مساع رسمية للحد من التصحر ومواجهة انحسار الغطاء الأخضر في الطفيلة
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
الجفاف يتسبب بما يعرف بالموت التراجعي للأشجار
"واديها زيتون وجبالها حراج".. هكذا كانت توصف مدينة الطفيلة، ذات التلال والسهول الخضراء، في سبعينيات القرن الماضي، قبل أن يتحول عودها الأخضر إلى يابس، بفعل عوامل عديدة على رأسها الانحباس المطري والتغير المناخي، حتى أمست المدينة التي تبلغ مساحتها قرابة 225 كيلومتراً بقعة جافة إلا من بعض المساحات الخضراء المحدودة هنا وهناك.
اقرأ أيضاً : الحنيفات: إنشاء مصنع لمعالجة الصوف في القطرانة بالكرك
وبين المهندس الزراعي علي الزغايبة، أن مشاريع الغابات التي كانت تحف الطفيلة من جميع الجوانب، زُرعت في ستينيات و سبعينيات القرن الماضي، حين كان الفصل المطري يبدأ من نهاية شهر أيلول/سبتمبر ويمتد حتى شهر نيسان/ أبريل، وكانت تشهد تلك الفترات معدلات مطرية عالية جدا، بخلاف السنوات الأخيرة التي بدأت معدلات الأمطار تنخفض فيها على نحو لافت، الأمر الذي أدى إلى جفاف كثير من هذه الغابات.
ولأن الجفاف يتسبب بما يعرف بالموت التراجعي للأشجار، أعلنت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة عن بدء مشروع لإعادة إحياء الغطاء النباتي المتضرر ضمن مناطق اختصاصها في محمية ضانا الطبيعية.
مدير محمية ضانا، رائد الخوالدة، قال لـ"رؤيا" إن المحمية تشمل عددا كبيرا من الأشجار الحرجية الأصيلة مثل العرعر والبلوط والبطم، التي ذبلت نتيجة تعرضها لعوامل الجفاف، التي تسببت في مشكلة ما يعرف بالموت التراجعي.
إزالة الأشجار اليابسة وحرقهاوأشار الخوالدة، إلى أن ثمة مشروعاً بدأت إدارة المحمية بالعمل عليه، في سبيل إعادة إكثار النباتات والأشجار الأصيلة ضمن نطاق محمية ضانا، عبر إزالة الأشجار اليابسة وحرقها في موقعها، وإعادة زراعتها مجدداً.
بدورها، خصص مجلس محافظة الطفيلة 100 ألف دينار ضمن موازنته للعام المقبل، من أجل تنفيذ مشروع إعادة إحياء الغابات الحرجية في المدينة. ووفق عضو مجلس محافظة الطفيلة، المهندس أحمد الشرايدة، فإن المساحات الحرجية في محافظة الطفيلة تبلغ قرابة 280 ألف دونم في محمية ضانا، لافتاً إلى وجود العديد من الغابات الصناعية بمساحة إجمالية من 30 إلى 40 ألف دونم.
وأشار إلى أنه جرى تقديم مشروع لإحياء الغابات بتمويل من مجلس المحافظة، من خلال العمل على إنشاء أحواض هلالية (إحدى تدابير الحصاد المائي حول الأشجار) لزيادة المخزون الرطوبي والاستفادة من مياه الأمطار.
مشاريع رسمية متعددة إذاً لإعادة الغطاء الأخضر والحفاظ على ما تبقى منه، لكنها تبقى محدودة في نظر مراقبين أمام المساحة الكبيرة التي أصابها التصحر.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الزراعة الطفيلة الأردن
إقرأ أيضاً:
“كاكست” تدعم مبادرة السعودية الخضراء بمشروعات مبتكرة
تواصل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية “كاكست”، دورها الريادي في دعم مبادرة السعودية الخضراء من خلال تنفيذ مشروعات مُبتكرة ومبادرات طموحة تُسهم بشكل فعّال في تحقيق أهداف المملكة البيئية وتعزيز استدامتها.
وتأتي هذه المبادرات ضمن جهود المختبر الوطني في إيجاد حلول مبتكرة صديقة للبيئة، وحماية المناطق البرية والبحرية وتعزيز التنوع البيولوجي وتحسين الاستدامة البيئية بما يحقق التطلعات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار.
وعملت “كاكست” على مشروع مسوحات الغطاء النباتي كإحدى مبادراتها للحفاظ على الغطاء النباتي والتنوع البيولوجي، الذي يعنى بمسح وتقييم الغطاء النباتي في المملكة، وجمع عينات من التربة والنباتات والبذور، وتحليلها كيميائيًا وفيزيائيًا، وسُجلت خلال المشروع 8 أنواع نباتية جديدة على موقع الفلورا السعودية، كما مُسح 600 موقع بمساحة 1 كم² لكل موقع، مما يسهم في الحفاظ على الغطاء النباتي المحلي، كما يتم الإعداد لطباعة أطلس نباتات المملكة الذي يضم 500 نوع نباتي، ما يُعد مرجعًا علميًا للباحثين والمهتمين في هذا المجال.
ولدعم المبادرات الوطنية، نجحت “كاكست” في بناء نموذج باستخدام مسوحات الأشعة تحت الحمراء للمحافظة على مياه الري وصحة الأشجار واستدامتها بنسبة تصل إلى 8%، وتعزيز الصحة العامة، وتقليل استخدام الطاقة في مناطق التخطيط الحضري.
كما نفّذت “كاكست” مشروعًا لتحويل النفايات إلى طاقة، وتقليل كمية النفايات التي تُطمر، بما يحقق أهداف مبادرة السعودية الخضراء، بزيادة أعمال التشجير واستصلاح الأراضي وبزراعة مليار شجرة بحلول عام 2030.
وانطلاقًا من دورها في توطين تقنيات الطاقة المتجددة لإنتاج المياه المحلاة، أنشأت “كاكست” محطة تحلية المياه بتقنية الامتصاص في محافظة رابغ، التي تعمل بالطاقة الشمسية، للاستفادة من الرجيع الملحي وتحويله إلى منتجات ذات قيمة مضافة، مما يُعزز استدامة البيئة البحرية.
كما طوّرت “كاكست” تقنيات الفقاعات الميكرونانوية لمعالجة المياه، والإسهام في توفير مياه عالية الجودة للزراعة الخضرية والتقليل من الاحتياج للمحطات الكهربائية بنسبة 15%، مما يعد خطوة مهمة نحو تحسين كفاءة استخدام المياه في المملكة.
ولإنتاج الهيدروجين، تعمل “كاكست” على تطوير تقنية البلازما لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون، التي تعد أكثر كفاءة في استخدام الطاقة بمقدار يصل إلى 3 أضعاف مقارنة بالطرق التقليدية.
وفي إطار تعزيز التنوع البيولوجي، تواصل “كاكست” دراسة الأثر البيئي لزراعة أشجار المانجروف في المملكة، التي تعمل على تخزين الكربون على المدى الطويل.
وتجّسد هذه المشاريع التزام المختبر الوطني بدعم مستهدفات رؤية المملكة 2030، والمبادرات الوطنية لتحقيق بيئة صحية ومستدامة للأجيال القادمة.