أذربيجان تشن هجمات في منطقة على أعتاب روسيا..ما علاقة أمريكا؟
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
أعلنت أذربيجان الثلاثاء عن شن قواتها هجمات عسكرية على أهداف أرمينية في منطقة ناجورنو كاراباخ، في خطوة تعد بمثابة تصعيد كبير يهدد بدفع البلدين إلى صراع شامل في الفناء الخلفي لروسيا.
ووفق تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى الحصول على مزيد من النفوذ على تلك المنطقة مع انخراط موسكو عسكريا في أوكرانيا.
وقالت وزارة في الدفاع في أذربيجان أنها بدأت أنشطة محلية لمكافحة الإرهاب في الإقليم؛ لكبح استفزازات واسعة النطاق وطرد ما قالت إنها قوات أرمينية.
وذكرت الوزارة في بيان: "في إطار الإجراءات وبأسلحة عالية الدقة يجري تعطيل مواقع وحدات القوات المسلحة الأرمينية على الخطوط الأمامية ونقاط إطلاق النار على مدى طويل في العمق، وكذلك الأصول القتالية والمنشآت العسكرية".
وتسكن منطقة ناجورنو كاراباخ، غالبية من العرقية الأرمينية، وهي عبارة عن جيب داخل أذربيجان يبلغ عدد سكانها حوالي 120 ألف نسمة وتتنازع عليه البلدين بعنف منذ 3 عقود.
وشنت أذربيجان هجومًا في عام 2020 لاستعادة الأراضي المحيطة بالجيب من أرمينيا، على الرغم من أن ناجورنو كاراباخ نفسها ظلت في أيدي الأرمن بعد صمود وقف إطلاق النار بوساطة روسية.
تخلت أرمينيا عن سيطرتها على جزء كبير من الأراضي التي كانت تسيطر عليها سابقًا ووافقت على سحب قواتها من ناجورنو كاراباخ، بموجب شروط وقف إطلاق النار، بينما تم نشر 2000 جندي روسي لحفظ السلام لإنفاذ الاتفاق.
على مدى الأسابيع القليلة الماضية، عززت أذربيجان وجودها العسكري في أراضيها حول الإقليم المتنازع عليه، مما دفع الكثيرين إلى توقع اندلاع أعمال عنف أخرى.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان إن حشد القوات أدى إلى تفاقم الوضع السياسي والعسكري الإقليمي.
منذ بداية هذا العام، فرضت الحكومة الأذربيجانية في باكو حصارًا فعليًا على ناجورنو كاراباخ؛ ما تسبب في تدهور حاد في الإمدادات الغذائية والطبية من خلال إغلاق الطريق الرئيسي بين الجيب وأرمينيا.
وفي العاصمة الأرمينية يرفان، احتشد آلاف المتظاهرين يريفان الثلاثاء احتجاجا على الوضع في إقليم قره باغ، بعد إعلان أذربيجان إطلاق عملية عسكرية لإعادة الأمن إلى الإقليم.
ووفقا لوسائل إعلام أرمينية أغلقت المظاهرة الطريق الواصل إلى مبنى الحكومة الأرمينية.
ودعا المتظاهرون المواطنين إلى التجمع أمام مبنى الحكومة، ورددوا هنافات بينها "إخواننا يقتلون في قره باغ وحكومة رئيس الوزراء نيكول باشينيان لا تحرك ساكنا لوقف هذه المأساة".
اقرأ أيضاً
رئيس وزراء أرمينيا يتوقع التوصل لاتفاق سلام مع أذربيجان نهاية العام
وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه في تصعيد كبير الثلاثاء، أظهرت لقطات نشرها السكان المحليون على وسائل التواصل الاجتماعي مدينة ستيباناكيرت، عاصمة المنطقة التي تسيطر عليها أرمينيا والتي تدعي أرمينيا أنها أراضيها السيادية، وهي تتعرض للقصف مع انطلاق صفارات الإنذار للغارات الجوية.
FM Sergey Ghazaryan: "We are witnessing how #Azerbaijan, in order to implement its policy of #genocide, is moving towards the physical destruction of the civilian population and the destruction of civilian objects of #Artsakh". pic.twitter.com/EQPnRrUXzL
— MFA of Artsakh (@mfankr) September 19, 2023UPDATED!
The number of civilian injuries has increased to 23. The recoded casualties among civilians are 2.
Azerbaijan continues its criminal offensive against Nagorno-Karabakh.
Civilian objects and infrastructure are also being targeted. pic.twitter.com/Ia17xbI4i3
وإزاء تلك التطورات، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الثلاثاء، إن روسيا على تواصل مع كل من أذربيجان وأرمينيا وتدعو لعقد مفاوضات لحل الصراع على إقليم كاراباخ.
وأضاف في إفادة صحافية بأن روسيا قلقة من أحدث تصعيد هناك، وتعتبر أن ضمان سلامة المدنيين هو القضية الأهم.
ومنذ تفكك الاتحاد السوفييتي، كانت أرمينيا شريكًا أمنيًا مهمًا لروسيا وتستضيف واحدة من القواعد العسكرية القليلة التي يحتفظ بها الكرملين على أراضٍ أجنبية، وظلت البلاد أيضًا عضوًا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهو تحالف أمني لدول الاتحاد السوفييتي السابق، والذي طورته موسكو كرد على منظمة حلف شمال الأطلسي.
ولكن مع روسيا مواردها لغزو أوكرانيا وتراجع دور موسكو كضامن أمني في المنطقة، أظهرت أرمينيا علامات على التحول نحو الغرب للحصول على الدعم الدولي للدفاع عنها ضد أذربيجان.
وفي وقت سابق قال باشينيان إن أرمينيا لم تعد قادرة على الاعتماد على روسيا كشريك أمني.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، بدأت القوات الأمريكية مناورات عسكرية مشتركة مع قوات من أرمينيا. وفي علامة محتملة على إعادة التنظيم الجيوسياسي نتيجة للحرب الروسية على أوكرانيا، أجرت القوات الأمريكية مناورات مشتركة لمدة 10 أيام مع الجنود الأرمن.
وأعقب ذلك تدريب حوالي 175 جنديًا أرمنيًا مع حوالي 85 جنديًا من قيادة الجيش الأمريكي في أوروبا وأفريقيا خارج العاصمة يريفان.
تتصاعد التوترات بين أذربيجان وأرمينيا منذ صراع عام 2020 حيث لم تتمكن روسيا من فرض وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه. وقد أدت حالات متفرقة من القصف عبر الحدود إلى مقتل جنود من كلا الجانبين بشكل منتظم.
وقد أعربت الحكومة الأرمينية في يريفان عن إحباطها المتزايد إزاء فشل روسيا في الحفاظ على وقف إطلاق النار. ويهدف الاتفاق إلى ضمان حرية الحركة لكلا الجانبين عبر ممر لاتشين، وهو الطريق الرئيسي الذي يربط ناغورنو كاراباخ بأرمينيا.
وفي الشهر الماضي، حثت الأمم المتحدة أذربيجان على رفع الحصار "لتخفيف معاناة الآلاف من الأشخاص في ناغورنو كاراباخ والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى السكان المدنيين".
وتقول أذربيجان إنها تمنع استيراد الأسلحة إلى أراضيها من أرمينيا، وهو ما نفته أرمينيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، يوم الثلاثاء، إن تصرفات يريفان الأخيرة سهلت سياسات الغرب العدائية تجاه روسيا، وفقًا لوكالة الأنباء الروسية الرسمية.
اقرأ أيضاً
إعلام عبري: أذربيجان أحبطت مخططاً لاستهداف السفارة الإسرائيلية
المصدر | وول ستريت جورنال- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أرمينيا أذربيجان روسيا الولايات المتحدة الحرب الأوكرانية الروسية ناجورنو كاراباخ ناجورنو کاراباخ وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
بوتين يشكك في خطة وقف إطلاق النار في أوكرانيا ويضع سلسلة من الشروط
مارس 13, 2025آخر تحديث: مارس 13, 2025
المستقلة/- قال فلاديمير بوتين إن لديه العديد من التساؤلات حول وقف إطلاق النار المقترح بوساطة أمريكية مع أوكرانيا، وبدا أنه وضع سلسلة من الشروط الشاملة التي يجب استيفاؤها قبل أن توافق روسيا على هذه الهدنة.
وفي مؤتمر صحفي عُقد في الكرملين إلى جانب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، قال بوتين إنه يوافق من حيث المبدأ على المقترحات الأمريكية لوقف القتال، لكنه أضاف أنه يريد معالجة “الأسباب الجذرية للصراع”.
وقال بوتين: “الفكرة نفسها صحيحة، ونحن ندعمها بالتأكيد”.
لكنه اقترح ألا تعيد أوكرانيا تسليح نفسها أو تعبئة قواتها، وأن تتوقف المساعدات العسكرية الغربية لكييف خلال وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا.
رد دونالد ترامب بإيجاز قبل اجتماعه مع الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، قائلاً إن بوتين “أدلى بتصريح واعد للغاية، لكنه لم يكن كاملاً”.
وقال الرئيس الأمريكي إنه “مستعد للتحدث مع بوتين”.
وقال: “سنرى ما إذا كانت روسيا توافق، وإذا لم توافق، فستكون لحظة مخيبة للآمال للغاية”
زعم بوتين أن أوكرانيا تسعى إلى وقف إطلاق النار بسبب الوضع الميداني، مؤكدًا أن القوات الروسية “تتقدم في كل مكان تقريبًا” وتقترب من السيطرة الكاملة على منطقة كورسك، حيث شنت كييف توغلًا مفاجئًا العام الماضي.
وقال: “كيف ستُستغل هذه الأيام الثلاثين من وقف إطلاق النار؟ لمواصلة التعبئة القسرية في أوكرانيا؟ لتزويد أوكرانيا بالأسلحة؟ … هذه أسئلة مشروعة”.
سبق أن أشارت أوكرانيا إلى أنها ستواصل جهود التعبئة خلال وقف إطلاق النار الذي يستمر 30 يومًا.
وأضاف بوتين، شاكرًا الرئيس الأمريكي على مشاركته في مفاوضات السلام: “علينا مناقشة هذا الأمر مع شركائنا الأمريكيين – ربما عبر مكالمة هاتفية مع دونالد ترامب”.
زار الرئيس الروسي منطقة كورسك في اليوم السابق في زيارة نادرة لساحة المعركة، حيث تحدث مع القوات الروسية التي كانت على وشك طرد القوات الأوكرانية من الأراضي التي سيطرت عليها العام الماضي.
وقال بوتين: “ماذا سيحدث في منطقة كورسك؟ هل سيصدر أمرٌ للقوات المتمركزة هناك بالاستسلام؟”
وأضاف: “لا يزال من غير الواضح كيف سيُحل الوضع على طول خط المواجهة”.
لم تؤكد أوكرانيا رسميًا انسحابًا منظمًا من منطقة كورسك، لكن فلاديمير زيلينسكي صرّح يوم الأربعاء بأن “القيادة العسكرية تفعل ما يجب عليها فعله – إنقاذ أكبر عدد ممكن من أرواح جنودنا”.
ولكن بينما يبدو أن أوكرانيا تنسحب من منطقة كورسك، فقد نجحت كييف إلى حد كبير في استقرار الجبهة في شرق أوكرانيا، حيث تعثر الهجوم الروسي في الأسابيع الأخيرة.
جاءت تصريحات بوتين بعد ساعات من هبوط طائرة مبعوث ترامب، ستيفن ويتكوف، في موسكو، حيث من المتوقع أن يلتقي الحليف المقرب لترامب بالزعيم الروسي للضغط من أجل وقف إطلاق النار، عقب محادثات واشنطن مع المسؤولين الأوكرانيين في جدة، المملكة العربية السعودية.
وبعد محادثات مع كبار الدبلوماسيين الأمريكيين في المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء، أعلنت أوكرانيا استعدادها لقبول وقف إطلاق نار فوري لمدة 30 يومًا، وقالت الولايات المتحدة إنها ستطرح الاقتراح على موسكو.
وتميزت تصريحات المسؤولين الروس الأخيرة بتشكك ملحوظ في إمكانية التوصل إلى اتفاق مؤقت أو تقديم تنازلات، حيث لا تزال موسكو في موقف هجومي على ساحة المعركة.
وصرح يوري أوشاكوف، مساعد الكرملين، في وقت سابق من اليوم بأنه أبلغ مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، أن موسكو تعتبر وقف إطلاق النار المقترح لمدة 30 يومًا “ليس أكثر من مهلة قصيرة للقوات الأوكرانية”.