ناغورني قرة باغ.. عودة إلى مربع الحرب
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
بات اندلاع حرب ثالثة بين أرمينيا وأذربيجان وشيكاً، في ظل تزايد العداء بين الجارين والخصمين اللدودين المتنافسين للسيطرة على جيب ناغورني قرة باغ الانفصالي، ذو الأغلبية الأرمنية.
وعلت التحذيرات الدولية، وارتفعت المطالبات بالتهدئة، الثلاثاء، مع إطلاق أذربيجان عملية أمنية "لمكافحة الإرهاب" في ناغوروني قرة باغ، مثيرة ذعر أرمينيا التي اعتبرت العملية بأنها تحضير لحرب واسعة.
وتسببت العملية الأذربيجانية بمقتل شخصين على الأقل وإصابة 23 شخصاً، على ما أعلنت السلطات الانفصالية، فيما أكّدت باكو أنها تستهدف أهدافاً عسكرية فقط.
قتيلان وعشرات الجرحى في عملية #أذربيجان العسكرية https://t.co/kmm5tvnPOZ
— 24.ae (@20fourMedia) September 19, 2023ونددت الخارجية الأرمينية بـ"عدوان واسع النطاق" بهدف "التطهير العرقي"، معتبرة أن على قوات حفظ السلام الروسية المنتشرة في الجيب أن "توقف العدوان" الأذربيجاني.
ودعا رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان روسيا والأمم المتحدة إلى "اتخاذ إجراءات" حيال العملية العسكرية، وأكد باشينيان أن الجيش الأرميني غير مشارك في القتال وأن الوضع "مستقر" عند الحدود الأرمينية الأذربيجانية.
تاريخ الصراعيعود تاريخ الصراع بين البلدين إلى عام 1921، حين ألحق الاتحاد السوفيتي جيب ناغورني قرة باغ على الرغم من وجود أغلبية أرمنية فيه بأذربيجان، وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي ونيل كل من أرمينيا وأذربيجان استقلاله، بدأ الصراع بين الطرفين على قرة باغ، وفي 1992 اندلعت الحرب الأولى بين باكو ويريفان، والتي خلّفت 30 ألف قتيل ومئات الآلاف من اللاجئين، وسيطرت أرمينيا على 13% من مجمل أراضي أذربيجان بما فيها إقليم ناغورني قرة باغ، قبل انتهاء الحرب فعلياً عام 1994، بوساطة روسية أمريكية فرنسية.
حرب 2020في 2020، دقت طبول الحرب مجدداً بين أرمينيا وأذربيجان مخلفة 6500 قتيل، وانتهت بهدنة تم التوصل إليها بوساطة روسية.. وتنازلت يريفان عن أراضٍ كبيرة لباكو، كجزء من الاتفاق مع أذربيجان الذي تضمن أيضاً نشر قوات حفظ سلام في يريفان، إلا أن المناطق الحدودية بين البلدين لا تزال تشهد مناوشات متكررة.
أسباب التوتراتوإلى جانب العداء التاريخي الطويل بين البلدين هناك أسباب أخرى تدفع نحو حرب ثالثة، مثل إغلاق ممر لاشين من قبل باكو العام الماضي، ما أدى إلى اتهام أرمينيا لأذربيجان بتأجيج أزمة إنسانية، خاصة وأن الممر هو الطريق الوحيد الذي يربط المنطقة بأرمينيا.. ونفت أذربيجان الاتهامات قائلة إنه يمكن لناغورني قره باغ تلقي كل الإمدادات اللازمة عبر أذربيجان.
ويشكل غياب وساطة دولية حقيقية بين الجارين المتصارعين سبباً آخر لتأخر عملية السلام، وقطع الطريق على أي حرب جديدة.. ورغم تدخل الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة وتركيا لحل الصراع، إلا أن جميع تلك الجهود تعتبر بعيدة كل البعد عن الحياد، فرغم محاولة تلك القوى تقديم نفسها كطرف محايد بين أرمينيا وأذربيجان، إلا أنهم يظلون أقرب إلى أرمينيا أو أذربيجان بحكم العلاقات التاريخية والاقتصادية والعسكرية، وفقاً لتقرير صادر عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب.
وعلى الرغم من إجراء مفاوضات سابقة بين أرمينيا وأذربيجان تبقى الثقة بين البلدين شبه معدومة، ففي الوقت الذي يؤكد فيه رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان أن بلاده تعترف بناغورني قره باغ كجزء من أذربيجان، اعتبرت باكو أن رئيس الوزراء الأرميني يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر إذ لا تزال يريفان تموّل أنشطة القوات الانفصالية من ميزانية الدولة.
وفي ظل انعدام الثقة، تصبح فرص إحياء السلام معدومة، وهذا يجعل الحرب خياراً أقرب.
خطر الحربويعتبر المحلل السياسي الأذربيجاني فرهاد محمدوف "سيبقى خطر استئناف القتال على نطاق واسع مرتفعاً طالما لم توقّع معاهدة سلام"، ورجح أن "تهاجم باكو أراضي أرمينيا إذا تدخلت يريفان عسكرياً في ناغورني قره باغ".
من جانبه، قال المحلل الأرمني هاغوب بالايان في تصريحات لموقع فرانس برس، إن هجوماً من هذا النوع على الأراضي الأرمينية يمكن أن يتحول إلى "حرب إقليمية كبيرة" تنخرط فيها تركيا -حليفة باكو- وخصمها التاريخي إيران التي تراقب بريبة إستراتيجية النفوذ التركي في منطقة القوقاز.
دور روسيايرى المحلل في مجموعة الأزمات في باكو زاور شيرييف، أنه يمكن القول إن "النفوذ الروسي بدأ يتضاءل في البلدين، إذ انقلب الرأي العام الأذربيجاني ضد روسيا وقوات حفظ السلام التابعة لها بعد الهجوم على أوكرانيا، بينما لم يعد الدعم العسكري الروسي مفيداً بالدرجة نفسها لأرمينيا، إذ لم تعد روسيا من مصدّري الأسلحة بغزارة، كما يرغب بوتين في الحفاظ على علاقاته الوثيقة مع تركيا التي تعد الحليف الرئيسي لأذربيجان.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أرمينيا أذربيجان أرمينيا أذربيجان بین أرمینیا وأذربیجان ناغورنی قرة باغ بین البلدین
إقرأ أيضاً:
وزير الري: إزالة 78 ألف حالة تعد على نهر النيل منذ 2015
تلقى الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري تقريراً من المهندس حسام طاهر رئيس قطاع حماية وتطوير نهر النيل وفرعيه يستعرض حالة مجري نهر النيل وفرعيه ، ومجهودات إزالة التعديات على مجرى نهر النيل بالتنسيق بين قطاع حماية وتطوير نهر النيل وفرعيه وأجهزة الدولة المعنية .
إزالة 78 ألف حالة تعدىوأشار التقرير لإزالة حوالى ٨٧ ألف حالة تعدى على مجرى نهر النيل منذ عام ٢٠١٥ وحتى تاريخه فى إطار "حملة إنقاذ نهر النيل" من خلال حملات مكثفة لإزالة التعديات بالتنسيق مع أجهزة وزارة الداخلية وأجهزة المحافظات ، كما يجرى تنفيذ الموجة رقم (٢٥) لإزالة التعديات على مجرى نهر النيل والتي تم خلالها إزالة ٢٣٨ حالة تعدي حتي تاريخه علي مساحة ٤٦ ألف متر مربع .
وشدد الدكتور سويلم على استمرار المتابعة من كافة إدارات حماية النيل لحالة المجري لوأد أى محاولات للتعدي في مهدها وقبل تفاقمها ، مع استمرار إزالة التعديات ضمن فعاليات الموجة (٢٥) بهدف الحفاظ علي مجري النيل وفرعيه من التعديات ، مع دراسة كافة الحالات بشكل دقيق من كافة الجوانب الفنية والقانونية لتحديد المسار الأمثل للتعامل معها ، ومواصلة المرور الدوري لمسئولي حماية نهر النيل لرصد أي متغيرات تطرأ على مجرى النهر نتيجة أي تعديات واتخاذ الإجراءات الرادعة في حينها .
واستعرض التقرير ما تحقق خلال الفترة الماضية من أعمال إزالة للتعديات على مجرى نهر النيل ضمن الموجة (٢٥) لإزالة التعديات .. حيث تم تنفيذ عدد (٩) قرارات إزالة لتعديات بمساحة ٩٣٧ متر مربع بمركز دراو بمحافظة أسوان ، وتنفيذ عدد (٤) قرارات إزالة لتعديات بمساحة ٦٣٠ متر مربع بناحية بمحافظة الأقصر ، وتنفيذ عدد (٧) قرارات إزالة بمساحة ١٣٤٠ متر مربع بمحافظة سوهاج ، وتنفيذ عدد (٢٩) قرار إزالة بمساحة ٣٩٨٩ متر مربع بمحافظة أسيوط ، وعدد (٢١) قرار إزالة بمساحة ٣٩٤٩ متر مربع بمحافظة المنيا ، وتنفيذ عدد (٦) قرارات إزالة على مساحة ١١٩٢ متر مربع بمحافظة بني سويف ، وتنفيذ عدد (٥) قرارات إزالة لمخالفات على مساحة ١٨٠٠ متر مربع بمحافظة دمياط ، وتنفيذ عدد (٢٤) قرار إزالة بمساحة ٢٩٤٧٩ متر مربع بمحافظة الدقهلية ، وتنفيذ عدد (٩) قرار إزالة بمساحة ٥٥٠ متر مربع بمحافظة كفر الشيخ ، وعدد (٢٢) قرار بمساحة ١٢٨١ متر مربع بمحافظة البحيرة ، وعدد (٢٧) قرار إزالة بمساحة ٧٢١.٥ متر مربع بمحافظة المنوفية ، وعدد (٢٢) قرار إزالة بإجمالي ٣٧٦ متر مربع بمحافظة الغربية ، وتنفيذ عدد (٧) قرارات إزالة بمساحة ٤٢٢ متر مربع بمحافظة القليوبية ، وتنفيذ عدد (١) قرار إزالة بمحافظة الجيزة بمساحة ١٠٠ متر مربع .