سواليف:
2024-11-22@09:24:29 GMT

مأساة درنة توحد الليبيين

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

مأساة درنة توحد الليبيين

#مأساة_درنة توحد الليبيين / د. #منذر_الحوارات

لم تمض سوى بضعة أيام على زلزال الحوز في المغرب والذي أدى إلى ما يقارب 3000 ضحية وخمسة آلاف جريح إلا ونحن نشهد فاجعة أخرى يخلفها هذه المرة إعصار دانيال في ليبيا تحديدًا في منطقة درنة حيث أدى انفجار سدين محيطين بالمدينة بسبب شدة الأمطار إلى نتيجة كارثية على الصعيد الإنساني والمادي، فقد نتج عنه حتى الآن آلاف القتلى وعشرة آلاف مفقود وأدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من المدينة في مشهد يندى له الجبين ويؤلم كل ذي قلب وضمير.

لكن من المهم بعد إفراغ شحنات الوجع والألم هو استخلاص العِبر من الحدث بدراسة الإجراءات أثناء الكارثة، هل كانت صحيحة وما هي الأخطاء والثغرات التي شابتها؟ ففي زلزال الحوز المغربي كان لحضور الدولة القوي الأثر المباشر في جلب المساعدات من المجتمع الدولي بشكل كبير وسريع وموجه حسب الاحتياجات وضرورتها، وهذا أدى رغم وعورة المنطقة إلى تدفق الدعم المحلي والدولي، مما انعكس على نسبة الإصابات وعدد الوفيات، أما في درنة حيث ليبيا منقسمة إلى حكومتين متصارعتين، حكومة في طرابلس وأخرى في بنغازي، مما أربك المجتمع الدولي حول الكيفية التي يمكن فيها إيصال المساعدات إلى المنطقة المنكوبة وهذا انعكس على حجم الوفيات والمفقودين، وسبب عدم قدرة الأطراف الدولية على تحديد الأولويات في توجيه الدعم إلا بعد حين، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين لدى المجتمع الدولي في تقرير حجم الكارثة بسبب تضارب التصريحات في بداية الفاجعة.

على العكس من مشهد الارتباك الرسمي، كان الوضع على صعيد المجتمع المدني الليبي حازماً وصادماً لكل المراقبين، إذ وبدون مقدمات سارع هذا المجتمع لتقديم النجدة لإخوانه في درنة بدون أي تباطؤ، وهذا يؤكد وحدة الضمير الوطني الليبي على العكس مما يروجه السياسيون المتصارعون والذين يحاولون التأكيد على أن صراعهم على السلطة في ليبيا إنما هو انعكاس لرغبة القواعد الجماهيرية، وأن ما يحصل من احتراب عسكري وسياسي لا يجسد رغبة هؤلاء السياسيين بل رغبة القوى الاجتماعية الفاعلة في الوطن الليبي، والظروف تثبت أن هذا ليس إلا محض افتراء ولا يمت للواقع بصلة، وأن الليبيين يشعرون بأنهم كيان واحد إخوة وأشقاء، وهذا ما أثبتته كارثة درنة التي أكدت أن الوجع الليبي واحد، وجسد ذلك قوافل الفزعة كما يطلق عليها الليبيون والتي ضاقت بها الطرقات الليبية وهي متوجهة إلى درنة للدرجة التي دفعت بأحد المسؤولين الليبيين للقول إن في درنة فائض كبير من المساعدات الإنسانية، ويثبت أن الدم الليبي واحد وإن فَرّقَه السياسيون والمصالح الدولية التي تريدهم أن يبقوا منقسمين.

مقالات ذات صلة يالها من فراء يخيطها السياسي 2023/09/19

السؤال الجوهري هل يقرأ المتصارعون على الأرض هذه الرسالة ويبادرون إلى صلح وطني يتجاوز مصالحهم الشخصية والتدخلات الدولية والإقليمية يجسد الحالة الوطنية التي عبر عنها المواطنون الليبيون في كارثة درنة؟ السؤال رهن المستقبل، لكن يبرز إلى الذهن سؤال آخر يتعلق بأهمية إنشاء مركز عربي وإقليمي نوعي مهمته مساعدة الدول المنكوبة بمثل هذه الحالات الجوية المتطرفة من زلازل وعواصف بالذات بعد تكرارها خلال السنوات الأخيرة بشكل ملفت للنظر، وبذلك تكون أرواح القتلى في ليبيا قد أحيت روح الوحدة في البلد، ويكون زلزال الحوز المغربي وإعصار دانيال في ليبيا سببًا في ولادة فكرة مركز عربي إقليمي للكوارث، ألن يكون هذا المركز إنجازاً عظيماً وتكريماً لأرواح من قضوا في هاتين المأساتين.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: مأساة درنة فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

التفرقة والوحدة: دروسٌ من توحد اليهود وصراعات الأُمَّــة

شاهر أحمد عمير

على مر التاريخ، عرف اليهود بخلافاتهم الداخلية التي تشمل صراعات سياسية ودينية واجتماعية، إلا أن المثير للتأمل هو قدرتهم على تجاوز هذه الخلافات عندما يتعلق الأمر بمصالحهم المشتركة أَو التهديدات التي تواجه وجودهم.

في مواجهة الأُمَّــة الإسلامية والعربية، يظهر اليهود كتلة واحدة، يتحدون ضد كُـلّ ما يعتبرونه تهديدًا لمشروعهم، متناسين اختلافاتهم الأيديولوجية والسياسية.

هذا الواقع يحمل درسًا مهمًا للأُمَّـة الإسلامية والعربية، التي تعاني من التفرقة والتشتت في وقت هي بأمسّ الحاجة فيه إلى الوحدة والتماسك؛ فالتحديات التي تواجهنا كأمة، سواء أكانت سياسية أَو اقتصادية أَو عسكرية، تتطلب منا أن نتجاوز خلافاتنا الداخلية، ونتوحد خلف قضايا مصيرية تجمعنا، مثل القضية الفلسطينية والصراعات التي تهدّد وجود الأُمَّــة وهويتها.

من الواضح أن اليهود يدركون جيِّدًا أن قوتهم تكمن في وحدتهم أمام عدوهم المشترك، في المقابل، نجد أن العديد من الدول العربية والإسلامية تغرق في نزاعات داخلية، وتنساق وراء أجندات أجنبية تسعى لتفتيت الصف الإسلامي والعربي، هذه النزاعات لا تخدم إلا أعداء الأُمَّــة، الذين يستغلون انقساماتنا لإضعافنا والسيطرة على مقدراتنا.

إن ما يحدث اليوم في العالم الإسلامي والعربي هو انعكاس لغياب الرؤية المشتركة وافتقاد الأولويات؛ فما الذي يمنع الأُمَّــة من أن تتوحد أمام مشاريع الهيمنة والاحتلال كما يفعل أعداؤها؟ لماذا نظل أسرى لخلافات عابرة وتنافسات ضيقة بينما تهدّدنا قوى كبرى تستهدف كياننا بالكامل؟

لقد أثبتت التجارب أن الوحدة قوة لا يُستهان بها، وأن الأمم التي تدرك أهميّة التكاتف وتعمل على بناء جبهتها الداخلية هي التي تنتصر في النهاية، وَإذَا كنا نريد مستقبلًا أكثر أمانًا وعدالة لأمتنا، فعلينا أن نبدأ بالتعلم من أعدائنا، ونتخذ من وحدتهم عبرة نستلهم منها خطواتنا المقبلة.

إن الدعوة للوحدة ليست مُجَـرّد شعار، بل هي واجب ومسؤولية على عاتق كُـلّ فرد وكلّ دولة في الأُمَّــة الإسلامية؛ فلا يمكن مواجهة التحديات الكبيرة إلا بروح جماعية وإرادَة واحدة، نحن بحاجة إلى إعادة بناء الثقة بين الشعوب والأنظمة، ووضع مصلحة الأُمَّــة فوق كُـلّ اعتبار.

فكما يتجاوز اليهود خلافاتهم في سبيل تحقيق أهدافهم، علينا نحن أَيْـضًا أن ننهض من سباتنا ونرتقي فوق نزاعاتنا الصغيرة، ونعيد للأُمَّـة مجدها وقوتها؛ فالأعداء متربصون، والمستقبل لا ينتظر من يتردّد أَو يتخاذل.

لنجعل من اختلافاتنا مصدرًا للتكامل، ومن وحدتنا طريقًا للنصر، لنتعلم من التاريخ ونصنع مستقبلًا يليق بأمتنا وهويتنا.

مقالات مشابهة

  • «بعثة الأمم المتحدة» تبحث جهود نزع السلاح ودعم عملية السلام في ليبيا
  • الأمم المتحدة تبحث التحديات والفرص في دعم جهود نزع السلاح والتسريح في ليبيا
  • البعثة الأممية: نناقش جهود نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج في ليبيا
  • التفرقة والوحدة: دروسٌ من توحد اليهود وصراعات الأُمَّــة
  • الحصادي: صندوق الإعمار يسهم في تحقيق تطلعات أهالي درنة بعد الكارثة
  • الدوحة.. شاحنة صهريج مياه تتحول إلى جدارية فنية متنقلة من وحي رجال في الشمس
  • الجزائر تطالب المجتمع الدولي بالحفاظ على دعمه لسيادة ليبيا وسلامة أراضيها
  • الجزائر تناشد المجتمع الدولي الحفاظ على دعمه لسيادة ليبيا وسلامة أراضيها
  • مثمناً خطوة المركزي.. العكاري: الدور على المجتمع الليبي للتخلص من ثقافة “الكاش”
  • أيّها الكذابون : الحرب لم توحد الشعب بل مزقته