"COP28" فرصة لمستقبل أنظف وأكثر أماناً للطاقة
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
بينما تحيي الأمم المتحدة أسبوع المناخ في نيويورك، استعداداً لمؤتمر الأطراف "COP28" في وقت لاحق من هذه السنة، رأى المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري والمدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، أنه حان الوقت لتسليط الضوء على قضية حاسمة، وهو نمو الفحم بلا هوادة.
ما يحتاج إليه العالم هو مضاعفة الطاقة النظيفة ثلاث مرات
شهد العالم تقدماً فيما يتعلق بتغير المناخ، بما في ذلك الزخم اللازم لمضاعفة نشر مصادر الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أضعاف، وذلك بفضل القيادة الهندية في قمة مجموعة العشرين الأخيرة.
ولكن انتشار الفحم بلا هوادة -الفحم المستخدم لإنتاج الطاقة من دون اتخاذ خطوات للقضاء على الانبعاثات- يهدد بإبطال أي تقدم من هذا القبيل.
تدخين خمس علب سجائروقال كيري وبيرول في مقالهما في صحيفة "واشنطن بوست": "إن مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أضعاف من دون وقف بناء محطات جديدة تعمل بالفحم القذر سوف تكون أشبه بالتدرب على سباق الماراثون أثناء تدخين خمس علب سجائر يومياً.. وحتى لو لم يتم بناء مصنع واحد جديد للفحم في أي مكان في المستقبل، فقد قالت وكالة الطاقة الدولية (IEA) إن الانبعاثات الصادرة عن أسطول الفحم الحالي في العالم، إذا تركت بلا رادع، ستكون بمثابة الضربة القاضية لهدف اتفاق باريس للمناخ المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى العتبة الحرجة البالغة 1.5 درجة مئوية في هذا القرن.
It's time to stop building new unabated coal power plants.
Tripling renewables without also halting the building of new, dirty coal plants would be like training for a marathon while smoking five packs of cigarettes a day.
Read my op-ed with @fbirol ????https://t.co/ExAY2oIX1D
وتتلخص الخطوة الأولى في وقف تفاقم المشكلة بوقف بناء محطات جديدة لتوليد الطاقة بالفحم، ومع وجود بدائل أرخص وأكثر نظافة، توقفت السوق عن بناء محطات جديدة تعمل بالفحم في الولايات المتحدة وبريطانيا منذ أكثر من عقد من الزمان، وقد حذت أغلب البلدان حذوها.. ولا تمثل قارة إفريقيا بأكملها -أكثر من مليار شخص في 54 دولة- سوى جزء صغير من خط الأنابيب العالمي لمحطات الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم.
لكن عدداً قليلًا من البلدان لا يزال يبني أو يخطط لتوليد 500 جيغاوات إضافية من طاقة الفحم في عشرينيات القرن الحالي -ما يقرب من 80 في المائة منها في الصين والدول الأخرى في آسيا والمحيط الهادئ- وتتنبأ التوقعات الحالية بأن عمليات البناء هذه سوف تستمر لفترة طويلة، ما يؤدي إلى إطلاق مستويات مدمرة من الانبعاثات.
وأضاف كيري وبيرول: "نعلم أن جميع البلدان لديها خيارات أفضل وأكثر نظافة، والتي لن تخنق البشر، أو تلوث البحيرات والجداول، أو تنفث الهواء القذر، أو تعيث فساداً في المناخ.. هناك بدائل اقتصادية حقيقية وقابلة للتطبيق للفحم، وأبرزها طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ولكن أيضاً تكنولوجيات الطاقة النظيفة الأخرى مثل الطاقة الحرارية الأرضية والطاقة النووية".
الشراكات لاستبدال الفحموفي بعض البلدان، تحتاج هذه البدائل النظيفة إلى مواءمتها مع الوسائل اللازمة لبنائها، وتعمل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان ودول أخرى مع إندونيسيا وجنوب إفريقيا وفيتنام على شراكات التحول العادل للطاقة، والتي يمكن أن توفر مجتمعة أكثر من 35 مليار دولار من التمويل لمساعدة تلك البلدان على استبدال الفحم بالطاقة النظيفة.
Heck yes. “We know that all countries have better, cleaner options that won’t choke human lungs, pollute lakes and streams, belch out dirty air and wreak climate havoc. There are real, viable, economic alternatives to coal” https://t.co/K7IxwSuh3e
— Jonathan Overpeck (@GreatLakesPeck) September 19, 2023وتتعاون الولايات المتحدة مع الهند التي تنشر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بوتيرة مذهلة، لإيجاد طرق جديدة لدفع التقدم في استثمارات الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة، وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن مبادرة جديدة بقيمة 4.5 مليار دولار لدعم مصادر الطاقة المتجددة في جميع أنحاء إفريقيا.. واتخذت نيجيريا قراراً شجاعاً بإلغاء إعانات دعم الوقود الأحفوري، وهو ما من شأنه أن يضع البلاد في موقع يسمح لها بإطلاق العنان لطفرة الطاقة النظيفة القادرة على زيادة القدرة الشمسية بنحو عشرين ضعفاً بحلول عام 2030.
وتتمتع الصين، صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بالفعل بالقدرات والتكنولوجيا اللازمة لتجاوز أزمة الفحم بسرعة، وهناك العديد من الشركاء الراغبين في المجتمع الدولي المستعدين لإحداث هذا التغيير المطلوب بشدة.
وأبرز الكاتبان الحاجة إلى بذل جهود أكبر بكثير لتسريع التحول إلى الطاقة النظيفة في جميع أنحاء العالم، ويجب التحرك بأسرع ما يمكن نحو استخدام الطاقة النظيفة بنسبة 100% مع التحول إلى الكهرباء في أجزاء أخرى كثيرة من اقتصاداتنا، من السيارات والحافلات والشاحنات إلى كيفية تدفئة منازلنا وتوفير الوقود لصناعاتنا.. ويتطلب الأمر اتخاذ إجراءات لمضاعفة معدل التقدم في مجال كفاءة استخدام الطاقة والحد من الاستخدام غير المحدود للوقود الأحفوري على مستوى العالم.. وكل هذا يمكن تحقيقه وهناك جهود كبيرة جارية.
تقييم عالميوفي قمة المناخ "COP28" التي ستعقد في دبي في وقت لاحق من هذا العام، سوف يجري العالم أول "تقييم عالمي"، بطاقة تقرير تقيس التقدم المحرز في تحقيق هدف درجة الحرارة المنصوص عليه في اتفاق باريس، ولدى زعماء العالم فرصة COP28 للتحلي بالجرأة -لتحقيق نقطة تحول سياسية رئيسية- ووضع كوكبنا على الطريق نحو مستقبل للطاقة أنظف وأكثر أماناً.
وخلص الكاتبان: "ما يحتاج إليه العالم هو مضاعفة الطاقة النظيفة ثلاث مرات، وليس أقل.. لم يعد بوسعنا أن نسكت عن طائر الكناري الموجود في منجم الفحم"، أي لم يعد ممكناً السكوت عن الكارثة المحتملة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني التغير المناخي الطاقة المتجددة الطاقة النظیفة
إقرأ أيضاً:
جمال القليوبي يستعرض جهود الدولة للارتقاء بقطاع الطاقة
أكد الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة، أن مصر حققت تقدمًا كبيرًا في مجال الطاقة خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في قطاع الطاقة المتجددة، مما ساهم في تعزيز أمن الطاقة للبلاد.
وقال خلال استضافته ببرنامج «سواعد مصر» المُذاع عبر فضائية «إكسترا نيوز»، إن مصر كانت تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري قبل عام 2017، حيث كانت النسبة تصل إلى 97% من إجمالي احتياجاتها من الطاقة، لكن الدولة عملت بجد على تنويع مصادر الطاقة من خلال استراتيجية جديدة تعتمد على مزيج من الطاقة المتجددة، والنقل إلى الطاقة النووية، إضافة إلى الطاقة المائية.
وأوضح القليوبي، أن مصر تستهدف في الفترة القادمة زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة لتصل إلى حوالي 45% من إجمالي احتياجاتها من الطاقة بحلول عام 2030، مع تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري في إنتاج الكهرباء إلى نحو 55%.
ونوه، أن هذا التحول لا يقتصر فقط على تلبية الاحتياجات الداخلية ولكن يمتد أيضًا إلى تحسين القدرة على تصدير الطاقة إلى الخارج، ما يساهم في تعزيز موقع مصر كمركز إقليمي للطاقة.
وتابع، أن مصر تتمتع بقدرة هائلة على إنتاج الطاقة الشمسية والرياح، حيث تبلغ القدرة الإنتاجية للطاقة الشمسية في البلاد حوالي 2، 100 ميجاوات، بينما تتجاوز قدرة الطاقة الريحية 2، 800 ميجاوات، مضيفا أن الحكومة المصرية تعمل على تنفيذ مشاريع كبيرة في هذا القطاع، منها مشاريع ضخمة للطاقة الشمسية والرياح في جميع أنحاء البلاد.
وفيما يتعلق بمشروعات الطاقة النووية، نوه القليوبي إلى أن مصر بدأت بالفعل في تنفيذ محطة الضبعة النووية، حيث من المتوقع أن تبدأ المحطة في الإنتاج بحلول عام 2028.
وأوضح أن هذه الخطوة تأتي في إطار التنوع الذي تسعى مصر لتحقيقه في مصادر الطاقة، حيث تتضمن الاستراتيجية الاعتماد على الطاقة النووية لتوفير طاقة نظيفة وآمنة.
اقرأ أيضاًوزير البترول يؤكد أهمية علاقات التعاون مع الولايات المتحدة في قطاع الطاقة
وزير التجارة: السوق المصري يمتلك العديد من المقومات والفرص الاستثمارية في قطاع الطاقة
الرئيس السيسي: مصر تنظر إلى تطوير قطاع الطاقة المتجددة كأولوية