سودانايل:
2025-03-10@03:27:43 GMT

ولد الهدى فالكائنات ضياء

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

يطل علينا شهر ربيع معبق بأريج النفحات العطرة لذكرى ميلاد أمام المرسلين وسيد الخلق اجمعين سيدنا محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة والتسليم . هذه المناسبة الشريفة والعظيمة التي يحتفل بها المسلمين في شتى بقاع الأرض بأحياء لياليها بالأناشيد والاهازيج والمدائح النبوية وحلقات الذكر كما يسرد فيها المادحون مقاطع من السيرة النبوية العطرة يشنفون بها مسامع المحبين الهائمين في عوالم الحب النبوي والعشق السرمدي لسيد ولد أدم محمد طب القلوب ودواءها .


تمر علينا هذه المناسبة في السودان ونحن الذين تربينا على ذكريات زفة المولد التي تقدل فيها خيل السواري و ساحات المولد المزدانة بالخيام و أضواء الراتين المنتشرة في زوايا الطرق الصوفية و حلويات المولد الملونة وعرائسه الجميلات و بليلة المولد الشهية ..تمر علينا هذه المناسبة ونحن احوج ما نكون فيها لوحدة الصف ونبذ الخلاف والاختلاف واعلاء روح التسامح وقبول الاخر اتباعا لهدي المصطفى واقتفاء لأثره الطيب و سيرته العطرة فقد كان عليه افضل الصلاة والتسليم احسن الناس معشرا يحب مكارم الاخلاق صادقا امينا رؤفا رحيما بسام المحيا مسامحا في حقه لم ينتقم لنفسه قط واشهر موقف عرفه التاريخ في العفو وكظم الغيظ حين ما قال لأهل مكة اذهبوا فانتم الطلقاء ...وهو موقف نتمنى ان يستلهم الجنرالين المتقاتلين من سماحته ما يشفع لهذا الشعب الصابر كي يعتقوه من عبئ هذه الحرب اللعينة .
رحم الله شاعرنا الفخم محمد المهدي المجذوب الذي نظم قصيدة المولد الشهيرة و التي صور فيها مشاهد الاحتفال بالمولد النبوي في الثقافة المجتمعية السودانية من انشاد وطرق للطبول والدفوف وحمل الصواري و الرايات في حلقات الذكر التي يدور في ارجائها المريدين مرتدين الجبة والمرقوعة والطاقية ام قرون والعيون حالمة تائهة في عوالم العشق الصوفي و الأجواء معبقة بروائح البخور والعطور. هذه القصيدة التي ما ان تطل علينا هذه المناسبة السعيدة الا ويستحضرها كل السودانيين بذلك اللحن الشجي الذي شدا به الفنان القامة عبدالكريم الكابلي:
صلي يا ربي علي المدثرِ
وتجاوز عن ذنوبي وأغفرِ
وأعنـي يا إلهي بمثاب أكبرِ
فزماني ولع بالمنكرِ
ليلة المولد
يا سر الليالي والجمال
وربيعاً فتن الأنفس
بالسحر الحلال
ويجدر القول ان المولد يمر علينا و بلادنا اليوم في مرحلة حرجة ومنعطف خطير يتطلب تضافر الجهود وتكاتف الجميع لأطفاء نار الفتنة التي اشتعلت باندلاع هذه الحرب اللعينة و التي ينفخ في بعض المتاجرين بالدين الذين تتعالى أصواتهم تحمل خطابا متطرفا يعكس صورة خشنة وعنيفة عن الدين الأسلامي متزرعين بدعاوى الدفاع عن الوطن و القيم والهوية وهم ابعد ما يكونون عنها . معتبرين انفسهم النسخة الاصلية و الوحيدة المتبقية للوطنية والدين ينكرون على الناس دعوتهم للسلام و إيقاف هذه الحرب اللعينة .
وهم في ذلك سواء مع السلفيين المتشددين الذين يعكرون على الناس صفو حياتهم اليومية بل حتى احتفالاتهم بالمولد النبوي ويجعلون ساحات المولد المزدانة بالأناشيد والمدائح والتي يؤممها الكبير والصغير في احتفالية وفرح ساحات للتراشق الكلامي والجدال والعراك بالأيدي و الأسلحة البيضاء.
ان السيرة النبوية الشريفة زاخرة بالقيم النبيلة و المعاني السامية التي تدعو للتسامح والعفو وقبول الاخر بغض النظر عن جنسه ولونه ودينه هذا هو الإسلام المعتدل الذي نرجو ان يجتمع عليه كل الشعب السوداني . كل عام وانتم بخير و ربنا يعيد علينا وعليكم المولد النبوي الشريف السنة الجاية والبلد قد عماها السلام والوئام و توحدت كلمة اهل السودان .
Yousif Eisa


yousufeissa79@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه المناسبة

إقرأ أيضاً:

الشهداء فى الذاكرة.. والدة الشهيد ضياء فتوح: حلمت إنه استشهد وصحيت على الخبر

في قلب كل شهيد، قصة بطولة لا تموت، وتضحية نقشها التاريخ بحروف من نور، في هذه السلسلة، نقترب أكثر من أسر شهداء الشرطة والجيش، نستمع إلى حكاياتهم، نستكشف تفاصيل حياتهم، ونرصد لحظات الفخر والألم التي عاشوها بعد فراق أحبائهم.

هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن الوطن، لم يرحلوا عن ذاكرة الوطن ولا عن قلوب ذويهم من خلال لقاءات مؤثرة، نروي كيف صمدت عائلاتهم، وكيف تحولت دموع الفقد إلى وسام شرف يحملونه بكل اعتزاز.

هذه ليست مجرد حكايات، بل رسائل وفاء وتقدير لمن بذلوا أرواحهم ليحيا الوطن.

"يوم استشهاده أنا حلمت أنه هينال الشهادة وكنت خايفة عليه قوى، ولما سألته أنت بتعمل أيه يا ضياء قالى بودع الحمام بتاعى يا أمى أخر حاجة قالها ليا قبل ما يستشهد "، بهذه الكلمات بدأت والدة الشهيد ضياء فتوح شهيد الحماية المدنية بالجيزة، الذى استشهد على الهواء مباشرة أثناء تفكيك عبوة ناسفة بمحيط قسم الطالبية، ليسقط غارقاً فى دمائه، وتزفه الملائكة للفردوس قبل زفافه على عروسته بأسبوعين.

وقالت والدة الشهيد إن نجلها لقى الشهادة أثناء تأديه الواجب الوطنى الذى زرعته فيه منذ صغره وحبه للشرطة، موضحة أن نجلها استشهد بطلا وأنه لم يكن في يوم من الأيام جبانا، وأنه كل ما مرت السنين ازداد اشتياقها له، موضحة أن أملها كله أن تتلقى به في الجنة.

وأضافت والدة الشهيد، أن نجلها كان دائما في رمضان يؤم أهله في الصلاة، وكان دائم قراءة القرأن، وكان دائم على عمل الخير والوقوف على أعمال البر والإحسان والعطف على الفقراء.

وأضافت والدة الشهيد أن نجلها الشهيد، ظل منذ صغره يحلم بأن يكون ضابط، إلى أن حقق حلمه بدخوله أكاديمية الشرطة ليتخرج بعدها ضابط كما ظل يحلم منذ صغره، مضيفة ان نجلها

أخبرها قبلها بأنه سينال الشهادة، موضحة أنها عندما رأت الحادث على شاشة التلفاز أيقت وقتها أن أبنها أستشهد في الحال.
 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • مرايا الوحي: المحاضرة الرمضانية (9) للسيد القائد 1446
  • رامز جلال يسخر من محمد رجب: عامل فيها ميل جيبسون
  • بالفيديو.. الدكتور أحمد عمر هاشم يكشف عن عدد المرات التي شُق فيها صدر النبي
  • البابا فرنسيس: نحن بحاجة إلى ”معجزة الحنان“ التي ترافق الذين هم في محنة
  • رسالة تحذيريّة من محمد صلاح إلى زملائه في ليفربول.. ماذا جاء فيها؟
  • شاهد بالفيديو.. اللاعب علاء الدين طيارة ينبه جنود الدعم السريع لمواعيد تحرك الجيش والأوقات التي يكثف فيها هجماته في رمضان وساخرون: (انت بعد الحرب تنتهي مفروض يربطوك في سوخوي وتموت خلعة بس)
  • من بينهم ليبيا .. الوكالة الأمريكية للتنمية تبلغ شركاءها الرئيسيين في شمال أفريقيا بانسحابها من جميع المشاريع التي شاركت فيها
  • مصدر بوزارة الدفاع لـ سانا: بعد استعادة السيطرة على معظم المناطق التي عاثت فيها فلول النظام البائد فساداً وإجراماً؛ تعلن وزارة الدفاع بالتنسيق مع إدارة الأمن العام إغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة الساحل، وذلك لضبط المخالفات ومنع التجاوزات وعودة الاستقرار تد
  • الشهداء فى الذاكرة.. والدة الشهيد ضياء فتوح: حلمت إنه استشهد وصحيت على الخبر
  • غابات في كمبوديا أشبه بـسفينة نوح للحيوانات النادرة التي تعيش فيها