الظواهر وحال المجتمع
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
د. صالح الفهدي
رغم أن الحديث الذي أدلى به أحد المُرشدين الاجتماعيين المنتسبين لإحدى المدارس الخاصة كان مؤلمًا إلا أنَّني شخصيًا كُنتُ- ومنذ سنواتٍ عديدة- أُنبِّهُ إلى وجود خلل في التربية أكبر من التعليم.
يقول المرشد الاجتماعي أحمد العيسائي: إن طفلًا بين الصف الرابع والسادس- أي أن عمره بين العاشرة والثانية عشرة- قد أُحيل إليهِ لمشاهدته مقاطع خادشة للحياء من جهاز (اللابتوب)، مشاركًا زملاءه!! وحين استدعى أُمَّ الطفلِ دافعت على الفور عن ابنها، بل وأَنها رأت ذلك مستحيلًا، وكأنه من جنسِ الملائكة وليس من جنس البشر الذين تتكوَّن فيهم جرثومة الفساد منذ ولادتهم!!.
تذكرتُ استغاثة مديرة إحدى المدارس وهي تحدِّثني منذ أكثر من عقدٍ من الزمان قائلةً: "أنقذونا قبل أن نغرق" وروت لي قصصًا مؤلمة منها أن طالبة في الصف الخامس بعثت إلى معلِّمها بقصاصة ورق صغيرة تبوح فيها عن غرامها به!!.
تذكرتُ قصصًا كثيرة، لا أودُّ ذكرها هُنا، ولكنها كانت مؤشرات على تغيُّر أخلاقي بسبب الغزو المُفسِد للأخلاقيات، وأعيد التذكير بالدراسة التي أُجرتها وزارة التنمية الاجتماعية بالاشتراك مع جمعية الاجتماعيين العمانية على المرحلة المتوسطة من طلبة المدارس وشملت 2400 طالب وطالبة، وتوصلت إلى أن 99% يملكون هواتف ذكيَّة، وأنَّ 89% من الأطفال يملكون حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي، في حين أنَّ أكثر من 90% يستخدمونها للترفيه والتسلية!! (وهذا التوجُّه هو مظلة واسعة للمواد الصالحة والطالحة).
هُنا نطرح السؤال: هل نقف مكتوفي الأيدي دون حِراك إزاءَ ما نراهُ من اختراق في أخلاقيات الأجيال الناشئة، أم أن لدينا من الخطط والبرامج المختلفة لمواجهة هذه التيارات اللاأخلاقية التي تتقصَّدُ؟ يقول أحد الأخوة في نقاش بيني وبينه: ما الذي يمكن أن نفعله في وقت أصبح الجميع يملكون هواتف خلوية، ويستطيعون أن يتابعوا ما شاؤوا من صالحٍ وطالح؟ قُلت: أول ما يجب علينا أن نفعله هو تقوية القاعدة القِيَميّة في التربية، فإِنَّ قَوِيَ البناء القيمي في الشخصية الإنسانية عَصَمه من الانحراف والضلال، وذلك يحتاجُ إلى عدة عناصر لا مجال لذكرها هُنا. أما الأمر الآخر، وهو المراقبة فهي مهمة أيضًا؛ لأن الطفل لا يمتلك وعيًا كوعي الإنسان الراشد لهذا قد ينجرف لمثيرات الشهوات، ومحفِّزات الضلالة، وهناك من الوسائل التي يمكن أن تساعد على المراقبة في مرحلةٍ معينة من المراحل العمرية. ثم الأمر الثالث وهو تقنين الاستخدام للهواتف وهذا ما فعلته الصين التي وجدت أن الاستخدام المفرط للهواتف قد نتج عنه أضرار صحية وأخلاقية فقنَّنت ساعات الاستخدام وشرَّعت لذلك القوانين اللازمة.
مجتمعنا يواجهُ تحديَّات لا حصرَ لها على الهُوية والأخلاقيات والترابط الأُسري والاجتماعي، والإشكالية الكبرى أَنه لا توجد مراكز للدراسات تسبرُ أغوار الظواهر الاجتماعية، والحالات المختلفة فيه، وهي مراكز ذات أهمية قصوى لا ترتهنُ إلى الشائعات والتأويلات، وإنما إلى حقائق مستخلصة من دراسات واقعية.
قلتُ سابقًا إننا لا يجب أن ننظر إلى الحالات التي تظهر بأنها حالة فردية لا جذور لها بين وقتٍ وآخر؛ بل علينا أن نرى ما هو الخفي الذي يمكنُ استقصاؤه من خلال مراكز الاستشارات النفسية والاجتماعية، ودار الأحداث، والسجون، والمستشفيات والمراكز الصحية، والمحاكم، فالمخبوءُ يظهر في أبشع صوره، وأقبحِ أشكاله!
لا يجب علينا أن نهوِّن من هذه الحالات لأنها تعكسُ صورًا مَخفيَّة نفضِّل للأَسف عدم الحديثِ عنها وهذه إحدى عاداتنا حتى تبقى الصورة ناصعة البياض هي التي يوسم بها المجتمع.
عادة أشبِّه بما يفعله الكيِّ التقليدي في موضع الإحساس بالألم في الجسد؛ حيث يختفي بالكيِّ الشعور بالألم لكن المرض (قد) ينتشرُ في الجسد، فيحسبُ المريض أن الكيَّ كان علاجًا للمرض وهو في الحقيقة إخفاءً للإحساس بالألم مع بقاء المرض بل وانتشاره في مناطق أُخرى في الجسد!
وإذا كان هناك فريق لـ"التدخل السريع" لحل إشكاليات في جوانب استثمارية فإِنَّ الظواهر الأخلاقية، والاجتماعية تحتاج أيضًا إلى "التدخل السريع"؛ لأنها إنْ تُركت دون علاج استفحل ضررها، وتفشَّى مرضها، وحينها ستكون التكلفة العلاجية باهظة الثمن على المجتمعات. يقول د. هاني جرجس في مقالة له بعنوان "الظواهر والمشكلات الاجتماعية" إن "الظواهر الاجتماعية السلبية هي أخطر أعداء المجتمع ومظهر من مظاهر تدميره الذاتي لنفسه دون وعي أو إدراك". ومن هنا، يتطلَّب الأمر المعالجة الفورية لهذه الظواهر كي لا تصل إلى مرحلة "التدمير الذاتي" للمجتمع؛ بل أن تكون دائمًا في موضع "تحت السيطرة" ليسهل تتبع أسبابها، وعلاجها.
هذه دعوة إلى المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والخاصة إلى المبادرة السريعة نحو هذه الظواهر المخيفة التي لا تشكِّل إلا نسبة قليلة مما هو غير ظاهر في جسد المجتمع، مستذكرين هُنا تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم حال المؤمنين بحال الجسد " مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى" وهذا هو حال المجتمع الذي يتفاعل مع كل ظاهرةٍ من الظواهر.
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
علامات لغة الجسد للأكس .. بتقول مش قادر ينساك وبيفكر فيك
لغة الجسد تكشف الكثير مما لا يُقال بالكلمات، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمشاعر الخفية تجاه شريك سابق،أو ما يطلق عليه الأكس حاليا، إذا كنت تتساءل ما إذا كان شريكك السابق لا يزال يفكر فيك، فإن بعض الإشارات الجسدية قد تحمل الإجابة.
علامات لغة الجسد للأكس ..بتقول مش قادر ينساك وبيفكر فيك علامات لغة الجسد للأكسنستعرض أبرز علامات لغة الجسد التي تشير إلى أن "الإكس" ما زال يحمل مشاعر أو لا يستطيع نسيانك، وفقا لما نشره موقع betterhelp.
الصحة العالمية تحذر من "ليسا".. فيروس قاتل ينتقل عبر الخفافيشسعر خرافي .. هيفاء وهبي تثير الجدل بفستان بنفسجي ضيقدراسة تكشف عن فوائد جديدة لتناول البيضدينا الشربيني تثير الجدل بملابس جريئة في أحدث ظهور لهاخلي بالك .. القطط تحمل أمراضًا فيروسية هذه الأيامياسمين رئيس بملابس غريبة في العرض الخاص بفيلمها الجديدلازم تروح للدكتور فورا.. هيئة الدواء تحذر من هذه الأعراض المنتشرةبالخلاط .. طريقة عمل كيكة هشة في 5 دقائقياسمين عز بملابس ملفتة تثير الجدل بالإنستجرامملك أحمد زاهر تثير الجدل بعد فقدان وزنها وتنفى شائعة الـ3 ملايين جنيه- التواصل البصري المستمر أو المفرطإذا لاحظت أن شريكك السابق يطيل النظر إليك بشكل مفرط أو يختلس النظرات بشكل متكرر، فهذا يدل على أن مشاعره لم تختفِ تمامًا. العيون هي نافذة الروح، ومن خلالها يمكن كشف الكثير عن ما يدور في العقل والقلب.
التفسير: النظر المستمر يعكس اهتمامًا أو تفكيرًا عميقًا بالشخص الآخر.
- المراوغة أو التوتر عند اللقاءإذا شعر شريكك السابق بالتوتر أو حاول تجنب النظر المباشر إليك أثناء لقائكما، فهذا قد يكون مؤشرًا على أنه لم يتخطَ مشاعره السابقة.
التفسير: التوتر قد يكون ناتجًا عن محاولته إخفاء مشاعره أو خوفه من الكشف عنها.
- الانعكاس الجسديقد تلاحظ أن شريكك السابق يعكس حركاتك تلقائيًا، مثل أن يشرب الماء عندما تفعل ذلك أو يجلس بنفس الوضعية التي تجلس بها.
التفسير: هذا النوع من التقليد اللاإرادي يشير إلى الانسجام العاطفي وتعلق الشخص الآخر بك.
- الاقتراب الجسدي المتكررعلامات لغة الجسد للأكسإذا حاول شريكك السابق البقاء قريبًا منك جسديًا في التجمعات أو الأماكن العامة، فهذا يعكس رغبته في استعادة الحميمية القديمة.
التفسير: الاقتراب يشير إلى الراحة والرغبة في البقاء متصلًا.
- الابتسام دون سبب واضحإذا لاحظت أن شريكك السابق يبتسم بشكل عفوي عند رؤيتك أو أثناء حديثكما، فقد يكون هذا دليلًا على أنه ما زال يحمل لك ذكريات جميلة.
التفسير: الابتسامة العفوية تعكس مشاعر إيجابية مرتبطة بالشخص الآخر.
- اللعب بالأشياء أثناء الحديثقد تلاحظ أن شريكك السابق يلعب بالأشياء المحيطة به، مثل قلمه أو هاتفه، أثناء حديثه معك.
التفسير: هذا السلوك يعبر عن التوتر أو الانجذاب غير المعلن.
- الاهتمام الزائد بمظهرهإذا كان شريكك السابق يبدو أكثر اهتمامًا بمظهره عندما يراك، فهذا قد يكون محاولة لإثارة إعجابك.
التفسير: الاهتمام بالمظهر هو إشارة إلى أن الشخص يريد أن يراك بصورة إيجابية.
- التواجد في أماكنك المفضلةإذا لاحظت أن شريكك السابق يظهر كثيرًا في الأماكن التي كنتما تزورانها معًا، فهذا قد يكون محاولة غير مباشرة للتواجد بالقرب منك، التفسير: التواجد في أماكن مألوفة يعكس رغبة في استرجاع ذكريات جميلة.
كيف تتعامل مع هذه العلامات؟إذا كنت تلاحظ هذه العلامات وتشعر أن شريكك السابق ما زال يفكر فيك، عليك أن تقرر كيف ترغب في التعامل مع الموقف:
إذا كنت تشعر بالحنين: حاول التواصل معه بطريقة مباشرة وصريحة لتوضيح الأمور.
إذا كنت غير مهتم: حافظ على حدود واضحة لتجنب سوء الفهم، لغة الجسد لا تكذب، وما تلاحظه من سلوكيات قد يحمل الإجابة التي تبحث عنها.