فشل استخباري وحاضنة شعبية يحميان منفذي العمليات بالضفة
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
نابلس - خاص صفا
شهر كامل مرّ على تنفيذ عملية حوارة في التاسع عشر من أغسطس/ آب دون أن يتمكن الاحتلال بكل آلته العسكرية والأمنية من الوصول إلى منفذ العملية.
وعلى مدار شهر كامل نفذت قوات الاحتلال غارات متتالية على بلدة عقربا جنوب شرق نابلس، وداهمت منزل الشاب أسامة عيسى بني فضل الذي تتهمه بتنفيذ تلك العملية، واعتقلت والده وشقيقه مرتين، وأخذت قياسات منزل والده مهددة بهدمه.
ولم تقتصر الاقتحامات على عقربا، بل طالت البلدات المجاورة، وصادرت تسجيلات كاميرات المراقبة، وعملت طائرات الاستطلاع على مدار الساعة، لكنها فشلت برصد مكان تواجد بني فضل.
وحتى اليوم لم تُنشر صورة واحدة لبني فضل الذي قال الاحتلال إنه ينتمي إلى حركة حماس، الأمر الذي يفسره المراقبون بأنه استفاد من تجارب مقاومين آخرين، واستعد لتنفيذ عمليته جيدا بعد أن أخذ العبرة من أخطاء أمنية وقع بها آخرون.
نجاحات متكررة
ولم تكن هذه العملية الوحيدة مؤخرًا التي يفشل الاحتلال بالوصول لمنفذيها، فقد سبقتها عملية إطلاق نار استهدفت مركبة إسرائيلية قرب مفترق الحمرا في الأغوار، أصيبت فيها مستوطنة بجراح.
وفشل الاحتلال باعتقال منفذ العملية المقاوم في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أحمد وليد أبو عرة بعد محاصرة منزله في بلدة عقابا شمال طوباس، بعد أن خاض مقاومون اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال والتغطية على انسحابه.
وترافق حصار البيت مع اشتباكات ومواجهات عنيفة استشهد خلالها الشاب عبد الرحيم فايز غنام.
ومساء الثلاثاء الماضي نفذ مقاومون عملية إطلاق نار استهدفت مركبة للمستوطنين وأصابوا اثنين من ركابها في شارع حوارة الرئيس قرب مفترق بلدة بيتا، وتمكنوا من الانسحاب بسلام.
وشنت قوات الاحتلال حملات دهم واسعة في بلدة بيتا والقرى المجاورة طالت مئات المنازل، وصادرت تسجيلات كاميرات المراقبة.
التفاف شعبي
وفي الوقت الذي كانت قوات الاحتلال تقتحم بيتا وتداهم المنازل، كانت سماعات المساجد تحث المواطنين على الخروج والتصدي للاحتلال حماية للمقاومين، وبالفعل؛ تحولت شوارع البلدة إلى ما يشبه ساحة حرب بين مئات الشبان وقوات الاحتلال.
وتولدت حالة من الالتفاف الشعبي خلف منفذي العمليات وتحولوا إلى رموز وأيقونات يتغنى بها أبناء تجمعاتهم السكانية، الأمر الذي يرى فيه مراقبون تعبيرا عن تنامي الروح الثورية التي يعززها نجاح المقاومين في قهر التفوق الاستخباري الإسرائيلي.
بؤر آمنة وخبرات متوارثة
ويعتبر الباحث والأسير المحرر محمد صبحة أن التفسير الرئيس لذلك نجاح المقاومة بإيجاد بؤر آمنة أو شبه آمنة توفر الحماية لمنفذي العمليات.
ويقول لوكالة "صفا" إن واحدة من أهم مميزات هذه الهبة هي أن المقاومة كما يبدو استطاعت توفير بؤر آمنة يستطيع المقاوم أن يحتمي فيها ولو جزئيا.
ويلفت إلى أن الاحتلال اقتحم قبل أشهر مخيم جنين واغتال المطارد القسامي عبد الفتاح خروشة منفذ عملية حوارة التي وقعت في فبراير/ شباط، كما اقتحم البلدة القديمة بنابلس واغتال القساميين معاذ المصري وحسن قطناني منفذي عملية الحمرا التي وقعت في أبريل/ نيسان.
وبعد ذلك، حاول الاحتلال اقتحام مخيم نور شمس لكنه فشل، ثم تكرر فشله في اقتحام مخيمي جنين ونور شمس، ما يشير إلى توفر حاضنة للمقاومين.
ويبين أن وجود مناطق آمنة يتيح للمقاومين توريث وتناقل الخبرات ومراكمتها كما يحدث في غزة، حيث يراكم المقاوم فيها الخبرة وينقلها لمن خلفه، وهذا نشأ عنه أجيال متواصلة تتوارث خبراتها، بينما في الضفة كان هناك أمد زمني قصير لبقاء المطارد طليقا.
ويؤكد صبحة أن هناك عقبتين يواجههما الاحتلال في الوصول للمطاردين داخل البؤر الآمنة؛ أولهما أن الدخول صعب جدا خاصة وأن دخول قوات خاصة بزي مدني أصبح محفوفا بالخطر، والثاني أن الاقتحام العلني يعطي المطاردين فرصة للانسحاب.
ويستبعد أن يكون الاتفاق الذي جرى بين الاحتلال والسلطة بعدم دخول مخيم جنين بشكل مؤقت، هو ما يمنع الاحتلال من الوصول للمقاومين داخله.
ويقول "في اللحظة التي تتوفر للاحتلال "المعلومة الذهبية" حول أماكن تواجد المقاومين وإمكانية الوصول إليهم، سيتجاوزون أي اتفاق مع السلطة، وحتى تلك الاتفاقات تتضمن استثناء يتيح لها الدخول في حالات الضرورة تحت بند المطاردة الساخنة".
وهذا ما حدث مع الخلية التابعة لحركة حماس التي اعتقلها الاحتلال في مخيم جنين وأعلن أن لها علاقة بإطلاق الصواريخ.
قلق متزايد
ومع كل يوم يبقى فيه المطارد طليقا فإن ذلك يزيد من قلق الأوساط الأمنية الإسرائيلية التي ترى أنه يحمل في طياته عدة محاذير أمنية.
ويقول صبحة أن المطارد يمثل حالة خاصة تخلق حالة أعمّ، وأن بقاء المطارد طليقا يعطيه فرصة لتوريث الخبرة لغيره، ومن جهة أخرى تتوفر له بيئة امنة تمكنه من تجميع آخرين حوله لتشكيل حالة مقاومة أوسع.
وعلى مدى الشهور الماضية، سعى الاحتلال لتنفيذ عمليات اغتيال سريعة وقاسية لمنفذي العمليات بهدف كيّ الوعي وتعزيز قوة الردع الإسرائيلية.
لكن بقاء منفذ العملية أطول مدة ممكنة يعطي غيره جرأة ودافعية أكبر لتنفيذ عمليات لإدراكهم أن هناك فرصة للنجاة والمضي بتنفيذ عمليات أخرى، وسابقا كان المقاوم يتوجه لتنفيذ عمليته ويعتبر نفسه استشهاديا.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: المقاومة الضفة الغربية عملية حوارة عملية الأغوار حماس كتائب القسام قوات الاحتلال
إقرأ أيضاً:
محلل إسرائيلي: لهذه الأسباب لن تكون المنطقة العازلة آمنة لجيش الاحتلال
#سواليف
كشف المحلل العسكري ” #يؤاف_زيتون ” في تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية أن السيطرة على ما يُعرف بـ” #المنطقة_العازلة ” على حدود قطاع #غزة، أو “الحزام الأمني”، لن تكون مسألة سريعة أو بسيطة، بل ستستغرق سنوات طويلة.
السبب يعود، بحسب زيتون، إلى التعقيدات الميدانية الخطيرة التي تواجهها قوات #الاحتلال هناك، وعلى رأسها الطبيعة المعقدة للبنية التحتية التي طورتها المقاومة، وتحديدًا شبكة الأنفاق التي تمر بين المواقع الإسرائيلية المنتشرة في المنطقة.
الاحتلال يواجه في هذه المنطقة تحديات مركّبة، أبرزها العبوات الناسفة التي تزرع في مسارات الجنود، والمقاتلون الذين يظهرون فجأة من داخل الأنفاق، ينفذون هجومًا خاطفًا ثم ينسحبون دون أن يُصابوا، في تكتيك يذكّر بمشاهد جنوب لبنان في التسعينيات.
مقالات ذات صلةوفي هذا السياق، أشار المحلل إلى كمين بيت حانون الذي نفذته #كتائب_القسام يوم السبت الماضي 19 إبريل 2025، أو حادثة “الموقع 40” بين “نير عام” وبيت حانون كما سماها الاحتلال، والتي وصفها بأنها أعادت إلى الأذهان تجارب مؤلمة عاشها جيش الاحتلال في الجنوب اللبناني قبل عقود.
الجيش يجد نفسه في #حالة_استنزاف يومي في هذه المواقع، حيث لا تلعب هذه النقاط دورًا هجوميًا بقدر ما تُستخدم كحواجز استنزاف أولى، مهمتها امتصاص أي هجوم مفاجئ من قبل #حماس أو الجهاد الإسلامي.
والجنود داخل هذه المواقع لا يحمون شيئًا سوى أنفسهم، وهم في الحقيقة بمثابة “إسفنجة” تتلقى الصدمات البرية الأولى، وفق وصف المحلل.
إحدى أبرز مشكلات هذه المواقع أن مواقعها المكشوفة تجعلها عرضة للرصد والاستهداف بقذائف الهاون. ولهذا، يضطر الجنود في بعض النقاط للنوم داخل غرف محصّنة، بينما في مواقع أخرى لا يتوفر لهم سوى الخيام، ما يزيد من هشاشة الوضع الأمني ويعرضهم للخطر في كل لحظة.
وفي الشهر الأخير فقط، تمكن جيش الاحتلال من اكتشاف نفقين قرب هذه المواقع، ودمرهما، لكنه ما زال يواصل عمليات المسح والبحث على امتداد 65 كيلومترًا من حدود غزة، من كرم أبو سالم جنوبًا وحتى “زيكيم” شمالًا. ومع ذلك، فإن خطر القنص يبقى حاضرًا بقوة، خصوصًا أن بعض المواقع تقع ضمن مدى سلاح الكلاشينكوف الذي تمتلكه فصائل المقاومة.
ورغم كل هذه التهديدات، لم تشر تقارير الجيش حتى الآن إلى وجود هجمات متواصلة على نقاط الضعف في المنطقة العازلة، باستثناء كمين بيت حانون نهاية الأسبوع الماضي.
ويرى الجيش أن حماس تتجنب استنزاف قواتها حاليًا، ضمن استراتيجية محسوبة تهدف إلى الحفاظ على الجهوزية والذخائر بانتظار المناورة الكبرى المتوقعة من قبل الجيش الإسرائيلي، إذا قرر تنفيذها.
في الأثناء، نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام، صباح اليوم الإثنين فيديو مصور لكمين “كسر السيف” المركب التي نفذته ضد جيش الاحتلال، يوم السبت الماضي 19 إبريل، شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، والذي أدى لمقتل جندي من جيش الاحتلال وإصابة 5 آخرين.
وقالت القسام في بيان نشرته، إنه “خلال كمين مركب أمس السبت، تمكن مجاهدو القسام من تنفيذ كمين “كسر السيف” شرق بلدة بيت حانون شمال القطاع”.
وأضافت، أنه “وخلال الكمين استهدف مجاهدونا جيب عسكري من نوع “storm” يتبع لقيادة كتيبة جمع المعلومات القتالية في فرقة غزة بقذيفة مضادة للدروع وأوقعوا فيهم إصابات محققة”.
وأشارت إلى أنه “فور وصول قوة الإسناد التي هرعت للإنقاذ تم استهدافها بعبوة “تلفزيونية 3″ مضادة للأفراد وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح”.
وذكرت القسام، أن مقاوميها، اسدتهدفوا موقعاً مستحدثاً لقوات العدو في المنطقة بأربع قذائف “RPG” وأمطروه بعدد من قذائف الهاون.
وقال قيادي قيادي في القسام لـ”الجزيرة” إن كمين بيت حانون وقع بالمنطقة العازلة التي لم تنسحب منها قوات الاحتلال.
وأضافت أن الكمين المحكم وقع على شارع العودة في بيت حانون على بعد 300 متر فقط من الخط الحدودي الفاصل.