أفادت مصادر "عربي21"، بوصول وفد جماعة "الحوثي" إلى العاصمة اليمنية صنعاء، قادما من السعودية بعد 5 أيام من مشاورات جرت بين الطرفين بوساطة عمانية.

وشهدت العاصمة السعودية الرياض، جولة جديدة من المفاوضات بين جماعة "الحوثي" ومسؤولين سعوديين بحضور وفد عماني، ما أثار أسئلة عدة عن أفاق هذه الجولة بعدما تعثرت جولة سابقة جرت بينهما في إبريل/ نيسان الماضي.



وتتركز أجندة المفاوضات، بحسب ما صرحت به قيادات بارزة في جماعة الحوثي بالوقف الكامل لما تصفه "العدوان والحصار، وصرف رواتب الموظفين من عائدات النفط والغاز" التي تتحكم بها الحكومة المعترف بها دوليًّا، وخروج القوات الأجنبية، والتعويض العادل، وإعادة الإعمار".

في المقابل، تؤكد السعودية أن جولة المفاوضات الجديدة تأتي "استكمالا لمبادرة المملكة التي أعلنتها في مارس/ أذار 2021، بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن، وإيجاد حل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية".

ورغم غياب الحكومة اليمنية المعترف بها عن جولة المفاوضات الجديدة، غير أنها رحبت في بيان لها يوم الجمعة الماضي، بجهود الرياض ومسقط.


"قرار وقف الحرب اتخذ"
وفي السياق، قال الصحفي والباحث اليمني، كمال السلامي إن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى مسقط، هي كلمة السر في هذا التقدم الكبير في ملف المفاوضات، الذي توجه بدعوة رسمية وجهتها المملكة لوفد جماعة الحوثي.

وأضاف السلامي في حديث لـ"عربي21": "من الواضح أن الرياض، تريد أن تطوي صفحة الحرب اليمنية بشكل تام، من خلال التوصل إلى صيغة مقبولة لدى كل الأطراف اليمنية، ويبدو أن الحوثيين أصبحوا بنظر القيادة السعودية، طرفاً لا يمكن إقصاؤه".

وأعرب عن اعتقاده بأن قرار وقف الحرب قد اتخذ وصار هناك دعم دولي "أمريكي غربي أممي"، لهذا التوجه، وما يحدث هو عبارة عن مساعٍ لإخراج الشكل النهاية لهذا الاتفاق.

وحسب الصحفي اليمني فإن الحوثيين سيقدمون من جانبهم تنازلات مهمة، مقابل "ضمان إيقاف الحرب رسميا، وخروج السعودية إلى مربع الحياد التام"، مضيفا: "لكن المهم الآن هو موقف ومكان الحكومة اليمنية في أي اتفاق من هذا النوع".

فيما استبعد الباحث اليمني السلامي أن تتوقف الحرب في اليمن، معللا ذلك أن أجندة الحوثيين واستراتيجيتهم لا تعترف بالشراكة مع الأطراف اليمنية الأخرى، في وقت أن الأطراف اليمنية على اختلاف وتضارب أجندتها وأولوياتها، إلا أنها تجمع على استحالة التعايش مع الحوثيين.

ورأى أن أي اتفاق لا يتم تعزيزه بآلية تنفيذ أممية ودولية وإقليمية حازمة، لن يكون سوى، محطة لترحيل الحرب والأزمة إلى المستقبلة.


"نتائج جزئية"

من جانبه، قال نائب رئيس تحرير موقع "المصدر أونلاين" اليمني، علي الفقيه إن جولة المفاوضات الحالية مع أنها تبدو مختلفة كثيراً عن سابقاتها إلا أنها في تقديري لن تخرج بأكثر من نتائج جزئية قد لا تتعدى تعميد الهدنة بشكل رسمي وعمل حل لإشكالية الرواتب وتوسيع الوجهات المتاحة لمطار صنعاء.

وتابع الفقيه حديثه لـ"عربي21": "تصاعد الاحتجاجات الفئوية المطالبة بصرف الرواتب في مناطق سيطرة الحوثي كانت واحدة من أكثر العوامل التي دفعت بالجماعة إلى السفر إلى الرياض".

وأشار إلى أن التوجسات التي لا تزال تسيطر على الأطراف الإقليمية تجاه بعضها، تحد من سقف الطموحات المعلقة على هذه الجولة، لافتا إلى أنه "مع كل تقدم طفيف للعلاقة بين الرياض وطهران تتقدم التفاهمات بين الحوثيين والسعودية أي أن حالة التوجس بين الرياض وطهران لا تسمح بالتوصل إلى حل نهائي".

وأوضح الصحفي اليمني أنه لم يعد بمقدور الحوثيين عمليا تنفيذ أي تهديدات باستئناف الحرب لأن الراعي الإقليمي لهم لم يعد وارداً في مخططاته ذلك، بل إن أي تصرفات من قبل الحوثيين لتهديد المصالح السعودية سيكون ضداً على المصالح الإيرانية في الوقت الراهن.

وأضاف: "وبالتالي فإن هذه النقطة تجعلهم أقرب للقبول بحلول جزئية وربما تكون هذه الجولة مرحلة مهمة للانتقال إلى الخطوة التالية في جولات لاحقة".

والخميس الماضي، غادر وفد حوثي صنعاء رفقة وفد عماني نحو العاصمة الرياض في زيارة علنية هي الأولى لوفد من الجماعة إلى المملكة.

وذكرت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها، يوم الخميس الماضي، أنه استمرارا لجهود المملكة وسلطنة عمان للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية فقد وجهت المملكة دعوة لوفد من صنعاء لزيارة المملكة لاستكمال هذه اللقاءات والنقاشات.

وفي نيسان/ إبريل الماضي، زار وفد سعودي صنعاء، وذلك في أعقاب إعلان عودة العلاقات بين الرياض وطهران، حيث جرت مباحثات مع قيادات الحوثيين، قبل أن تتعثر تلك الجولة بسبب سقف المطالب المرتفع للجماعة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الحوثي اليمنية صنعاء السعودية الرياض السعودية اليمن الرياض صنعاء الحوثي سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأطراف الیمنیة

إقرأ أيضاً:

باحث سعودي: اقتراح نتنياهو بإقامة دولة فلسطينية في المملكة تهور وجنون

اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية، أن تكون السعودية موطنًا جديدًا لدولة فلسطينية، مستغلًا مساحتها الشاسعة لإعادة توطين الفلسطينيين. 

وقال بوضوح: "يمكن للسعوديين إنشاء دولة فلسطينية على أراضيهم، فلديهم الكثير من المساحة هناك"، وفيما يتعلق بالتطبيع، شدد على أنه لن يوافق على أي اتفاق قد يشكل خطرًا على إسرائيل. 

السعودية تستنفر ضد خطط ترامب وتذيع كلمة للملك سلمان: فلسطين قضيتنا الأولى الخارجية السعودية: موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية راسخ وثابت لا يتزعزع تصريحات متهورة

الكاتب والباحث السياسي السعودي مبارك العاتي، عقب على تلك التصريحات، قائلا إنها متهورة وجنونية وغير مسؤولة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، تأتي في ظل نتائج قمة نتنياهو مع ترامب، الذي فاجأنا أيضًا بخطابه الأخير. 

وأكد “العاتي” أننا في مفترق طرق خطير تمر به المنطقة، وليس القضية الفلسطينية فقط، منوها إلى أن المفاوضات تجري حاليًا بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وليس مع إسرائيل، التي لا تزال بعيدة عن طاولة المفاوضات.

وشدد على أن تلك التصريحات تعكس تهورًا إسرائيليًا، خصوصًا أن نتنياهو محاصر بين ضغوط ترامب وسموتريتش، الذي يطالب بعدم وقف إطلاق النار.

وأشار إلى أن هذا التصريح غير مسؤول، وقد أوصل الأمور إلى نقطة حرجة، مردفا: “نحن ننتظر زيارة الرئيس ترامب للمنطقة لنرى نتائج المفاوضات، ومن الواضح أن السعودية مهتمة بمفاوضات مع الولايات المتحدة، وتتمسك بحقوق الفلسطينيين”.

ولفت إلى أن التصريحات الإسرائيلية تعكس عدم جدية في التعامل مع القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن السعودية لن تتفاوض مع إسرائيل ما لم تعترف بحقوق الفلسطينيين، مواصلا : “نحن ننتظر زيارة ترامب، لكن يجب أن نكون واضحين أن السعودية لن تتنازل عن حقوق الفلسطينيين”.

مبادرة أمريكية

 

فيما قال المحاضر الإسرائيلي في أكاديمية الجليل الغربي موشي العاد، خلال مناظرة مع قناة “العربية” إنه إذا كان نتنياهو قد قال ذلك، فأنا أعتقد أن السعودية هي أفضل فرصة لاستضافة الفلسطينيين، فالعالم قد تغير، وهناك أمثلة على تهجير شعوب بسبب الحروب، مثل السوريين الذين لجأوا إلى دول متقدمة، مضيفا أن غزة تعاني من نقص في البنية التحتية والخدمات، لذا يجب التفكير في أماكن جديدة لاستضافة هؤلاء الأشخاص.

ولفت إلى أنه يقترح على دول الخليج الغنية كالسعودية وقطر والإمارات والكويت لاستضافة سكان قطاع غزة بدلا من مصر والأردن لأنهما يمران بمحنة اقتصادية.

مقالات مشابهة

  • تصنيف الحوثيين “منظمة إرهابية” فرصة نادرة للحكومة اليمنية والبنك المركزي
  • “الإيسيسكو” وهيئة المواصفات السعودية تبحثان التعاون في مجال الجودة
  • باحث سعودي: اقتراح نتنياهو بإقامة دولة فلسطينية في المملكة تهور وجنون
  • مراوغة صنعاء.. لماذا أطلق الحوثيين سراح بعض الأسرى من سجونهم؟
  • صنعاء.. جماعة الحوثي تتعسف منتسبي الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس
  • اللجنة الإشرافية لمؤتمر الجامعات اليمنية تقدم العزاء في استشهاد القائد الضيف ورفاقه
  • تغيير ديمغرافي في صنعاء.. جماعة الحوثي تستولون على مرتفعات جبلية وتخصص بعضها لعناصرها القادمين من صعدة
  • “الخريف”: “رؤية المملكة 2030” تفتح آفاقًا واعدة لتوسيع الشراكة الإستراتيجية مع الهند
  • وزير الصناعة والثروة المعدنية: “رؤية المملكة 2030” تفتح آفاقًا واعدة لتوسيع الشراكة الإستراتيجية مع الهند في قطاعي الصناعة والتعدين
  • السلطات اليمنية تعلن ضبط بحارين إيرانيين يعملان لصالح الحوثيين شرقي البلاد