زيلينسكي يتفقد جنودًا أوكرانيين يعالجون في بنيويورك
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
ستاتن آيلاند"أ.ف.ب": مشهد غير مسبوق في نيويورك بالنسبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث زار مساء امس أحد مستشفيات المدينة لتفقد جنود أوكرانيين يعالجون من جروح بالغة ويشد إزرهم.
هذه الزيارة الاستثنائية، قبل التوجه الثلاثاء الى الجمعية العامة للأمم المتحدة أحيطت بسرية، فقد أمضى زيلينسكي بضع دقائق في مستشفى ستاتن آيلاند الجامعي وسط اجراءات أمنية مشددة مع بعض جنوده الذين بترت أرجلهم أو أذرعهم أو أصيبوا باعاقات.
في قاعة كبرى لإعادة التأهيل مجهزة بالمعدات الطبية والرياضية، نظر الرئيس الأوكراني بتعاطف الى بعض جنوده الذين كانوا يرتدون البزة العسكرية ويتدربون على المشي مجددا او الوقوف او تكرار حركات بسيطة أو رفع أثقال باستخدام الأطراف الاصطناعية الجديدة للساق أو الذراع.
سأل الرئيس الأوكراني أحدهم "كيف حالك؟ هل الأمر صعب؟".
رد الجندي الشاب وهو من زابوريجيا "لا بأس". وقال زيلينسكي مواسيا "كن قويا!".
ثم توجه الى مجموعة صغيرة من الأوكرانيين الذين يعالجون في هذه المؤسسة الأميركية، أمام أنظار الطاقم الطبي ومسؤولين أوكرانيين، متحدثا بالاوكرانية "نحن ممتنون لكم وفخورون بكم".
يتلقى العلاج حاليا تسعة أوكرانيين وتم علاج 35 منذ أكتوبر الماضي، بحسب مسؤولين في مستشفى ستاتن آيلاند الجامعي والمنظمة غير الحكومية الاوكرانية-الاميركية "Kind Deeds" التي وضعت هذا البرنامج لتزويد الأطراف الاصطناعية للجنود مبتوري الأطراف.
في كلمة مقتضبة بالانكليزية عبر زيلينسكي عن "شكره للأطباء الأميركيين" وامتنان "بلدنا بأكمله".
بعد ذلك، منح كل جندي، وقد بدا أحدهم ضعيفا جدا على كرسي نقال، وساما قبل ان يلتقط الصور معهم ويصور مجموعة الجرحى ومعالجيهم.
وأكد الرئيس الأوكراني في حديثه إلى الجنود والطاقم الطبي الأميركي وبعض الصحافيين أنه "لم ير أبدا أشخاصا ينشدون العودة إلى الوطن مثلهم".
وقال "نحن في انتظار عودتكم جميعا إلى البلاد، نحن بحاجة ماسة لكل فرد منكم ولكل مقاتل أوكراني قوي لإنزال الهزيمة بعدونا"، معبرا عن قناعته بان النصر على القوات الروسية "سيتحقق بالتأكيد".
وأضاف زيلينسكي متوجها لبعض الجنود "أتمنى لكم النصر والعودة إلى البلاد. المجد لأوكرانيا" ورد عليه الجنود بصوت واحد: "المجد للأبطال!".
سيتحدث رئيس أوكرانيا للمرة الأولى الثلاثاء من على منصة الأمم المتحدة.
قبل سنة سُمح له استثنائيا بالتحدث عبر الفيديو، فيما يحضر هذه المرة شخصيا الجلسة رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة واجتماعا خاصا لمجلس الأمن اليوم الأربعاء قبل أن يغادر إلى واشنطن حيث سيتم استقباله في البيت الأبيض غدا الخميس.
ردا على سؤال صحافي حول معنى حضوره إلى الأمم المتحدة، قال زيلينسكي "بالنسبة لنا، من المهم جدا أن يسمع شركاؤنا كلماتنا وجميع رسائلنا".
لكن "إذا كان لا يزال هناك في الأمم المتحدة مكان، وهذا أمر مؤسف، لا ينبغي أن يوجه السؤال لي، أعتقد أنه يجب طرحه على كل أعضاء الأمم المتحدة" حيث تشغل روسيا مقعدا دائما في مجلس الأمن الدولي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يتوجه إلى السعودية قبل محادثات بين كييف وواشنطن
كييف - رويترز
يتوجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى السعودية للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اليوم الاثنين قبل محادثات بين مسؤولين من أوكرانيا والولايات المتحدة بشأن إنهاء الحرب مع روسيا في مرحلة بالغة الخطورة بالنسبة لكييف.
وتبدلت سياسة الولايات المتحدة المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية في إطار سعيها إلى إنهاء الصراع سريعا، وتحولت واشنطن من حليف لكييف إلى الانخراط في محادثات مباشرة مع موسكو وقطع المساعدات العسكرية عن أوكرانيا ووقف تبادل معلومات المخابرات معها.
ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي مع ولي عهد السعودية التي اضطلعت بأدوار وساطة متعددة منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 2022 شملت التوسط في تبادل أسرى واستضافة محادثات بين موسكو وواشنطن الشهر الماضي.
ومن المتوقع أن تركز المحادثات بين أوكرانيا والولايات المتحدة غدا الثلاثاء على اتفاقية المعادن بين البلدين وسبل إنهاء الحرب، وذلك في أول اجتماع رسمي منذ لقاء في البيت الأبيض شهد مناوشات كلامية بين زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتحت ضغط هائل من ترامب الذي يريد إنهاء الحرب بسرعة، يبذل زيلينسكي جهدا هائلا لإظهار التوافق رغم عدم حصوله على ضمانات أمنية أمريكية تعتبرها كييف أساسية لأي اتفاق سلام.
وقال زيلينسكي إنه لن يحضر المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين وإن الوفد الأوكراني سيضم رئيس مكتبه ووزيري الخارجية والدفاع ومسؤول عسكري كبير من مؤسسة الرئاسة.
وقال زيلينسكي في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "نحن ملتزمون تماما بالحوار البناء ونأمل في مناقشة القرارات والخطوات اللازمة والاتفاق عليها".
وأضاف "هناك مقترحات واقعية مطروحة. والمهم هنا هو التحرك بسرعة وفعالية".
وذكر مسؤولون أمريكيون أنهم يعتزمون استغلال الاجتماع مع الجانب الأوكراني بقدر ما لمعرفة هل كييف مستعدة لتقديم تنازلات ملموسة لروسيا لإنهاء الحرب.
وقال أحد المسؤولين عن المحادثات الوشيكة "لا يمكنك للمرء أن يقول أريد السلام بينما (في الوقت نفسه يقول) أرفض تقديم أي تنازل".
وقال مسؤول أمريكي ثان "نريد أن نرى ما إذا كان الأوكرانيون مهتمين ليس فقط بالسلام، بل بالسلام الواقعي".
وقال ترامب أمس الأحد إنه يتوقع نتائج جيدة من المحادثات المقبلة، مضيفا أن الولايات المتحدة أنهت "تقريبا" تعليق تبادل معلومات المخابرات مع كييف.
* إطار عمل لاتفاق
قال ستيف ويتكوف المبعوث الخاص لترامب والذي يعمل على الترتيب للمحادثات إن الفكرة هي "التوصل إلى إطار عمل لاتفاقية سلام فضلا عن وقف مبدئي لإطلاق النار".
ويدعو زيلينسكي إلى هدنة للعمليات الجوية والبحرية إلى جانب تبادل للأسرى، فيما يقول إنه قد يكون اختبارا لمدى التزام روسيا بإنهاء الحرب.
وترفض موسكو فكرة الهدنة المؤقتة، التي تقترحها أيضا بريطانيا وفرنسا، إذ تقول إنها محاولة لكسب وقت لكييف ومنع انهيارها العسكري.
ويقول الرئيس الأوكراني أيضا إن كييف مستعدة لتوقيع اتفاقية المعادن مع الولايات المتحدة والتي تتضمن إنشاء صندوق مشترك من عائدات بيع المعادن الأوكرانية، وهو أمر تقول واشنطن إنه ضروري لضمان استمرار الدعم الأمريكي.
وفي ظل تزايد الشكوك حول الدعم الأمريكي، يطالب زيلينسكي الحلفاء في أوروبا بزيادة الدعم في وقت تتراجع فيه كييف في ساحة المعركة وتواجه ضغوطا متزايدة للانسحاب من منطقة كورسك الروسية.
وتُظهر خرائط مفتوحة المصدر أن القوات الأوكرانية التي اجتاحت منطقة كورسك الروسية الصيف الماضي محاصرة تقريبا من جانب القوات الروسية.
وتسيطر روسيا على حوالي خمس أراضي أوكرانيا بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014، كما تواصل قواتها التقدم بمنطقة دونيتسك في الشرق بعد تكثيف الضربات بالطائرات المسيرة والصواريخ على المدن والبلدات البعيدة عن الجبهة.
ووفقا لزيلينسكي، أطلقت روسيا جوا 1200 قنبلة موجهة ونحو 870 طائرة مسيرة هجومية وأكثر من 80 صاروخا على أوكرانيا في الأسبوع الماضي وحده.