ما طريقة السجود الصحيحة ؟ السجود في الصلاة أحد أركان العبادة ولا يصح إلا بها، ولا يسقط السجود بهيئته من لمس جبهة الرأس للأرض إلا لعذر كالمرض الذي يمنع من أدائه، وعرف الفقهاء السجود بأنه هو وضع الجبهة على الأرض ويكون على الأعضاء السبعة في كل ركعة مرتين لقوله تعالى: “واسجدوا”. وللأحاديث الواردة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم به وفعله له وقوله: (صلوا كما رأيتموني أصلي).

 

الأعضاء السبعة التي يجب أن تلمس الأرض في السجود هي الجبهة والأنف واليدان والركبتان وأطراف القدمين، فلا بد أن يباشر كل واحد من هذه الأعضاء موضع السجود وحسب الإمكان. 

 

أعضاء السجود في الصلاة 

 

يجب على المصلّي أن يقوم بالسجود على سبعة أعضاءٍ، كما بيّنت ذلك السنة النبوية، وهي: الجبهة مع الأنف، واليدين، والركبتين، وإلى هذا ذهب كلٌّ من فقهاء الشافعية، والحنابلة، والمالكية، وغيرهم، أمّا الدليل على ذلك قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أُمِرتُ أن أسجدَ على سبعةٍ أعظُمٍ، على الجبهةِ -وأشار بيدِه على أنفِه- واليدينِ، والركبتينِ، وأطرافِ القدمينِ، ولا نَكفِتَ الثيابَ والشعرَ»، على أن الأمر الوارد في الحديث النبوي للوجوب، وأجمع المسلمون على وجوب السجود على كلٍّ من اليدين والوجه. 

 

 

كيفية الهوي إلى السجود

اختلف الفقهاء في تقديم اليدين أو الركبتين عند النزول إلى الأرض، وكان اختلاف ذلك إلى قولين؛ القول الأول: وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء؛ من الحنفية، والشافعية، والحنابلة، وغيرهم، من أنّ السنة أن يقدّم المصلّي عند نزوله إلى السجود ركبتيه قبل يديه، ودليلهم على ذلك ما رواه كلٌّ من علقمة والأسود: «حفِظنا عن عمرَ في صلاتهِ أنه خرَّ بعدَ ركوعهِ على ركبتيهِ، كما يخِرُّ البعير، ووضع ركبتيهِ قبلَ يديهِ».

 

أمّا القول الثاني: فذهب إليه كلٌّ من فقهاء المالكية، والإمام أحمد في روايةٍ عنه، والإمام الأوزاعي، وغيرهم، من أنّ السنة في النزول إلى الأرض للسجود تقديم اليدين على الركبتين، ودليلهم في ذلك ما رُوي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنّه كان يضع يديه قبل ركبتيه، وأنّ هذه الصفة في النزول أدعى وأحسن للخشوع، كما أنّ بتقديم اليدين على الركبتين يتجنب المصلّي حصول الألم في ركبتيه إذا جلس عليهما.

 

 

صفة النهوض من السجود

 

اختلف الفقهاء في الصفة التي ينهض بها المصلّي من السجود للقيام، على قولين؛ فذهب فقهاء الحنفية، والحنابلة، وغيرهم، إلى أنّه من السنة أن يرفع المصلي يديه قبل ركبتيه، إلّا إذا كان في ذلك مشقةً عليه، أمّا فقهاء المالكية، والشافعية، فذهبوا إلى أنّه يُستحبّ للمصلّي أن يقوم من سجوده معتمدًا على يديه.

 

شروط صحة السجود

يشترط في صحة السجود عددٌ من الأمور التي يجب مراعاتها كي يكون السجود صحيحًا، ومنها: 

 

أن يكون السجود على شيءٍ يابسٍ، تستقرّ الجبهة عليه؛ كالحصير، والبساط.

عدم وضع الجبهة على الكفّ، وقد ذهب كلٌّ من الشافعية، والمالكية، والحنابلة، إلى بطلان الصلاة بوضع الجبهة على الكفّ، بينما ذهب الحنفية إلى عدم بطلانها، مع كراهة وضع الجبهة على الكفّ.

ألّا يكون موضع الجبهة مرتفعًا عن موضع الركبتين أثناء السجود.


 

هذا الأمر في السجود يبطل الصلاة.. أمين الفتوى يحذر منه هل يجوز الصلاة على النبي في السجود بدلا من التسبيح.. الإفتاء ترد دعاء السجود.. كلمات مأثورة عن النبي رددها في صلاتك حكم السجود وأصابع القدم عكس اتجاه القبلة.. الإفتاء توضح الدعاء بآية من القرآن في السجود.. غير مكروه في هذه الحالة ماذا حدث للكعبة المشرفة يوم المولد النبوي الشريف؟ معجزة لا يعرفها كثير أخطاء في السجود 

يقع بعض المصلين في أخطاء أثناء السجود، ومنها أولًًا: عدم الطمأنينة في السجود: بعض الناس أيضا يُسرع في سجوده فينقره نقرًا من غير طمأنينة، في حين أن السجود محلّ للتسبيح والإكثار من الدعاء، وقد قال صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته: «ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا».

 

ثانيًا أخطاء في السجود: رفع أطراف القدمين في السجود: فمن الناس من يرفع قدميه أثناء السجود، ومنهم من يطوي أصابع قدميه إلى الخلف، بينما السنة أن يسجد على رؤوس الأصابع يضعها على الأرض، كما سيأتي في حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

 

ثالثًا أخطاء في السجود: رفع الأنف عن الأرض في السجود: من الخطأ رفع الأنف على الأرض في حالة السجود إلا مِن عُذر، لأن السجود ينبغي أن يكون على سبعة أعظم. لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « أمرت أن أسجد على سبعة أعظم؛ على الجبهة - وأشار بيده إلى أنفه- واليدين، والركبتين، وأطراف القدَمَين». متفق عليه.

 

رابعًا أخطاء في السجود: بسط الذراعين في السجود: من الخطأ في السجود أن يبسط الساجد ذراعيه حتى تلامس مرافقه الأرضَ، تماما كما تفعل السّباع، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم برفع المرفقين عن الأرض، ونهى عن بسط الذراعين، ففي صحيح مسلم عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا سجدتَ فضعْ كفيك، وارفعْ مرفقيك».

وفي الصحيحين عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلاَ يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الكَلْبِ».

 

خامسًا: أخطاء في السجود: ترك التسبيح في السجود: من الناس مَن يشتغل بالدعاء في السجود، ويترك التسبيح فيه. ولا شك أن الدعاء في السجود مُرَغّبٌ فيه، فقد حثّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، منها ما أخرجه مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ». لكن من السنة أيضا أن يقول المصلي في سجوده: "سبحان ربي الأعلى" على الأقل ثلاث مرات، ثم يدعو بعد ذلك بما يشاء من خيرَي الدنيا والآخرة. فقد أخرج ابن ماجة في السنن عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِذَا رَكَعَ: « سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ» ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَإِذَا سَجَدَ قَالَ: « سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى» ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.

 

أدعية تقال في السجود

قالت دار الإفتاء، إنه يُستحب للمُسلم الإكثار من الدعاء والتسبيح في السجود، مشيرة إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أخبر أمته بالفضل العظيم للسجود.

وأوضحت «الإفتاء» في إجابتها عن سؤال: « ما الذي يُقال في السجود غير قول: سبحان ربي الأعلى؟»، أنه يُستحب الدعاء والتسبيح في السجود، وقد وردت بعض صيغ الدعاء والاستغفار في السجود عن النبي صلى الله عليه وسلم.

واستشهدت بما روي عن السيدة عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي» أخرجه البخاري في صحيحه.

واستدلت بما جاء عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: «وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ.

وتابعت بما أضاف علي بن ابي طالب: اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ».

 

فضل السجود لله

 

 إن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، ومن ثم فإن أفضل الدعاء في السجود  لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ). رواه مسلم، وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في أكثر من حديث له بين فيه فضل السجود لله وحث أمته عليه منه:

أولًا من فضل السجود : أحب الأعمال إلى الله حيث يُدخل صاحبه الجنة لما ثبت في صحيح مسلم عن معدان بن أبي طلحة اليعمري رضي الله عنه قال: لقيت ثوبانَ مَولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أخبرني بعملٍ أعمله يدخلني به الجنة، أو قال: قلت: بأحبِّ الأعمال إلى الله، فسكت، ثم سألته، فسكت، ثم سألته الثالثة، فقال: سألت عن ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: «عليك بكثرة السجود لله؛ فإنك لا تسجد لله سجدةً، إلا رَفَعَك الله بها درجة، وحطَّ عنك بها خطيئة»، قال معدان: ثم لقيت أبا الدرداء فسألته فقال لي مثل ما قال ثوبان، [أخرجه مسلم].

ثانيًا من فضل السجود : مرافقة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجنة: لما ثبت في صحيح مسلم من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أبيت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: «سل» فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. قال -صلى الله عليه وسلم-: «أو غير ذلك؟» قلت: هو ذاك، قال: «فأعني على نفسك بكثرة السجود».

ثالثًا من فضل السجود : يرفع الله به الدرجات، ويحط به السيئات: لما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم-: «ما من مسلم يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه سيئة»، وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِن عبد يسجد لله سجدةً إلا كَتَب الله له بها حسنة، وحطَّ عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة؛ فاستكثِروا من السجود» (أخرجه ابن ماجه).

رابعًا من فضل السجود : إذا سجد بن آدم اعتزل الشيطان يبكي، لما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إذا قرأ بن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي ويقول يا ويله أمر هذا بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت أنا بالسجود فعصيت فلي النار».

خامسًا من فضل السجود : أقرب ما يكون العبد من الله إذا سجد: لما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- إنه قال: «إن أقرب ما يكون العبد من الله تعالى أن يكون ساجدًا»، وقال أبو هريرة رضي الله عنه: «أقرب ما يكون العبد إلى الله عز وجل إذا سجد فأكثروا الدعاء عند ذلك».

سادسًا من فضل السجود : من علامات المؤمنين يوم اليامة وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من أمتي من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة قالوا: وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق، قال: أرأيت لو دخلت صبرة فيها خيل دهم بهم وفيها فرس أغر محجل أما كنت تعرفه فيها؟ قال: بلى، قال: «فإن أمتي يومئذ غر من السجود محجلون من الوضوء».

سابعًا من فضل السجود : إنَّ مَن سَجَدَ لله عز وجل، فلن تأكل النار أَثَرَ سجودِه؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «تأكل النار من ابن آدم إلا أَثَر السجود؛ حرَّم الله على النار أن تأكل أَثَر السجود»؛ (متفق عليه).

ثامنًا من فضل السجود : إنَّ العبد أقرب ما يكون مِن ربِّه وهو ساجد؛ قال الله عز وجل: «فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ» (العلق: 17 - 19)، وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أقربُ ما يكون العبد من ربِّه وهو ساجد؛ فأكثِروا فيه الدعاء»، (أخرجه مسلم).

تاسعًا من فضل السجود: إنَّ السجود موضعُ استجابةٍ للدعاء؛ عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني نُهيتُ أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا، فأمَّا الركوع، فعظِّموا فيه الرب، وأمَّا السجود، فاجتهِدوا في الدعاء؛ فقَمِنٌ أن يستجاب لكم)» (أخرجه مسلم).

عاشرًا من فضل السجود: إنَّ السجود من أسباب رحمة الله لعبده؛ قال الله جل جلاله: «وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا» (الفرقان: 60)، وذكر العلماء أن السجود من أسباب الرحمة؛ ولهذا قال: «اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ» (الفرقان: 60) سواء السجود العام أو السجود الخاص، فإنه من أسباب الرحمة، ولهذا لم يقل: اسجدوا لله، بل قال: «اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ» (الفرقان: 60)، يعني: لتصلوا إلى رحمة هذا المسجود له.

 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السجود السجود في الصلاة الصلاة رسول الله صلى الله علیه وسلم النبی صلى الله علیه وسلم ی صلى الله علیه وسلم ه صلى الله علیه وسلم رضی الله عنه قال الجبهة على ول الله ص السجود م على سبعة ى الله ع المصل ی فی صحیح إلى أن له بها

إقرأ أيضاً:

أدعية الرقية الشرعية.. كلمات من السنة النبوية للحماية والشفاء

حسم الشيخ خالد الجمل، الداعية الإسلامي والخطيب بوزارة الأوقاف، خلال حديثه عن أدعية الرقية الشرعية الجدل حول حكم الرقية، ومدى مشروعيتها، مؤكدا أن الرقية الشرعية أمر ثابت بالوحي الشريف في مواضع عدة منها ما جاء في القران كقوله تعالي: «قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ» ومنها ما جاء توضيحا وتفصيلا في السنة النبوية المطهرة منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، أَنَّ جِبْرِيلَ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟» فَقَالَ: (نَعَمْ) قَالَ: «بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللهُ يَشْفِيكَ بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ».

أدعية الرقية الشرعية

وأضاف الداعية الإسلامي خلال حديثه عن الرقية الشرعية، عن أدعية الرقية الشرعية أن الشفاء بالرقية أمر مباح و ثابت بالكتاب والسنة، موضحا أنها لا تعني الاستغناء عن التداوي والعلاج كما يتوهم بعض الناس، مضيفا أن الرقية جزء من أجزاء التداوي والتي أولها العلاج بالعقاقير والعلاجات التي يسرها الله للناس بالعلم والطب، متابعا: «من ظن أن الرقية فقط قد تشفي المريض دون عرضه علي الطبيب لوصف العلاج اللازم فهو إما واهم أو مخادع أو مدلس والدين منه براء».

أدعية الرقية الشرعية عن النبي

وبخصوص أدعية الرقية الشرعية، صَح أَن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ» أخرجه البخاري، ويقول أيضًا: «أعوذ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ» أخرجه البخاري.

وعن أدعية الرقية الشرعية، فقد جاء في حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي لما شكا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعًا يجده في جسمه منذ أسلم، فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ، ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ» رواه مسلم، وغير ذلك من نصوص الرقية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

الرقية الشرعية

وفي أدعية الرقية الشرعية روى مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله، كيف ترى في ذلك؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ»، مؤكدة أن الرقية الشرعية تُعد وسيلة لتعزيز الإيمان والاعتماد على الله في جميع الأمور، بما في ذلك الصحة والعافية، فعندما يلجأ المسلم إلى الرقية، فإنه يظهر توكله الكامل على الله وثقته في قدرته على الشفاء، هذا الاعتماد الروحي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على النفس، مما يساعد على تحقيق الراحة النفسية والطمأنينة.

وأشار الخطيب بوزارة الأوقاف في تصريح لـ«الوطن»، إلى أن الرقية كانت معروفة عند العرب حتى قبل الإسلام، حيث كانت جزءا مما كان يعرف قديما بالطب البدوي والذي كان فيه أهل البادية يستعملون الرقية أيضا باعتبارها جزءا من التداوي المعروف وقتها حتى قبل الإسلام والدليل على ذلك حديث الإمام مسلم الذي روي فيه أن الصحابي عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: كنا نَرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله، كيف ترى في ذلك؟ فقال: (اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ) لذلك أقر رسول الله ما كان يفعله أهل الجاهلية من رقية ولكن بالضوابط اللازمة التي يجيزها الإسلام.

الرقية الشرعية والعلاج بالأعشاب

ولفت «الجمل» إلى أن ما نسعه من بعض الناس عن أن الرقية والعلاج بالأعشاب والعسل وغيرها هو أمر ديني خاص بالإسلام فقط ليس صحيحا، وتسمية هذا النوع من التداوي باسم الطب النبوي هو أمر غير صحيح، إنما هو طب بدوي أقره رسول الله باعتباره لا يتعارض مع مصلحة الإنسان بشرط ألا يكون فيه محرم، موضحا أنه من السنة أن يرقي الشخص نفسه وأن يقرأ هو على نفسه أو على أهل بيته الآيات والأدعية المعروفة التي تشفي بإذن الله بعد الاستعانة بأسباب الشفاء التي يصفها الطبيب المعالج، مؤكدا أنه لا وجود لمن أسموا أنفسهم معالجا بالقرآن أو راقيا شرعيا أو مثل ذلك فكل هذه ما هي إلا أسماء لا علاقة لها بالقرآن أو السنة في عصرنا الحديث.

مقالات مشابهة

  • علاقة الرجل بالمرأة الأجنبية في السنة النبوية
  • موعد صيام عاشوراء.. «الإفتاء» توضح فضله وحكم صيامه
  • حكم صيام أول العام الهجري الجديد وما يتعلق به
  • سنة مهجورة كان يفعلها النبي بعد الانتهاء من الضيافة.. احرص عليها
  • أدعية يُستجاب لها في لمح البصر.. منها دعاء يونس عليه السلام
  • «الإفتاء» تكشف فضل سورة يس وحُكم السحر في الشرع (فيديو)
  • أدعية الرقية الشرعية.. كلمات من السنة النبوية للحماية والشفاء
  • الأرض تتهيأ لأمر عظيم.. إمام الحرم ياسر الدوسري يثير تفاعلا بتدوينة سابقة
  • ما هي أول صلاة صلاها الرسول؟.. الظهر أم العصر
  • هل تصح الصلاة في المساجد التي بها أضرحة؟.. «الإفتاء» تُجيب