وداعًا هود العلوي
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
صاحب السمو السيد/ نمير بن سالم آل سعيد
لم أكن أنوي الكتابة في هذا الموضوع؛ لأنَّ ما أقوله يقف عاجزًا أمام ما حدث من فاجعة بمقتل صديق عزيز وزميل عمل عرفناه عن قُرب.
لقد تعرض هود العلوي للطعن بسكين الغدر لتقضي على حياته على الفور؛ ليُصبح هود العلوي النابض بالحياة والأمل قتيلًا، بعد جريمة آثمة من مُجرم لم يستطع كبح غِلّه وحقده إلّا بالتخلص من حياة هود.
لكن يبقى الإنسان- أي إنسان- ضعيفًا هشًا في دنياه مُعرّضًا لأي شيء، يمشي في حياته يومًا بيوم، لا يعرف ما يحصل له غدًا أو بأي أرض يموت.
والحياة عبارة عن مسارٍ به خفايا من المُفاجآت غير المتوقعة، قد تحدث في أي وقت لأي أحد قد تطيح به ميتًا أو مريضًا أو معوقًا أو محطمًا. نسأل الله السلامة لنا ولأهلنا وأحبابنا.
هود العلوي- رحمة الله عليه- الذي أصابه الموت في مقتل مفاجئ أحزن قلوبنا، عرفته منذ فترة طويلة من خلال عملنا معًا بوزارة الإعلام، حين كان يعمل مديرًا للبرامج العامة بوزارة الإعلام، ثم تم تعيينه مُلحقًا إعلاميًا في مصر، وبعدها تم نقله من ملحق إعلامي ليعمل مساعدًا لمدير عام المديرية العامة للإعلام الخارجي، وكنت- آنذاك- أشغلُ منصب المدير العام للمديرية للعامة الإعلام الخارجي بالوكالة، إضافة إلى عملي مديرًا عامًا للمطبوعات والنشر والمصنفات الفنية.
وبعد أن تفرّقت بنا الدروب في العمل، كان ما زال مُبادِرًا أسبوعيًا برسائل أدعية الجمعة الأسبوعية إلى أن توقفت رسائله قبل أسبوعين.
كُنَّا قبل سفره بأيام اتفقنا على اللقاء في أحد المراكز التجارية بعد عودته من الخارج، لكن لم تُكتَب له العودة حيًا ولم يُكتَب لنا اللقاء.
حين يموت أحد المعارف الأعزاء علينا، نتمنى لو أننا جلسنا معه والتقينا معه أكثر وأكثر، ونأسف لعدم حرصنا واهتمامنا أكثر بلقائه، وقد فات الأوان.
هذا هو الحال، كلنا له دائرته الاجتماعية ومشاغله الدنيوية التي تشغل وقته، ونتوانى عن اللقاءات الأخرى حتى مع أناس نعزهم، لأننا نعتقد أن لدينا وقتا كثيرا في أيامنا القادمة، ونؤجل اللقاءات إلى أوقات أخرى قد لا تأتي!
لقد لمست من الأخ هود العلوي- رحمة الله عليه- خلال معرفتي به كل الاحترام والأخلاق النبيلة والتعامل الحسن وكان دائمًا ما يأتي إلى مكتبي للنقاش والحديث في المواضيع التي تهم المديرية، وكذلك نتطرق أحيانًا في لقاءاتنا إلى مواضيع أخرى جانبية في مجال اهتماماتنا، وتشكلت بيننا علاقة صداقة وزمالة طيبة؛ فقد كان- رحمه الله- شخصًا هادئ الطبع، دمث الخلق، مُتزنًا في تصرفاته وحديثه، مجتهدًا في عمله، لا يُكِن الكراهية والخبث والحسد للآخرين ولا يُدخل نفسه في خلافات أو مشاكل لأنَّ طبيعته وأخلاقياته بعيدًا عن هذا، وذكاؤه وخبرته العلمية والعملية تجعله ينأى بنفسه عن الأخطاء والمشاكل، إلى أن حصل ما حصل، في يوم حزين، وفُجِع أهله وأصدقاؤه ومحبوه بوفاته.
نسأل الله له الرحمة، وأن يغفر له، ويتغمد روحه الجنة، وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون. ووداعًا هود العلوي.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الإعلام بين الماضي والحاضر
يمثل الإعلام أداة أساسية لنقل الأخبار والمعلومات، وقد شهد تحولات جذرية عبر العقود، حيث تغيرت وسائله وأساليبه بشكل كبير، ما أثر على طبيعة العلاقة بين الجمهور والمحتوى الإعلامي. سنستعرض هنا أبرز الفروق بين الإعلام القديم والحديث وأثر كل منهما على المجتمع.
– الإعلام القديم.. تقاليد راسخة ومصداقية عالية
يتجسد الإعلام القديم في الوسائل التقليدية؛ مثل الصحف، والمجلات، والإذاعة، والتلفزيون، التي كانت- ولا تزال- تعتبر مصادر موثوقة للأخبار والتحليلات. لعب هذا النوع من الإعلام دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام خلال القرن الماضي.
– خصائص الإعلام القديم
إيصال الرسالة بشكل أحادي الاتجاه: يعتمد الإعلام القديم على نقل المعلومات من المصدر إلى الجمهور دون تفاعل مباشر.
ومواعيد محددة للبث أو النشر: تُقدم الأخبار والبرامج في أوقات معينة، مما يتطلب من الجمهور انتظارها.
والتدقيق المكثف للمحتوى: تخضع الأخبار لعمليات تحرير ومراجعة دقيقة، مما يعزز المصداقية.
علاوة على جمهور محلي أو إقليمي: محدودية الوصول بسبب القيود التقنية والجغرافية.
في حين أن الإعلام الحديث يتسم بالسرعة والتفاعل.
فقد ظهر مع انتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؛ مثل فيسبوك، وتويتر، ويوتيوب، بالإضافة إلى المواقع الإخبارية والتطبيقات الذكية. أدى هذا التطور إلى ثورة غير مسبوقة في نشر المعلومات وتلقيها.
– خصائص الإعلام الحديث..
التفاعل المباشر، حيث يمكن للجمهور المشاركة في النقاشات عبر التعليقات والمشاركات، ما يخلق تجربة ديناميكية.
والنقل اللحظي للأخبار، حيث تُنشر الأحداث فور وقوعها، ما يجعل العالم أكثر ترابطًا، فضلاً عن انتشار عالمي واسع، ويمكن لأي محتوى الوصول إلى جمهور عالمي دون حواجز جغرافية.
وفوق هذا وذاك، تنوع أشكال المحتوى، مع تقديم الفيديوهات والصور والمقالات بطريقة مرنة ومبتكرة.
– أوجه الاختلاف بين الإعلام القديم والحديث..
مصادر المعلومات: الإعلام القديم يعتمد على مؤسسات معترف بها؛ مثل الصحف والقنوات الإخبارية.
أما الإعلام الحديث فيتيح لأي شخص أن يصبح مصدرًا للمعلومات، ما يزيد من احتمالية انتشار الأخبار المزيفة، فالسرعة مقابل المصداقية.
فالإعلام القديم فيتميز بالتأني والتدقيق. أما الإعلام الحديث فسريع ومباشر، لكنه قد يفتقر أحيانًا للدقة. وبدراسة عميقة نجد أن الإعلام القديم يتطلب ميزانيات ضخمة للإنتاج والنشر، ولكن الإعلام الحديث منخفض التكلفة، حيث يمكن لفرد واحد إنشاء محتوى والوصول إلى جمهور واسع. أيضًا من ناحية الجمهور المستهدف؛ فالإعلام القديم يخاطب جمهورًا واسعًا، لكنه محدود جغرافيًا. والحديث يستهدف جمهورًا متخصصًا بناءً على اهتماماتهم. ورغم مزايا الإعلام الحديث، إلا أنه يواجه العديد من التحديات؛ منها: انتشار الأخبار المزيفة، فسهولة النشر قد تؤدي إلى تضليل الجمهور. ضعف المصداقية: فبعض المنصات تفتقر لعمليات تحرير ومراجعة دقيقة. التأثير النفسي السلبي: التعرض المستمر للأخبار قد يسبب القلق والإجهاد.
ولا يعني تطور الإعلام الحديث نهاية الإعلام التقليدي.؛ بل يمكن لكليهما أن يتكاملا لتقديم تجربة إعلامية شاملة، ويمكن للإعلام القديم أن يستفيد من التكنولوجيا الحديثة لتوسيع نطاق تأثيره. بينما يعتمد الإعلام الحديث على مصداقية الإعلام التقليدي لتعزيز ثقة الجمهور.
ويمكن أن نستخلص مما مضى، بأن لكل من الإعلام القديم والحديث دورًا محوريًا وأهمية خاصة؛ فالإعلام القديم يمثل مرجعية المصداقية والجودة، بينما يعكس الإعلام الحديث الابتكار وسرعة التواصل. والتحدي الحقيقي يكمن في تحقيق التوازن بين الاثنين؛ لتلبية احتياجات الجمهور في عصر متسارع التغير.