الجمع بين الصلوات في الحضر عند الحاجة
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الناظر في الشريعة الإسلامية يجد أنَّ مبناها على التيسير ورفع الحرج عن المكلفين؛ وفي ذلك رعاية لحالهم وتحقيق لمصالحهم؛ قال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، وهناك أمثلة كثيرة في الشريعة الإسلامية للتيسير ورفع الحرج عن المكلفين: منها على سبيل المثال: تخفيف عدد الصلاة من خمسين إلى خمس فقط؛ كما جاء ذلك في حديث الإسراء والمعراج، وجمع الصلاة الرباعية وقصرها إلى ركعتين في حالة السفر.
أضافت الإفتاء، أنه قد ثبت أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوفٍ ولا مرضٍ ولا مطرٍ، وعندما سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن ذلك قال: "أراد أن لا يحرج أمته"، وروى الشيخان في صحيحيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم صَلَّى بِالْمَدِينَةِ سَبْعًا وَثَمَانِيًا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ"، وفي لفظ قال: "جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ"، قيل لابن عباس: ما أراد بذلك؟ قال: "أراد أن لا يحرج أمته".
الجمع بين الصلوات بسبب الأعمال الشاقةأوضحت أنه قد ذهب إلى جواز الجمع في الحضر مطلقًا للحاجة من غير اشتراط الخوف، أو المطر، أو المرض، جماعة من الأئمة؛ منهم ابن سيرين وربيعة وأشهب وابن المنذر والقفال الكبير وابن شبرمة وغيرهم؛ قال العلامة ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري": [وقد ذهب جماعة من الأئمة إلى الأخذ بظاهر هذا الحديث فجوزوا الجمع في الحضر للحاجة مطلقًا.. وممن قال به: ابن سيرين وربيعة وأشهب وابن المنذر والقفال الكبير، وحكاه الخطابي عن جماعة من أصحاب الحديث].
وقال الإمام النووي في "المجموع": [(فرع) في مذاهبهم في الجمع في الحضر بلا خوف ولا سفر ولا مرض: مذهبنا ومذهب أبي حنيفة ومالك وأحمد والجمهور أنه لا يجوز، وحكى ابن المنذر عن طائفة جوازه بلا سبب، قال: وجوزه ابن سيرين لحاجة أو ما لم يتخذه عادة].
وقال العلامة ابن قدامة في "المغني": [فصل: ولا يجوز الجمع لغير من ذكرنا. وقال ابن شبرمة: يجوز إذا كانت حاجة أو شيء، ما لم يتخذه عادة].
وقال العلامة ابن قاسم في "حاشية الروض المربع": [وأوسع المذاهب مذهب أحمد، فإنه نص على أنه يجوز للحرج والشغل].
وبينت الإفتاء، أنه قد أجاز فقهاء الحنابلة الجمع بين الصلاتين لأصحاب الأعمال الشاقة؛ كالطباخ والخباز ونحوهما؛ قال الإمام المرداوي الحنبلي في "الإنصاف": [قال أحمد في رواية محمد بن مشيش: الجمع في الحضر إذا كان عن ضرورة مثل مرض أو شغل. قال القاضي: أراد بالشغل ما يجوز معه ترك الجمعة والجماعة من الخوف على نفسه أو ماله.. واختار الشيخ تقي الدين جواز الجمع للطباخ، والخباز ونحوهما، ممن يخشى فساد ماله ومال غيره بترك الجمع].
وقال الإمام البهوتي في "كشاف القناع": [في بيان أعذار الجمع بين الصلاة (و) الحال السابعة والثامنة (لمن له شغل أو عذر يبيح ترك الجمعة والجماعة) كخوف على نفسه أو حرمته أو ماله، أو تضرر في معيشة يحتاجها بترك الجمع ونحوه].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دار الافتاء الصلوات الشريعة الإسلامية رسول الله الجمع بین
إقرأ أيضاً:
رخصة الإفطار في رمضان.. متى يجوز استخدامها ومن يستحقها؟
أكد الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، أن شهر رمضان فرصة للتقرب إلى الله ونيل التقوى، مشيرًا إلى أن الصيام لم يُفرض فقط على الأمة الإسلامية، بل كان عبادة سابقة في الشرائع السماوية الأخرى، كما جاء في قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" (البقرة: 183).
وأوضح "صديق"، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم السبت، أن التقوى جوهر الصيام، حيث تدعو الإنسان إلى مراقبة الله في أفعاله، الامتثال لأوامره، والابتعاد عن نواهيه، مشيرًا إلى أن التقوى وردت في القرآن الكريم ست مرات، منها أربع في سورة البقرة، مما يؤكد أهميتها كغاية من الصيام.
دعاء النبي عند الإفطار في أول أيام رمضان.. اعرف صيغته الصحيحة
دعاء للمتوفي في رمضان
دعاء أول يوم رمضان 2025 .. اسأل ربك التوفيق في العبادة
هل الإفطار في رمضان بالمدفع أم الأذان؟ اعرف الرأي الشرعي
وأشار إلى أن الصيام ليس فقط امتناعًا عن الطعام والشراب، بل يشمل أيضًا التحكم في الشهوات وكبح الأهواء، كما في قصة السيدة مريم عليها السلام عندما قال الله تعالى: "فقولي إني نذرت للرحمن صومًا فلن أكلم اليوم إنسيًا" (مريم: 26)، مما يدل على أن الصيام قد يكون عن الكلام أو غيره.
وأكد أن الإسلام دين يسر وليس عسرًا، حيث وضع رخصة الإفطار للمرضى والمسافرين، لافتًا إلى أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" (البقرة: 185)، مشيرا إلى أن بعض الأمراض تمنع الصيام تمامًا لما قد يسببه من ضرر، وهذا يتماشى مع مقاصد الشريعة في حفظ النفس.
ودعا إلى أن يكون هذا الشهر الفضيل شهر خير وسلام على الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء، مؤكدًا أن رمضان فرصة لتعزيز القيم الروحية والاجتماعية والصحية، متمنيًا للجميع صيامًا مقبولًا وعملًا صالحًا.