حلو مر.. أحدث روايات الدكتور محمد عرفي
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
قلبه الطيب تفتت بانقلاب الكيزان.. أو الإخوان كما يسميهم السودانيون و ربيبهم و منظرهم الترابي.. تبا لهم ماذا فعلوا بك يا سوداننا الحبيب؟كيف غدروا بك والقوا بك في غياهب جب حالك الظلمة، ومستنقع للعنف لا ينقضي؟
بهذا الحديث مع الذات الذي تتضمنه رواية حلو مر للكاتب والروائي المصري محمد مصطفى عرفي، يستطيع القارئ من خلاله أن يستشف المضمون والرسالة التي يبعث بها كاتبها في محاولة منه لتفسير ما جرى للسودان الشقيق، منطلق من الماضي القريب إلى الحاضر المعيش، شاخصة إلى مستقبل غامض ومربك.
فحول شخصية محمود، الشاب المصري الطموح، و فكرة رسالته للدكتوراه بالمشاركة مع جامعة لندن، التي دفعته لخوض تجربته في الخرطوم، و بحبه لتلك الفتاة السودانية التي تدعى مها.. تدور أحداث روايتنا التي حاول الكاتب أن ينقل لنا من وحي خياله صورة أقرب ما تكون للحقيقة بشأن ما تعرض له السودان على أيدي نظام قفز على السلطة متدثرًا بالاسمال الدينية..
تدور أحداث الرواية حول بطلها محمود، و لقاءه بأسرة السفير محجوب و زوجته و ابنته مها، تلك الأسرة المهاجرة من السودان إلى لندن هربا من الواقع مر المزاق.. الحلو مر.. نسبة للمشروب الأشهر في السودان، بتأثيره في الوقاية من الأسقام والحسد وكافة الشـرور والآثام، ذلك الواقع، الذي دفع ثمنه أبناء السودان الشقيق، و ذلك عقب سيطرة أشد البشر زيفا و كذبا و نجاحهم في خداع الغالبية بمقولاتهم الدينية الساذجة و وفقا لوصف الكاتب لمجرد انهم شغلوا مكانة الإمام في احدى الزوايا أو لمجرد ارتدائهم جلبابا..
منذ السطور الأولى لرواية حلو مر يمضي القارئ متشوقا دون توقف، في رحلة البحث عن أجوبة حول التساؤلات التي تطرحهها الرواية و الوصول للرسالة التي تحملها بين طياتها.. من و لماذا و متى و كيف؟!.. فهي جميعها أسئلة حاول الكاتب أن يجيب عنها بالتوازي مع قصة الحب العذبة، التي جمعت بين بطلي الرواية محمود و مها، التي حاول من خلال كل تفصيلة من تفاصيلها التأكيد على مدى التقارب بينهما و كأنه مرآة عاكسة للتقارب التاريخي بين الشعبين المصري والسوداني وخصوصا جيل الآباء، و ذلك من خلال تطرقه لملامح الشبه بين والد حبيبته الاستاذ محجوب جناب السفير.. ابن السودان.. و والده المصري..
حلو مر.. ليست التجربة الأولى من نوعها لكاتبها الروائي المصري محمد مصطفى عرفي، المحاضر الأكاديمي، الحاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في القانون والعلوم السياسية من لندن، فكما قال فالعمل على هذه الرواية بدأ منذ ثلاث سنوات، و ذلك أثناء تواجده لأداء مهام عمله في جيبوتي..
و لعل أهم ما يميز هذه الرواية هو أهميتها و أهمية مضمونها و الرسالة التي تحملها، و ذلك وفقا لحديث كاتبها، الذي أشار للتقارب الذي يجمع الشعبين المصري والسوداني، فهناك نحو خمسة مليون سوداني يعيشون على أرض مصر، و رغم هذا لا يزال هناك الكثير من التفاصيل المجهولة عن هذا الشعب للغالبية في مصر.
صدرت للكاتب و الروائي المصري محمد مصطفى عرفي العديد من المؤلفات الأدبية والسياسية باللغتين العربية والإنجليزية، كما صدرت له خمسة كتب باللغة الإنجليزية، وأربع روايات باللغة العربية، و هي: الحب في لندن عام 2015، دموع ماتريوشكا عام 2017، وردة في حقل الصبار عام 2020، و ظلال الكولوسيوم عام 2021..
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
فلاش كتاب الأجيال .. خالد الصفتي: دخلت روايات مصرية للجيب بدون مسابقات
استضاف منتدى مدينتي الثقافي ضمن مبادرة الفنانة التشكيلية إيناس الجوهري "فنانين ولكن كتاب"، ندوة تحت عنوان "فلاش كتاب الأجيال"، تحدث فيها الكاتب خالد الصفتي صاحب العديد من السلاسل منها فلاش وسماش وغيرها، وحاوره الناشر والكاتب ماجد إبراهيم.
وتطرق خالد الصفتي خلال الندوة للعديد من المراحل التي مر بها في حياته وكتاباته ولقاءه بحمدي مصطفى مدير المؤسسة العربية الحديثة الراحل وغيرها.
في البدء تحدث الصفتي عن الكتابة والرسم في حياته مؤكدا أن علاقة الرسم بالكتابة هي حالة متكاملة ولم تكن منفصلة يوما، ومن الصعب جدا ايضًا انفصالها، والكتابة في سلاسله لا تليق إلا بهذا الشكل، والشخصيات التي رسمها واعتمد عليها في كتاباته كانت تنطبق على الكتابة والكتابة تنطبق عليها، وهو ما خلق حالة من التوافق ما بين الرسم والكتابة، معللا أنه ربما يكونا لقارئ قد ارتبط بالسلاسل التي يصدرها لهذا الأمر.
وتحدث الصفتي عن حياته والتحاقه بكلية الفنون الجميلة مؤكدا انها لم تكن رغبته الأولى حين كتب ورقة التنسيق بعد تخرجه من الثانوية العامة، وأن رغبته الأولى كانت السياحة والفنادق لأنه يهواها منذ الصغر، وقلبه معلق بالمتاحف والأماكن الأثرية، ولكن الذي حدث أنني التحقت بمعهد السينما.
وأضاف:" في معهد السينما وجدت أنني سأدرس الكثير من الكتب وكان هناك من المحاضرين يوسف إدريس ومحمود مرسي ومنى جبر وغيرهم، لكنني سأقرأ أكثر من مائة وثمانين كتابا، فقررت ان أترك معهد السينما وأتجه لكلية الفنون الجميلة، وحدث هذا بالفعل، ربما لأنني أعرف ان الفن ليس محتاجا لدراسته أكاديميا، الدراسة الأكاديمية ستصقله، ولكن من الممكن أن أصقله أيضًا بالممارسة والاطلاع، والحقيقة أنا لم أنظر للفن كمهنة ولكن كهواية، وحين مارستها نظرت للفن كمهنة وليس كهواية.
وعرج الصفتي على الأجيال الجديدة موضحًا أن الأمر اختلف تماما، ولم تعد هناك كليات قمة كما كان قديما، الطفل الآن ينشأ على الموبايل وعلاقته به، وهناك شباب يتربحون من التطبيقات وغيرها وهم يدرسون في الثانوية وغيرها، وبالطبع هذا مؤثر جدا، ويمكن ان يكون الامر لازال كما هو في الأرياف ولكن ليس في القاهرة، الامر اختلف تماما.
ولم ينس الصفتي فلاش، تلك السلسلة التي كان لها رواج كبير منذ بدايتها وانتشارها في العالم العربي كله، يقول: كل الكتاب الكبار والشباب الذين دخلوا لروايات مصرية للجيب كانوا عن طريق المسابقات ومنهم الدكتور أحمد خالد توفيق والدكتور نبيل فاروق والدكتور شريف شوقي ولكن فلاش هي الوحيدة التي ظهرت بلا مسابقة، وبلا تنافس مع أحد، كانت بيني وبين حمدي مصطفى، والحقيقة أنه كان لديه إحساس مرهف بالثقافة والموهوبين، وحين ولدت فكرة فلاش نفذناها على الفور وكان متحمسا لها، وعن اسم السلسلة فقد كنت أرسم صفحة واحدة تحت عنوان فلاش، فأطلقنا الاسم على السلسلة كلها، ولي أن أقول أنها كانت من أكثر السلاسل مبيعا في معرض الكتاب، فقد حدث أناه باعت ما يقرب من 600 ألف نسخة.
وعن شخصيات فلاش أكد الصفتي أن كل الشخصيات ولدت بعد التعاقد على السلسلة، لكن هناك شخصية وحيدة هي التي ولدت قبلها وهي شخصية المواطن المطحون فقط.
واختتم الصفتي ندوته بالإجابة على أسئلة الحضور كلها في الندوة التي استمرت لمدة ساعة تطرق فيها للعديد من الأمور سواء في الكتابة أو حياته الشخصية.