الهدوء يعود لبورتسودان بعد ساعات من الاشتباكات بين الجيش السوداني ومجموعة شيبة ضرار
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
بي بي سي
عاد الهدوء إلى مدينة بورتسودان السودانية، بعد تبادل لإطلاق النار بين الجيش، وميليشيا محلية مساء الاثنين.
ووقع الصدام المسلح الذي استمر لفترة وجيزة، بين عناصر من ما يعرف بـ"قوات تحالف أحزاب شرق السودان" من ناحية، والجيش السوداني من ناحية أخرى.
وقال شهود عيان إن الجيش أطلق النار على نقطة تفتيش غير قانونية نصبت بواسطة الميليشيا، فأوقع إصابات بصفوف عناصرها.
وقال قائد المجموعة شيبة ضرار لبي بي سي، إن الهدف من نقطة التفتيش هو منع عمليات تهريب السلع الغذائية من ميناء بورتسودان، موضحا أن قواته تساعد الجيش في تأمين المدينة ومنع السرقة، وغيرها من الأنشطة غير القانونية.
ورغم أن الجيش لم يصدر بيانا بشأن الواقعة، إلا أن مصادر عسكرية أكدت لبي بي سي أن الجيش لا يرغب في وجود ميليشيات عسكرية في بورتسودان.
وأعلن ضرار، وهو زعيم قبلي، في وقت سابق دعمه الكامل للجيش ضد قوات الدعم السريع التي تخوض حربا في الخرطوم ودارفور وعدد من الولايات.
وتعتبر بورتسودان من المدن التي لم يصل إليها القتال، واستقر فيها قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان بعد خروجه المثير للجدل من مقر قيادة الجيش في الخرطوم.
وقال شهود إن الجيش السوداني اشتبك مع ميليشيات قبلية في بورتسودان في وقت متأخر من يوم الاثنين، في أول قتال في المدينة الساحلية الاستراتيجية منذ أكثر من خمسة أشهر من الحرب.
وقال شاهد تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن "الجنود انتشروا في المنطقة بعد إزالة نقاط التفتيش التي أقامتها الميليشيا"، بينما تحدث آخرون عن "عودة الهدوء" بعد فترة وجيزة.
وبورتسودان هي مقر المطار الوحيد العامل في البلاد وتستضيف المسؤولين الحكوميين وكذلك الأمم المتحدة.
وكان مسؤولو الحكومة انتقلوا من العاصمة الخرطوم التي مزقتها الحرب، حيث استمرت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع يوم الاثنين، بحسب شهود عيان أفادوا بأن المدفعية الثقيلة والغارات الجوية هزت المدينة.
وظلت بورتسودان بمنأى عن أعمال العنف حتى اندلعت الاشتباكات مساء الاثنين.
وعلى مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، كانت بورتسودان بمثابة قاعدة جديدة للبرهان، الذي كان متحصنًا حتى أواخر أغسطس/آب في مقر الجيش في الخرطوم، الذي يحاصره مقاتلو قوات الدعم السريع.
ومنذ ذلك الحين، قام البرهان بست رحلات إلى الخارج من بورتسودان فيما يقول محللون إنه مسعى دبلوماسي لتلميع صورته حال إجراء مفاوضات لإنهاء الصراع.
اشتباكات في الخرطوم
هاجمت قوات الدعم السريع مقر الجيش وسط الخرطوم، لليوم الثالث على التوالي في حين رد الجيش بغارات جوية وطائرات مسيرة، بحسب شهود في المنطقة.
وأفادت تقارير في أم درمان، على الجانب الآخر من نهر النيل، أن الجيش يهاجم قواعد قوات الدعم السريع بنيران المدفعية.
وأدى القتال العنيف منذ يوم السبت إلى إضرام النيران في المباني الرئيسية في أفق الخرطوم، مما حول الأبراج في وسط المدينة إلى هياكل عظمية سوداء.
وتبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن أعمال التدمير التي شملت وزارة العدل وبرج شركة بترول النيل الكبرى، وهو مبنى مخروطي الشكل ذو واجهات زجاجية أصبح معلما بارزا للمدينة.
وقالت قوات الدعم السريع إن المباني دمرت في "هجمات مستهدفة" من قبل القوات الجوية، في حين وصف بيان صادر عن وزارة الخارجية المتحالفة مع البرهان يوم الاثنين الحرائق بأنها جزء من "حملة شريرة ومنهجية تشنها الميليشيات المتمردة لتدمير العاصمة".
واتهم الناشطون وجماعات الإغاثة والمنظمات الدولية كلا القوتين باستهداف البنية التحتية والفشل في حماية المدنيين.
ودمرت الحرب في السودان البنية التحتية الهشة بالفعل، وأغلقت 80 في المئة من مستشفيات البلاد وأغرقت الملايين في هاوية الجوع الحاد.
ونزح أكثر من خمسة ملايين شخص، من بينهم 2.8 مليون فروا من الغارات الجوية المتواصلة ونيران المدفعية ومعارك الشوارع في أحياء الخرطوم المكتظة بالسكان.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی الخرطوم
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع توقع اتفاقا لإنشاء حكومة موازية في السودان وسط تقدم الجيش ميدانيا
وقعت قوات الدعم السريع السودانية، يوم الأحد، اتفاقا مع جماعات سياسية ومسلحة متحالفة معها، في خطوة يعتقد أنها تمهد الطريق لتشكيل حكومة موازية.
جاء ذلك في وقت يواصل فيه الجيش السوداني تقدمه ميدانيا على حساب الجماعات المسلحة المنافسة، حيث سيطر مؤخرا على منطقة القطينة شمال ولاية النيل الأبيض بعد معارك مع قوات الدعم السريع التي كانت تسيطر على المدينة لأكثر من 15 شهرا.
وجرت مراسم التوقيع خلف أبواب مغلقة في العاصمة الكينية نيروبي، وذلك بعد أيام من انتقادات شديدة وجهتها وزارة الخارجية السودانية، التي أدانت الاجتماع السابق الذي انعقد في مبنى حكومي كيني وحظي بتغطية إعلامية واسعة.
وأكد الموقعون على الاتفاق عزمهم تشكيل حكومة "سلام ووحدة"، رغم المخاوف التي عبّرت عنها جماعات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي، والتي اتهمت قوات الدعم السريع بارتكاب فظائع، وصلت حدّ وصفها بجرائم إبادة جماعية، منذ اندلاع الحرب في نيسان/ أبريل 2023.
وقد أسفرت الحرب المستمرة في السودان عن مقتل أكثر من 24 ألف شخص، ونزوح أكثر من 14 مليونًا، أي ما يعادل 30% من إجمالي السكان، وفق تقديرات الأمم المتحدة. كما اضطر نحو 3.2 مليون سوداني للفرار إلى دول الجوار.
وكشفت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن مكتبها لحقوق الإنسان وثّق خلال عام 2024 وحده مقتل أكثر من 4,200 مدني، مع ترجيح أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير.
Relatedنجاة راكب واحد من أصل 21 في حادثة تحطم طائرة جنوب السودانتصعيد دموي في السودان: أكثر من 200 قتيل في هجوم لقوات الدعم السريع خلال ثلاثة أيامحرب السودان: 12 مليون نازح وبنيةٌ صحية منهارة واستهدافٌ ممنهج للمستشفيات والأطباءوتشير المعطيات الميدانية إلى تقلّص نفوذ قوات الدعم السريع في عدة مناطق رئيسية، بما في ذلك العاصمة الخرطوم وضواحيها، حيث فقدت السيطرة على منطقة الخرطوم الكبرى، بالإضافة إلى مدينتي أم درمان والخرطوم بحري، ما يعكس تحوّلًا في موازين القوى على الأرض.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تصعيد دموي في السودان: أكثر من 200 قتيل في هجوم لقوات الدعم السريع خلال ثلاثة أيام حرب السودان: 12 مليون نازح وبنيةٌ صحية منهارة واستهدافٌ ممنهج للمستشفيات والأطباء السودان: أكثر من 60 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على سوق شعبي في أم درمان قوات الدعم السريع - السودانحكومةجمهورية السودانالخرطومحقوق الإنسانكينيا