موقع 24:
2025-04-01@06:15:52 GMT

حرب أخرى.. الجوع والمرض يفتكان بأطفال السودان

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

حرب أخرى.. الجوع والمرض يفتكان بأطفال السودان

لا تقف خسائر الحرب على عدد القتلى والجرحى فقط، وبحسب تقارير موثقة لمنظمات دولية يتجاوز الأمر أيام وليالي الحرب العجاف إلى ما بعد ذلك بأيام إن لم تكن أشهر، وينعكس على كافة مقومات الحياة.

في السودان اليوم تجاوز عدد الأطفال النازحين بسبب الحرب أكثر من مليون طفل، فيما قُتل أكثر من 330 طفلاً وأصيب 1900 على الأقل بجراح، وتعذر الوصول إلى الخدمات الأساسية المنقذة للحياة، يترك أكثر من 13 مليون طفل في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية.

المستقبل في خطر

تقول الأمين العام للهلال الأحمر السوداني سابقاً الدكتورة عفاف أحمد الأمين، "إن مستقبل السودان في خطر، ولا يمكننا قبول استمرار فقدان ومعاناة أطفاله، حيث يعيش الأطفال في كابوس لا ينتهي، يحملون العبء الأكبر لأزمة عنيفة لم يكن لهم يد في صنعها.. يقعون في مرمى النيران، يتعرضون للإصابة والإساءة والنزوح والأمراض وسوء التغذية".

وأكدت أنه يجب على المنظمات الدولية بمن فيها "اليونيسف" أن تدعم الأطفال السودانيين بالتعاون مع شركائها، وضمانها الوصول الآمن غير المقيد والأمن في جميع المناطق التي يحتاج فيها الأطفال إلى أي مساعدة عاجلة.

كما دعت الأمين، "جميع أطراف النزاع إلى إعطاء الأولوية لسلامة ورفاه الأطفال، وضمان حمايتهم، وتمكين وصول الإغاثة الإنسانية من دون عوائق إلى المناطق المتضررة".

استمرار وصول المساعدات

من جانبه يقول الصحفي السوداني، عيسى دفع الله من دارفور، إنه "بوجود وقف لإطلاق النار أو عدمه، تستمر الأمم المتحدة وشركاؤها في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوداني، فيما تتفاقم أعداد المحتاجين في جميع أنحاء البلاد مع تصاعد القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع".

وبيَّن دفع الله أن "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية سهّل حركة المئات من الشاحنات التي تحمل إمدادات منقذة للحياة لحوالي مليوني شخص، بما في ذلك ما لا يقل عن عشرات التحركات الإنسانية عبر الخطوط الأمامية للصراع، وأكد أن مواد الإغاثة وصلت إلى أهالي الخرطوم والجزيرة والقضارف وكسلا والنيل الأبيض، من بين ولايات أخرى لكن تجدد الاشتباكات من وقت لآخر يحد من استمرار وصول تلك المساعدات".

وأظهرت بيانات سابقة لمنظمة "اليونيسف" القلق بشكل خاص بشأن الوضع في دارفور، واستمرار انقطاع الاتصالات المستمر والقيود المفروضة على الوصول تؤدي إلى محدودية المعلومات الموثقة حول الوضع ذلك الإقليم المضطرب.

وبحسب آخر التحديثات لمنظمة "اليونيسف" يُقدر أن حوالي 5.6 مليون طفل يعيشون في ولايات دارفور، ومن المقدر أن نحو 270 ألف طفل نزحوا حديثاً بسبب القتال.

وقالت المنظمة الأممية المعنية بدعم الأطفال أن الوضع في ولايتي غرب ووسط دارفور يتسم بالقتال النشط والوضع الأمني السيء ونهب إمدادات ومرافق الإغاثة، ويُتوقع أن نحو 15 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد في ولاية غرب دارفور لوحدها.

Fears of thousands of newborn deaths by year-end.
Worsening violence.
Millions displaced or trapped in warzones.

This is the heartbreaking reality in Sudan. UNICEF’s @1james_elder explains how our teams support impacted families.https://t.co/j1VrXD99sn

— UNICEF (@UNICEF) September 19, 2023

وكشفت رقم جديد صادم لمفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، إلى أن فرقها في ولاية النيل الأبيض أحصت وفاة أكثر من 1200 طفل لاجئ دون سن الخامسة في 9 مخيمات في الفترة ما بين 15 مايو (أيار) و 14 سبتمبر (أيلول) الحالي.

وتم الإبلاغ عن 3100 حالة أخرى يشتبه في إصابتها بالحصبة في الفترة نفسها، وأكثر من 500 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا في أجزاء أخرى من البلاد، بالإضافة إلى تفشي حمى الضنك والملاريا.

وشددت المفوضية على أن العاملين الصحيين المحليين، بمساعدة منظمة الصحة العالمية وشركائها، يبذلون كل ما في وسعهم، في ظروف صعبة للغاية".

ودقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن تأثير الأزمة الحالي على البلاد وعلى الوضع الصحي للأطفال، وأشارت علانية إلى خشيتها من وفاة الآلاف من الأطفال حديثي الولادة من الآن وحتى نهاية العام، نتيجة التجاهل القاسي للمدنيين وتواصل الهجوم على خدمات الصحة والتغذية، كما أوضحت أن 55 ألف طفل يحتاجون شهرياً إلى العلاج من سوء التغذية الحاد.

Makhtoum at New York!

UNICEF Sudan Youth Advocate Makhtoum Abdalla is at #UNGA78 this week. He will speak on the situation of #Sudan including the #CostOfInaction for the children and young people affected by the ongoing conflict.

Stay tune for more updates from Makhtoum! pic.twitter.com/Im8XYKpJO9

— UNICEF Sudan (@UNICEFSudan) September 19, 2023

وبات ما يقارب ١.٦ مليون طفل نازح بحاجة إلى مساعدة بمن فيهم من يعيشون في المناطق المتضررة من النزاع، لاسيما أن ٦١٪؜ من الأشخاص النازحين داخلياً في المخيمات هم من الأطفال في حين قُتل نحو 7500 شخص، في حصيلة يرجح أن تكون أقل بكثير من عدد الضحايا الفعلي للنزاع الدامي في السودان.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أحداث السودان الأمم المتحدة ملیون طفل أکثر من

إقرأ أيضاً:

السياسة الأمريكية تجاه السودان: من صراعات الماضي إلى حسابات الجمهوريين الباردة

شهدت العلاقة بين الولايات المتحدة والسودان محطات متباينة عبر التاريخ، حيث تأرجحت بين الانخراط الدبلوماسي والعقوبات الاقتصادية، وكان السودان دائمًا في موقع حساس داخل الاستراتيجية الأمريكية تجاه إفريقيا والشرق الأوسط. منذ استقلال السودان، تعاملت واشنطن معه وفق اعتبارات الحرب الباردة، فكانت تدعمه حين يكون في المعسكر الغربي، وتضغط عليه حين يميل نحو المعسكر الشرقي أو يتبنى سياسات معادية لمصالحها. خلال السبعينيات، دعمت إدارة نيكسون والرؤساء الجمهوريون الذين جاؤوا بعده نظام جعفر نميري، خاصة بعد أن طرد الأخير الخبراء السوفييت وتحول إلى التحالف مع الغرب، لكن هذا الدعم لم يكن بلا مقابل، فقد جاء مشروطًا بفتح السودان أمام المصالح الأمريكية، سواء في ملفات الاقتصاد أو الأمن الإقليمي.
مع وصول الإسلاميين إلى السلطة عام 1989 بقيادة عمر البشير، دخل السودان في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، خاصة بعد استضافته لأسامة بن لادن وجماعات إسلامية أخرى، وهو ما أدى إلى تصنيفه دولة راعية للإرهاب في 1993. العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن عزلت السودان دوليًا، لكنها في ذات الوقت لم تمنع النظام من بناء تحالفات بديلة مع الصين وروسيا وإيران، ما جعل السودان يتحول إلى ساحة مواجهة غير مباشرة بين القوى الكبرى. ومع اشتداد الحرب في جنوب السودان، لعبت الولايات المتحدة دورًا غير مباشر في دعم المتمردين، وهو ما قاد إلى اتفاق السلام في 2005 الذي مهّد لانفصال الجنوب عام 2011. غير أن واشنطن، ورغم دورها الحاسم في تقسيم السودان، لم تفِ بوعودها تجاه الخرطوم، إذ استمر الحصار الاقتصادي لسنوات طويلة بعد الانفصال، ما زاد من تعقيد المشهد الداخلي وأدى إلى أزمات اقتصادية وسياسية عميقة.
خلال فترة حكم دونالد ترامب، تغيرت الاستراتيجية الأمريكية تجاه السودان من المواجهة المباشرة إلى نهج "المقايضة"، حيث تم ربط أي انفتاح أمريكي بمدى استعداد السودان لتقديم تنازلات سياسية وأمنية، وكان أبرز الأمثلة على ذلك اشتراط واشنطن تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في 2020. هذا النهج عكس طبيعة السياسة الخارجية لإدارة ترامب التي قامت على البراغماتية المطلقة، بعيدًا عن أي التزامات أخلاقية أو ديمقراطية. هذه الواقعية الصارمة قد تعود مجددًا في حال وصول الجمهوريين إلى السلطة مرة أخرى، مما يعني أن تعامل الولايات المتحدة مع السودان سيكون محكومًا باعتبارات المصالح الجيوسياسية وليس بدعم التحول الديمقراطي.
من المرجح أن تعتمد الإدارة الجمهورية القادمة، سواء بقيادة ترامب أو أي بديل آخر، على سياسة المقايضة بدلًا من الدبلوماسية التقليدية. السودان قد يجد نفسه أمام معادلة واضحة: ماذا يمكنه أن يقدم مقابل الدعم الأمريكي؟ في ظل هذه البراغماتية، فإن القوى المدنية التي لا تمتلك أدوات ضغط حقيقية قد يتم تجاهلها، فيما يتم التركيز على الفاعلين العسكريين باعتبارهم الأقدر على فرض الاستقرار، حتى لو كان ذلك على حساب التحول الديمقراطي. كذلك فإن الإدارة الجمهورية قد تستخدم العقوبات بشكل انتقائي، فتضغط على قوات الدعم السريع باعتبارها مرتبطة بروسيا وفاغنر، بينما تغض الطرف عن الانتهاكات التي يرتكبها الجيش السوداني إذا كان ذلك يخدم المصالح الأمريكية في الإقليم.
التحالفات الإقليمية ستكون أيضًا محورًا أساسيًا في الاستراتيجية الأمريكية تجاه السودان، إذ من المتوقع أن تتعامل واشنطن مع الملف السوداني عبر قنوات غير مباشرة، مثل مصر والإمارات، بدلًا من التدخل المباشر. هذه المقاربة قد تؤدي إلى صفقات سرية تعيد ترتيب الأوضاع بما يخدم القوى العسكرية المدعومة من هذه الدول، وهو ما سيجعل أي حل سياسي محتمل بعيدًا عن التوافق الوطني الحقيقي. في سياق أوسع، فإن السودان قد يتحول إلى ورقة ضغط في الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث قد تسعى واشنطن إلى منع موسكو من توسيع نفوذها في البحر الأحمر عبر قاعدة بورتسودان، كما قد تستخدم الأزمة السودانية للضغط على الصين التي تمتلك استثمارات ضخمة في البلاد.
المسألة الأكثر حساسية في العلاقة بين السودان والإدارة الجمهورية القادمة ستكون ملف إسرائيل، إذ أن واشنطن قد تربط أي دعم سياسي أو اقتصادي بمزيد من التنازلات السودانية تجاه تل أبيب، سواء من حيث التعاون الأمني أو الاقتصادي. ترامب، في ولايته الأولى، استخدم سياسة فرض التطبيع كشرط مسبق للدعم، ومن المرجح أن يعود إلى نفس الأسلوب إذا فاز بولاية ثانية. هذه السياسة قد تضع السودان في مأزق داخلي، حيث أن التطبيع ما زال ملفًا خلافيًا في الساحة السودانية، ما يعني أن أي ضغط أمريكي في هذا الاتجاه قد يفاقم التوترات الداخلية.
في النهاية، فإن مستقبل العلاقة بين السودان والولايات المتحدة في ظل الجمهوريين سيتحدد وفق معادلة المصالح البحتة، بعيدًا عن أي التزام بدعم الديمقراطية أو الاستقرار طويل الأمد. واشنطن قد تدعم حلًا عسكريًا سريعًا للأزمة السودانية إذا كان ذلك يخدم مصالحها الإقليمية، لكنها لن تلتزم بمساعدة السودان على بناء نظام سياسي مستدام. كما أن السودان قد يجد نفسه في قلب صراع بين القوى الكبرى، حيث تسعى واشنطن إلى احتوائه ضمن استراتيجيتها لمواجهة النفوذ الروسي والصيني، مما قد يعقد الأزمة أكثر بدلًا من حلها. في ظل هذه التعقيدات، فإن السودان سيكون أمام خيارات صعبة، إما الخضوع للضغوط الخارجية وقبول حلول مفروضة، أو مواجهة سيناريو صراع طويل الأمد يعمّق أزماته السياسية والاقتصادية.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • (مناوي) الذي لا يتعلم الدرس
  • شيبة ضرار لـ جبريل ومناوي: ما تمصو الشطرين فكو لينا واحد – فيديو
  • مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: المسعفون لا ينبغي أبدا أن يكونوا هدفا
  • أبناء المدخنات أكثر عرضة للسمنة !!
  • حماس: قتل الأطفال يوم العيد يكشف عن فاشية الاحتلال وتجرده من القيم الإنسانية
  • تقرير حقوقى: توثيق اختفاء أكثر من 50 ألف شخص منذ اندلاع الحرب فى السودان
  • فقر الأطفال يسجل مستوى قياسيا جديدا في المملكة المتحدة
  • السياسة الأمريكية تجاه السودان: من صراعات الماضي إلى حسابات الجمهوريين الباردة
  • التأسيس لقانون الغاب على أنقاض القانون الدولي
  • السيف والنار لسلاطين باشا: الخليفة عن قرب، أو: في ذكر ما أخفته الروايات الرسمية (1-3)