فرض سيادة الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية المحتلة، وبناء المستوطنات وتوسيعها"، مؤكدةً أن هذه "التصريحات تقوّض جهود السلام بما فيها حل الدولتين، وتشجع الحروب وتنتج مزيداً من التطرف، وتضاعف التهديد لأمن المنطقة واستقرارها".
وتابعت الخارجية السعودية مؤكدة في بيانها أن "المملكة تعد هذه التصريحات انتهاكاً سافراً للقوانين الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، وتكرس الاحتلال والتوسع في الاستيلاء على الأراضي بالقوة مما يشكل سابقة خطيرة، مؤكدةً على أن تبعات استمرار الفشل الدولي تتعدى حدود هذه الأزمة لتطال شرعية ومصداقية قواعد النظام الدولي، وتهدد استمراريته".
من جهتها قالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان: "أدانت دولة الإمارات بأشد العبارات تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بشأن إصدار تعليمات للتجهيز لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة خلال العام المقبل.." معربة عن "رفضها القاطع لجميع التصريحات الاستفزازية والإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة، ولكافة الممارسات المخالفة لقرارات الشرعية الدولية، والتي تهدد بالمزيد من التصعيد الخطير والتوتر في المنطقة، وتعيق جهود تحقيق السلام والاستقرار".
وأضافت: "شددت الوزارة على ضرورة دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، كما جددت التأكيد على أنّ دولة الإمارات ثابتة في التزامها بتعزيز السلام والعدالة وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق.. ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى بذل الجهود للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح، وتجنب المزيد من تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة والمنطقة، وعلى دفع كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل".
وعبرت وزارة الخارجية القطرية في بيان، عن إدانتها كذلك لتصريحات الوزير الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه تصعيد خطير من شأنه إعاقة فرص السلام في المنطقة.
وكان سموتريتش، وهو المسؤول عن المستوطنات، قد قال إنه أصدر تعليماته لوزارته "بإعداد البنية التحتية اللازمة لتطبيق السيادة الإسرائيلية"، ومن غير الواضح ما إذا كانت رغبته القديمة في فرض السيادة على مستوطنات الضفة الغربية لديها أي فرصة للتنفيذ قريبا.
وكان وزير الخارجية الجديد جدعون ساعر، قال في مؤتمر صحفي، إن الحكومة "لم تتخذ أي قرار بشأن قضية الضم حتى الآن"، لكنه أشار إلى أنه "تمت مناقشتها خلال فترة ولاية دونالد ترامب الأولى كرئيس للولايات المتحدة"، وأضاف أنه "إذا كان الأمر ذا صلة، فسيتم مناقشته مرة أخرى مع أصدقائنا في واشنطن".