مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، تأسست في القرن الـ 19، وتبعد عن العاصمة الخرطوم حوالي ألف كيلومتر، وتضم 4 وحدات إدارية، وينتهي عندها خط سكة الحديد غرب السودان.
الموقعنيالا في ولاية جنوب دارفور بإقليم دارفور غربي السودان، على ارتفاع 673 مترا فوق سطح البحر جنوب هضبة جبل مرة.
وتقع المدينة عند مفترق طرق حيثُ تتقاطع عنده الطرق من شرق السودان إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله، وينتهي عندها خط السكة الحديد.
تتميز من ناحية التضاريس بأرض صخرية تغطيها طبقات من التربة الطينية والرملية، وتنحدر عدة أودية موسمية من هضبة جبل مرة، وتتجه من الشمال نحو الجنوب لتصب في نهر بحر العرب.
ويشق نيالا من الغرب نحو الشرق وادي برلي (وادي نيالا) أحد أكبر أودية إقليم دارفور حيثُ تتجمع فيه مياه الأمطار الموسمية التي تهطل في مرتفعات جبل مرة، أما مناخ المدينة استوائي ورطب جاف.
سوق نيالا خلال زيارة الرئيس السابق عمر البشير لمنطقة دارفور (رويترز) السكانيبلغ عدد سكان نيالا نحو 3 ملايين و400 مليون نسمة عام 2023، وتقدر مساحتها بقرابة 126 ألف كيلومتر مربع، وتعد من أكبر مدن إقليم دارفور، وأدى اتساع امتداداتها الجغرافية والديموغرافية منذ عام 1972 إلى تصدرها المركز الثاني من حيثُ الكثافة السكانية بعد العاصمة الخرطوم.
وتضم نيالا مجموعات سكانية مختلفة من القبائل الأفريقية والعربية، وتعد الداجو والفور والبرنو من القبائل الأصلية بالمدينة.
وبعد أن أصبحت نيالا عاصمة جنوب دارفور اجتذبت إليها عددا من جماعات دارفور منها الرزيقات والمسيرية وبنو هلبة والهبانية والتعايشة وجلابة هوارة والمهرية وأم جلول والفلاتة والبرقد، بجانب التجار الوافدين من شمال ووسط السودان.
وتتحدث القبائل التي تقطن نيالا اللغة واللغات المحلية لمكونات دارفور.
التاريختأسست نيالا في القرن عام 1850 كقرية، واتُخذت مقرا لرئاسة المقدومية الجنوبية أبان حكم السلطان علي دينار آخر سلاطين الفور في سلطنة دارفور بالسودان، وعام 1898 أنشأ فيها مخازن للغلال، وبئر موسعة للمياه، وعام 1900 أنشأ فيها حامية عسكرية بريطانية.
وإبان الحكم الثنائي للسودان اتخذ الإنجليز من نيالا مركزا بُني بالقش عام 1917، وفقا لحديث أدلى به للجزيرة صلاح الدين محمد الفضل رجال رئيس المجلس الأعلى للإدارة الأهلية بإقليم دارفور.
ويعود تاريخ تحوّل نيالا إلى مدينة للعام 1921، عندما اختيرت إبان الحكم الثنائي لتكون مركزا إداريا لمجلس ريفي غرب البقارة (مركز الإدارة الأهلية جنوب دارفور رئاسة المقدومية).
وقد وقعت في المدينة معركة ضد الاستعمار الإنجليزي عام 1921 قادها عبد اللّه السحيني وبعض قادة وقبائل جنوب دارفور، وأدت إلى مقتل الحاكم الإقليمي لنيالا.
وأصبحت نيالا عاصمة للجزء الجنوبي من الإقليم عندما تم تقسيم دارفور إلى ولايات عام 1994.
وشهدت زيارة عدد من رؤساء الدول، كزيارة ملك السعودية فيصل بن عبد العزيز عام 1965، وإمبراطور إثيوبيا هيلا سيلاسي، وعام 1977 زار نيالا زايد بن سلطان آل نهيان أول حاكم للإمارات.
وعام 1980 انتفضت المدينة ضد الرئيس الراحل جعفر نميري اعتراضا على تعيين اللواء الطيب المرضي حاكما من خارج إقليم دارفور، بحسب رئيس المجلس الأعلى للإدارة الأهلية في إقليم دارفور.
مناهضون للحكومة في "سوق نيالا" يوم 24 أبريل/نيسان 2019 (رويترز) الاقتصادتعد دارفور ثانية مناطق السودان أهمية من حيث النشاط الاقتصادي بعد الخرطوم، وأخذت عاصمة ولاية دارفور حظها من هذا النشاط، حيث جعلها موقعها الذي تنتهي عنده السكة الحديد، غرب السودان، مركزا للاستيراد والتصدير.
وقد عزز مطار نيالا من موقعها بوابة للعلاقات التجارية، وساهم موقع ولاية جنوب دارفور وحدودها مع أفريقيا الوسطى وجنوب السودان إلى انتعاش التجارة الحدودية في نيالا مع جنوب السودان وأفريقيا الوسطى وتشاد.
وفيها يقع أحد أكبر أسواق المواشي في إقليم دارفور غربي السودان، بورصة نيالا للمحاصيل الزراعية، سوق للتوابل ومنتجات عسل النحل، بجانب كونها أحد أهم مراكز تصدير الصمغ العربي والماشية.
ويقع في نيالا أحد أقدم أسواقها "السوق الكبير" الذيّ يضم أشهر معالمه "سوق أم دفسو" وتأتي وارادته من تشاد وليبيا، بجانب سوق التوابل المعروف بـ "سوق الشطة" إلى جانب مصانع للثلج وأكبر مسلخ لحوم في إقليم دارفور.
وتشتهر بإنتاج الفول السوداني والدخن ورعي الأبقار والماعز والتجارة، بجانب زراعة الفواكه والخضراوات، بينما تتوزع النشاطات الاقتصادية لسكان المدينة بين الزراعة والرعي والتجارة.
معالمتزخر مدينة نيالا بعدد من المواقع التاريخية والسياحية، منها:
مسرح نيالا البحير سينما نيالا جبل نيالا جنائن دوماية متحف نيالا الذي يحوي قطعا فخارية وأدوات تظهر تنوع الحضارات التي قامت في دارفور مسجد التجانية الذي بُني عام 1917 المقدومية الأثري ويعود تاريخه إلى 1930 ويمثل المبنى منزل وديوان المقدوم، ويعد معلما أثريا تاريخيا يقصده ضيوف جنوب دارفور ديالا تشتهر بالفول السوداني والدخن والفواكه والخضراوات ويعمل سكانها بالزراعة والرعي والتجارة (رويترز) أعلاممن أعلام ورموز نيالا:
عبد الرحمن دبكة، ناظر عموم قبيلة بني هلبة والنائب عن دائرة بقارة نيالا غرب ومُقدّم مقترح استقلال السودان من داخل البرلمان. صلاح علي الغالي ناظر الهبانية ونائب والي دارفور الكبرى، وثاني وال لجنوب دارفور، وكان أول وال غرب كردفان. أحمد عبد الرحمن آدم رجال مقدوم عموم الفور أحد رجالات الإدارة الأهلية وقادة الخدمة المدنية بالسودان. صفية علي دينار أول معلمة تعيّن جنوب دارفور، وأول رئيسة اتحاد نسائي بالإقليم. علي الحاج طبيب وسياسي يعد من أبرز قيادات الحركة الإسلامية بالسودان، تقلّد عددا من المناصب الوزارية، ويعد أحد مؤسسي الجبهة الإسلامية القومية بعد انتفاضة 1985، انتخب عام 2017 أمينا عام لحزب المؤتمر الشعبي خلفا للراحل الدكتور حسن الترابي. صالح محمود عثمان، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ونائب رئيس نقابة المحامين بدارفور وعضو جمعية المحامين الديمقراطيين، ومحام في مجال حقوق الإنسان. حصل على جائزة سخاروف لعام 2007. مساعد محمد علي محام وحقوقي حاز على جائزة أولف بالما لحقوق الإنسان عام 2006 مناصفة مع الأمين الأممي السابق كوفي أنان.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ولایة جنوب دارفور إقلیم دارفور نیالا عاصمة
إقرأ أيضاً:
مقتل 18 مدنيا في هجوم لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة
قتل 18 مدنيا وأصيب آخرون جراء هجوم لقوات الدعم السريع على قرى في ولاية الجزيرة وسط السودان.
وقالت شبكة أطباء السودان (غير حكومية) أمس الاثنين في بيان إن 13 شخصا قتلوا وأصيب آخرون جراء هجوم للدعم السريع على قرية البروراب بمجمع قرى الشيخ مكي شرقي ولاية الجزيرة.
وأشارت الشبكة إلى أن الهجوم أسفر عن نزوح عشرات الآلاف إلى عدد من الولايات المتاخمة، مما تسبب في كارثة إنسانية.
من جانبها، أفادت منصة "نداء الوسط" السودانية بأن قوات الدعم السريع هاجمت أمس الاثنين القرية 50 في منطقة أم القرى شرق الجزيرة وقتلت 5 أشخاص.
استنكار أممي
وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن 25 امرأة على الأقل تعرضن لعنف جنسي، من بينهن فتاة تبلغ من العمر 11 عاما لقيت حتفها نتيجة لذلك.
وأضاف المكتب أن تقارير وصلته تقول إن قوات الدعم السريع صادرت أجهزة إنترنت في 30 قرية على الأقل، وأحرقت محاصيل زراعية.
وقالت كليمنتاين نكويتا سلامي ممثلة الأمم المتحدة في السودان "أشعر بصدمة وانزعاج شديدين إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في ولاية الجزيرة، والمماثلة للمستوى الذي شهدناه في دارفور العام الماضي"، في إشارة إلى إقليم دارفور غرب السودان.
طرد وقتل وسلب
وفي سياق متصل، قالت إحدى الناجيات لوكالة رويترز -وهي أم لرضيع يبلغ من العمر شهرا واحدا- إن قوات الدعم السريع اقتحمت منازل المواطنين في ولاية الجزيرة أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وطردتهم خارج القرية بالسياط، ثم أطلقت عليهم النار.
بدوره، قال هاشم بشير -الذي بُترت إحدى ساقيه قبل الحرب- إن قوات الدعم السريع طردته من منزله في قرية النايب، كما قالت ابنة أخيه فائزة محمد إن القوات نزعت منها مجوهراتها وسرقت هاتفها ولم تسمح لهم بأخذ أي شيء معهم، حتى وثائق الهوية.
وتتعرض ولاية الجزيرة منذ أسبوعين لهجمات عنيفة استهدفت 65 قرية وبلدة على الأقل زادت حدتها بعد انشقاق قائد قوات الدعم السريع في الولاية أبو عاقلة كيكل وإعلان انضمامه إلى الجيش.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل، وما يزيد على 11 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.