YNP / عرب جورنال - عبدالرزاق علي ـ  

على رغم إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي ترحيبه بمفاوضات السلام بين صنعاء والرياض، إلا أنه ربط ذلك بعدم تجاوز المفاوضات للقضية الجنوبية. ولا يعني بالقضية الجنوبية هنا جانبها المطلبي الحقوقي وإنما الانفصال وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل العام 1990.

ما لم يقله المجلس الانتقالي في بيانه الرسمي، والذي جاء فقط لتجنيب المجلس تهمة الوقوف ضد جهود السلام، أفصحت عنه تصريحات عدد من قادته، وأيضا تصريحات بعض المسئولين الإماراتيين.

حملت التصريحات اتهامات صريحة للسعودية بتسليم اليمن لدولة خارجية. يشعر الانتقالي أن اتفاق الرياض مع صنعاء سيؤثر بشكل كبير على تحركاته لفرض الانفصال كأمر واقع، وقبل ذلك، تشعر الإمارات أن المفاوضات تهدد تحكمها بموارد يمنية مهمة.

 في السياق، يقول القيادي في المجلس، صلاح السقلدي، إن كل المؤشرات تشير إلى أن المشروع الجنوبي الطامح لاستعادة الدولة في الجنوب يتم قمعه بشراسة ليس فقط من قِبل خصوم الجنوب التقليديين المحليين بل من قوى إقليمية وازنة، السعودية أبرزهم، وبالتالي ثمة اصطفاف حزبي وخليجي وامريكي على إغفال هذه القضية ـ على المدى المنظور على الأقل - حتى تستوي سفينة التسوية على جودي مصالح القوى اليمنية على اختلافات وتباينات هذه القوى ومصالح الخليجيين. على حد تعبيره.

ويرى السقلدي أن "المجلس الانتقالي الجنوبي يبدو في وضع أقل ما يمكن وصفه بأنه حرج، شارد الفكر تغشاه الصدمة جراء الهرولة السعودية باتجاه صنعاء، والبيان المقتضب الخجول الذي أصدره مساء الجمعة يعكس وضعه العصيب، فهو (الانتقالي) واقع بين حجرتي رحى: الضغوطات السعودية وبين الوعود التي أطلقها لجماهيره في سالف الأعوام".

على ذات المنوال، وفي سياق استدعاء إيران لخلق مخاوف معينة، يقول القيادي والإعلامي المحسوب على الانتقالي، صلاح بن لغبر، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": من الأفضل والأشرف لأبناء الجنوب أن لا يسجل التاريخ أي مشاركة من أحدهم في أي اتفاق يشرعن سيطرة إيران على أرض عربية، حسب زعمه.

ويتابع: على أن ينشغلوا ببلادهم وشعبهم بعيدا عن ذلك وأن يعلموا أن تحقيق الاستقلال بات فرض عين شرعا وتقديرا وحكما ونضالا.

تصريحات قيادات الانتقالي جاءت متسقة مع التصريحات الإماراتية في هذا الجانب، ما يعني أنها عبارة عن حملات إلكترونية هدفها التشويش على المفاوضات الجارية في الرياض.

إلى ذلك، يتساءل عبدالخالق عبدالله، والذي تقدمه وسائل الإعلام على أنه مستشار للرئيس الإماراتي محمد بن زايد: لماذا يصر البعض على تسليم الجنوب العربي لجماعة الحوثي بصنعاء".

ويضيف: قضية الجنوب العربي ليست قضية انفصال بل هي قضية تحرر وطني حيث يسعى شعب الجنوب لتأسيس وطنه الحر ودولته المستقلة ويستحق دعم دول العالم وشعوب المنطقة وفي المقدمة دول وشعوب الخليج العربي. دولة ولها عنوان.

من الملاحظ أن هناك تركيزا على استدعاء إيران في الخطاب الإعلامي الإماراتي بهدف إعطاء انطباع مغاير عن مفاوضات الرياض، وأيضا دغدغة عواطف أبناء الجنوب.

 

ـ تصدير النفط:

يمكن القول إن هذه النقطة بالتحديد هي أبرز سبب لانزعاج الإمارات من مفاوضات الرياض، على اعتبار أن أبوظبي، ومنذ سنين، تسيطر على الموانئ اليمنية وكذلك بعض حقول النفط، وتتحكم فيها.

منذ العام 2017، تعمل الإمارات على عرقلة عملية تصدير النفط والغاز اليمني، وترسل من حين لآخر تعزيزات إلى ميناء بلحاف الذي تسيطر عليه في محافظة شبوة والذي يمثل أكبر مشروع صناعي استثماري في تاريخ اليمن، وهو أكبر ميناء لتصدير الغاز المسال في البلاد. الأمر ذاته حدث في ميناء الضبة النفطي بحضرموت.

بمعنى أن الإمارات استثمرت مشاركتها في التحالف الذي تقوده السعودية لتحقيق أهدافها في السيطرة على مطارات وموانئ يمنية، غير آبهة بتعطيل صادرات النفط أو حركة الملاحة البحرية والجوية، وتكبيد الاقتصاد اليمني خسائر فادحة. ومن شأن أي اتفاق جاد أن يرفع يد الإمارات عن الموانئ اليمنية.

وفي هذا السياق، يقول الناشط السياسي، عادل الحسني، إن من ضمن توافقات صنعاء والرياض، سيُعاد تصدير النفط بعد توقف دام أكثر من عام، ولكن تشترط صنعاء ألا يتم توريد العائدات إلى البنك الأهلي السعودي ويتقاسمها لصوص الشرعية والانتقالي، كالسابق.

وفي إشارة إلى الإمارات، يضيف الحسني: تصدير النفط مرتبط بصرف مرتبات جميع موظفي الجمهورية، ولكن يبدو بأنَّ هناك جهات متضررة، وستبدأ في التعطيل. نتمنى أن تغلب مصلحة البلد والمواطن عند الجميع.

 

ـ تحركات عملية:

من غير المستبعد أن تتجاوز الإمارات التصريحات إلى تحركات عملية للتشويش على المفاوضات.

وفق الحسني، فقد عممت الإمارات على عناصرها بإثارة فوضى داخلية والتشويش على جهود سلطنة عُمان للسلام؛ بوصول شحنات أسلحة إلى المخا وبلحاف.

 

 


المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية

كلمات دلالية: تصدیر النفط

إقرأ أيضاً:

عن وضع الجنوب.. هذا ما أعلنه المكتب الإعلاميّ لميقاتي

صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي البيان الآتي:   يتم التداول بمعلومات صحافية مفادها أن "لبنان تبلغ بالواسطة أن إسرائيل لن تنسحب من الجنوب بعد انقضاء مهلة الستين يوماً من الهدنة".   إن هذا الكلام غير صحيح على الاطلاق، والموقف الثابت الذي أبلغه دولة الرئيس ميقاتي إلى جميع المعنيين، وفي مقدمهم الولايات المتحدة الأميركية  وفرنسا، وهما راعيتا تفاهم وقف اطلاق النار، ينصَّ على ضرورة الضغط على العدو الاسرائيلي للانسحاب من الأراضي اللبنانية التي توغل فيها، ووقف خروقاته وأعماله العدائية. وهذا الموقف كرره دولة الرئيس أمس خلال الاتصالات الديبلوماسية والعسكرية المكثفة التي أجراها من أجل انسحاب العدو من القنطرة وعدشيت والقصير ووادي الحجير في الجنوب، كما أن دولة الرئيس كان أبلغ هذا الموقف إلى ممثلي واشنطن وباريس في اللجنة الأمنية الخماسية لوقف النار، خلال الاجتماع في السرايا الثلاثاء الفائت وطالب بوجوب الالتزام الاسرائيلي الكامل بالانسحاب، مشدداً على أن الجيش الذي يقوم بواجبه في مناطق انتشاره، باشر تعزيز وجوده في الجنوب طبقاً للتفاهم.    إنَّ المواقف الإعلامية والمزايدات المجانية في هذا المجال لا تُجدي نفعاً، فالحكومة لم تقصّر في متابعة هذا الملف على كل الصعد السياسية والديبلوماسية والأمنية والاجتماعية منذ اليوم الأول للعدوان الاسرائيلي، وهي وجدت نفسها أمام واقع لا تتحمّل مسؤوليته ولكنها، وحرصا منها على المصلحة الوطنية، تقوم بواجبها بكل عزم ومثابرة من دون التوقف عند الاتهامات والمزايدات التي لا طائل منها.    

مقالات مشابهة

  • حضرموت الجامع: الانتقالي يواصل سياسة الإقصاء وفرض الهيمنة على حضرموت
  • عن وضع الجنوب.. هذا ما أعلنه المكتب الإعلاميّ لميقاتي
  • المجلس الانتقالي يتهم الحكومة اليمنية بمحاولة تثبيت نتائج حرب 1994
  • كاتب صحفي: استهداف الحوثيين جزء من خطة إقليمية لتفكيك أذرع إيران
  • نائبا رئيس الإمارات يهنئان المنفي بذكرى استقلال ليبيا
  • استدعاء 6789 سيارة هوندا في السعودية لهذا السبب؟
  • الانتقالي يكشف الأسباب الحقيقية وراء انسحاب الزبيدي من "الرئاسي"
  • الانتقالي: “حكومة عدن” عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها وأداء واجباتها 
  • المنفي يتلقى من رئيس دولة الإمارات برقية تهنئة بذكرى الاستقلال
  • انضمام حركة تحرير السودان «المجلس الانتقالي» إلى القوة المشتركة