مختصون يكشفون لـ"اليوم": كيف نكافح التنمر في المدارس؟
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
أكد مختصون لـ"اليوم"، أن للتنمر عواقب وخيمة على الأطفال جسدياً وعاطفياً، وعلى تحصيلهم الدراسي، مشيرين إلى تسببه في مشاكل عاطفية وسيكولوجية تصل للاكتئاب والقلق.
وقالت أستاذ الشخصية وعلم النفس الاجتماعي المساعد د. أماني بنت محمد الدوسري، إن تطور العلاقات الطلابية يحكمها الكثير من المتغيرات والمؤثرات الاجتماعية والسلوكية، ما يؤثر على سلوك التنمر لدى الطلبة، إذ نجد أن هذا السلوك عدا أن يكون حصرا بين الطلبة أصبح اليوم يمارس بصور متعددة داخل وخارج أسوار المدرسة.
د. أماني الدوسري - اليوم
التنمر في المدارستابعت: يعد التنمر شكل من أشكال العدوان، إذ يضايق الشخص الآخرين مرارا وتكرارا، سواء كان على الجانب الجسدي أو النفسي، ويتميز الأفراد المتنمرين عادة بأنهم من ذوي المزاج الحاد كما يتصفون بضعف التقمص العاطفي وضعف القدرة على تحمل الإحباط وعدم الاستقرار الانفعالي، ولابد أن نشير إلى أن هذا السلوك ليس دائما يحدث بسبب الشعور بالغضب، بل إنه قد يهدف منه المتنمر الحصول على جائزة شعورية معينة.
وأضافت "الدوسري": تأتي أهمية مثل هذه الحملات التوعوية في الحد من حالات التنمر، خصوصاً بين طلاب المدارس، إذ تستهدف التعرف عن قرب عن احتياجات الطلبة النفسية والعمل على الجانب الوقائي والعلاجي معا". لافتة إلى أن الجهود التي تقدمها الدولة مشكورة لابد أن يصاحبها تعاون من أولياء الأمور، إذ تقع على عاتقهم مهمة مناقشة أطفالهم والتحدّث معهم حول التنمر في سن مبكرة، بما في ذلك توضيح أنّ التنمر فعل خاطئ ومؤذي، وتوعيتهم بكيفية التصرف الصحيحة في حال تعرضهم للتنمر، أو في حال رأوا شخصًا آخر يتعرض للتنمر.
قالت أخصائية الرعاية الاجتماعية هلا العصيمي: "التنمر من أكثر السلوكيات التخريبية التي تقلل من قدرة الطالب على التعلم، ويعد منع الطلاب من الانخراط في هذه السلوكيات وتحقيق بيئة تعليمية غير معادية من الأهداف المهمة، فرؤيتنا لأطفالنا وهم يعانون من الألم العاطفي الناتج عن أمر التنمر مفجع، إذ يمكن أن يكون للتنمر عواقب ضارة على الأطفال إلى جانب الآثار الجسدية للتنمر، قد يعاني الأطفال من مشاكل عاطفية وسيكولوجية أيضأ، يتفاقم ذلك للاكتئاب والقلق، ما قد يؤدي إلى انخفاض الأداء في المدرسة وغيرها".
هلا العصيمي - اليوم
وأضافت "العصيمي"، أن الحملة التوعوية التي أطلقتها وزارة الصحة للحد من التنمر في المدارس تعتبر خطوة مهمة وضرورية، بالإضافة إلى ذلك، يعزز دور أولياء الأمور والأسر في التصدي للتنمر ومساعدة الأطفال المتضررين، إذ يجب أن يجري توجيه الجهود لتوعية الأهل بخطورة التنمر وتزويدهم بالأدوات والاستراتيجيات اللازمة للتعامل معها، وتشمل عادة إنشاء مواد تثقيفية موجهة وورش عمل وأنشطة تفاعلية، وبشكل عام، تعد الحملات أداة قوية للتغيير الاجتماعي، ولأطفالنا الحق في بيئة مدرسية آمنة ورعاية تحترم كرامتهم، والحق في التعليم أو الحماية من سوء المعاملة.
أضرار التنمرقالت المختصة في علم النفس الإكلينيكي د. سمر السيف: يعد التنمر من أشد الأمور تأثيرا على الطالب، إذ يؤثر على ثقته بنفسه ومستواه الدراسي وحياته خارج مقر الدراسة، ويؤدي إلى القلق والاكتئاب، ويمكن أن يشعر الطالب بالقلق إلى الذهاب للمدرسة بسبب تعرضه للتنمر المستمر أو يعزل نفسه عن الآخرين.
د. سمر السيف - اليوم
وأضافت "السيف": التعرض للتنمر له تأثير ضار على كيفية رؤية الأطفال والمراهقين لأنفسهم، ويمكن أن يسبب ندوبًا تبقى معهم طوال الحياة، إضافة إلى نتائج سيئة للغاية في مجالات أخرى من حياتهم، والمدرسة والأهل يلعبون دورا مهما للحد من التنمر، ويجب على المدرسة رفع الوعي لدى الطالب من الأضرار المترتبة من التنمر، ووضع قانون صارم.
ظاهرة مزعجةقالت الأخصائية الاجتماعية ريم خليفة: "ظاهرة التنمر في المدارس مزعجة ومقلقة للطلاب وأولياء الأمور على حد سواء، وهي سلوك مؤذي ووارد الحدوث، بسبب اختلاف بيئات التربية الأسرية التي ينشأ فيها طلاب المدارس، وتحرص الجهات المسؤولة على التصدي للظاهرة غير السوية ومعالجتها؛ لأن المدرسة المسؤول الأول عن حماية الطالب داخل الحرم المدرسي، لذلك أطلقت وزارة الصحة حملة توعوية للحد من ظاهرة التنمر، برفع مستوى الوعي المجتمعي بخطورتها وكيفية علاجها".
وأضافت "الخليفة"، أن نجاح العملية التعليمية مرتبط بعدة أمور؛ أهمها الصحة النفسية المتزنة للطلاب، لذلك فمن اللازم تعريف الطلاب بخطورة التنمر، وكيفية التعامل مع المتنمرين، والتعريف بما يلزم على أولياء الأمور لإدارة التوعية في هذا الجانب، والأهم علاج الطالب المتنمر بطريقة تربوية سليمة، من خلال التوجيه والإرشاد الطلابي المتخصص، للحد من الظاهرة المؤثرة على سير العملية التعليمية بالشكل الصحيح والسليم.
مكافحة التنمركانت وزارة الصحة أطلقت حملة توعوية للحد من التنمر في المدارس، بهدف تعزيز الصحة النفسية لدى الطلاب بجميع المراحل والحد من ظاهرة التنمر.
وتهدف الحملة إلى تعريف الطلاب بأشكال التنمر وآثاره وكيفية التعامل معه، كما تهدف إلى توعية أولياء الأمور والأسر بخطورة التنمر وأهمية دورهم في التعامل معها والتصدّي لها.
وتعد أهم العلامات التي تدل على تعرض الطالب للتنمر هي الإصابات الجسدية، ضعف التحصيل الدراسي، وكذلك القلق والتقلبات المزاجية إلى جانب التغيير في عادات الأكل.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم الوطني السعودي 93 جدة التنمر أخبار السعودية التنمر في المدارس التعليم التنمر فی المدارس أولیاء الأمور من التنمر للحد من
إقرأ أيضاً:
المغرب يطلق حملة لتلقيح الأطفال ضد مرض الحصبة
الرباط – أطلق المغرب أمس الاثنين حملة لتلقيح الأطفال في المدارس ضد مرض الحصبة المعروف محليا باسم "بوحمرون"، وذلك بعد تصاعد حالات الإصابة به في الشهور الأخيرة.
وشرعت المدارس مباشرة بعد العطلة المدرسية في فحص الدفاتر الصحية للأطفال للتأكد من حصولهم على التلقيح، وعممت وزارتا التربية الوطنية والتعليم الأولي والصحة والحماية الاجتماعية مذكرة على مديري أكاديميات التعليم ومديريات الصحة من أجل تنظيم عملية مراقبة واستكمال التلقيح في المدارس.
ووفق المذكرة التي تتوفر الجزيرة نت على نسخة منها، فإن الوزارة قررت استبعاد التلاميذ الذين امتنع آباؤهم عن تلقيحهم عن المدارس في حال ظهور حالات إصابة بها لحمايتهم من المرض مع توفير إمكانية متابعة دراستهم عن بعد.
وقررت وزارة التعليم إغلاق المؤسسات التعليمية التي تشكل بؤرا وبائية تطبيقا للإجراءات الاحترازية، وذلك بتوصيات من المصالح المعنية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية الموكول إليها مهمة تقدير درجة خطورة الحالة واستعجالها.
وتأتي هذه التدابير بعد تفشي مرض الحصبة بشكل مقلق خلال الأشهر الأخيرة في عدد من جهات المملكة، وظهر الوباء لأول مرة في جهة سوس ماسة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 بعد رصد عدة حالات في المنطقة نفسها، أبلغ عنها قسم طب الأطفال في المركز الاستشفائي الجامعي بمدينة أكادير، قبل أن ينتشر تدريجيا إلى الأقاليم المجاورة في جهة مراكش آسفي، ثم إلى باقي مناطق المملكة.
إعلانومنذ ذلك التاريخ، تم تسجيل 25 ألف إصابة و120 وفاة بهذا المرض، مما دفع إلى إعلان حالة استنفار في مختلف القطاعات الحكومية المعنية، وخلّف قلقا في صفوف الأسر.
وفعّل المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة 12 مركزا جهويا للطوارئ الصحية المكلفة بالرصد الوبائي، وبعد أن عملت مع الرصد الوبائي للمرض على إطلاق حملات تلقيح استدراكية للأطفال الذين لم يتلقوا الجرعات اللازمة، وسعت في يناير/كانون الثاني الماضي نطاق الحملة لتشمل البالغين.
وأطلقت حملة توعوية في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ووسائل التواصل لاجتماعي لإقناع المواطنين بتلقيح أطفالهم.
من جهة أخرى، عملت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تخصيص خطبة جمعة موحدة لحث الآباء والأمهات على المحافظة على صحة الطفال، وتلقيحهم ضد الأمراض الفتاكة.
أرقام مقلقةشملت الإصابة بمرض الحصبة جميع الفئات العمرية من ضمنها الرضع الذين لم يتجاوزوا شهرهم التاسع، وهو السن الذي يتلقى فيه الطفل الجرعة الأولى من اللقاح.
ووفق بيانات عرضها مدير مديرية الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة محمد اليوبي، في ندوة نظمها المرصد الوطني بحقوق الطفل، فإنه تم تسجيل 7633 إصابة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 شهرا و11 سنة، و6429 حالة لدى الأشخاص ما بين 12 و36 سنة، و2028 حالة لدى من تجاوزت أعمارهم 37 سنة، و1893 حالة لدى رضع أقل من 9 أشهر، و1693 لدى من هم بين 9 شهور و17 شهرا.
أما فيما يتعلق بالوفيات، فإن 42 % منها سجلت لدى أطفال تقل أعمارهم عن خمس سنوات، و24 % لدى أشخاص تفوق أعمارهم 37 سنة، و15 % ما بين 18 و36 سنة، و12 % ما بين 5 و11 سنة، و7 % ما بين 12 و17 سنة.
وسجلت أعلى حالات الإصابة في جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، ثم جهة فاس مكناس، تليها جهة الرباط والقنيطرة، وبدرجة أقل الدار البيضاء-سطات، وبعض الأقاليم في جهة مراكش-آسفي.
يوضح مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح ورئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، أن الحصبة مرض فيروسي ينتقل عن طريق الهواء، وتظهر الأعراض الأولى بعد فترة حضانة قد تمتد لأسبوعين، وهي ارتفاع درجة الحرارة والسعال واحمرار العينين، ثم ظهور طفح جلدي لونه أحمر في الوجه والرقبة يمتد إلى باقي أنحاء الجسم لذلك يطلق عليه المغاربة اسم "بوحمرون".
إعلانويؤكد عفيف للجزيرة نت، أن خطورة الحصبة تكمن في أنه مرض معد، إذ يمكن لشخص واحد أن ينقل العدوى لحوالي 15 الى 20 شخصا.
بالنسبة لعفيف فإن التطعيم هو الحل الفعال للوقاية من المرض، ويعطى للأطفال عبر جرعتين الأولى في الشهر التاسع والثانية في الشهر الثامن عشر، وهو لقاح مجاني متوفر في المستوصفات الحكومية مجانا ولدى أطباء القطاع الخاص بخمسين درهما أي حوالي 5 دولارات.
ويشير إلى أن أغلب الوفيات أي 98 % سجلت لدى غير الملقحين، وهو ما يعكس، بحسبه، أهمية اللقاح في الحماية.
قلق ومخاوفبالنسبة لطبيب الأطفال سعيد عفيف، فإن الأرقام التي أعلنتها وزارة الصحة بخصوص الإصابات بمرض الحصبة تكشف عن حالة وبائية لم يشهدها المغرب منذ عام 1987.
وكانت المملكة قد سجلت بعد هذا التاريخ تراجعا في عدد الإصابات بفضل البرنامج الوطني للتلقيح، وإطلاق حملات تلقيح في المستوصفات والمدارس كان آخرها عام 2013 عندما تم تلقيح 11 مليون شخصا تتراوح أعمارهم ما بين 9 أشهر و18 سنة ما مكن من تحقيق تغطية تلقيحية تجاوزت 95 % وهي النسبة التي يحتاج إليها أي بلد لمنع تفشي الحصبة فيه، ويقول عفيف إن المغرب منذ عام 2013 كان يسجل أقل من عشر إصابات بالمرض سنويا.
ويصف الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية الدكتور الطيب حمضي الوضع بأنه "غير عادي" و"مقلق" خاصة أن المغرب كان يستعد لاستخلاص شهادة الخلو من داء الحصبة بتنسيق مع منظمة الصحة العالمية وذلك بعدما حصل عليها سابقا فيما يتعلق بمرضي الملاريا وشلل الأطفال.
لماذا؟عزت وزارة الصحة في ملف صحفي حول الحملة الوطنية ضد الحصبة تفشي المرض إلى تراجع الإقبال على التلقيح عقب جائحة كوفيد 19 بسبب انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة حول سلامة وفعالية وأهمية اللقاحات، وكذا التراكم المسجل في أعداد الأشخاص غير الملقحين الناتج عن عدم احترام الجدول الوطني للتلقيح المعتمد من طرف المغرب الذي يغطي مجموعة من الأمراض المعدية والخطيرة، مما أدى الى تفاقم الوضع وزيادة انتشار وتفشي مرض الحصبة.
إعلانمن جهته حذر الدكتور سعيد عفيف من الأخبار الزائفة التي يتم ترويجها عن طبيعة اللقاح مما يضر بالأمن الصحي للبلاد، وقال إن اللقاح ضد الحصبة هو آمن وناجح ومجاني وقد اختبر المغرب نجاعته في العقود الماضية إذ بفضله حقق مناعة جماعية وسجل تراجع الإصابات بالمرض لعقود.
وأكد أن البرنامج الوطني للتمنيع في المغرب متقدم ويحمي من 13 مرضا، وقد كان السبب في تراجع وفيات الأطفال أقل من خمس سنوات، إذ انتقل من 52 وفاة لدى كل ألف مولود حي عام 2000 الى 17 عام 2022.