منظمات تطالب بإجراءات حاسمة ضد العنصرية في تركيا.. خطوات حكومية مرتقبة
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
ارتفعت حدة الأصوات الرافضة للممارسات العنصرية وخطاب الكراهية ضد اللاجئين وخاصة السوريين في تركيا، وهو ما دفع الرئيس التركي وشخصيات سياسية بارزة، بالإضافة إلى مساعي المنظمات الحقوقية للحد من تفشي هذه الظاهرة باعتبارها تناقي قيم وعادات الشعب التركي.
وعقدت منظمات حقوقية مؤتمرا صحفيا، الثلاثاء، في مقر جمعية "مظلوم دير" بمنطقة الفاتح في ولاية إسطنبول حضرته صحيفة "عربي21"، دعت فيه إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد مروجي العنصرية في تركيا.
وأصدر "تجمع حقوق اللاجئين" في تركيا، بيانا في نهاية المؤتمر، طالب فيه بإلغاء القرار الصادر عن رئاسة الهجرة التركية، المتضمن تحديد 24 من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري كمهلة أخيرة لمغادرة اللاجئين السوريين الذين لا يمتلكون بطاقات حماية مؤقتة وليس في حوزتهم وثيقة إذن سفر.
وأكد البيان أنه لا بد من تسوية أوضاع العائلات السورية المقيمة في إسطنبول، وخاصة التي يمتلك أفرادها أماكن أو مصادر عمل أو أطفال في المدارس التركية، مطالبا بإلغاء القيود المفروضة على حركة وتنقل اللاجئين السوريين.
ودعا البيان إلى إيقاف الانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون في مراكز الترحيل التابعة لرئاسة الهجرة في تركيا، مؤكدة أن هناك ممارسات تجبر الموقوفين للتوقيع على أوراق "العودة الطوعية".
رفض الإعادة "القسرية"
وقال الناشط الحقوقي المهتم بشؤون اللاجئين في تركيا، طه الغازي، إن المادة الرابعة من قانون الأجانب والحماية الدولية تنص على عدم إعادة اللاجئ إلى بلده، إن كان ذلك يشكل تهديدا على حياته أو حياة أفراد أسرته.
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21" على هامش مؤتمر المنظمات الحقوقية: "لكن على الرغم من كون تركيا تمثل طرفا موقعا على اتفاقية جنيف 1951 المتعلقة بحقوق اللاجئين، إلا أن عمليات إعادة اللاجئين القسرية ما زالت قائمة في مراكز الترحيل.
ورأى أن اللاجئين في تركيا أجبروا على المضي في طريق الموت واللجوء بغية التعلق بأمل حياة كريمة، لكن وبالرغم من مآسي هؤلاء المظلومين نجد بعض الساسة ممن يستغل هذه المأساة ويقدم وعودا انتخابية في ميدان المناكفات السياسية.
وناشد التجمع الحقوقي في بيانه، القضاء التركي لتطبيق القوانين التي تجرم خطاب الكراهية والتمييز العنصري، مطالبا بتامين بيئة قانونية لحماية اللاجئين، خاصة أن بعض اللاجئين يتعرضون لاعتداءات عنصرية وبالرغم من ذلك يتخوفون من التقدم بالشكوى، خشية ترحيلهم إلى بلدانهم.
وانتقد بيان التجمع الحقوقي سياسة صمت ونأي الحكومة بنفسها عن تنامي خطاب الكراهية والتمييز العنصري ضد اللاجئين السوريين والأجانب، معتبرا أن هذه السياسة ستكون سببا في تغذية بيئة انعدام الأمن.
يلديز أونان، عضوة "جمعية حقوق اللاجئين" في تركيا، قالت في حديثها لـ"عربي21"، إن الجمعيات الحقوقية التركية تركز الآن عملها لإلغاء قرار رئاسة الهجرة بشأن مغادرة اللاجئين الذين لا يحملون وثائق رسمية من ولاية إسطنبول.
وأوضحت أن الجمعيات الحقوقية التركية ستعقد لقاءات مع عدد من المسؤولين الحكوميين وشخصيات برلمانية، كما أنها ستناقش القرار مع لجنتي حقوق الإنسان واللاجئين في البرلمان التركي.
وحول مخاوف بدء حملة جديدة لترحيل اللاجئين المخالفين بعد انتهاء مهلة رئاسة الهجرة، أكدت الحقوقية التركية أن عدة محامين بالتعاون مع المنظمات التركية يعملون على حل مشاكل السوريين وباقي اللاجئين في مراكز الترحيل.
وأكدت أن الجمعيات الحقوقية في تركيا، وثقت العديد من حالات الترحيل القسري للاجئين السوريين والأفغان، لافتة إلى أن الجمعيات الحقوقية تعمل الآن على تعريف اللاجئين بحقوقهم خاصة أن معظمهم لا يعرف شيئا عن الأمر.
تفاعل حكومي
ودفعت الاعتداءات المتكررة على اللاجئين في تركيا، رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان في أكثر من مناسبة لإعلانه رفض هذه الممارسات، حيث أكد قبل أيام أن حكومته لن تسمح بتفشي العنصرية وكراهية الأجانب، بالتوازي مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لحل مشكلة الهجرة غير النظامية.
وقال أردوغان في كلمة ألقاها الخميس، خلال فعالية أقيمت بمشاركة مسؤولين محليين في المجمع الرئاسي التركي بالعاصمة أنقرة، إن وصمة الاستعمار والعنصرية والفاشية لم تكن موجودة أبدا في أي مرحلة من مراحل التاريخ التركي.
وأوضح أن الجهود التي بذلت عبر التاريخ لتأليب الشعب ضد بعضه على أساس العرق والطائفة والنزعة والأيديولوجية وما شابهها من تقسيمات أخرى، قد باءت دائما بالفشل.
ولفت إلى أن التاريخ التركي معروف باحتضان جميع من ضاقت بهم السبل دون أي تمييز، من البلقان وحتى القوقاز والعراق وسوريا، وبالتسامح مع الآخرين ومساعدة المحتاجين.
بدوره، رئيس حزب "الحركة القومية" دولت بهاشلي، الحليف الأبرز لحزب "العدالة والتنمية"، أدلى بتصريحات تدين الممارسات العنصرية في بلاده، مؤكدا أن المعادين للاجئين يريدون خلق بيئة من التوتر الداخلي من خلال تدمير النسيج الاجتماعي في تركيا وخلق بيئة قتالية منظمة من خلال عداء اللاجئين.
وشدد في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية، على أن "العدالة والإنصاف، والمساواة والحرية، والسلام والأمن حق من حقوق الإنسان".
من جانبه، علق أوكتاي سارال، كبير مستشاري الرئيس التركي، على حادثة ضرب سائح كويتي في ولاية طرابزون حيث حمل حزب "النصر" المعادي للاجئين والعرب مسؤولية تصاعد خطاي الكراهية، محذرا من أن تلك التصرفات سيكون لها عواقب اقتصادية على تركيا.
وقال عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن الخطاب العنصري لزعيم حزب الظفر القومي أوميت أوزداغ يزرع الكراهية في المجتمع التركي، مؤكدا أن حوادث الاعتداء العنصرية لا تتوافق مع قيم "التسامح والأخوة" التي يعرفها مواطنو طرابزون.
وأضاف: "أتباع أوزداغ يهددون بجر تركيا إلى حرب أهلية، وأصبحوا مشكلة أمن قومي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية تركيا اللاجئون أردوغان تركيا أردوغان لاجئون سوريون تغطيات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اللاجئین فی فی ترکیا
إقرأ أيضاً:
منظمات: وقف المساعدات الإنسانية الأميركية يعرض ملايين النساء للخطر
قالت منظمات مجتمع مدني إن وقف المساعدات الإنسانية الأميركية أرغم العديد من هذه المنظمات على تعليق عشرات البرامج التي تساعد النساء والفتيات اللاتي يعانين من أزمات، مما يعرض الآلاف لخطر الموت ويهدد حقوقهن.
وأكد جان فرنسوا كورتي رئيس منظمة "أطباء العالم" "أنها كارثة إنسانية" ستؤدي إلى "آلاف الوفيات".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مقرر أممي: الترحيل الجماعي للغزيين خيال وأوهامlist 2 of 2تجميد المساعدات الأميركية يهدد جهود مكافحة الإيدز في أفريقياend of listوألغت واشنطن 92% من تمويل البرامج الخارجية للوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو إس أيد" (USAID) التي بلغت ميزانيتها السنوية 42.8 مليار دولار، أي 42% من المساعدات الإنسانية في العالم.
وشددت المنظمات غير الحكومية على أن تداعيات إغلاق العيادات التي تقدم الرعاية قبل الولادة وبعدها ووقف برامج التخطيط الأسري وضمان الإجهاض الآمن ووقف توزيع الغذاء على الحوامل والمرضعات ووقف الرعاية والدعم النفسي لضحايا الاغتصاب، أمور "مأساوية".
وتقول آن بيدو المديرة العامة لمنظمة "بلان إنترناشيونال فرانس" (Plan International France) إن "الولادات لن تتم في ظروف جيدة بعد الآن، وإن وفيات الأمهات أحد الأسباب الرئيسية لوفاة النساء في البلدان التي تمر بأزمات".
وكانت منظمتها التي تحارب عدم المساواة بين الفتيات والفتيان، تتلقى 40 مليون يورو سنويا من المساعدات الأميركية. ومنذ الإعلان عن تجميد هذه المساعدات، اضطرت المنظمة إلى تعليق 13 مشروعا كان يستفيد منها 1.5 مليون شخص في 12 دولة. ومثال ذلك برنامج في بنغلاديش للتصدي لزواج الأطفال والحمل المبكر، وبرنامج آخر في إثيوبيا يقدم الرعاية للنساء والأطفال الحديثي الولادة.
إعلانوكان من المفترض أن تحصل منظمة التضامن الدولية على 60 مليون يورو من الأميركيين عام 2025، أي 36% من ميزانيتها، بحسب مديرها العام كيفن غولدبرغ. واضطرت المنظمة إلى وقف برنامج في أفغانستان ساعد نحو 10 آلاف امرأة في باميان (وسط البلاد) على تطوير نشاط زراعي حتى يصبحن مستقلات اقتصاديا.
وستضطر وكالات الأمم المتحدة أيضا إلى العمل دون أموال أميركية، حيث كان من المفترض أن يتلقى صندوق الأمم المتحدة للسكان مبلغ 377 مليون دولار لتوفير "الرعاية الصحية الأساسية للأمهات والحماية من العنف وعلاج ضحايا الاغتصاب وغيرها من ضروب الرعاية الأساسية في أكثر من 25 دولة تعاني من أزمة"، بحسب ما ذكرت الوكالة في نهاية فبراير/شباط.
وصندوق الأمم المتحدة للسكان مزود رئيسي للأدوية والمعدات اللازمة للمنظمات غير الحكومية، كما تقول بريجيت تونون المرجع الصحي في منظمة العمل ضد الجوع، التي أعربت عن قلقها من وقف توزيع وسائل منع الحمل والحصول على عمليات الإجهاض الآمن، وهي سياسات مستهدفة من إدارة دونالد ترامب المحافظة.