الهيئة العامة للأوقاف تقيم حفلاً تكريمياً للمكفوفين بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
الثورة نت|
نظمت الهيئة العامة للأوقاف اليوم حفلاً تكريمياً لمنتسبي مركز النور للمكفوفين احتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف والذكرى التاسعة لثورة 21 سبتمبر.
وفي الحفل عبر مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين عن سعادته في مشاركة المكفوفين احتفالهم بمولد خير البرية من أرسله الله نوراً للبشرية ليخرجها من الظلمات إلى النور، وما أحوج الأمة لنور الله لتهتدي به في كل أمور الحياة.
وشدد على ضرورة إتباع نهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتأسي به وإبراز مظاهر الفرح والسرور بذكرى مولده وتجسيد محبة اليمنيين للرسول الكريم قولا وفعلا.
وقال “جعل الله تعالى للمؤمن نوراً في قلبه ليعوضه عن بصره الذي فقده ونور الله في قلب الإنسان يغني عن كثير من الأمور لذلك فقد عوض الله الكفيف بنوره الإلهي، وابتلى الله الكفيف بفقدان بصره لكن منحه نور البصيرة ليستعين بها في حياته”.
ونوه العلامة شرف الدين بدور هيئة الأوقاف التي دشنت مؤخرا مشروع “وتعاونوا على البر والتقوى” لاستهداف الأيتام والمكفوفين وطلاب العلم ومرضى السرطان وكذا دعم مئات من الجهات الرسمية وجمعيات ومراكز علمية بمبلغ أربعة مليارات ريال للعام 1445هـ.
ولفت إلى أن هيئة الأوقاف تقوم بما يجب عليها الاضطلاع به لكنها غير قادرة على دعم كافة المراكز وتوفير احتياجاتها .. حاثاً الهيئات والمؤسسات الأخرى على دعم جهود الهيئة في توفير وتلبية احتياجات المراكز العلمية والطبية.
ودعا مفتي الديار اليمنية إلى المشاركة الفاعلة والحضور المشرف في الفعالية المركزية للاحتفال بذكرى المولد النبوي يوم 12 ربيع الأول بميدان السبعين وعدم الانجرار وراء الأصوات النشاز التي تبدع الاحتفال بالمولد النبوي.
وأٌلقيت في الفعالية التي حضرها عضو مجلس الشورى محمد مفضل كلمة لنائب رئيس هيئة الأوقاف عبدالله علاو، أكد استعداد الهيئة إعادة تأهيل وترميم مرافق مركز النور للمكفوفين التي استهدفها العدوان عام 2016 بعدد من الغارات، ورفع المخصص المالي الذي تقدمه الهيئة للمركز لتمكنه من مواجهة التزاماته.
وأشار إلى حرص الهيئة على تدشين مشروع “وتعاونوا على البر والتقوى” سنوياً تزامناً مع ذكرى المولد النبوي الشريف، لتجسيد مبدأ التراحم والتكافل الاجتماعي.
وأكد حرص الهيئة على توسيع أنشطتها ومشاريعها الخيرية والإنسانية وفقا للمصارف التي لأجلها أوقف الواقفون أموالهم وممتلكاتهم وضمان أن يلمس كل من شملتهم مصارف الوقف.
من جانبه أكد مدير مركز النور للمكفوفين حسن إسماعيل، أهمية الاحتفاء بذكرى المولد النبوي باعتبارها مناسبة عظيمة .. مشيراً إلى أن المركز يولي هذه المناسبة اهتماماً من خلال تنفيذ أنشطة وفعاليات تجسد ارتباط أبناء اليمن برسول الرحمة والإنسانية.
وقال “نحن بحاجة ماسة لتطبيق مبادئ الرحمة والعدالة والمساواة في واقعنا المعيشي خاصة ما يتعلق بتوفير متطلبات واحتياجات المركز الذي يعد مؤسسة علمية يقدم خدمات لآلاف المكفوفين من كافة أنحاء المحافظات”.
وثمن حسن إسمعيل إسهامات هيئة الأوقاف ودعمها لأنشطة المركز ومساعدته على مواجهته نفقاته التشغيلية .. معبراً عن الأمل في زيادة دعم الهيئة لتتمكن قيادة المركز من توفير الوسائل التعليمية المتطورة وتحديث تجهيزاته المختلفة وتساعده على الاهتمام بكوادره.
وفي ختام الحفل الذي حضره رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بمحلي أمانة العاصمة حمود النقيب ووكلاء الهيئة لقطاع المساجد والمبرات الدكتور عبدالله القدمي وقطاع الاستثمار وتنمية الموارد الدكتور محمد الصوملي ووزارة الشئون الاجتماعية لقطاع الرعاية علي جران ورئيس اتحاد رياضة المعاقين عبدربه حميد، تم تكريم المبرزين من المكفوفين من منتسبي المركز، وتقديم فقرات إنشادية ومن التراث الشعبي.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: المولد النبوي الشريف المولد النبوی هیئة الأوقاف
إقرأ أيضاً:
حكم لبس الكمامة في الصلاة بالشرع الشريف
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا يوجد مانع شرعًا من لبس الكمامة أثناء الصلاة؛ تحرُّزًا من وجود عدوى أو فيروس، ولا يدخل ذلك تحت تغطية الفم والأنف المنهي عن تغطيتهما في الصلاة؛ بل هو عذرٌ من الأعذار المبيحة، وحالة من الحالات المستثناة من الكراهة؛ كالتثاؤب المأمور بتغطية الفم طروِّه من المصلي.
وأجاز الفقهاء حالات أخرى يستثنى فيها تغطية الفم والأنف في الصلاة؛ كالحرِّ والبرد ونحوهما من الأعذار العارضة؛ لأن النهي هو عن الاستمرار فيه بلا ضرورة؛ بل أجاز بعضهم استمراره في الصلاة لٍمَن عُرفَ أنه من زيِّه، أو احتيجَ له لعمَلٍ أو نحوه. وقد ثبت ضرر هذا الفيروس وسرعة انتقاله عن طريق المخالطة؛ فيكون اتِّقاؤه والحذر منه أشد، فتتأكد مشروعية تغطية الأنف والفم بالكمامة في جماعة الصلاة؛ حذرًا من بلواه، واجتنابًا لعدواه، واحترازًا من أذاه.
حكم تغطية الفمِ والأنف في الصلاة
ونهى الشرع الشريف عن تغطية الفمِ والأنف في الصلاة؛ لِما في ذلك من شغل عن الخشوع وحُسن إكمال القراءة وكمال السجود؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن السَّدْلِ في الصلاة، وأن يُغَطِّيَ الرجلُ فاهُ" أخرجه أبو داود في "السنن"، والبزار في "المسند"، وابن حبان في "الصحيح"، والحاكم في "المستدرك" وصححه، والبيهقي في "السنن الكبرى".
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا يَضَعَنَّ أَحَدُكُمْ ثَوْبَهُ عَلَى أَنْفِهِ فِي الصَّلَاةِ، إِنَّ ذَلِكُمْ خَطْمُ الشَّيْطَانِ» أخرجه الطبراني في معجميه "الأوسط" و"الكبير"، ورواه ابنُ وهب في "الجامع" و"الموطأ" وأبو داود في "المراسيل" عن وهب بن عبد الله المعافري مرسلًا.
وعن عبد الرحمن بن الْمُجَبَّرِ "أنه كان يرى سالم بن عبد الله، إذا رأى الإنسان يغطي فاه وهو يصلي، جبذ الثوب عن فيه جبذًا شديدًا، حتى ينزعه عن فيه" رواه مالك في "الموطأ".
قال العلامة الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (2/ 336، ط. دار الفكر): ["وأن يُغَطِّيَ الرجلُ فاهُ"، أي: فمه في الصلاة، كانت العرب يتلثمون بالعمائم، ويجعلون أطرافها تحت أعناقهم، فيغطون أفواههم كيلا يصيبهم الهواء المختلط من حرٍّ أو برد، فنهوا عنه؛ لأنه يمنع حسن إتمام القراءة وكمال السجود] اهـ.
والكراهة الواردة في هذه الآثار كراهة تنزيهية لا تمنع صحة الصلاة، والفقهاء مختلفون علة النهي التي يدور معها وجودًا وعدمًا؛ فقيل: لأنها عادة جاهلية، وقيل: لِما فيها من التشبه بالمجوس، وقيل: لِما فيها من معنى الكِبر. كما أن النهي عن تغطية الفم في الصلاة ليس على إطلاقه؛ فالفقهاء متفقون على أنه يُشرَعُ للمصلي إذا تثاءب في صلاته أن يغطي فَمَهُ؛ التزامًا بالأدب في مناجاة الله، ودفعًا للأذى والضرر، وذهب بعضهم إلى أن أصل الكراهية لمن أكل ثومًا ثم تلثَّمَ وصلى على تلك الحالة:
قال الإمام السرخسي الحنفي في "المبسوط" (1/ 39، ط. دار المعرفة): [إن ترك تغطية الفم عند التثاؤب في المحادثة مع الناس تعد من سوء الأدب؛ ففي مناجاة الرب أولى] اهـ.
وقال العلامة الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (1/ 216، ط. دار الكتب العلمية): [ويكره أن يغطي فاه في الصلاة؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن ذلك؛ ولأن في التغطية منعا من القراءة والأذكار المشروعة؛ ولأنه لو غطى بيده فقد ترك سنة اليد، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ فِي الصَّلَاةِ»، ولو غطاه بثوب فقد تشبه بالمجوس؛ لأنهم يتلثمون في عبادتهم النار والنبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن التلثم في الصلاة، إلا إذا كانت التغطية لدفع التثاؤب: فلا بأس به] اهـ.
والتثاؤب عذرٌ من الأعذار التي تُعرض للمصلي، يدخل فيه من كان في معناه، مما تدعو إليه الحاجة؛ كالحَرِّ أو البردِ أو نحوهما؛ فيأخذ حكمه من استثناء التغطية والاتِّقاء، فالمراد من النهي عن التغطية: الاستمرار فيه بلا ضرورة، أما عروضها ساعة لعارضٍ أو لحاجة؛ يدخل ضمن الرخصة والجواز، ولذلك أجاز العلماء التلثم في الصلاة لٍمَن عُرفَ أنه من زيِّه، أو أُحتيجَ له لعمَلٍ أو نحوه:
فعن قتادة: "أن الحسن كان يُرَخِّصُ في أن يصلي الرجل وهو متلثم إذا كان من بردٍ أو عذرٍ" أخرجه عبد الرزاق في "المصنف".