كشف المجلس المركزي البلجيكي لمراقبة السجون، اليوم الثلاثاء، أن عدد نزلاء المؤسسات السجنية بلغ مستويات غير مسبوقة في السجون البلجيكية، منبها إلى تأثير اكتظاظ السجون على حقوق الأشخاص المحتجزين.

وأوضح المجلس ضمن تقريره السنوي للعام 2022، أن متوسط عدد المعتقلين في السجون الـ 35 الخاضعة للمراقبة بلغ 11 ألفا و302 شخصا العام الماضي، في حين يبلغ متوسط الطاقة الاستيعابية للسجون 9641 شخصا، مشيرا إلى أن متوسط معدل الاكتظاظ وصل إلى 17 في المائة.

وأوضحت هيئة المراقبة البلجيكية أن هذا الاكتظاظ يؤثر بشكل خطير على ظروف الاحتجاز ويقوض كرامة وحقوق المحتجزين، مشيرة إلى الظروف المادية غير اللائقة، وانعدام الخصوصية والنظافة، وتقليص المدة التي يقضيها المحتجزون في الهواء الطلق، وتقييد الولوج إلى الرعاية الطبية أو حتى الضغط الذي يعاني منه موظفو السجون.

ولفت المجلس المركزي البلجيكي لمراقبة السجون إلى انعدام الأمن، وصعوبة إبقاء التواصل مع العالم الخارجي، وزيادة تعقيد عملية إعادة الإدماج، وتفاقم المشاكل النفسية، فضلا عن ارتفاع حالات ومحاولات الانتحار.

وبغية إيجاد حل لهذه الوضعية، يوصي المجلس باتخاذ التدابير المناسبة والكافية لقياس ومراقبة ارتفاع عدد نزلاء السجون وضمان ظروف احتجاز إنسانية وكريمة للأشخاص الذين يقضون عقوباتهم.

كما يدعو إلى تشجيع اللجوء للعقوبات غير السالبة للحرية، فضلا عن رفع مستوى الوعي لدى القضاة والمدعين العامين حول الدور الذي ينبغي أن يضطلعوا به في مسألة اكتظاظ السجون.

المصدر: مملكة بريس

إقرأ أيضاً:

مؤتمر القاهرة ..الدروس والعبر

بقلم: حسن ابوزينب عمر

نزلت شطك بعد البين ولهانا
فذقت فيك من التبريح ألوانا
وسرت فيك غريبا ظل سامره
دارا وشوقا وأحبابا وأخوانا
فلا اللسان لسان العرب نعرفه
ولا الزمان كما كنا وماكانا
لم يبق منك سوى ذكرى تؤرقنا
وغير دار هوى أصغت لنجوانا
محمد احمد محجوب

من حق مصر استضافة مؤتمر القاهرة لمناقشة سبل حل الأزمة السودانية الراهنة ومن حقها توجيه الدعوة لكافة القوى المدنية التي تعتقد أنها فاعلة على الساحة السودانية وإيقاف الحرب التي يتفق الجميع على وصفها بالعبثية والتي اندلعت شرارتها الأولى منذ 14 شهرا والتي كلفت السودان حتى الآن أكثر من 15 ألف قتيل و11 مليون نازح و1,8 مليون لاجئ فروا الى دول الجوار وفقا لتقارير مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إضافة الى خسائر قدرت ب200 مليار دولار. . مبدأ مصر لإنجاح المؤتمر كونها أكثر البلدان تأثرا بالأزمة السودانية فضلا عن أن مصالحها متداخلة بشكل كبير والنجاح يعني اغلاق أحد الجراح المفتوحة على حدودها وبالذات على حدودها الجنوبية حيث يشكل سد النهضة خطرا على أمنها المائي كما أن مصر تتأثر بأزمة اللاجئين الذين بلع عددهم 9 مليون نصفهم من السودانيين وهؤلاء يشكلون عبئا ضخما على كاهل الموازنة المصرية العامة أضف الى ذلك مشكلة الإرهاب التي تزداد استفحالا مع تفاقم المشكلات الداخلية في الدول المجاورة وهناك أيضا قضية التمدد الإيراني سيما بعد طلب الجيش السوداني من ايران امداده بالطائرات المسيرة شأنه شأن روسيا في حربه مع أوكرانيا ..تنظيم مصر للمؤتمر في ظل هذه الأوضاع وفي ظل التركيبة المتشعبة للحضور من الداخل والخارج لم يكن أمرا سهلا اذ ان إرضاء جميع الفرقاء واقناعه بالمشاركة كان تحديا كبيرا .
(2)
لكن اللافت للنظر هو ان مصر قدمت دعواتها لفسيفساء من البشر والتنظيمات والتجمعات والاتحادات ولكنها تناست ولا أقول نست تقديم أي دعوة حتى من فصيلة (تمامة جرتق) لأي مكون من المكونات الاثنية على حدودها الجنوبية وهم البجا .. في تقديري أن القاهرة وصلت لقناعة أن لا شيء يجمع بجا 2024 سوى التشظي والانقسامات والصراعات عديمة المعني والهدف والاتفاق على عدم الاتفاق ولكن وحتى بافتراض مراعاة مبدأ حسن الجوار والسماح لهم بالمشاركة يبقى السؤال بدون إجابة وهو لمن تقدم الدعوة هل لترك ناظر عموم الهدندوة هل لعلي محمود ناظر عموما الأمرار هل لشيبة ضرار هل للناظر دقلل ناظر عموم البني عامر هل للناظر كنتيباي ناظر قبيلة الحباب هل لقيادات الجيوش التي تتدرب في الحدود الجنوبية تحت سمع وبصر حكومة اريتريا وتجاهل تام من حكومة البرهان ؟ هل تقدم الدعوة لمحمد سيدنا ..مين محمد سيدنا دا ؟؟؟
(3)
يبدو ان مصر التي لم تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا تعاملت مع هذه القضية بمبدأ (أبعد من الشر وغنيلو) ولعل هذا يفسر ردة الفعل الغاضبة العنيفة من المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة الذي اعتبر الموقف المصري مجرد حقارة عن سبق إصرار وترصد بتغييب متعمد للشرق وترميز تضليلي تنفيذا لسياسات الأجهزة الأمنية السودانية وبناءا عليه رفض المجلس الأعلى مؤتمر القاهرة الاقصائي بل قرر عدم مشاركة المجلس في مشاورات تشكيل الحكومة .ولكن أكثر ما يستوقف في حملة الرفض والاستنكار غير المسبوقة هنا هو رفض المجلس تمثيل واشراك جماعة الإسلام السياسي وعناصر النظام المباد ومجاهديهم تحت ذريعة اشراك الشرق .
(4)
البيان يرفض أيضا إطالة الحرب ويطالب بضرورة اسكات صوت البندقية درأ لتوسيع دائرة الحروب وتمزيق الوطن فضلا عن أيجاد منافذ آمنة لمنظمات الإغاثة الدولية لأداء مهامها بتوصيل المساعدات لذوي الحاجة وما أكثرهم. الذي أعرفه أنه رغم الاحتجاج الاستنكاري فلو قدمت القاهرة دعوة لأحد هذه الكائنات لهرول نحو القاهرة هرولة فهود محمية سرنجتي الكينية وهي تطارد الغزلان لابتلاعها حية .. لا مجال هنا لتكرار موقف المناضلة الراحلة فاطمة أحمد إبراهيم التي رفضت بإباء جائزة الأمم المتحدة بحجة ان المحتفى به هو الشعب السوداني وليست فاطمة أحمد إبراهيم.
(5)
لكن الجديد هنا أولا رفض المجلس تمثيل واشراك جماعة الإسلام السياسي وعناصر النظام المباد وهؤلاء هم الفلول الذين يعتبرون اليد اليمنى لحكومة البرهان وثانيا المطالبة بالسلام والاستقرار واسكات صوت البندقية لدرأ توسيع دائرة الحرب وتمزيق الوطن ..الذي لا يختلف عليه اثنان هنا أن المبدآن يتمردان على ثوابت البجا الذين يهتفون منذ اندلاع الحرب (شعب واحد جيش واحد) ..رفض الفلول يقربهم خطوة من حيث لم يحتسبوا الى قحت والحرية والتغيير كما ان شعار لا للحرب ورفض الدعوة لاستمرارها هو صوت عقلاني للقابضين على الجمرة والذين يشكلون حطبا للنار التي أشعلها غيرهم وهو موقف يبعدهم خطوة وأتمنى أن تتلوها خطوات وخطوات للانسلاخ والتبرؤ من البرهان الذي يصر على القتال حتى ازهاق آخر روح .
(6)
الخلاصة ان بجا 2024 هم جزر معزولة أشبه بملوك الطوائف في الاندلس ينتمون لمؤتمرات بجا لا تنش ولا تهش الله وحده يعرف عددها الآن يهدرون الوقت في الاستقبالات ومهرجانات التكريم والهتاف لهرطقات شيبة واستعراضات بجا دولة وبجا حديد بخلاف فترة الديموقراطية الثانية حيث كان 12 عضوا في البرلمان يمثلون مؤتمر بجا واحد على قدم المساواة تجمعهم وحدة الكلمة ووحدة الصوت ولذلك يضع لهم الخصوم ألف حساب .
(7)
العبر والدروس المستقاة من الغياب المر من مؤتمر القاهرة الذي حضره (اللي يسوى واللي ما يسواش) بدعوة من القاهرة التي بنت موقفها على مبدأ (الشباك اليجيك منو الريح سدو وأستريح) لا يؤكد الا على الخيار الوحيد الذي لا يملك البجا بديلا له في زمن البحث عن الكيانات الكبيرة في هذه المرحلية المفصلية من تاريخ السودان وهو الاستثمار في الوحدة الوطنية اذا كان الهدف البقاء رقما أساسيا في المعترك السياسي السوداني والقول الفصل هنا أن تبلغ القيادات رغم فرقتها ما تريد قبل أن يفرض عليها مالا تريد ففي النهاية تحصد ما زرعته أو كما يقول الفرنجة you reap what you sow

oabuzinap@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • وثقنا عمليات اغتصاب وقتل وحشية.. ونتعقب «السجون السرية» الإسرائيلية
  • مؤتمر القاهرة ..الدروس والعبر
  • بحضور سعودي إماراتي قطري: السيسي: “السودان أولاً” هو المحرك لجميع الجهود الوطنية
  • موجة الحر في الولايات المتحدة.. حزمة أرقام قياسية
  • يورو ٢٠٢٤ : أرقام واحصائيات مباراة هولندا مع تركيا
  • دراسة لمراقبة مستويات المياه الجوفية في رأس الخيمة
  • مقرّبة من وزير حوثي.. تعرّف على الزينبيّة رقم (11) التي تعمل ضمن التنظيم السري الداعم لمليشيات الحوثي داخل المنظمات والصناديق الدولية
  • جهود دولية لمساندة العراق في إزالة وتطهير الألغام
  • تفكيك "خلية إرهابية" في إسبانيا بالتعاون مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني
  • المؤسسات اليهودية في فرنسا تضغط على مارسيليا للتراجع عن ضم عطال