عبدالملك الحوثي عائق السلام الوحيد !
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
سام الغُباري
لنتفائل، وإن كان وهمًا، إنما دعونا نمضي معًا.. تخيلوا أن يوقع الحوثيون الذين هرعوا إلى الرياض عقب التفاهمات السعودية – الإيرانية على كل البنود الأساسية للملفات السياسية والعسكرية والإقتصادية بمنطق مثالي، وسط فرحة اليمانيين بحقن الدم وصفاء النفوس، سيبقى عائق كبير ووحيد لإتمام السلام، اسمه : عبدالملك الحوثي !
كيف؟ سأقول لكم ذلك :
استحدث عبدالملك الحوثي لنفسه منصبًا يشابه ما أحدثه خميني في إيران "المرشد الأعلى".
هذا المنصب، وتلك الصفة التي يستحلي أتباع ميليشيا الحوثي تعميمها على سيدهم، تلقى رفضًا قاطعًا يشبه المسلمات اليقينية من فئة كبيرة من الشعب اليمني، بمن فيهم القيادات السياسية والعسكرية والاجتماعية في الحكومة الشرعية الدستورية الممثلة بمجلس القيادة الرئاسي اليمني.
عبدالملك الحوثي، وجماعته المتهمة بالتخلف والعنصرية سيرفضون أيضًا عدم الخوض في هذا الجدل، وسيبقى اسم وصفة سيدهم غير مقبولًا للنقاش، وبهذا تصل التفاهمات السياسية الممكنة حد القطيعة، وإعادة الجميع إلى نقطة الصفر.
في الواقع بعيدًا عن التفاؤل المعسوج بالأعلى، أثق أن التفاهمات المستمرة بين الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين لن تتقدم بخطوات ملموسة في بدايتها الأولى، لأن هاجس السلام في حد ذاته سيلزم الجميع على تقديم تنازلات مؤلمة، ولن تجد الحكومة الشرعية غضاضة في ذلك مقابل استعادة الدولة، وتأمين حرية الانتخابات، والمواطنة المتساوية، وتفعيل مؤسسات إنفاذ القانون - وإن جاء ذلك على حسابهم مواقعهم الرسمية - وهو ما ستجده الميليشيا المسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء تهديدًا وجوديًا لمكاسبها التي حرصت على تثبيتها طوال سنين الحرب.
طريق السلام في اليمن أصعب بمئات المرات من طريق الحرب، وعلى اليمانيين القابعين في مناطق سيطرة الحوثي انتظار معجزة لتحقيقه، إما بسواعدهم، وإما بطريقة أخرى ليست معلومة لأحد حتى الآن.
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: عبدالملک الحوثی
إقرأ أيضاً:
مجلس الأمن يناقش التصعيد العسكري في اليمن وتأثيراته على جهود السلام والأوضاع الإنسانية
يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، جلسة مشاورات مغلقة لمناقشة تطورات الأزمة اليمنية في ضوء التصعيد العسكري المتبادل بين مليشيا الحوثي والولايات المتحدة، إلى جانب الوضع السياسي والإنساني المتدهور في البلاد، في ظل تعثّر المساعي الدولية الرامية لاستئناف مفاوضات السلام.
وبحسب ما أورده موقع الأمم المتحدة، فإن الجلسة التي تأتي في توقيت بالغ الحساسية، ستتطرق إلى جملة من الملفات الشائكة، أبرزها استمرار الحوثيين في شن هجمات على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، بالإضافة إلى تصعيدهم ضد إسرائيل عبر هجمات صاروخية وطائرات مسيّرة.
ويناقش المجلس أيضًا سلسلة الضربات الجوية الواسعة التي نفذتها القوات الأمريكية مؤخرًا ضد مواقع ومنشآت تابعة للحوثيين في صنعاء وصعدة والحديدة، والتي وُصفت بأنها جزء من حملة موسعة لـ"حماية حرية الملاحة وردع التهديدات الإرهابية"، وفق التصريحات الأمريكية الرسمية.
إحاطتان مرتقبتان من غروندبرغ وويسورنو
ومن المتوقع أن يقدم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، السيد هانز غروندبرغ، إحاطة شاملة خلال الجلسة، يستعرض فيها حالة الجمود السياسي والتحديات التي تعترض مساعي تجديد الهدنة واستئناف المفاوضات بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين.
وسيتناول غروندبرغ أيضًا تأثير التطورات الإقليمية على الملف اليمني، خصوصًا في ظل اتساع نطاق الصراع ليأخذ أبعادًا إقليمية ودولية، ما يزيد من تعقيد مهمة الوساطة الأممية.
كما ستقدم إيديم ويسورنو، مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، إحاطة إنسانية حول الوضع الميداني، خاصة في المناطق التي تعرضت مؤخرًا لغارات جوية، وتقييم الأضرار والخسائر في صفوف المدنيين، إضافة إلى التحديات التي تواجه منظمات الإغاثة في إيصال المساعدات الإنسانية.
ومن المتوقع أن تشهد جلسة مجلس الأمن دعوات متجددة لجميع الأطراف لخفض التصعيد، والعودة إلى الالتزام بمبدأ حماية المدنيين والمنشآت الحيوية، مع التأكيد على أهمية دعم جهود المبعوث الأممي لإطلاق عملية سلام شاملة ومستدامة.
كما سيحث أعضاء المجلس على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ورفع كافة أشكال الحصار والمعوقات أمام عمل المنظمات الإنسانية، خصوصًا في ظل تزايد معدلات النزوح وانعدام الأمن الغذائي في مناطق النزاع.