سواليف:
2024-12-24@00:24:15 GMT

مأساة درنة توحد الليبيين

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

مأساة درنة توحد الليبيين

#مأساة_درنة توحد الليبيين / د. #منذر_الحوارات

لم تمض سوى بضعة أيام على زلزال الحوز في المغرب والذي أدى إلى ما يقارب 3000 ضحية وخمسة آلاف جريح إلا ونحن نشهد فاجعة أخرى يخلفها هذه المرة إعصار دانيال في ليبيا تحديدًا في منطقة درنة حيث أدى انفجار سدين محيطين بالمدينة بسبب شدة الأمطار إلى نتيجة كارثية على الصعيد الإنساني والمادي، فقد نتج عنه حتى الآن آلاف القتلى وعشرة آلاف مفقود وأدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من المدينة في مشهد يندى له الجبين ويؤلم كل ذي قلب وضمير.

لكن من المهم بعد إفراغ شحنات الوجع والألم هو استخلاص العِبر من الحدث بدراسة الإجراءات أثناء الكارثة، هل كانت صحيحة وما هي الأخطاء والثغرات التي شابتها؟ ففي زلزال الحوز المغربي كان لحضور الدولة القوي الأثر المباشر في جلب المساعدات من المجتمع الدولي بشكل كبير وسريع وموجه حسب الاحتياجات وضرورتها، وهذا أدى رغم وعورة المنطقة إلى تدفق الدعم المحلي والدولي، مما انعكس على نسبة الإصابات وعدد الوفيات، أما في درنة حيث ليبيا منقسمة إلى حكومتين متصارعتين، حكومة في طرابلس وأخرى في بنغازي، مما أربك المجتمع الدولي حول الكيفية التي يمكن فيها إيصال المساعدات إلى المنطقة المنكوبة وهذا انعكس على حجم الوفيات والمفقودين، وسبب عدم قدرة الأطراف الدولية على تحديد الأولويات في توجيه الدعم إلا بعد حين، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين لدى المجتمع الدولي في تقرير حجم الكارثة بسبب تضارب التصريحات في بداية الفاجعة.

على العكس من مشهد الارتباك الرسمي، كان الوضع على صعيد المجتمع المدني الليبي حازماً وصادماً لكل المراقبين، إذ وبدون مقدمات سارع هذا المجتمع لتقديم النجدة لإخوانه في درنة بدون أي تباطؤ، وهذا يؤكد وحدة الضمير الوطني الليبي على العكس مما يروجه السياسيون المتصارعون والذين يحاولون التأكيد على أن صراعهم على السلطة في ليبيا إنما هو انعكاس لرغبة القواعد الجماهيرية، وأن ما يحصل من احتراب عسكري وسياسي لا يجسد رغبة هؤلاء السياسيين بل رغبة القوى الاجتماعية الفاعلة في الوطن الليبي، والظروف تثبت أن هذا ليس إلا محض افتراء ولا يمت للواقع بصلة، وأن الليبيين يشعرون بأنهم كيان واحد إخوة وأشقاء، وهذا ما أثبتته كارثة درنة التي أكدت أن الوجع الليبي واحد، وجسد ذلك قوافل الفزعة كما يطلق عليها الليبيون والتي ضاقت بها الطرقات الليبية وهي متوجهة إلى درنة للدرجة التي دفعت بأحد المسؤولين الليبيين للقول إن في درنة فائض كبير من المساعدات الإنسانية، ويثبت أن الدم الليبي واحد وإن فَرّقَه السياسيون والمصالح الدولية التي تريدهم أن يبقوا منقسمين.

مقالات ذات صلة يالها من فراء يخيطها السياسي 2023/09/19

السؤال الجوهري هل يقرأ المتصارعون على الأرض هذه الرسالة ويبادرون إلى صلح وطني يتجاوز مصالحهم الشخصية والتدخلات الدولية والإقليمية يجسد الحالة الوطنية التي عبر عنها المواطنون الليبيون في كارثة درنة؟ السؤال رهن المستقبل، لكن يبرز إلى الذهن سؤال آخر يتعلق بأهمية إنشاء مركز عربي وإقليمي نوعي مهمته مساعدة الدول المنكوبة بمثل هذه الحالات الجوية المتطرفة من زلازل وعواصف بالذات بعد تكرارها خلال السنوات الأخيرة بشكل ملفت للنظر، وبذلك تكون أرواح القتلى في ليبيا قد أحيت روح الوحدة في البلد، ويكون زلزال الحوز المغربي وإعصار دانيال في ليبيا سببًا في ولادة فكرة مركز عربي إقليمي للكوارث، ألن يكون هذا المركز إنجازاً عظيماً وتكريماً لأرواح من قضوا في هاتين المأساتين.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: مأساة درنة فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

اللاجئون السودانيون.. مأساة لم ينهها عبور الحدود واللجوء

تلتقط "أم محمد" أنفاسها بصعوبة وهي تسرد فصلا من معاناتهم كلاجئين في ليبيا التي وصلت إليها بعد رحلة طويلة إثر خروجها من السودان.

وتقول للجزيرة نت "بعد اندلاع الحرب توجهنا إلى مصر ولكن لم نستطع البقاء هناك، فقررنا التوجه إلى ليبيا، جميع اللاجئين هنا مرضى ومصابون بداء الدرن (السُّلّ)، لا نملك ثمن الطعام ونحتاج إلى الدواء، بعض اللاجئين يسيرون أياما جائعين وعلى أقدامهم، وآخرون توجهوا إلى تونس، مضيفة "لا تملك المال، أنت لا شيء".

لاجئو السودان

ومع مرور أكثر من عام على الحرب التي اندلعت منتصف أبريل/نيسان 2023 بلغ عدد اللاجئين السودانيين مليونين و200 ألف شخص، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.

ويواجه اللاجئون السودانيون عددا من التحديات خلال طريقهم للبحث عن الحماية، مما يضعهم أحيانا في مواقف محفوفة بالمخاطر، وينفصل عدد من الأطفال عن ذويهم خلال رحلة اللجوء ويصلون في أمس الحاجة إلى الدعم الطبي والنفسي، بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

اللاجئون في المعسكرات في أوغندا يعانون من نقص الغذاء والرعاية الصحية (مجتمع اللاجئين السودانيين بأوغندا) رحلة اللجوء

في الوقت الذي يبدو فيه طريق اللجوء محفوفا بالمخاطر في رحلة أمل هربا من تداعيات الحرب، لكن المعاناة لم تنته بعد، فمن ليبيا تقول الطبيبة عدلاء توفيق التي أسست مركزا لإيواء اللاجئين السودانيين الذي يضم حوالي 3 آلاف لاجئ، إن أكثر الأمراض انتشارا هو مرض الكبد الوبائي (فيروس الكبد) والأنيميا، بجانب وجود عدد من المرضى النفسيين.

إعلان

وفي حديثها للجزيرة نت أشارت عدلاء إلى تقديم مساعدات من المسؤولين الليبيين، وتحدثت عن وقوع ألف حالة وفاة شهريا وسط اللاجئين في الطريق بين المثلث والكفرة وفقا للسلطات الأمنية، إضافة إلى عدد من المفقودين في الصحراء.

من جهته قال الأمين العام لمجلس تنسيق الجاليات السودانية بليبيا محجوب الفاضلابي، إن أمراض سوء التغذية تنتشر بين اللاجئين السودانيين، وتم تسجيل حالتي وفاة لأطفال بسوء التغذية، وفي مدينة سبها يعيش أكثر من 50 أسرة في منزل مستأجر حيث يوجد أكثر من 150 شابا ينامون في العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.

وفي حديثه للجزيرة نت قال محجوب: "قُدمت مساعدات غذائية وعلاجية من بعض المنظمات للاجئين في مدينة بنغازي والكفرة وإجدابيا، أما التدخلات من المنظمات في الجنوب ضعيفة باستثناء بعضها.

وأضاف: "تلقينا وعود بمساعدات من الهيئة الليبية للإغاثة والهلال الأحمر".

اللاجئون في تشاد

أما تشاد التي استقبلت حوالي 67 ألف لاجئ سوداني، فيقول المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان جمال عبد الله خميس، إن أوضاع اللاجئين الصحية فيها متردية، مع ارتفاع حالات سوء التغذية وسط الأطفال وكبار السن وحالات الوفاة والالتهابات، إضافة إلى الأمراض المزمنة التي لا يجد أصحابها الرعاية الطبية اللازمة.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال جمال إن الكادر الطبي الموجود بعدد من المنظمات غير مؤهل، وتم تسجيل عدد من الوفيات نتيجة تردي الخدمات الطبية، بالإضافة إلى نقص حاد في الغذاء رغم جهود منظمة الغذاء العالمية.

وأضاف: "لا يوجد تنوع غذائي ومياه نقية للشرب مع ارتفاع حالات سوء التغذية، بجانب عدد من المرضى النفسيين وحالات الجنون نتيجة الصدمة النفسية التي حدثت لهم ودون وجود معالجات".

تحديات صحية ومعيشية

وفي أوغندا يعيش اللاجئون السودانيون في ظل تحديات صحية ومعيشية، بحسب رئيس مجتمع اللاجئين السودانيين في أوغندا صالح إدريس آدم.

إعلان

وفي حديثه -للجزيرة نت- قال صالح إن اللاجئين يعانون بشكل يومي من تفشي الأمراض المزمنة مثل الكوليرا والسكري والملاريا والأمراض الجلدية، نتيجة سوء الصرف الصحي والمياه الملوثة، بجانب معاناة الأطفال من سوء التغذية بسبب نقص الغذاء والسكن، مما يؤثر بشكل كبير على صحتهم ونموهم.

وقال صالح إن المعسكرات تفتقر إلى الخدمات الصحية المتكاملة، نسبة لنقص العيادات الطبية والمستشفيات، كما لا يستطيع عدد من اللاجئين في كمبالا الحصول على العلاج في الوقت المناسب بسبب عدم توفر الإمكانيات لشراء الأدوية مع الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها.

احتياجات متزايدة

ويبلغ عدد اللاجئين السودانيين في أوغندا أكثر من 8 آلاف لاجئ في ظل وفيات بشكل مستمر بسبب أمراض يمكن الوقاية منها مثل الكوليرا والسكري، إذا توفرت الظروف الصحية المناسبة، بحسب تصريح رئيس مجتمع اللاجئين بأوغندا للجزيرة نت.

وأضاف: "وضعنا كلاجئين مأساوي، نطالب المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي بزيادة الدعم لتحسين الأوضاع في المعسكرات بشكل عاجل، ونثمن الدور الذي تقوم به بعض المنظمات الدولية والمحلية، لكن المساعدات لا تزال غير كافية".

مقالات مشابهة

  • جواهر القاسمي: قيم أصيلة توحد شعوبنا
  • مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط يهنئ الشعب الليبي بمناسبة الذكرى الـ 73 لاستقلال ليبيا
  • وكالات الأمم المتحدة توحد جهودها لتعزيز دعم اللاجئين وتسهيل التجارة
  • 12 ألف جنيه تعيد سمع «حسن»
  • أستاذ علوم سياسية: على العالم التدخل لإنقاذ حالة التجويع التي تشهدها غزة
  • اللاجئون السودانيون.. مأساة لم ينهها عبور الحدود واللجوء
  • وفد ليبي يزور مالطا لمتابعة أوضاع السجناء الليبيين
  • مأساة الكلمات الكبيرة: وحدة، حرية، اشتراكية!
  • بالعون: التفاهم مع المجتمع الدولي هو المفتاح لحل أزمة ليبيا
  • الخارجية الأمريكية تؤكد ثقتها في حفاظ القادة الليبيين على سيادة بلادهم